(إِنَّا)
(إِنَّ) : حَرْفُ تَوْكِيدٍ وَنَصْبٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(نَا) : ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ اسْمُ (إِنَّ) :.
(سَخَّرْنَا)
فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِنَا الْفَاعِلِينَ، وَ(نَا) : ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ (إِنَّ) :.
(الْجِبَالَ)
مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
(مَعَهُ)
ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
(يُسَبِّحْنَ)
فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِنُونِ الْإِنَاثِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ، وَ"نُونُ الْإِنَاثِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ حَالٌ.
(بِالْعَشِيِّ)
"الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ(الْعَشِيِّ) : اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(وَالْإِشْرَاقِ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(الْإِشْرَاقِ) : مَعْطُوفٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
إعراب الآية ١٨ من سورة ص
{ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ ( ص: 18 ) }
﴿إِنَّا﴾: حرف توكيد مشبّه بالفعل، و "نا": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب اسم "إنّ".
﴿سَخَّرْنَا﴾: سخَّر: فعل ماضٍ مبنيّ على السكون لاتصاله بضمير رفع محترك، و "نا": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل.
﴿الْجِبَالَ﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
﴿مَعَهُ﴾: ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلّق بـ"بسخرنا".
و "الهاء": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿يُسَبِحْنَ﴾: فعل مضارع مبنيّ على السكون لاتصاله بنون النّسوة.
والنون: ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
﴿بِالْعَشِىِّ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ "يسبحن".
﴿وَالإِشْرَاقِ﴾: اسم معطوف بالواو على "العشي" مجرور بالكسرة.
وجملة "إنا سخرنا" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئناف في معرض قصة داود.
وجملة "سخّرنا" في محلّ رفع خبر "إنّ".
وجملة "يسبحن" في محلّ نصب حال من الجبال.
﴿إِنَّا﴾: حرف توكيد مشبّه بالفعل، و "نا": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب اسم "إنّ".
﴿سَخَّرْنَا﴾: سخَّر: فعل ماضٍ مبنيّ على السكون لاتصاله بضمير رفع محترك، و "نا": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل.
﴿الْجِبَالَ﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
﴿مَعَهُ﴾: ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلّق بـ"بسخرنا".
و "الهاء": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿يُسَبِحْنَ﴾: فعل مضارع مبنيّ على السكون لاتصاله بنون النّسوة.
والنون: ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
﴿بِالْعَشِىِّ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ "يسبحن".
﴿وَالإِشْرَاقِ﴾: اسم معطوف بالواو على "العشي" مجرور بالكسرة.
وجملة "إنا سخرنا" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئناف في معرض قصة داود.
وجملة "سخّرنا" في محلّ رفع خبر "إنّ".
وجملة "يسبحن" في محلّ نصب حال من الجبال.
إعراب الآية ١٨ من سورة ص مكتوبة بالتشكيل
﴿إِنَّا﴾: ( إِنَّ ) حَرْفُ تَوْكِيدٍ وَنَصْبٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ اسْمُ ( إِنَّ ).
﴿سَخَّرْنَا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِنَا الْفَاعِلِينَ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ ( إِنَّ ).
﴿الْجِبَالَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مَعَهُ﴾: ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿يُسَبِّحْنَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِنُونِ الْإِنَاثِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ، وَ"نُونُ الْإِنَاثِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ حَالٌ.
﴿بِالْعَشِيِّ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( الْعَشِيِّ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَالْإِشْرَاقِ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( الْإِشْرَاقِ ) مَعْطُوفٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿سَخَّرْنَا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِنَا الْفَاعِلِينَ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ ( إِنَّ ).
﴿الْجِبَالَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مَعَهُ﴾: ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿يُسَبِّحْنَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِنُونِ الْإِنَاثِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ، وَ"نُونُ الْإِنَاثِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ حَالٌ.
