إعراب : كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص

إعراب الآية 3 من سورة ص , صور البلاغة و معاني الإعراب.

كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ

التفسير الميسر. تفسير الآية ٣ من سورة ص

كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص

كثيرًا من الأمم أهلكناها قبل هؤلاء المشركين، فاستغاثوا حين جاءهم العذاب ونادوا بالتوبة، وليس الوقت وقت قَبول توبة، ولا وقت فرار وخلاص مما أصابهم.
(كَمْ)
خَبَرِيَّةٌ تُفِيدُ التَّكْثِيرَ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ مُقَدَّمٌ.
(أَهْلَكْنَا)
فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِنَا الْفَاعِلِينَ، وَ(نَا) : ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
(مِنْ)
حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(قَبْلِهِمْ)
اسْمٌ ظَرْفِيٌّ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
(مِنْ)
حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(قَرْنٍ)
اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(فَنَادَوْا)
"الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(نَادَوْا) : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ الْمُقَدَّرِ عَلَى الْأَلِفِ الْمَحْذُوفَةِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
(وَلَاتَ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ حَالٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(لَاتَ) : حَرْفُ نَفْيٍ يَعْمَلُ عَمَلَ "لَيْسَ" مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحٍ، وَاسْمُ (لَاتَ) : مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ "الْحِينُ".
(حِينَ)
خَبَرُ لَاتَ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
(مَنَاصٍ)
مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.

إعراب الآية ٣ من سورة ص

{ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ( ص: 3 ) }
﴿كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ﴾: مرّ إعرابها في سورة يس الآية الحادية والثلاثين.
والانعام الاية السادسة .
وهو : « كَمْ: الخبرية مبنية على السكون في محلّ نصب مفعول به مقدّم لـ "أهلكنا".
﴿أَهْلَكْنَا﴾: "أهلك": فعل ماضٍ مبنيّ على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، و"نا": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محل رفع فاعل.
﴿مِنْ﴾: حرف جرّ مبنيّ على السكون في محل رفع فاعل.
﴿قَبْلِهِمْ﴾: "قبلِ": ظرف زمان مبنيّ على الكسر في محلّ جرّ بحرف الجرّ، وهو مضاف.
والجارّ والمجرور متعلقان بمحذوف حال، أو بالفعل "أهلكنا".
و"هم": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿مِنْ﴾: حرف جرّ مبنيّ على السّكون.
﴿قَرْنٍ﴾: اسم مجرور بـ "من" وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة، والجارّ والمجرور متعلقان بالفعل "أهلكنا"».
﴿فَنَادَوْا﴾: الفاء: حرف عطف.
نادوا: فعل ماضٍ مبنيّ على الضم المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.
و"الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
﴿وَلَاتَ﴾: الواو: حرف استدراك.
لات: حرف نفي يعمل عمل "ليس"، واسمها محذوف تقديره: الحين.
﴿حِينَ﴾: خبر "لات" منصوب بالفتحة.
﴿مَنَاصٍ﴾: مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
وجملة "أهلكنا" لا محلّ لها من الإعراب، لأنها استئنافيّة.
وجملة "نادوا" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها معطوفة على جملة "أهلكنا".
وجملة "لات حين مناص" في محلّ نصب حال.

إعراب الآية ٣ من سورة ص مكتوبة بالتشكيل

﴿كَمْ﴾: خَبَرِيَّةٌ تُفِيدُ التَّكْثِيرَ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ مُقَدَّمٌ.
﴿أَهْلَكْنَا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِنَا الْفَاعِلِينَ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿قَبْلِهِمْ﴾: اسْمٌ ظَرْفِيٌّ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿قَرْنٍ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿فَنَادَوْا﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( نَادَوْا ) فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ الْمُقَدَّرِ عَلَى الْأَلِفِ الْمَحْذُوفَةِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿وَلَاتَ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ حَالٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( لَاتَ ) حَرْفُ نَفْيٍ يَعْمَلُ عَمَلَ "لَيْسَ" مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحٍ، وَاسْمُ ( لَاتَ ) مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ "الْحِينُ".
﴿حِينَ﴾: خَبَرُ لَاتَ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مَنَاصٍ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.

