إعراب : وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل ۖ وظنوا ما لهم من محيص

إعراب الآية 48 من سورة فصلت , صور البلاغة و معاني الإعراب.

وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَدْعُونَ مِن قَبْلُ ۖ وَظَنُّوا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ

التفسير الميسر. تفسير الآية ٤٨ من سورة فصلت

وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل ۖ وظنوا ما لهم من محيص

وذهب عن هؤلاء المشركين شركاؤهم الذين كانوا يعبدونهم من دون الله، فلم ينفعوهم، وأيقنوا أن لا ملجأ لهم من عذاب الله، ولا محيد عنه.
(وَضَلَّ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(ضَلَّ) : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
(عَنْهُمْ)
(عَنْ) : حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
(مَا)
اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
(كَانُوا)
فِعْلٌ مَاضٍ نَاسِخٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ اسْمُ كَانَ.
(يَدْعُونَ)
فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ خَبَرُ كَانَ، وَجُمْلَةُ: (كَانُوا ...) : صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
(مِنْ)
حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(قَبْلُ)
اسْمٌ ظَرْفِيٌّ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
(وَظَنُّوا)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(ظَنُّوا) : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
(مَا)
حَرْفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(لَهُمْ)
"اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ.
(مِنْ)
حَرْفُ جَرٍّ زَائِدٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(مَحِيصٍ)
مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ مَجْرُورٌ لَفْظًا مَرْفُوعٌ مَحَلًّا وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَجُمْلَةُ: (مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) : فِي مَحَلِّ نَصْبٍ سَدَّ مَسَدَّ مَفْعُولَيْ (ظَنُّوا) :.

إعراب الآية ٤٨ من سورة فصلت

{ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ ( فصلت: 48 ) }
﴿وَضَلَّ﴾: الواو: حرف استئناف.
ضل: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح.
﴿عَنْهُمْ﴾: عن: حرف جر.
و "الهاء": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بـ "عن"، و "الميم": للجماعة.
والجار والمجرور متعلّقان بـ"ضل".
﴿مَا﴾: اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل.
﴿كَانُوا﴾: فعل ماض مبنيّ على الضم، لاتصاله بواو الجماعة، و "الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع اسم "كان"، و "الألف": فارقة.
﴿يَدْعُونَ﴾: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و "الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
﴿مِنْ قَبْلُ﴾: من حرف جر.
قبل: اسم مبنيّ على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محلّ ظرفي مبنيّ على الضم في محلّ جرّ بـ "من".
والجار والمجرور متعلّقان بـ"يدعون".
﴿وَظَنُّوا﴾: الواو: حرف عطف.
ظنوا: فعل ماض مبنيّ على الضم، لاتصاله بواو الجماعة، و "الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل، و "الألف": فارقة.
﴿مَا﴾: حرف نفي لا عمل له.
﴿لَهُمْ﴾: اللام: حرف جر.
و "الهاء": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ باللام، والجار والمجرور متعلّقان بخبر مقدم.
﴿مِنْ﴾: حرف جر زائد لتأكيد النفي.
﴿مَحِيصٍ﴾: اسم مجرور لفظ مرفوع محلًا لأنه مبتدأ مؤخر.
وجملة "ضل عنهم ما" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها معطوفة على جملة "قالوا".
وجملة "كانوا يدعون" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها صلة الموصول "ما".
وجملة "يدعون" في محلّ نصب خبر "كانوا".
وجملة "ظنوا" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها معطوفة على جملة "ضل".
وجملة "ما لهم من محيص" في محلّ نصب سدت مسد مفعولي ظن المعلق بالنفي "ما".

إعراب الآية ٤٨ من سورة فصلت مكتوبة بالتشكيل

﴿وَضَلَّ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( ضَلَّ ) فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿عَنْهُمْ﴾: ( عَنْ ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿مَا﴾: اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿كَانُوا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ نَاسِخٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ اسْمُ كَانَ.
﴿يَدْعُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ خَبَرُ كَانَ، وَجُمْلَةُ: ( كَانُوا ... ) صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿قَبْلُ﴾: اسْمٌ ظَرْفِيٌّ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿وَظَنُّوا﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( ظَنُّوا ) فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿مَا﴾: حَرْفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿لَهُمْ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ زَائِدٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿مَحِيصٍ﴾: مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ مَجْرُورٌ لَفْظًا مَرْفُوعٌ مَحَلًّا وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَجُمْلَةُ: ( مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ ) فِي مَحَلِّ نَصْبٍ سَدَّ مَسَدَّ مَفْعُولَيْ ( ظَنُّوا ).