﴿بِالْعَشِيِّ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( الْعَشِيِّ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَالْإِشْرَاقِ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( الْإِشْرَاقِ ) مَعْطُوفٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
إعراب الآية ١٨ من سورة ص إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش
[سورة ص (38) : الآيات 16 الى 20]
وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ (16) اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ (20)
اللغة:
(قِطَّنا) : نصيبنا وحظنا من العذاب وأصله من قطّ الشيء أي قطعه ومنه قط القلم قالوا ذلك استهزاء أي عجل لنا قطعة مما وعدتنا به ويطلق على الصحيفة والصك قط لأنهما قطعتان وقيل للجائزة قط لأنها قطعة من العطية ويجمع على قطوط مثل حمل وحمول وعلى قططة مثل قرد وقردة وقرود وفي القلة على أقططة مثل قدح وأقدحة وأقداح وفي القاموس: «القط: القطع عامة أو عرضا أو قطع شيء صلب كالحقة كالاقتطاط والقصير الجعد من الشعر كالقطط محركة وقد قطط كفرح وقد قطّ يقط كيمل قططا محركة وقطاطة، والقطّاط:
الخراط صانع الحقق» إلى أن يقول: «والقط بالكسر النصيب والصك وكتاب المحاسبة وجمعه قطوط والسنور وجمعه قطاط وقططه والساعة من الليل» وقال أبو عبيدة والكسائي: القط: الكتاب بالجوائز، وقال الأعشى:
ولا الملك النعمان يوم لقيته ... بغبطته يعطي القطوط ويأفق
الإعراب:
(وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ) كلام مستأنف مسوق لسرد أنماط من تمحلهم واستهزائهم بعد أن نزل قوله تعالى:
«فأما من أوتي كتابه بيمينه» الآية وقالوا فعل وفاعل وربنا منادى مضاف محذوف منه حرف النداء وعجّل لنا فعل أمر ولنا متعلقان به وفاعله مستتر وجوبا تقديره أنت وقطنا مفعول به وقبل يوم الحساب ظرف متعلق بعجل أيضا أو بمحذوف حال. (اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ) اصبر فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت وعلى ما يقولون متعلقان باصبر وجملة يقولون صلة والعائد محذوف أي يقولونه واذكر عطف على اصبر أي تأس بقصة داود ومنّ نفسك عن إهمال أمر مصابرتهم وتحمل أذاهم لئلا يستهدف لما استهدف له وعبدنا مفعول به وداود بدل وذا الأيد نعت لداود أي صاحب القوة وقد تقدم شرح الأيد وجملة إنه أواب تعليل لكونه من أصحاب الأيد أي راجع الى مرضاة الله وان واسمها وخبرها.
(إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ) إن واسمها وجملة سخرنا الجبال من الفعل والفاعل والمفعول خبر إنا وجملة يسبحن حالية من الجبال وسيأتي سر العدول عن مسبحات إلى يسبحن في باب البلاغة وبالعشي متعلقان بيسبحن والإشراق عطف على بالعشي أي غدوة وعشية وسيأتي حديث ابن عباس عن العشي والإشراق في باب البلاغة أيضا. (وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ) والطير عطف على الجبال أو مفعول به لفعل محذوف دل عليه ما قبله أي وسخرنا الطير ومحشورة حال أي مجموعة تسبح له وكل مبتدأ وساغ الابتداء به لما فيه من معنى العموم أي كل من الجبال والطير وله جار ومجرور متعلقان بأواب وأواب خبر كل أي رجاع مبالغة آئب أي راجع له بالتسبيح. (وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ) وشددنا ملكه فعل وفاعل ومفعول به أي قويناه بالجنود والحرس وآتيناه فعل وفاعل ومفعول به أول والحكمة مفعول به ثان وفصل الخطاب عطف على الحكمة وسيأتي معنى فصل الخطاب في باب البلاغة.
البلاغة:
انطوت في هذه الآيات فنون متعددة تبهر السامعين وإليك التفصيل.
1- العدول عن الاسمية الى الفعلية:
في قوله «يسبحن» عدول عن الاسم الى الفعل، والنكتة فيه الدلالة على التجدد والحدوث شيئا بعد شيء وحالا بعد حال وكأن السامع حاضر تلك الحال يسمع تسبيحها ومثله قول الأعشى:
لعمري لقد لاحت عيون كثيرة ... إلى ضوء باليفاع تحرق
ولو قال محرقة لم يكن له ذلك الوقع. 2- الطباق:
وفي قوله «بالعشي والإشراق» طباق بديع بين صلاة العشاء وصلاة الضحى، وروي عن ابن عباس انه قال: كنت أمرّ بهذه الآية:
بالعشي والإشراق ولا أدري ما هي حتى حدثتني أم هانىء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فدعا بوضوء فتوضأ ثم صلى صلاة الضحى وقال: يا أم هانىء هذه صلاة الإشراق، وعن طاوس عن ابن عباس أيضا: قال هل تجدون ذكر الضحى في القرآن؟ قالوا: لا، فقرأ: إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق، وعنه أيضا:
ما عرفت صلاة الضحى إلا بهذه الآية.
