إعراب : تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا

إعراب الآية 63 من سورة مريم , صور البلاغة و معاني الإعراب.

تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا

التفسير الميسر. تفسير الآية ٦٣ من سورة مريم

تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا

تلك الجنة الموصوفة بتلك الصفات، هي التي نورثها ونعطيها عبادنا المتقين لنا، بامتثال أوامرنا واجتناب نواهينا.
(تِلْكَ)
اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
(الْجَنَّةُ)
خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
(الَّتِي)
اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ نَعْتٌ.
(نُورِثُ)
فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "نَحْنُ"، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
(مِنْ)
حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(عِبَادِنَا)
اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ(نَا) : ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
(مَنْ)
اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
(كَانَ)
فِعْلٌ مَاضٍ نَاسِخٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَاسْمُ كَانَ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
(تَقِيًّا)
خَبَرُ كَانَ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.

إعراب الآية ٦٣ من سورة مريم

{ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ( مريم: 63 ) }
﴿تِلْكَ﴾: اسم إشارة مبنيّ على السكون المقدّر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ.
و"اللام": للبعد، و"الكاف": للخطاب.
﴿الْجَنَّةُ﴾: بدل من تلك مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿الَّتِي﴾: اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر المبتدأ.
﴿نُورِثُ﴾: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والفاعل: ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: نحن.
مِنْ عِبَادِنَا: جارّ ومجرور متعلّقان بحال من الموصول الآتي "من".
نعت تقدّم على المنعوت.
﴿مَنْ﴾: اسم موصول في محلّ نصب مفعول نورث.
﴿كَانَ﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح، واسمه: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿تَقِيًّا﴾: خبر "كان" منصوب بالفتحة.
وجملة "تلك الجنة التي" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافيّة.
وجملة "نورث" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها صلة الموصول "التي".
وجملة "كان تقيًا" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها صلة الموصول "من".

إعراب الآية ٦٣ من سورة مريم مكتوبة بالتشكيل

﴿تِلْكَ﴾: اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿الْجَنَّةُ﴾: خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿الَّتِي﴾: اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ نَعْتٌ.
﴿نُورِثُ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "نَحْنُ"، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿عِبَادِنَا﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿مَنْ﴾: اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
﴿كَانَ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ نَاسِخٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَاسْمُ كَانَ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿تَقِيًّا﴾: خَبَرُ كَانَ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.

إعراب الآية ٦٣ من سورة مريم إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة مريم (19) : الآيات 59 الى 63]
فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً (60) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلاَّ سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا (62) تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا (63)

اللغة:
(خلف) : أي عقب وبعض اللغويين يستعملون الخلف بسكون اللام كما هنا في الشر فيقال خلف سوء وبفتحها في الخير فيقال خلف صالح، قال في الكشاف: «خلفه إذا عقبه ثم قيل في عقب الخير خلف بالفتح وفي عقب السوء خلف بالسكون كما قالوا وعد في ضمان الخير ووعيد في ضمان الشر» وقال اللحياني: الخلف بفتحتين الولد الصالح والخلف بفتح فسكون الرديء.
(غَيًّا) : كل شر عند العرب غي وكل خير رشاد، قال المرقش الأصغر:
أمن حلم أصبحت تنكت واجما ... وقد تعتري الأحلام من كان نائما
فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره ... ومن يغو لا يعدم على الغيّ لائما
يقال غوي يغوى من باب ضرب انهمك في الجهل.

