إعراب : وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله ۖ إن الشرك لظلم عظيم

إعراب الآية 13 من سورة لقمان , صور البلاغة و معاني الإعراب.

وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ

التفسير الميسر. تفسير الآية ١٣ من سورة لقمان

وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله ۖ إن الشرك لظلم عظيم

واذكر -أيها الرسول- نصيحة لقمان لابنه حين قال له واعظًا: يا بنيَّ لا تشرك بالله فتظلم نفسك؛ إن الشرك لأعظم الكبائر وأبشعها.
(وَإِذْ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(إِذْ) : مَفْعُولٌ بِهِ لِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ "اذْكُرْ" مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ.
(قَالَ)
فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
(لُقْمَانُ)
فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
(لِابْنِهِ)
"اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ(ابْنِ) : اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
(وَهُوَ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ حَالٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(هُوَ) : ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
(يَعِظُهُ)
فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ حَالٌ.
(يَابُنَيَّ)
(يَا) : حَرْفُ نِدَاءٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ(بُنَيَّ) : مُنَادًى مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الْمُقَدَّرَةُ، وَ"يَاءُ الْمُتَكَلِّمِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
(لَا)
حَرْفُ نَهْيٍ وَجَزْمٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(تُشْرِكْ)
فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ السُّكُونُ الظَّاهِرُ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْتَ".
(بِاللَّهِ)
"الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَاسْمُ الْجَلَالَةِ اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(إِنَّ)
حَرْفُ تَوْكِيدٍ وَنَصْبٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
(الشِّرْكَ)
اسْمُ (إِنَّ) : مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
(لَظُلْمٌ)
"اللَّامُ" الْمُزَحْلَقَةُ حَرْفُ تَوْكِيدٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(ظُلْمٌ) : خَبَرُ (إِنَّ) : مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
(عَظِيمٌ)
نَعْتٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.

إعراب الآية ١٣ من سورة لقمان

{ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ( لقمان: 13 ) }
﴿وَإِذْ﴾: الواو: حرف استئناف.
إذ: اسم مبنيّ على السكون في محلّ نصب بفعل مضمر تقديره: اذكر.
﴿قَالَ﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح.
﴿لُقْمَانُ﴾: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿لابْنِهِ﴾: جار ومجرور متعلقان بـ "قال".
و "الهاء": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿وَهُوَ﴾: الواو: حالية.
هو: ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.
﴿يَعِظُهُ﴾: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، و "الهاء" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿يَابُنَيَّ﴾: يا: حرف نداء.
بني: منادي منصوب بالفتحة، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة "الياء": وهو مضاف، و "الياء": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿لَا﴾: حرف نهي وجزم.
﴿تُشْرِكْ﴾: فعل مضارع مجزوم بسكون آخره، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت.
﴿بِاللَّهِ﴾: خافض ومخفوض متعلقان بـ "لا تشرك".
﴿إِنَّ﴾: حرف توكيد مشبّه بالفعل.
﴿الشِّرْكَ﴾: اسم "إن" منصوب بالفتحة.
﴿لَظُلْمٌ﴾: اللام: حرف للتوكيد.
ظلم: خبر "إن" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿عَظِيمٌ﴾: صفة لـ "ظلم" مرفوعة بالضمة.
وجملة "اذكر إذ" لا محلّ لها من الإعراب، لأنها استئنافية.
وجملة "قال لقمان" في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة "هو يعظه" في محلّ نصب حال.
وجملة "يعظه" في محلّ رفع خبر المبتدأ "هو".
وجملة النداء في محلّ نصب "مقول القول".
وجملة "لا تشرك" لا محلّ لها من الإعراب، لأنها جواب النداء.
وجملة "إن الشرك لظلم" لا محلّ لها من الإعراب، لأنها استئنافية.