3- معنى فصل الخطاب:
الفصل التمييز بين الشيئين وقيل للكلام المبين فصل بمعنى المفعول وأصله: انهم يقولون كلام ملتبس، وفي كلامه لبس والملتبس المختلط الذي لا يبين لتداخله أو معاظلته فقيل في نقيضه كلام فصل أي مفصول بعضه عن بعض وملخصه أن لا يخطىء مظان الوصل والفصل فلا يقف في كلمة الشهادة على المستثنى منه ولا يتلو قوله «ويل للمصلين» إلا موصولا بما بعده ولا «والله يعلم وأنتم» حتى يصله بقوله: «لا تعلمون» ونحو ذلك وكذلك مظان العطف وتركه والإضمار والإظهار والذكر والحذف والتكرار وغير ذلك من الفنون التي مرّ بك معظمها في هذا الكتاب ويجوز أن يكون الفصل بمعنى الفاعل أي الفاصل بين الحق والباطل وبين الصحيح والفاسد وبين السمين والغث.
وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ (16) اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ (20)
اللغة:
(قِطَّنا) : نصيبنا وحظنا من العذاب وأصله من قطّ الشيء أي قطعه ومنه قط القلم قالوا ذلك استهزاء أي عجل لنا قطعة مما وعدتنا به ويطلق على الصحيفة والصك قط لأنهما قطعتان وقيل للجائزة قط لأنها قطعة من العطية ويجمع على قطوط مثل حمل وحمول وعلى قططة مثل قرد وقردة وقرود وفي القلة على أقططة مثل قدح وأقدحة وأقداح وفي القاموس: «القط: القطع عامة أو عرضا أو قطع شيء صلب كالحقة كالاقتطاط والقصير الجعد من الشعر كالقطط محركة وقد قطط كفرح وقد قطّ يقط كيمل قططا محركة وقطاطة، والقطّاط:
الخراط صانع الحقق» إلى أن يقول: «والقط بالكسر النصيب والصك وكتاب المحاسبة وجمعه قطوط والسنور وجمعه قطاط وقططه والساعة من الليل» وقال أبو عبيدة والكسائي: القط: الكتاب بالجوائز، وقال الأعشى:
ولا الملك النعمان يوم لقيته ... بغبطته يعطي القطوط ويأفق
الإعراب:
(وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ) كلام مستأنف مسوق لسرد أنماط من تمحلهم واستهزائهم بعد أن نزل قوله تعالى:
«فأما من أوتي كتابه بيمينه» الآية وقالوا فعل وفاعل وربنا منادى مضاف محذوف منه حرف النداء وعجّل لنا فعل أمر ولنا متعلقان به وفاعله مستتر وجوبا تقديره أنت وقطنا مفعول به وقبل يوم الحساب ظرف متعلق بعجل أيضا أو بمحذوف حال. (اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ) اصبر فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت وعلى ما يقولون متعلقان باصبر وجملة يقولون صلة والعائد محذوف أي يقولونه واذكر عطف على اصبر أي تأس بقصة داود ومنّ نفسك عن إهمال أمر مصابرتهم وتحمل أذاهم لئلا يستهدف لما استهدف له وعبدنا مفعول به وداود بدل وذا الأيد نعت لداود أي صاحب القوة وقد تقدم شرح الأيد وجملة إنه أواب تعليل لكونه من أصحاب الأيد أي راجع الى مرضاة الله وان واسمها وخبرها.
(إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ) إن واسمها وجملة سخرنا الجبال من الفعل والفاعل والمفعول خبر إنا وجملة يسبحن حالية من الجبال وسيأتي سر العدول عن مسبحات إلى يسبحن في باب البلاغة وبالعشي متعلقان بيسبحن والإشراق عطف على بالعشي أي غدوة وعشية وسيأتي حديث ابن عباس عن العشي والإشراق في باب البلاغة أيضا. (وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ) والطير عطف على الجبال أو مفعول به لفعل محذوف دل عليه ما قبله أي وسخرنا الطير ومحشورة حال أي مجموعة تسبح له وكل مبتدأ وساغ الابتداء به لما فيه من معنى العموم أي كل من الجبال والطير وله جار ومجرور متعلقان بأواب وأواب خبر كل أي رجاع مبالغة آئب أي راجع له بالتسبيح. (وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ) وشددنا ملكه فعل وفاعل ومفعول به أي قويناه بالجنود والحرس وآتيناه فعل وفاعل ومفعول به أول والحكمة مفعول به ثان وفصل الخطاب عطف على الحكمة وسيأتي معنى فصل الخطاب في باب البلاغة.