إعراب الآية ٣ من سورة ص إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة ص (38) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ (2) كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ (3) وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ (4)
أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ (5)


الإعراب:
(ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) ص تقدم القول فيها مفصلا وسيرد مزيدا منه في باب الفوائد. والواو حرف قسم والقرآن مجرور بواو القسم والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف وجواب القسم محذوف على الأرجح تقديره إنه لمعجز أو لقد جاءكم الحق وسيرد المزيد من إعراب هذه الآية وما قيل فيها وذي الذكر نعت للقرآن ومعنى الذكر البيان أو الشرف أو الموعظة والذكرى وكلها صحيح. (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ) بل حرف عطف وإضراب انتقالي والذين مبتدأ وكفروا صلته وفي عزة خبره وشقاق عطف على عزة أي تكبر وتجبر وشقاق أي امتناع عن قبول الحق. (كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) كم خبرية في محل نصب مفعول مقدم لأهلكنا وأهلكنا فعل وفاعل ومن قبلهم متعلقان بأهلكنا ومن قرن تمييز كم الخبرية والمراد بالقرن الأمة، فنادوا الفاء عاطفة ونادوا فعل ماض والواو فاعل والواو حالية ولات حرف مشبه بليس وسيأتي القول عنها وعن التاء المتصلة بها مفصلا في باب الفوائد واسمها محذوف تقديره الحين وحين مناص خبرها أي نجاة.
(وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ) الواو عاطفة وعجبوا فعل ماض والواو فاعل وأن مصدرية وهي مع ما في حيزها مصدر منصوب بنزع الخافض أي عجبوا من مجيء منذر ومنذر فاعل مؤخر ومنهم نعت لمنذر والواو حرف عطف وقال الكافرون فعل وفاعل وفيه وضع الظاهر موضع المضمر تسجيلا للكفر عليهم وامعانا في الغضب عليهم وإشعارا بأن كفرهم حداهم الى هذا القول وهذا مبتدأ وساحر خبر وكذاب خبر ثان أو نعت لساحر.
(أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ) الهمزة للاستفهام التعجبي أي تعجبوا من هذا الحصر لأنهم قاسوا الغائب على الشاهد جهلا منهم وارتطاما بسوء الغفلة وجعل فعل ماض وفاعله مستتر تقديره هو والآلهة مفعول به أول وإلها مفعول به ثان وواحدا صفة وإن واسمها واللام المزحلقة وشيء خبرها وعجاب صفة لشيء. قال الجوهري: العجيب الأمر الذي يتعجب منه وكذلك العجاب بالضم والعجاب بالتشديد أكثر منه.