إعراب الآية ٤٨ من سورة فصلت إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة فصلت (41) : الآيات 45 الى 48]
وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (45) مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (46) إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي قالُوا آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47) وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48)


اللغة:
(أَكْمامِها) : جمع كم بكسر الكاف وهو وعاء الثمر أو ما يسمى فنيا الكأس، وفي الكشاف «الكم بكسر الكاف وعاء الثمر» ولكن قال الراغب في مفرداته: «الكم ما يغطي اليد من القميص وما يغطي الثمرة وجمعه أكمام» فكلام الراغب يدل على مضموم الكاف إذ جعله مشتركا بين كم القميص وكم الثمرة، ولا جدال في كم القميص أنه بالضم فلعل في وعاء الثمرة لغتين دون كم القميص جمعا بين قول الزمخشري وقول الراغب، أما معاجم اللغة فتفرق بين كم الثوب وكم الثمر فنصوا على ضم الأول وكسر الثاني قال في القاموس: «الكم بالضم مدخل اليد ومخرجها من الثوب والجمع أكمام وكممة وبالكسر وعاء الطلع وغطاء النور كالكمامة والكمة بالكسر فيهما والجمع أكمة وأكمام وكمام» ويؤخذ من الأساس وغيره من المعاجم الكبرى ما يلي لتتدبره:
الكم بضم الكاف مدخل اليد ومخرجها من الثوب جمعه أكمام وكممة بكسر الكاف، والكمة بضم الكاف القلنسوة المدورة وكل ظرف غطيت به شيئا وألبسته إياه فصار له كالغلاف.
والكم بكسر الكاف الغلاف الذي يحيط بالزهر أو الثمر أو الطلع فيستره ثم ينشق عنه جمعه أكمة وأكمام وكمام وأكاميم ومن ذلك أكمام الزرع أي غلفها التي يخرج منها.
وأكمة الخيل: مخاليها المعلقة على رؤوسها الواحد منها كمام والكمامة بكسر الكاف غطاء الزهر ووعاء الطلع، والكمامة أيضا بالكسر والكمال ما يكم به فم الحيوان لئلا يعض أو يأكل الى آخر هذه المادة المطولة.
(مَحِيصٍ) : مهرب من حاص يحيص حيصا إذا هرب.


الإعراب:
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ) كلام مستأنف مسوق لبيان أن الاختلاف في أمر الكتب المنزلة ليس بدعا فهو قديم في الأمم، واللام جواب للقسم المحذوف وقد حرف تحقيق وآتينا فعل وفاعل وموسى مفعول به أول والكتاب مفعول به ثان والفاء عاطفة واختلف فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر وفيه متعلقان باختلف.
(وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ) الواو عاطفة ولولا حرف امتناع لوجود وكلمة مبتدأ محذوف الخبر وجملة سبقت نعت لكلمة ومن ربك متعلقان بسبقت واللام واقعة في جواب لولا وقضي فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر يعود على المصدر المفهوم من قضي أي القضاء وبينهم ظرف متعلق بقضي والضمير في بينهم يعود على كفار قومه، وانهم الواو حاليه وان واسمها واللام المزحلقة وفي شك خبر إن ومنه متعلقان بمحذوف نعت ومريب نعت ثان.
(مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) من اسم شرط جازم مبتدأ وعمل فعل ماض في محل جزم فعل الشرط وصالحا مفعول به أو نعت لمصدر محذوف وقد تقدمت له نظائر والفاء رابطة لجواب الشرط ولنفسه متعلقان بفعل محذوف تقديره نفع أو عمل ويجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف أي فالعمل الصالح لنفسه، ومن أساء فعليها عطف على ما تقدم وإعرابه مماثل له والواو يصح أن تكون حالية أو عاطفة وما نافية حجازية وربك اسمها وبظلام الباء حرف جر زائد وظلام مجرور لفظا منصوب محلّا على انه خبر ما وللعبيد متعلقان بظلام، ويصح أن تكون ظلام صيغة نسب كتمّار وبقّال وخبّاز كما سيأتي تفصيها في باب الفوائد ويصح أن تكون صيغة مبالغة وعلى الأول يكون معناه ليس بذي ظلم وقد رجحه غير واحد من المعربين. (إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ) اليه جار ومجرور متعلقان بيرد ويرد فعل مضارع مبني للمجهول وعلم الساعة نائب فاعل. (وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ) الواو عاطفة وما نافية وتخرج فعل مضارع مرفوع ومن حرف جر زائد وثمرة مجرور بمن لفظا في محل رفع فاعل تخرج ومن أكمامها متعلقان بتخرج وقرىء من ثمرات. وقيل ما موصولة في محل جر عطف على الساعة أي علم الساعة وعلم التي تخرج، ومن الأولى للاستغراق ومن الثانية لابتداء الغاية والواو حرف عطف وما نافية وتضع فعل مضارع مرفوع ومن حرف جر زائدة وأنثى مجرور لفظا في محل رفع فاعل وإلا أداة حصر وبعلمه استثناء مفرغ من أعم الأحوال أي إلا مقرونا بعلمه. (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي قالُوا آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ) الظرف متعلق باذكر محذوفا فهو مفعول به أو انه ظرف لمضمر يقصر البيان عنه وجملة يناديهم في محل جر بإضافة الظرف إليها وأين اسم استفهام في محل نصب على الظرفية المكانية وهو متعلق بمحذوف خبر مقدم وشركائي مبتدأ مؤخر وقالوا فعل وفاعل وآذناك فعل ماض وفاعل ومفعول به أي أعلمناك الآن وعبارة أبي البقاء: «هذا الفعل يتعدى الى مفعول بنفسه والى آخر بحرف جر وقد وقع النفي وما في خبره موقع الجار والمجرور وقال أبو حاتم يوقف على آنذاك ثم يبتدأ فلا موضع للنفي» . وما نافية ومنّا خبر مقدم ومن حرف جر زائد وشهيد مجرور لفظا في محل رفع مبتدأ مؤخر.
(وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ) الواو عاطفة وضل فعل ماض وعنهم متعلقان بضل وما فاعل وجملة كانوا صلة وكان واسمها وجملة يدعون خبر كانوا ومن قبل حال. (وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) الواو عاطفة وظنوا فعل ماض وفاعل وما نافية ولهم خبر مقدم ومن حرف جر زائد ومحيص مجرور لفظا في محل رفع مبتدأ مؤخر والنفي معلق للظن عن العمل لفظا مع بقائه محلا وجملة النفي سدت مسد المفعولين لآذناك لأنها بمعنى أعلمناك كما سدت. جملة النفي السابقة مسد المفعول الثاني لآذناك وعبارة أبي البقاء: «وأما قوله تعالى:
وظنوا فمفعولاها قد أغنى عنهما ما لهم من محيص وقال أبو حاتم يوقف على ظنوا ثم أخبر عنهم بالنفي» .