البلاغة:
انطوت في هذه الآيات فنون متعددة تبهر السامعين وإليك التفصيل.
1- العدول عن الاسمية الى الفعلية:
في قوله «يسبحن» عدول عن الاسم الى الفعل، والنكتة فيه الدلالة على التجدد والحدوث شيئا بعد شيء وحالا بعد حال وكأن السامع حاضر تلك الحال يسمع تسبيحها ومثله قول الأعشى:
لعمري لقد لاحت عيون كثيرة ... إلى ضوء باليفاع تحرق
ولو قال محرقة لم يكن له ذلك الوقع. 2- الطباق:
وفي قوله «بالعشي والإشراق» طباق بديع بين صلاة العشاء وصلاة الضحى، وروي عن ابن عباس انه قال: كنت أمرّ بهذه الآية:
بالعشي والإشراق ولا أدري ما هي حتى حدثتني أم هانىء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فدعا بوضوء فتوضأ ثم صلى صلاة الضحى وقال: يا أم هانىء هذه صلاة الإشراق، وعن طاوس عن ابن عباس أيضا: قال هل تجدون ذكر الضحى في القرآن؟ قالوا: لا، فقرأ: إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق، وعنه أيضا:
ما عرفت صلاة الضحى إلا بهذه الآية.
3- معنى فصل الخطاب:
الفصل التمييز بين الشيئين وقيل للكلام المبين فصل بمعنى المفعول وأصله: انهم يقولون كلام ملتبس، وفي كلامه لبس والملتبس المختلط الذي لا يبين لتداخله أو معاظلته فقيل في نقيضه كلام فصل أي مفصول بعضه عن بعض وملخصه أن لا يخطىء مظان الوصل والفصل فلا يقف في كلمة الشهادة على المستثنى منه ولا يتلو قوله «ويل للمصلين» إلا موصولا بما بعده ولا «والله يعلم وأنتم» حتى يصله بقوله: «لا تعلمون» ونحو ذلك وكذلك مظان العطف وتركه والإضمار والإظهار والذكر والحذف والتكرار وغير ذلك من الفنون التي مرّ بك معظمها في هذا الكتاب ويجوز أن يكون الفصل بمعنى الفاعل أي الفاصل بين الحق والباطل وبين الصحيح والفاسد وبين السمين والغث.
إعراب الآية ١٨ من سورة ص التبيان في إعراب القرآن
قَالَ تَعَالَى: (إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18)) .
(سَخَّرْنَا) : قَدْ ذُكِرَ فِي الْأَنْبِيَاءِ.
(سَخَّرْنَا) : قَدْ ذُكِرَ فِي الْأَنْبِيَاءِ.
إعراب الآية ١٨ من سورة ص الجدول في إعراب القرآن
[سورة ص (38) : الآيات 17 الى 23]
اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ (20) وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ (21)
إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ (22) إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ (23)
الإعراب
(ما) حرف مصدريّ ، (داود) عطف بيان على عبدنا منصوب (ذا) نعت لداود منصوب وعلامة النصب الألف.
والمصدر المؤوّل (ما يقولون ... ) في محلّ جرّ متعلّق ب (اصبر) .
جملة: «اصبر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «اذكر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر.
وجملة: «إنّه أوّاب..» لا محلّ لها تعليل لقوله (ذا الأيد) . (18) (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (معه) ظرف منصوب متعلّق ب (يسبّحن) ، (بالعشي) متعلّق ب (يسبّحن) .
وجملة: «إنّا سخرنا ... » لا محلّ لها استئناف في معرض قصّة داود.
وجملة: «سخرّنا..» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يسبّحن..» في محلّ نصب حال من الجبال.
(19) (الطير) مفعول به لفعل محذوف تقديره سخرّنا (محشورة) حال منصوبة من الطير (كلّ) مبتدأ مرفوع (له) متعلّق بأوّاب.