إعراب الآية ١٣ من سورة لقمان مكتوبة بالتشكيل

﴿وَإِذْ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( إِذْ ) مَفْعُولٌ بِهِ لِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ "اذْكُرْ" مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ.
﴿قَالَ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿لُقْمَانُ﴾: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿لِابْنِهِ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( ابْنِ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿وَهُوَ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ حَالٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( هُوَ ) ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿يَعِظُهُ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ حَالٌ.
﴿يَابُنَيَّ﴾: ( يَا ) حَرْفُ نِدَاءٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ( بُنَيَّ ) مُنَادًى مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الْمُقَدَّرَةُ، وَ"يَاءُ الْمُتَكَلِّمِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿لَا﴾: حَرْفُ نَهْيٍ وَجَزْمٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿تُشْرِكْ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ السُّكُونُ الظَّاهِرُ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْتَ".
﴿بِاللَّهِ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَاسْمُ الْجَلَالَةِ اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿إِنَّ﴾: حَرْفُ تَوْكِيدٍ وَنَصْبٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿الشِّرْكَ﴾: اسْمُ ( إِنَّ ) مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿لَظُلْمٌ﴾: "اللَّامُ" الْمُزَحْلَقَةُ حَرْفُ تَوْكِيدٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( ظُلْمٌ ) خَبَرُ ( إِنَّ ) مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿عَظِيمٌ﴾: نَعْتٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.

إعراب الآية ١٣ من سورة لقمان إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة لقمان (31) : الآيات 12 الى 13]
وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)


الإعراب:
(وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ) كلام مستأنف مسوق لبيان بطلان الشرك واللام جواب للقسم المحذوف وقد حرف تحقيق وآتينا فعل وفاعل ولقمان مفعول به أول والحكمة مفعول به ثان وسيأتي الكلام مفصلا عن لقمان وترجمته. (أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) يجوز أن تكون أن هي المفسرة لأن الإيتاء فيه معنى القول أي قلنا له اشكر ويجوز أن تكون على بابها فهي في تأويل مصدر في موضع نصب كما حكى سيبويه كتبت إليه أن قم والأول أظهر، ولله متعلقان باشكر ومن الواو استئنافية ومن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ ويشكر فعل الشرط والفاء رابطة وانما كافة ومكفوفة والجملة في محل جزم جواب الشرط ومن كفر عطف على ومن يشكر داخلة في حيزها والجملة خبر من.
(وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ) الظرف متعلق بمحذوف أي اذكر وجملة قال لقمان في محل جر باضافة الظرف إليها ولابنه متعلقان بقال والواو واو الحال وهو مبتدأ وجملة يعظه خبر والجملة حالية.
(يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) الجملة مقول القول ولا ناهية وتشرك فعل مضارع مجزوم بلا وبالله متعلقان بتشرك وجملة إن الشرك تعليل للنهي لا محل لها وان واسمها واللام المزحلقة وظلم خبرها وعظيم صفة.