الفوائد:
النسبة على وزن فعّال وفاعل:
اعلم أن العرب نسبوا على غير المنهاج المعروف في النسبة وذلك لأنهم لم يأتوا بياء النسبة ولكنهم يبنون بناء يدل على نحو ما دلت عليه ياء النسبة كقولهم لصاحب البتوت وهي الأكسية وواحدها بت:
بتّات، ولصاحب الثياب: ثواب، ولصاحب البزّ: بزّاز، ولصاحب العاج عوّاج، ولصاحب الجمال التي ينقل عليها: جمّال، ولصاحب الحمير التي ينقل عليها: حمّار، وللصيرفي: صراف، وهو أكثر من أن يحصى كالعطّار والنقّاش، وهذا النحو إنما يعملون فيما كان صنعة ومعالجة للتكثير إذ صاحب الصنعة مداوم لصنعته فجعل له البناء الدّال على التكثير وهو فعّال بتضعيف العين لأن التضعيف للتكثير. وما كان من هذا ذا شيء وليس بصنعة يعالجها أتوا بها على صيغة فاعل وذلك لأن فاعلا هو الأصل وإنما يعدل عنه الى فعال للمبالغة فإذا لم ترد المبالغة جيء به على الأصل لأنه ليس فيه تكثير قالوا لذي الدرع: دارع، ولذي النبل: نابل، ولذي النشاب:
ناشب، ولذي اللبن: لابن، ولذي التمر: تامر. وقال الحطيئة:
وغررتني وزعمت أنّك لابن بالصيف تامر أي ذو لبن وذو تمر. وإن كان شيء من هذه الأشياء صنعة وما شا يداومها صاحبها نسب على فعّال فيقال لمن يبيع اللبن والتمر:
لبّان وتمّار، ولمن يرمي بالنبل: نبال. قال امرؤ القيس:
وليس بذي رمح فيطعنني به ... وليس بذي سيف وليس بنبال
وربما جمعوا بين اللفظين في شيء واحد، قال الحطيئة:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنك أنت الطّاعم الكاسي
والمراد المطعوم المكسوّ، وهذا القبيل وإن كان كثيرا واسعا ليس بالقياس بل هو مقتصر على السماع فلا يقال لبائع البر: برار:
ولا لصاحب الفاكهة: فكاه، وحمل عليه كثير من المحققين كما قال ابن مالك «وما ربك بظلام للعبيد» أي بذي ظلم والذي حملهم على ذلك أن النفي منصبّ على المبالغة فيثبت أصل الفعل والله تعالى منزه عن ذلك. [المجلد التاسع]
بسم الله الرحمن الرحيم
[تتمة سورة فصلت]

إعراب الآية ٤٨ من سورة فصلت التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48)) .
وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَظَنُّوا) : فَمَفْعُولَاهَا قَدْ أَغْنَى عَنْهُمَا (مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُوقَفُ عَلَى «ظَنُّوا» ثُمَّ أُخْبِرَ عَنْهُمْ بِالنَّفْيِ.