الفوائد:
1- جواب القسم المحذوف وتقديره:
تقدم القول مفصلا في فواتح السور ورجحنا أنها خبر لمبتدأ محذوف أي هذه صاد. وأما جواب القسم فقد اختلفوا فيه كثيرا وأصح ما رأيناه هو أنه محذوف وقد اقتصر عليه الزمخشري والبيضاوي، قال الحوفي تقديره: لقد جاءكم الحق وقال ابن عطية تقديره: ما الأمر كما تزعمون وقال الزمخشري تقديره: إنه لمعجز.
2- القول في لات:
لات: هي إحدى الحروف العاملات عمل ليس وهي ما ولا ولات وإن لشبهها بها في النفي، وأما لات فأصلها لا النافية ثم زيدت عليها التاء لتأنيث اللفظ أو للمبالغة في معناه وخصت بنفي الأحيان، وزيادة التاء هنا أحسن منها في ثمت وربت لأن لا محمولة على ليس وليس تتصل بها التاء ومن ثم لم تتصل بلا المحمولة على إن وهي كلمتان عند الجمهور: لا النافية وتاء التأنيث وحركت لالتقاء الساكنين، وقال أبو عبيدة وابن الطراوة كلمة وبعض كلمة وذلك انها لا النافية والتاء الزائدة في أول الحين وقيل كلمة واحدة وهي فعل ماض وعلى هذا هل هي ماضي يليت بمعنى ينقص استعملت للنفي أو هي ليس بكسر الياء قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وأبدلت السين تاء قولا حكاهما في المغني وعملها إجماع من العرب، وله شرطان: كون معموليها اسمي زمان وحذف أحدهما والغالب في المحذوف هو الاسم نحو ولات حين مناص أي ليس الحين حين فرار، ومن القليل قراءة بعضهم برفع الحين على أنه اسمها وخبرها محذوف أي ليس حين فرار حينا لهم وقرىء أيضا ولات حين مناص بخفض حين فزعم الفراء أن لات تستعمل حرفا جارا لاسم الزمان خاصة كما أن مذ ومنذ كذلك.
وقد جرى المتنبي على هذا القول بقوله:
لقد تصبرت حتى لات مصطبر ... فالآن اقحم حتى لات مقتحم
قال أبو البقاء: والجر به شاذ وقد جر به العرب وأنشدوا:
طلبوا صلحنا ولات أوان ... فأجبنا أن لات حين بقاء

إعراب الآية ٣ من سورة ص التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3)) .
وَقِيلَ: الْجَوَابُ: «كَمْ أَهْلَكْنَا» وَاللَّامُ مَحْذُوفَةٌ؛ أَيْ لَكَمْ أَهْلَكْنَا وَهُوَ بَعِيدٌ؛ لِأَنَّ كَمْ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِأَهْلَكْنَا. وَقِيلَ: هُوَ مَعْنَى هَذِهِ الْجُمْلَةِ؛ أَيْ لَقَدْ أَهْلَكْنَا كَثِيرًا مِنَ الْقُرُونِ.
وَقِيلَ: هُوَ قَوْلُهُ [تَعَالَى] : (إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ) [ص: 14] . وَقِيلَ: هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ) [ص: 64] وَبَيْنَهُمَا كَلَامٌ طَوِيلٌ يَمْنَعُ مِنْ كَوْنِهِ جَوَابًا. قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ) : الْأَصْلُ «لَا» زِيدَتْ عَلَيْهَا التَّاءُ، كَمَا زِيدَتْ عَلَى رُبَّ، وَثُمَّ: فَقِيلَ رُبَّتَ وَثُمَّتْ.
وَأَكْثَرُ الْعَرَبِ يُحَرِّكُ هَذِهِ التَّاءَ بِالْفَتْحِ؛ فَأَمَّا فِي الْوَقْفِ فَبَعْضُهُمْ يَقِفُ بِالتَّاءِ؛ لِأَنَّ الْحُرُوفَ لَيْسَتْ مَوْضِعَ تَغْيِيرٍ، وَبَعْضُهُمْ بِالْهَاءِ كَمَا يَقِفُ عَلَى قَائِمَةٍ.
فَأَمَّا «حِينَ» فَمَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ أَنَّهُ خَبَرُ لَاتَ، وَاسْمُهَا مَحْذُوفٌ؛ لِأَنَّهَا عَمِلَتْ عَمَلَ لَيْسَ؛ أَيْ لَيْسَ الْحِينُ حِينَ هَرَبٍ. وَلَا يُقَالُ: هُوَ مُضْمَرٌ؛ لِأَنَّ الْحُرُوفَ لَا يُضْمَرُ فِيهَا.
وَقَالَ الْأَخْفَشُ: هِيَ الْعَامِلَةُ فِي بَابِ النَّفْيِ، فَحِينَ اسْمُهَا، وَخَبَرُهَا مَحْذُوفٌ؛ أَيْ لَا حِينَ مُنَاظِرٌ لَهُمْ، أَوْ حِينُهُمْ.
وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْفَعُ مَا بَعْدَهَا، وَيُقَدِّرُ الْخَبَرَ الْمَنْصُوبَ، كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ:
فَأَنَا ابْنُ قَيْسٍ لَا بَرَاحُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: التَّاءُ مَوْصُولَةٌ بِحِينَ لَا بِلَا، حَكَى أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: تَحِينُ وَتَلَانُ
وَأَجَازَ قَوْمٌ جَرَّ مَا بَعْدَ «لَاتَ» وَأَنْشَدُوا عَلَيْهِ أَبْيَاتًا، وَقَدِ اسْتَوْفَيْتُ ذَلِكَ فِي عِلَلِ الْإِعْرَابِ الْكَبِيرِ.