الإعراب:
(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) الفاء عاطفة وخلف فعل ماض ومن بعدهم حال وخلف فاعل وجملة أضاعوا الصلاة صفة لخلف واتبعوا الشهوات عطف على أضاعوا الصلاة والفاء الفصيحة أي إن شئت أن تعلم عاقبتهم، وسوف حرف استقبال ويلقون فعل مضارع وفاعل وغيا مفعول به.
(إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً) إلا أداة استثناء و «من» إن جعلنا الاستثناء منقطعا كانت إلا بمعنى لكن ومن مستثنى واجب النصب ووجه الانقطاع أن المستثنى منه كفار والمستثنى مؤمنون وهذا اختيار الزجاج واختار أبو حيان الاتصال وربما كان أظهر لأنه خطاب صالح لكل أمة وفيها من آمن ومن كفر وعلى كل حال هو واجب النصب لأن الكلام تام موجب، وجملة تاب صلة وآمن عطف على تاب وعمل عطف أيضا وصالحا يجوز أن يكون مفعولا به وأن يكون مفعولا مطلقا أي عملا صالحا، فأولئك الفاء الفصيحة وأولئك مبتدأ وجملة يدخلون خبر والجنة مفعول به على السعة ولا يظلمون عطف على يدخلون وشيئا مفعول مطلق ولك أن تجعله مفعولا ثانيا بتضمين يظلمون معنى ينقصون. (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ) جنات بدل من الجنة وعدن مضاف إليه من عدن بالمكان أي أقام وقد جرى مجرى العلم ولذلك ساغ وصفها بالتي والتي صفة لجنات عدن وجملة وعد صلة والرحمن فاعل وعد وعباده مفعول وبالغيب حال من عباده أي من المفعول والمعنى غائبة عنهم لا يشاهدونها ويحتمل أن يكون حالا من ضمير الجنة وهو الضمير العائد على الموصول أي وعدها وهم غائبون عنها لا يرونها. (إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا) إن واسمها والضمير يعود على الله تعالى أي الرحمن والمعنى أن الرحمن كان وعده مأتيا أو انه ضمير الشأن لأنه مقام تعظيم وتفخيم والجملة تعليلية مستأنفة وجملة كان خبر إن واسم كان يعود على الله تعالى أيضا ووعده بدلا من ذلك الضمير بدل اشتمال ومأتيا خبرها ويجوز أن لا يكون فيها ضمير، ووعده اسمها ومأتيا خبرها واختار الجلال وشراحه أن يكون مآتيا مفعول بمعنى فاعل أي آتيا ولم يرتضه الزمخشري فإنه قال: «قيل في مأتيا مفعول بمعنى فاعل والوجه أن الوعد هو الجنة وهم يأتونها» والحقّ مع الزمخشري لأن ما تأتيه فهو يأتيك فلا موجب للتأويل. (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلَّا سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا) الجملة حال من جنات عدن ولا نافية ويسمعون فعل مضارع والواو فاعل وفيها متعلقان بمحذوف حال أي حالة كونهم في الجنة ولغوا مفعول به أي مالا طائل تحته من الكلام وهو ما يشقشق به أكثر الناس في مجالسهم من ثلب للآخرين وتدخل في شؤون الناس أو من حديث تافه أشبه بالفضول، وإلا أداة حصر وسلاما بدل من لغوا أو يحمل على الاستثناء المنقطع وسيأتي تفصيل ذلك في باب البلاغة ولهم خبر مقدم ورزقهم مبتدأ مؤخر وفيها حال وبكرة ظرف متعلق بمعنى الاستقرار المستكن في الخبر المقدم وعشيا عطف على بكرة. (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا) اسم الاشارة مبتدأ والجنة خبر والتي صفة للجنة وجملة نورث صلة ومن اسم موصول مفعول نورث وجملة كان صلة واسم كان مستتر تقديره هو وجملة تقيا خبر كان.


البلاغة:

1- توكيد المديح بما يشبه الذم وعكسه:
في قوله تعالى «لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلَّا سَلاماً» فن رفيع من فنون البلاغة وهو توكيد المدح بما يشبه الذم وقد سبقت الاشارة اليه في المائدة ولم نقسمه آنذاك فنقول انه ينقسم الى نوعين:
آ- أن يستثنى من صفة ذم منفية عن الشيء صفة مدح لذلك الشيء بتقدير دخولها في صفة الذم المنفية ومنه قول النابغة الذبياني:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب
فقد جعل الفلول عيبا على سبيل التجوز بتا لنفي العيب بالكلية كأنه يقول: إن كان فلول السيف من القراع عيبا فانهم ذوو عيب معناه إن لم يكن عيبا فليس فيهم عيب البتة لأنه لا شيء سوى هذا فهو بعد هذا التجوز والفرض استثناء متصل.
ب- ان تثبت لشيء صفة مدح وتعقب ذلك بأداة استثناء يليها صفة مدح أخرى لذلك الشيء نحو: أنا أفصح العرب بيد أني من قريش وقال النابغة أيضا:
فتى كملت أوصافه غير أنه ... جواد فما يبقي على المال باقيا
وأصل الاستثناء في هذا الضرب أن يكون منقطعا لكنه لم يقدّر متصلا بل بقي على حاله من الانقطاع لأنه ليس في هذا الضرب صفة ذم منفية عامة يمكن تقدير دخول صفة المدح فيها فحينئذ لا يستفاد التوكيد فيه إلا من الوجه الثاني من الوجهين المذكورين في الضرب الاول ولهذا كان الضرب الاول أبلغ لإفادته التأكيد من الوجهين.
إذا عرفت هذا فاعلم أن في الآية الكريمة: «لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما» ثلاثة أوجه: آ- أن يكون معناه إن كان تسليم بعضهم على بعض أو تسليم الملائكة لغوا فلا يسمعون لغوا إلا ذلك وهو بهذا من وادي قول النابغة:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب
ب- انهم لا يسمعون فيها إلا قولا يسلمون فيه من العيب والنقيصة وهذا يتعين فيه الاستثناء المنقطع.
ج- ان معنى السلام هو الدعاء بالسلامة وهي دار السلامة وأهلها أغنياء عن الدعاء بالسلامة فكان ظاهره من باب اللغو وفضول الحديث لولا ما فيه من فائدة الإكرام، ففي الوجه الاول والثالث يتعين الاتصال في الاستثناء أما الأول فلجعل ذلك لغوا على سبيل التجوز والفرض وأما الثاني فواضح لأنه فيه اطلاق اللغو على السلام وأما الثالث فلحمل الكلام على ظاهره من دون تجوز أو فرض.

2- التشبيه التمثيلي البليغ:
وذلك في قوله تعالى «تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا» فقد شبه عطاء الجنة لهم بالعطاء الذي لا يرد وهو الميراث الذي يرثه الوارث فلا يرجع فيه المورث أي نبقيها عليهم من ثمرة تقواهم كما يبقى على الوارث مال مورثه والوارثة أقوى لفظ يستعمل في التمليك والاستحقاق من حيث أنها لا تعقب بفسخ ولا استرجاع ولا تبطل برد ولا إسقاط والإرث في اللغة البقاء، قال عليه الصلاة والسلام: «إنكم على إرث من إرث أبيكم ابراهيم» أي على بقية من بقايا شريعته والوارث الباقي من أسماء الله تعالى أي الباقي بعد فناء خلقه وهو في الشرع انتقال مال الغير الى الغير على سبيل الخلافة.

إعراب الآية ٦٣ من سورة مريم التبيان في إعراب القرآن

هذه الآية لا يوجد لها إعراب

إعراب الآية ٦٣ من سورة مريم الجدول في إعراب القرآن

[سورة مريم (19) : آية 63]
تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا (63)


الإعراب
(تلك) اسم إشارة مبني على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ (الجنّة) بدل من تلك مرفوع (التي) موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ ، (من عبادنا) متعلّق بحال من الموصول الآتي (من) - نعت تقدّم على المنعوت- (من) موصول مفعول نورث في محلّ نصب.
جملة: «تلك الجنّة التي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نورث ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «كان تقيّا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .


الصرف
(نورث) ، فيه حذف الهمزة تخفيفا، ماضيه أورث، والأصل أن يقال نؤورث، استثقلت الهمزة في اللفظ فحذفت.