إعراب الآية ٤٨ من سورة فصلت الجدول في إعراب القرآن

[سورة فصلت (41) : الآيات 47 الى 48]
إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي قالُوا آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47) وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48)


الإعراب
(إليه) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (يردّ) ، (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (ما) نافية (ثمرات) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل تخرج (من أكمامها) متعلّق ب (تخرج) ، (ما تحمل من أنثى) مثل ما تخرج من ثمرات (لا) للنفي (إلّا) للحصر (بعلمه) متعلّق ب (تضع) ، (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (أين) اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفيّة المكانيّة متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (شركائي) (ما) نافية (منّا) متعلّق بخبر مقدّم (شهيد) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر.
جملة: «إليه يردّ علم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما تخرج من ثمرات ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «ما تحمل من أنثى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما تخرج ...
وجملة: «لا تضع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما تحمل ...
وجملة: « (اذكر) يوم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «يناديهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.]
(2) أو استئنافيّة. وجملة: «أين شركائي ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «آذنّاك ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «ما منّا من شهيد» لا محلّ لها استئناف بيانيّ 48- (الواو) عاطفة (عنهم) متعلّق ب (ضلّ) بتضمينه معنى غاب (ما) اسم موصول- أو نكرة موصوفة- فاعل (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جر متعلّق ب (يدعون) ، (الواو) عاطفة (ما لهم من محيص) مثل ما منّا من شهيد.
وجملة: «ضلّ عنهم ما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا وجملة: «كانوا يدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «يدعون ... » في محلّ نصب خبر كانوا وجملة: «ظنّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ضلّ ...
وجملة: «ما لهم من محيص» في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي ظنّ المعلّق بالنفي ما.


الصرف
(أكمامها) ، جمع كمّ أو كمّة، اسم لوعاء الثمرة، ووزن كمّ فعل بكسر فسكون، ووزن كمّة فعلة بضمّ فسكون، وفي كليهما جاءت العين واللام من حرف واحد ... ويجمع كذلك (كمّ) على أكمّه زنة أفعله كأفئدة، وكمام زنة فعال بكسر الفاء وأكاميم زنة أفاعيل. جاء في لسان العرب: آذنه بالشيء: أعلمه.
(3) أو في محلّ رفع نعت ل (ما) بكونها نكرة موصوفة.

الفوائد
- لا يعلم الغيب إلّا الله:
بينت هذه الآية أن يوم القيامة لا يعلمه إلّا الله عز وجل، فقال تعالى يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها. إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها وقال تعالى لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ. وعند ما
سأل جبريل رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) عن الساعة قال له: (ما المسؤول عنها بأعلم من السائل)
لذا يبطل أيّ زعم يدعي علم الساعة أو ما شابهها من علم الغيب، وبذا يبطل ما يقوله الكهنة والمنجمون، فإنما هو وهم وظنّ وافتراء.
قال صلى الله عليه وسلم من أتى كاهنا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد،
لأن علم الغيب يختص بالله، فإذا اعتقد الإنسان بقول المنجم فقد أشرك بالله عزّ وجل.

إعراب الآية ٤٨ من سورة فصلت النحاس

{.. وَظَنُّواْ مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ.} [48] قال الأخفش: ظَنّوا استيقنوا. قال: و "ما" حرف فلذلك لا تعمل فيه ظنوا فلذلك أُلغِيَ. قال أبو عبيدة: حاصَ يَحيصُ اذا حاد، وقال غيره: المحيص المذهب الذي تُرجَى فيه النجاة.

إعراب الآية ٤٨ من سورة فصلت مشكل إعراب القرآن للخراط

{ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ } "ما" موصول فاعل، وجملة "وضلَّ عنهم ما كانوا" معطوفة على جملة { قَالُوا } المتقدمة، وجملة "وظنوا" معطوفة على جملة "ضل" ، وجملة "ما لهم من محيص" سدَّ مسدَّ مفعولي ظن، و"محيص" مبتدأ، و"من" زائدة.