الفوائد:
لقمان وترجمته ولمح من أخباره:
قيل هو اسم أعجمي فهو ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة وقيل عربي فهو ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون والأول أظهر وأورده صاحب القاموس في مادة لقم وقال «ولقمان الحكيم اختلف في نبوته وأكثر الأقاويل أنه كان حكيما ولم يكن نبيا» .
ولطرافة شخصيتة وما نسج حولها من الأساطير نورد الأقوال السبعة فيه باختصار:
1- قال قتادة: خيّره الله بين النبوة والحكمة فاختار الحكمة فقذفت عليه وهو نائم فأصبح ينطق بالحكمة فسئل عن ذلك فقال:
لو أرسل الله إليّ النبوة عزمة لرجوت الفوز بها ولكنه خيرني فخفت أن أضعف عن النبوّة.
وقيل: كان من النوبة قصيرا أفطس الأنف وقيل كان حبشيا.
2- قال سعيد بن المسيّب: كان أسود من سودان مصر ذا مشفر حكمته من حكمة الأنبياء، وقيل كان خيّاطا وقيل راعيا فرآه رجل كان يعرفه قبل ذلك فقال: ألست عبد بني فلان؟ كنت ترعى بالأمس؟ قال: بلى، قال: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: وما يعجبك من أمري؟ قال: وطء الناس بساطك وغشيانهم بابك ورضاهم بقولك، قال: يا ابن أخي إن صنعت ما أقول لك كنت كذلك، قال: وما أصنع؟
قال: غضّ بصري، وكف لساني وعفة طمعي وحفظ فرجي وقيامي بعهدي ووفائي بوعدي وتكرمة ضيفي وحفظ جاري وترك مالا يعنيني فذلك الذي صيرني كما ترى، ويروى أنه قال: قدر الله وأداء الأمانة وصدق الحديث وترك ما لا يعنيني.
3- وقال أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحكمة تزيد الشرف شرفا وترفع المملوك حتى يجلس مجالس الملوك، قال الله تعالى: «ولقد آتينا لقمان الحكمة» .
4- وقال الثعالبي المفسر: اتفق العلماء على أن لقمان لم يكن نبيا إلا عكرمة تفرد بأنه نبي.
5- وقال وهب بن منبه: كان لقمان ابن أخت داود عليه السلام وقيل ابن خالته وكان في زمنه وكان داود يقول له: طوبى لك أوتيت الحكمة وصرفت عنك البلوى، وأوتي داود الخلافة وبلي بالبلية، وكان داود يغشاه ويقول: انظروا الى رجل أوتي الحكمة ووقي الفتنة.
6- وقال عبد الوارث: أوتي لقمان الحكمة في قالة قالها، فقيل: وهل لك أن تكون خليفة فتعمل بالحق؟ فقال: إن تختر لي فسمعا وطاعة وان تخيرني أختر العافية وإنه من يبع الآخرة بالدنيا يخسرهما جميعا ولأن أعيش حقيرا ذليلا أحبّ إليّ من أن أعيش قويا عزيزا، وقيل كان عبدا نجارا، فقال له سيده اذبح شاة وائتني بأطيب مضغتين فأتاه بالقلب واللسان ثم أمره بمثل ذلك وأن يخرج أخبث مضغتين فأخرج القلب واللسان، فقال له: ما هذا؟ فقال: ليس شيء أطيب منهما إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا.
7- وقال أبو اسحق الثعالبي: كان لقمان من أهون مماليك سيده عليه فبعثه مولاه مع عبيد له الى بستانه يأتونه بشيء من ثمر فجاءوه وما معهم شيء وقد أكلوا الثمر وأحالوا على لقمان، فقال لقمان لمولاه: ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيها فاسقني وإياهم ماء حميما ثم أرسلنا لنعدو ففعل فجعلوا يتقيئون تلك الفاكهة ولقمان يتقيأ ماء فعرف مولاه صدقه وكذبهم. وروي أنه دخل على داود عليه السلام وهو يسرد الدرع فأراد أن يسأله فأدركته الحكمة فسكت فلما أتمها لبسها وقال: نعم لبوس الحرب أنت، فقال: الصمت حكمة وقليل فاعله، فقال له داود: بحق ما سميت حكيما.
هذا وأخبار لقمان وحكمته أكثر من أن تستوعبها ترجمة فحسبنا ما تقدم.

إعراب الآية ١٣ من سورة لقمان التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)) .
(وَإِذْ قَالَ) : أَيْ وَاذْكُرْ. وَ (بُنَيَّ) قَدْ ذُكِرَ فِي هُودٍ.

إعراب الآية ١٣ من سورة لقمان الجدول في إعراب القرآن

[سورة لقمان (31) : آية 13]
وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)


الإعراب
(الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفي مفعول به لفعل مقدر تقديره اذكر (لابنه) متعلّق ب (قال) ، (الواو) حاليّة (بنيّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم..
(الياء) الثانية مضافة إليه (لا) ناهية جازمة (بالله) متعلّق ب (تشرك) (اللام) المزحلقة تفيد التوكيد.
جملة: « (اذكر) إذ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قال لقمان ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «هو يعظه ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «يعظه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) .
وجملة النداء وجوابه في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لا تشرك ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «إنّ الشرك لظلم ... » لا محلّ لها تعليليّة.


الصرف
(الشرك) ، مصدر الثلاثيّ شرك استعمل اسما، فعله من باب فرح، وزنه فعل بكسر فسكون.