إعراب الآية ٣ من سورة ص الجدول في إعراب القرآن

[سورة ص (38) : الآيات 3 الى 5]
كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ (3) وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ (5)


الإعراب
(كم) خبريّة كناية عن كثير في محلّ نصب مفعول به مقدّم (من قبلهم) متعلّق ب (أهلكنا) ، (من قرن) تمييز، كم (الفاء) عاطفة (نادوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، و (الواو) فاعل وهو يعود إلى القرون أو الأمم أو مجموع الأمة (الواو) واو الحال (لات) حرف نفي يعمل عمل ليس، واسمه محذوف تقديره الحين (حين) المذكور خبر لات .
جملة: «أهلكنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نادوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أهلكنا.
وجملة: «لات حين مناص.» في محلّ نصب حال.
(4) (الواو) عاطفة (أن) حرف مصدريّ (منهم) متعلّق بنعت لمنذر (كذّاب) نعت لساحر مرفوع .
وجملة: «عجبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نادوا..
وجملة: «جاءهم منذر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . » اه-.
(2) أو خبر ثان مرفوع للمبتدأ هذا. والمصدر المؤوّل (أن جاءهم ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (عجبوا) ، أي: من أن جاءهم.
وجملة: «قال الكافرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نادوا.
وجملة: «هذا ساحر ... » في محلّ نصب مقول القول.
(5) - (الهمزة) للاستفهام التّعجبيّ (إلها) مفعول به ثان منصوب (اللام) المزحلقة للتوكيد ...
وجملة: «جعل الآلهة ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول .
وجملة: «إنّ هذا لشيء ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول .


الصرف
(3) لات: هي (لا) النافية و (التاء) زائدة كزيادتها في ربّ كقولهم ربّت.
(مناص) ، مصدر ميميّ من ناصه أي فاته وهو من باب قال، أو بمعنى تأخّر أو فرّ أو نجا ... وزنه مفعل، وفيه إعلال أصله منوص- بفتح الواو بعد نون ساكنة- نقلت الفتحة إلى النون وسكّنت الواو، فلما انفتح ما قبل الواو قلبت ألفا.
(5) عجاب: صيغة مبالغة من الثلاثيّ عجب، وزنه فعال بضمّ الفاء.