البلاغة
- الاستعارة:
في قوله تعالى «تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا» .
أي: نبقي عليه الجنة، كما نبقي على الوارث مال المورّث، ولأن الأتقياء يلقون ربهم يوم القيامة، قد انقضت أعمالهم وثمرتها باقية وهي الجنة، فإذا أدخلهم الجنة فقد أورثهم من تقواهم كما يورث الوارث المال من المتوفى.
فقد استعار الإرث لعطاء الجنة.

إعراب الآية ٦٣ من سورة مريم النحاس

{فَتَنَازَعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَىٰ} [62] {قَالُوۤاْ إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ..} [63] فيه ست قراءات قرأ المدنيون والكوفيون {إِنّ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ} وقرأ أبو عمرو {إِنْ هَـٰذَين لَسَاحِرَانِ} وهذه القراءة مروية عن الحسن وسعيد بن جبير وابراهيم النخعي وعيسى بن عمر وعاصم الجحدري، وقرأ الزهري واسماعيل بن قسطنطين والخليل بن أحمد وعاصم في إحدى الروايتين {إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ} بتخفيف ان. فهذه ثلاث قراءات. قد رواها الجماعة عن الأئمة. وروي عن عبدالله بن مسعود {إِنْ هَـٰذَانِ إلاّ سَاحران} وقال الكسائي: في قراءة عبدالله {إِنْ هَـٰذَانِ سَاحِرَانِ} بغير لام، وقال الفراء: في حرف أُبي {إنْ ذان إلاّ سَاحِرَانِ} فهذه ثلاث قراءات أخرى، تحمل على التفسير، إلا أنها جائز أن يقرأ بها لمخالفتها المصحف. قال أبو جعفر: القراءة الأولى للعلماء فيها ستة أقوال: منها أن يكون إنّ بمعنى نَعَمْ، كما حكى الكسائي عن عاصم قال العرب: تأتي بإِنّ بمعنى نعم، وحكى سيبويه: أنّ "إنّ" تأتي بمعنى أجلْ. والى هذا القول كان محمد بن يزيد واسماعيل بن إسحاق يذهبان. قال أبو جعفر: ورأيتُ أبا إسحاق وأبا الحسن علي بن سليمان يذهبان إليه. وحدّثنا علي بن سليمان قال: حدثنا عبدالله بن أحمد بن عبدالسلام النيسابوري ثم لقيت عبدالله بن أحمد هذا فحدثني قال: حدثنا عمير بن المتوكل قال: حدثنا محمد ابن موسى النوغلي من ولد حارث بن عبد المطلب قال: حدثنا عمرو بن جُمَيعٍ الكوفي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي وهو علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. قال: لا أُحصِي كم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على منبره يقول "إنّ الحَمدَ لِلهِ نَحمدُهُ ونستَعينُهُ ثم يقول: أنا أفصحُ قُرَيشٍ كلِّها وأفصحها بعدي أبان بن سعيد بن العاص". قال أبو محمد: قال عمير: إعرابه عند أهل العربية في النحو إنّ الحمدَ لِلهِ بالنصب إلاّ أن العرب تجعل "إِنّ" في معنى نَعَمْ كأنه أراد: نَعَمْ الحمدُ لله، وذلك أن خطباء الجاهلية كانت تفتتح في خطبتها بنعم، وقال الشاعر في معنى نعم. قَالُوا غَدَرتَ فقلتُ إن ورُبّما * نال العُلى وشفى الغلِيلَ الغادِرُ وقال ابن قيس الرقيات: بَكَرَ العَواذِلَ في الصَّبُوحِ يَلُمنَنِي وأَلُومُهُنّهْ * وَيَقُلْنَ شيبٌ قَدْ عَلاكَ وقدْ كَبِرتَ فَقُلتُ إنّهْ فعلى هذا جائز أن يكون قول الله عز وجل: "إِنّ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ" بمعنى