وجملة: « (سخرّنا) الطير..» في محلّ رفع معطوفة على جملة سخرنا الجبال.
وجملة: «كلّ له أوّاب ... » لا محلّ لها استئناف مقرّر لمضمون ما قبله.
(20) (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (الحكمة) مفعول به ثان منصوب.
وجملة: «شددنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة سخّرنا الجبال.
وجملة: «آتيناه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة سخّرنا الجبال.
(21- 23) (الواو) عاطفة (هل) حرف استفهام للتشويق (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بنبإ ، (إذ) الثاني في محلّ نصب بدل من الأول ، (على داود) متعلّق ب (دخلوا) ، (الفاء) عاطفة (منهم) متعلّق ب (فزع) ، (لا) ناهية جازمة (خصمان) خبر لمبتدأ محذوف تقديره نحن (على بعض) متعلّق ب (بغى) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بيننا) ظرف منصوب متعلّق ب (احكم) ، (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل احكم (الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى (الواو) عاطفة (إلى سواء) متعلّق ب (اهدنا) ، (أخي) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) مضاف إليه ، (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ تسع (نعجة) تمييز منصوب (لي) مثل له والمبتدأ نعجة، و (النون) في (أكفلنيها) نون الوقاية، و (الياء) مفعول به أوّل و (ها) مفعول به ثان (في الخطاب) متعلّق ب (عزّني) .
وجملة: «هل أتاك..» لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر.
وجملة: «تسوّروا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «دخلوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «فزع ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة دخلوا.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لا تخف ... » في محل نصب مقول القول.
وجملة: (نحن) خصمان ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول .
وجملة: «بغى بعضنا..» في محلّ رفع نعت ل (خصمان) .
وجملة: «احكم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن سمعت قصّتنا فاحكم» .
وجملة: «لا تشطط..» معطوفة على جملة احكم.. وجملة: «اهدنا ... » معطوفة على جملة احكم.
وجملة: «إنّ هذا أخي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ .
وجملة: «له تسع ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) .
وجملة: «لي نعجة..» في محلّ رفع معطوفة على جملة له تسع.
وجملة: «قال ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لي نعجة.
وجملة: «أكفلنيها..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «عزّني ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة قال.
الصرف
(محشورة) اسم مفعول من الثلاثيّ حشر، مذكّره محشور وزنه مفعول.
(الخطاب) اسم دال على الكلام وهو في الأصل مصدر سماعي للرباعي خاطب وزنه فعال بكسر الفاء.
(23) نعجة: اسم جامد لأنثى الغنم، وقد كنّي به عن المرأة، وزنه فعلة بفتح فسكون.
البلاغة
1- العدول عن الاسمية إلى الفعلية: في قوله تعالى «يُسَبِّحْنَ» .
العدول عن مسبحات، مع أن الأصل في الحال الإفراد، للدلالة على تجدد التسبيح حالا بعد حال، نظير ما في قول الأعشى:
لعمري لقد لاحت عيون كثيرة ... إلى ضوء نار في يفاع تحرق
ولو قال محرقة لم يكن له ذلك الوقع.
2- الطباق: في قوله تعالى «بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ» طباق بديع بين صلاة العشاء وصلاة الضحى.
الفوائد
1- (ذا الأيد) ذا- بمعنى صاحب، وهي اسم من الأسماء الخمسة في حالة النّصب، والأسماء الخمسة ترفع بالواو، مثل: أخوك طالب نظيف- ذو العقل يشقى في النعيم بعقله.
ب- وتنصب الأسماء الخمسة بالألف مثل: إن أخاك تلميذ نشيط.
ج- وتجر الأسماء الخمسة بالياء، مثل: كم لأخيك من فضل عليك، كن عونا لذي الحاجة.
ولا تعرب الأسماء الخمسة هذا الإعراب إلا بالشروط الآتية:
آ- أن تكون مفردة (غير مثناة ولا مجموعة) .
ب- أن تكون مكبرة (غير مصغرة) ج- أن تضاف لغير ياء المتكلّم.
2- (كلّ) تنوين العوض: وهو إما أن يكون عوضا عن مفرد وهو ما يلحق- كلا وبعضا وأيّا- عوضا عما تضاف إليه، نحو: كلّ له أواب، أي كل شيء له أواب، وإمّا أن يكون عوضا عن جملة وهو ما يلحق إذ عوضا عن جملة تكون بعدها، مثل: «فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ» أي:
حين إذ بلغت الروح الحلقوم.