الفوائد
- لات:
تضاربت أقوال النحاة في حقيقتها. والجمهور على أنها كلمتان: لا النافية، والتاء لتأنيث اللفظة، كما في ثمة وربّت. وإنما وجب تحريكها لالتقاء الساكنين.
ويشهد للجمهور أنه يوقف عليها بالتاء والهاء، وأنها رسمت منفصلة عن الحين، أو تعليليّة. وأن التاء قد تكسر على أصل حركة التقاء الساكنين، ولو كانت فعلا ماضيا- كما زعم بعضهم- لم يكن للكسر وجه. أما عملها، فبعضهم قال: لا تعمل شيئا، وبعضهم قال:
تعمل عمل إن. والذي عليه جمهور النحاة، أنها تعمل عمل ليس. ويأتي اسمها محذوفا ولا يذكر إلا الخبر، كما في الآية وَلاتَ حِينَ مَناصٍ والتقدير (ولات الحين حين مناص) ، واختلف في معمولها، فنص الفراء على أنها لا تعمل إلا في لفظة الحين، وهو ظاهر قول سيبويه، وذهب الفارسي وجماعة إلى أنها تعمل في الحين وفيما رادفه، قال الزمخشري: زيدت التاء على (لا) وخصت بنفي الأحيان.
فائدة:
قرئ (ولات حين مناص) بخفض الحين، فزعم الفراء أن لات تستعمل حرفا جارا لأسماء الزمان خاصة، كما أن مذ ومنذ كذلك، وأنشد لأبي زيد الطائي:
طلبوا صلحنا ولات أوان ... فأجبنا أن لات حين بقاء
وقد ردّ الزمخشري على هذا الزعم قائلا:
إن الأصل (حين مناصهم) ثم نزل قطع المضاف إليه من مناص منزلة قطعة من حين، لاتحاد المضاف والمضاف إليه، وجعل التنوين عوضا عن المضاف إليه، ثم بنى الحين لإضافته إلى غير متمكن. وأردف ابن هشام قائلا: والأولى أن يقال: إن التنزيل المذكور اقتضى بناء الحين ابتداء، وإن المناص معرب، وإن كان قد قطع عن الإضافة بالحقيقة، لكنه ليس بزمان، فهو ككل وبعض.
- تعنّت واستكبار:
أورد المفسرون قصة تاريخية بين كفار قريش ومحمد (صلّى الله عليه وسلم) سببا لنزول هذه الآية، وهي قصة طريفة، تدلك من خلالها على مبلغ العناد الذي وصلت إليه قريش، ومدى الإصرار على الباطل ومجافاة الحق. تقول القصة:
لما أسلم عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- شق ذلك على قريش، وفرح بذلك المؤمنون فرحا عظيما، فقال الوليد بن المغيرة للملأ من قريش، وهم الصناديد والأشراف، وكانوا خمسة وعشرين رجلا، أكبرهم سنا الوليد بن المغيرة: امشوا إلى أبي طالب، فأتوه وقالوا له: أنت شيخنا وكبيرنا، وقد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء، وإنما أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك، فأرسل إليه أبو طالب، فدعا به، فلما أتى النبي (صلّى الله عليه وسلم) قال له: يا ابن أخي، هؤلاء قومك، يسألونك السواء، فلا تمل كل الميل على قومك، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) وماذا يسألونني؟ قالوا: ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلهك. فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) : أتعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب، وتدين لكم بها العجم؟ فقال أبو جهل: لله أبوك، لنعطيكها وعشرا أمثالها، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) : قالوا: لا إله إلا الله، فنفروا من ذلك وقالوا: أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب.