نعمْ. قال أبو جعفر: أنشدني داود بن الهيثم قال: أنشدني ثعلب: ليتَ شِعْرِي هَل للمُحِبِّ شِفاءُ * مِن جَوَى حُبّهنَّ إنَّ الِّلقاءُ أي نَعَمْ، فهذا قول. وقال أبو زيد والكسائي والأخفش والفراء: هذا على لغة بني الحارث بن كعب. قال الفراء: يقولون: رأيتُ الزيدانِ، ومَرَرتُ بالزيدان وأنشد: فأَطرَقَ إطرَاقَ الشجَاعِ وَلَو يَرَى * مساغاً لِنَاباهُ الشجَاعُ لصمَّما وحكى أبو الخطاب أنّ هذه لغة بني كنانة، وللفراء قول آخر قال: وجدتُ الألف دعامةً ليست بلام الفعل فزدتُ عليها نوناً ولم أغيرها، كما قلتُ: الذي، ثم زدتُ عليها نوناً فقلتُ: جاءني الذين عندكَ، ورأيت الذين عندك. قال أبو جعفر: وقيلَ: شُبّهَتِ الألفُ في قولك: هذان بالألف في يفعلان، فلم تغير. قال أبو إسحاق: النحويون القدماء يقولون: الهاء ههنا مضمرة، والمعنى: إنَّهُ هذان لساحران. فهذه خمسة أقوال، قال أبو جعفر: وسألت أبا الحسن بن كيسان عن هذه الآية فقال: إن شئتَ أجبتك بجواب النحويين، وإن شئت أجبتك بقولي فقلت: بقولك، فقال: سألني إسماعيل بن إسحاق عنها فقلت: القول/ 139 أ/ عندي أنه لما كان يقال: هذا في موضع الرفع والنصب والخفض على حال واحدة، وكانت التثنية يجب أن لا يُغيِّرُ لها الواحد أُجريتِ التثنية مجرى الواحد، فقال: ما أحسنَ هذا لو تقدمك بالقول به حتى يؤنس به فقلت: فيقول القاضي به حتى يُؤنسَ به فَتبَسّم. قال أبو جعفر: القول الأول أحسنُ إلاّ أنّ فيه شيئاً لأنه إنما قالَ: إنما يقال: نَعَمْ زيدٌ خارج، ولا يكاد يقع اللام ههنا، وإن كان النحويون قد تكلّموا في ذلك فقالوا: اللام يُنوى بها التقديم. وقال أبو إسحاق: المعنى إنّ هذان لهما ساحران، ثم حذف المبتدأ كما قال: * أُمُّ الحُلَيسِ لَعَجُوزٌ شَهْرَبَهْ * والقول الثاني من أحسنِ ما حُمِلَتْ عليه الآية إذ كانت هذه اللغة معروفة، وقد حكاها من يُرتَضَى علمُهُ وصدقُهُ وأمانتُهُ، منهم أبو زيد الأنصاري، وهو الذي يقول إذا قال سيبويه: حدثني من أثق به فإنما يعنيني. وأبو الخطاب الأخفش، وهو رئيس من رؤساء أهل اللغة. روى عنه سيبويه وغيره. ومن بين ما في هذا قول سيبويه: واعلَمْ إنك إذا ثَنيتَ الواحد زِدتَ عليه زائدتين، الأولى منهما حرف مدّ ولينٍ، وهو حرف الإِعراب. قال أبو جعفر: فقول سيبويه: وهو حرف الإِعراب، يوجب أن الأصل أن لا يتغير إنّ هذان, جاء على أصله لِيُعلَمَ ذلك وقد قال الله جل وعز: {استحوذ عَلَيهِم الشَّيطانُ} ولم يقل: استحاذ, فجاء على هذا ليدل على الأصل إذ كان الأئمة قد رَوَوها وتبيَّن أنها الأصل. وهذا بَيِّنٌ جِداً {وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ ٱلْمُثْلَىٰ} تأنيث أمثل، كما يقال: الأفضلُ والفُضلَى، وأنّثتِ الطريقةُ على اللفظ، وإن كان يراد بها الرجال، ويجوز أن يكون التأنيث على معنى الجماعة.

إعراب الآية ٦٣ من سورة مريم مشكل إعراب القرآن للخراط

{ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا } "تلك الجنة": مبتدأ و بدل، والموصول خبر المبتدأ، الجار "من عبادنا" متعلق بحال مِنْ "مَنْ" التالية.