أما في الكتابة: فالتنوين عبارة عن فتحتين، توضعان في آخر الاسم النكرة، الذي خلا من (ال) التعريف والإضافة، مثل: رجلا، رجل، رجل.
3- (تسع وتسعون) العدد نوعان:
آ- صريح: وهو الأعداد المعرفة ب- مبهم: وهو الذي يدل عليه بكنايات العدد (كم- كأين- كذا) ويحتاج العدد، صريحا كان أو مبهما، إلى تمييز يكشف إبهامه. ولتمييز العدد أحكام نوجزها بما يلي:
آ- الأعداد من (3- 10) يكون تمييزها جمعا مجرورا بالإضافة، مثل (قرأت ثلاثة كتب) . ب- الأعداد من (11- 99) يكون تمييزها مفردا منصوبا، مثل: (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً) .
ج- للأعداد (100) و (1000) ومضاعفاتهما: يكون تمييزها مفردا مجرورا بالإضافة نحو (مائة رجل، وألف طفل، ومائتا امرأة) .
اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ (20) وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ (21)
إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ (22) إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ (23)
الإعراب
(ما) حرف مصدريّ ، (داود) عطف بيان على عبدنا منصوب (ذا) نعت لداود منصوب وعلامة النصب الألف.
والمصدر المؤوّل (ما يقولون ... ) في محلّ جرّ متعلّق ب (اصبر) .
جملة: «اصبر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «اذكر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر.
وجملة: «إنّه أوّاب..» لا محلّ لها تعليل لقوله (ذا الأيد) . (18) (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (معه) ظرف منصوب متعلّق ب (يسبّحن) ، (بالعشي) متعلّق ب (يسبّحن) .
وجملة: «إنّا سخرنا ... » لا محلّ لها استئناف في معرض قصّة داود.
وجملة: «سخرّنا..» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يسبّحن..» في محلّ نصب حال من الجبال.
(19) (الطير) مفعول به لفعل محذوف تقديره سخرّنا (محشورة) حال منصوبة من الطير (كلّ) مبتدأ مرفوع (له) متعلّق بأوّاب.
وجملة: « (سخرّنا) الطير..» في محلّ رفع معطوفة على جملة سخرنا الجبال.
وجملة: «كلّ له أوّاب ... » لا محلّ لها استئناف مقرّر لمضمون ما قبله.
(20) (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (الحكمة) مفعول به ثان منصوب.
وجملة: «شددنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة سخّرنا الجبال.
وجملة: «آتيناه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة سخّرنا الجبال.
(21- 23) (الواو) عاطفة (هل) حرف استفهام للتشويق (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بنبإ ، (إذ) الثاني في محلّ نصب بدل من الأول ، (على داود) متعلّق ب (دخلوا) ، (الفاء) عاطفة (منهم) متعلّق ب (فزع) ، (لا) ناهية جازمة (خصمان) خبر لمبتدأ محذوف تقديره نحن (على بعض) متعلّق ب (بغى) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بيننا) ظرف منصوب متعلّق ب (احكم) ، (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل احكم (الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى (الواو) عاطفة (إلى سواء) متعلّق ب (اهدنا) ، (أخي) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) مضاف إليه ، (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ تسع (نعجة) تمييز منصوب (لي) مثل له والمبتدأ نعجة، و (النون) في (أكفلنيها) نون الوقاية، و (الياء) مفعول به أوّل و (ها) مفعول به ثان (في الخطاب) متعلّق ب (عزّني) .
وجملة: «هل أتاك..» لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر.
وجملة: «تسوّروا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «دخلوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «فزع ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة دخلوا.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لا تخف ... » في محل نصب مقول القول.
وجملة: (نحن) خصمان ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول .
وجملة: «بغى بعضنا..» في محلّ رفع نعت ل (خصمان) .
وجملة: «احكم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن سمعت قصّتنا فاحكم» .
وجملة: «لا تشطط..» معطوفة على جملة احكم.. وجملة: «اهدنا ... » معطوفة على جملة احكم.
وجملة: «إنّ هذا أخي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ .
وجملة: «له تسع ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) .
وجملة: «لي نعجة..» في محلّ رفع معطوفة على جملة له تسع.
وجملة: «قال ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لي نعجة.