إعراب الآية ٣ من سورة ص النحاس

{كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم..} [3] "كم" في موضع نصب بأهلكنا {فَنَادَواْ} قال قتادة: فنادوا في غير نداء. قال أبو جعفر: ومعناه على قوله في غير نداء ينجي، كما قال الحسن: نادوا بالتوبة وليس حِينَ توبةٍ ولا ينفع العمل. وهذا تفسير من الحسن لقوله جل وعز "وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ"، [قال ليس حين. فأما اسرائيل فيروى عن أبي اسحاق عن التميمي عن ابن عباس "وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ"] قال: ليس بحين نَزْوٍ ولا فرار، قال ضُبِطَ القوم جميعاً. قال أبو جعفر: وأصله من ناصَ ينوصُ إذا تأخّر، ويقال: ناص ينوص إذا تقدّم. وأما "وَّلاَتَ حِينَ" فقد تكلّم النحويون فيه وفي الوقوف عليه، وكثّر فيه أبو عبيد القاسم بن سلام في "كتاب القراءات"، وكلّ ما جاء به فيه إلا يسيراً مردودٌ. قال سيبويه: لاتَ مُشَبّهَةٌ بليس، والاسم فيها مضمر أي ليست أحياننا حين مناص، وحُكِيَ أنّ من العرب من يرفع بها فيقول "وَّلاَتَ حِينُ مَنَاصٍ"، وحُكِيَ أنّ الرفع قليل، ويكون الخبر محذوفاً كما كان الاسم محذوفاً في النصب أي ولات حينُ مناصٍ لنا. والوقوف عليها عند سيبويه والفراء, وهو قول أبي الحسن بن كيسان وابي اسحاق، ولات بالتاء ثم تبتدىء حينَ مَنَاصٍ. قال أبو الحسن بن كيسان: والقول كما قال سيبويه؛ لأنه شَبّهَهَا بليس فكما تقول ليست تقول: لاتَ. والوقوف عليها عند الكسائي بالهاء وَلاَه، وهو قول محمد بن يزيد، كما حكى لنا عنه علي بن سليمان، وحُكِيَ عنه أنّ الحجّةَ في ذلك أنها "لا" دخلت عليها الهاء لتأنيث الكلمة، كما يقال: ثمّةَ ورُبّةَ. وأما أبو عُبَيْدٍ فقال: اختلف العلماء فيها فقال بعضهم لاتَ ثم تبتدىء فتقول: حين ثم لم يذكر عن العلماء غير هذا القول وكلامه يوجب غير هذا ثم ذكر احتجاجهم بأنها في المصاحف كلّها كذا ثم قال: وهذه حجة لولا أنّ ثَمّ حججاً تردّها ثم ذكر حججاً لا يصحّ منها شيء، وسنذكرها إن شاء الله تعالى، ونبين ما يردّها. قال: والوقوف عندي بغير تاء ثم/ 206 أ/ تبتديء بحين مناصٍ ثم ذكر الحجج فقال: إحداهنّ أنّا لم نجد في كلام العرب لاتَ إنما هي "لا". قال أبو جعفر: لو لم يكن في هذا من الردّ إلا اجتماع المصاحف على ما أنكره فكيف وقد روى خلاف ما قال جميع النحويين المذكورين من البصريين والكوفيين، فقال سيبويه: "لاتَ" مشبهة بليس، وقال الفراء عن الكسائي أحسبه أنه سأل أبا السمّال فقال: كيف تقف على ولات؟ فوقف عليها بالهاء. قال أبو عبيد: والحجة الثانية أنّ تفسير ابن عباس يدلّ على ذلك؛ لأن ابن عباس قال: لَيسَ حِينَ نَزوٍ ولا فرارٍ. قال أبو جعفر: تفسير ابن عباس يدلّ على أن الصحيح غير قوله، ولو كان على قوله لقال ابن عباس ليس تحين مناص، ولم يرو هذا أحد. قال أبو عبيد: والحجة الثالثة أنّا لم نجد العرب تزيد هذه التاء إلا في حِينٍ وأوانٍ والآن، وأنشد لأبي وجزة السعدي: العَاطِفُونَ تَحِينَ ما مِنْ عَاطِفٍ * والمُطعِمُونَ زَمَانَ أين المُطعِمُ وأنشد لأبي زبيد الطائي: طَلَبُوا صُلحَنَا وَلاَتَ أوَانٍ * فأَجَبْنَا أن لَيْسَ حِينَ بَقاءِ وأنشد: نَوِّلي قَبلَ يَومِ بَيْنِي جُمَانَا * وصِلينَا