الفوائد
- لقمان الحكيم:
في اسمه قولان:
أحدهما: أنه اسم أعجمي منع من الصرف للعجمة والعلمية.
وثانيهما: أنه عربي ومنع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون. والأول أولى.
وأكثر الأقاويل أنه كان حكيما ولم يكن نبيا ...
وقد نسجت حول حكمة لقمان أساطير كثيرة، نورد هذه الأقوال لرجحانها:
أ- قال قتادة: خيّره الله بين النبوة والحكمة، فاختار الحكمة. فقذفت عليه وهو نائم فأصبح ينطق بالحكمة. فسئل عن ذلك، فقال: لو أرسل الله إليّ النبوة عزمة لرجوت الفوز بها، ولكنه خيرني، فخفت أن أضعف عن النبوة.
ب- قال سعيد بن المسيب:
كان أسود من سودان مصر، حكمته من حكمة الأنبياء وقيل: كان خياطا وقيل: راعيا، فرآه رجل يعرفه قبل ذلك، فقال: ألست عبد بني فلان، كنت ترعى بالأمس؟ قال: بلى، قال: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: وما يعجبك من أمري؟ قال:
وطء الناس بساطك، وغشيانهم بابك، ورضاهم بقولك. قال: يا ابن أخي، إن صنعت ما أقول لك، كنت لك. قال: وما أصنع؟ قال: غضّ بصري، وكفّ لساني، وعفّة طمعي، وحفظ فرجي، وقيامي بعهدي، ووفائي بوعدي، وتكرمة ضيفي، وحفظ جاري، وترك ما لا يعنيني، فذلك الذي صيرني كما ترى. ويروى أنه قال:
قدر الله، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وترك ما لا يعنيني.
ج-
وقال أنس: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : الحكمة تزيد الشريف شرفا، وترفع المملوك حتى يجلس مجالس الملوك. قال الله تعالى: «وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ» .
د- قال الثعالبي المفسّر: اتفق العلماء على أن لقمان لم يكن نبيّا، إلا عكرمة، تفرّد بأنه نبيّ ...
هـ- قال وهب بن منبه: كان لقمان ابن أخت داود عليه السلام. وقيل: ابن خالته. وكان في زمنه، وكان داود يقول له: طوبى لك، أوتيت الحكمة، وصرفت عنك البلوى، وأوتي داود الخلافة وبلي بالبلية، وكان داود يغشاه ويقوله: انظروا إلى رجل أوتي الحكمة ووقي الفتنة.
وقال عبد الوارث: أوتي لقمان الحكمة في مقالة قالها، فقيل: وهل لك أن تكون خليفة فتعمل بالحق، فقال: إن تختر لي فسمعا وطاعة، وإن تخيرني أختر العافية، وإنه من يبيع الآخرة بالدنيا يخسرهما جميعا. ولأن أعيش حقيرا ذليلا أحب إلي من أن أعيش قويا عزيزا. وقيل: كان عبدا نجارا، فقال له سيده: اذبح شاة وائتني بأطيب مضغتين، فأتاه بالقلب واللسان. ثم أمره بمثل ذلك أن يخرج أخبث مضغتين فأخرج القلب واللسان. فقال له: ما هذا؟ فقال: ليس شيء أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا.
ووقال أبو إسحاق الثعالبي:
كان لقمان من أهون مماليك سيده عليه، فبعثه مولاه مع عبيد له إلى بستانه يأتونه بشيء من ثمر، فجاءوه وما معهم شيء، وقد أكلوا الثمر، وأحالوا على لقمان. فقال لقمان لمولاه: ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيها، فاسقني وإياهم ماء حميما، ثم أرسلنا لنعود، ففعل فجعلوا يقيئون تلك الفاكهة، ولقمان يتقيّأ ماء، فعرف مولاه صدقه وكذبهم، وقيل: إنه دخل على داود وهو يسرد الدرع، فلما أتمها لبسها وقال: نعم لبوس الحرب أنت! فقال: الصمت حكمة، وقليل فاعله. فقال له داود: بحق ما سميت حكيما..!

إعراب الآية ١٣ من سورة لقمان النحاس

{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ..} [13] "إذ" في موضع نصب، والمعنى واذكر، وحكى أبو إسحاق في كتابه في القرآن أن "إذ" في موضع نصب بآياتنا وأن المعنى ولقد آتينا لقمان الحكمة إذ قال. قال ابو جعفر: وأحسبه غلطاً لأن في الكلام واواً تمنع من ذلك وأيضاً فإن اسم لقمان مذكور بعد قال. {يٰبُنَيِّ} بكسر الياء؛ لأنها دالة على الياء المحذوفة ومَنْ فَتَحَهَا فلخفة الفتحة عنده.

إعراب الآية ١٣ من سورة لقمان مشكل إعراب القرآن للخراط

{ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ } الواو مستأنفة، "إذ" مفعول لاذْكُر مقدرا، وجملة "وهو يعظه" حالية. وقوله "يا بُني": منادى مضاف منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء الثانية مضاف إليه.