وجملة: «أكفلنيها..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «عزّني ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة قال.
الصرف
(محشورة) اسم مفعول من الثلاثيّ حشر، مذكّره محشور وزنه مفعول.
(الخطاب) اسم دال على الكلام وهو في الأصل مصدر سماعي للرباعي خاطب وزنه فعال بكسر الفاء.
(23) نعجة: اسم جامد لأنثى الغنم، وقد كنّي به عن المرأة، وزنه فعلة بفتح فسكون.
البلاغة
1- العدول عن الاسمية إلى الفعلية: في قوله تعالى «يُسَبِّحْنَ» .
العدول عن مسبحات، مع أن الأصل في الحال الإفراد، للدلالة على تجدد التسبيح حالا بعد حال، نظير ما في قول الأعشى:
لعمري لقد لاحت عيون كثيرة ... إلى ضوء نار في يفاع تحرق
ولو قال محرقة لم يكن له ذلك الوقع.
2- الطباق: في قوله تعالى «بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ» طباق بديع بين صلاة العشاء وصلاة الضحى.
الفوائد
1- (ذا الأيد) ذا- بمعنى صاحب، وهي اسم من الأسماء الخمسة في حالة النّصب، والأسماء الخمسة ترفع بالواو، مثل: أخوك طالب نظيف- ذو العقل يشقى في النعيم بعقله.
ب- وتنصب الأسماء الخمسة بالألف مثل: إن أخاك تلميذ نشيط.
ج- وتجر الأسماء الخمسة بالياء، مثل: كم لأخيك من فضل عليك، كن عونا لذي الحاجة.
ولا تعرب الأسماء الخمسة هذا الإعراب إلا بالشروط الآتية:
آ- أن تكون مفردة (غير مثناة ولا مجموعة) .
ب- أن تكون مكبرة (غير مصغرة) ج- أن تضاف لغير ياء المتكلّم.
2- (كلّ) تنوين العوض: وهو إما أن يكون عوضا عن مفرد وهو ما يلحق- كلا وبعضا وأيّا- عوضا عما تضاف إليه، نحو: كلّ له أواب، أي كل شيء له أواب، وإمّا أن يكون عوضا عن جملة وهو ما يلحق إذ عوضا عن جملة تكون بعدها، مثل: «فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ» أي:
حين إذ بلغت الروح الحلقوم.
أما في الكتابة: فالتنوين عبارة عن فتحتين، توضعان في آخر الاسم النكرة، الذي خلا من (ال) التعريف والإضافة، مثل: رجلا، رجل، رجل.
3- (تسع وتسعون) العدد نوعان:
آ- صريح: وهو الأعداد المعرفة ب- مبهم: وهو الذي يدل عليه بكنايات العدد (كم- كأين- كذا) ويحتاج العدد، صريحا كان أو مبهما، إلى تمييز يكشف إبهامه. ولتمييز العدد أحكام نوجزها بما يلي:
آ- الأعداد من (3- 10) يكون تمييزها جمعا مجرورا بالإضافة، مثل (قرأت ثلاثة كتب) . ب- الأعداد من (11- 99) يكون تمييزها مفردا منصوبا، مثل: (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً) .
ج- للأعداد (100) و (1000) ومضاعفاتهما: يكون تمييزها مفردا مجرورا بالإضافة نحو (مائة رجل، وألف طفل، ومائتا امرأة) .
إعراب الآية ١٨ من سورة ص النحاس
{إِنَّا سَخَّرْنَا ٱلجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ..} [18]
في موضع نصب على الحال. ويروى أنها كانت تجيبه بالتسبيح، وقيل: سخّرها الله جل وعز لتسير معه فذلك تسبيحها؛ لأنها دالّة على تنزيه الله جل وعز عن شبه المخلوقين {بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِشْرَاقِ} من أشرقت الشمس إِذا أضاءت وصفت. وعن ابن عباس قال: صلاة الضحى مذكورة في كتاب الله جل وعز، وقرأ "يُسَبِّحْنَ بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِشْرَاقِ".
إعراب الآية ١٨ من سورة ص مشكل إعراب القرآن للخراط
{ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ }
جملة "إنَّا سخَّرنا" مستأنفة، جملة "يسبِّحن" حال من "الجبال"، قوله "معه": ظرف مكان متعلق بـ "يسبحن"، وكذا "بالعشي".