كَمَا زعَمتِ تلانَا قال أبو جعفر: وانشاد أهل اللغة جميعاً على غير ما قال. قال الفراء: أنشدني المفضل: تَذكّرَ حُبّ لَيلَى لاتَ حِينَا * وأَضحَى الشّيْبُ قَدْ قَطَعَ القَرينا قال أبو جعفر: فأما البيت الأول الذي أَنشَدَهُ لأبي وجزى فقرأه العلماء باللغة على أربعة أوجه كلّها على خلاف ما أنشده، وفي أحدها تقديران. رواه أبو العباس محمد بن يزيد "العَاطِفُونَ ولاتَ ما مِنْ عاطِفٍ"، والرواية الثانية "العاطفون ولات حينَ تَعَاطَفُ"، والرواية الثالثة رواها أبو الحسن بن كيسان "العَاطِفُونَه حِينَ ما مِنْ عاطِفٍ" جَعَلَهَا هاء في الوقف وتاء في الادراج، وزعم أنها لبيان الحركة شُبِّهَتْ بهاء التأنيث، والرواية الرابعة هي "العَاطِفُونَهْ حين ما من عاطفٍ". وفي هذه الرواية تقديران: أحدهما، وهو مذهب اسماعيل بن اسحاق، أن الهاء في موضع نصب كما تقول: الضاربون زيداً، فإِذا كَنّيتَ قلت: الضاربوه، وأجاز سيبويه الضاربونه في الشعر، فجاء اسماعيل بالبيت على مذهب سيبويه في إجازته مثله. والتقدير الآخر "العَاطِفُونَهْ" على أن الهاء لبيان الحركة، كما تقول: مر بنا المسلمُونَهْ، في الوقف ثم أُجرِيَتْ في الوصل مجراها في الوقف. كما قرأ أهل المدينة {ما أغنَى عَنِّي مالِيَه هَلَكَ عنّي سُلطَانِيه}. وأما البيت الثاني فلا حجّةً له فيه لأنه يُوقَفُ عليه ولاتَ أوانٍ غير أنّ فيه شيئاً مُشكلاً لأنه رُوِيَ "ولاتَ أوانٍ" بالخفض، وانما يقع ما بعد لاتَ مرفوعاً ومنصوباً ، وان كان قد روي عن عيسى بن عمر أنه قرأ {وَّلاَتِ حِينِ منَاصٍ} بكسر التاء من "لات" والنون من "حين" فإِن الثّبتَ عنه أنه قرأ {وَّلاَتِ حِينَ مناصٍ} فَبَنَى لات على الكسر ونصب حين فأما "وَّلاَتَ أوانٍ" ففيه تقديران: قال الأخفش: فيه مضمر أي ولاتَ حينَ أوانٍ. قال أبو جعفر: وهذا القول بيّن الخطأ، والتقدير الآخر عن أبي اسحاق، قال تقديره: ولاتَ حينَ اواننا فَحَذَفَ المضاف اليه فوجب ألاّ يُعرَبَ فكسَرَهُ لالتقاء الساكنين، وأنشد محمد بن يزيد "وَّلاَتَ أوانٌ" بالرفع. وأما البيت فبيت مُوَلّدٌ لا يُعرَفُ قائله، ولا يصح به حجّةٌ. على أن محمد ابن يزيد رواه "كما زعمت الآن" وقال غيره: المعنى كما زعمتِ أنتِ الآن، فأسقط الهمزة من أنت والنون. وأما احتجاجه بحديث عبدالله بن عمر لما ذكر للرجل مناقب عثمان رضي الله عنه. قال: اذهب بها تَلاَنَ إلى أصحابك، فلا حجّةَ فيه لأن المُحَدِّثَ/ 206 أ/ إنما يروي هذا على المعنى، ,الدليل على هذا أنّ مجاهداً روى عن عمرو بن عمر هذا الحديث، وقال فيه: اذهب فاجْهَدْ جَهْدَكَ، ورواه آخر اذهَبْ بها الآن معك فأمّا احتجاجه بأنه وجدها في الامام "تَحِينَ" فلا حجة فيه لأن معنى الامام أنه إمام للمصاحف فإِن كان مخالفاً لها فليس بإِمام لها، وفي المصاحف كلّها ولاتَ. فلو لم يكن في هذا إلا هذا الاحتجاج لكان مقنعاً. وجمعُ مَنَاصٍ مَنَاوِصٌ.

إعراب الآية ٣ من سورة ص مشكل إعراب القرآن للخراط

{ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ } "كم" خبرية مفعول به، الجار "من قرن" متعلق بنعت لـ "كم"، وجملة "فنادوا" معطوفة على جملة "أهلكنا"، "لات" نافية تعمل عمل ليس، واسمها "الحين" محذوف، و "حينَ" خبرها، والجملة حالية.