(فَإِنْ)
"الْفَاءُ" حَرْفُ اسْتِئْنَافٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(إِنْ) : حَرْفُ شَرْطٍ وَجَزْمٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(أَعْرَضُوا)
فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ فِي مَحَلِّ جَزْمٍ فِعْلُ الشَّرْطِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
(فَقُلْ)
"الْفَاءُ" حَرْفٌ وَاقِعٌ فِي جَوَابِ الشَّرْطِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(قُلْ) : فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْتَ"، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَزْمٍ جَوَابُ الشَّرْطِ.
(أَنْذَرْتُكُمْ)
فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِتَاءِ الْفَاعِلِ، وَ"تَاءُ الْفَاعِلِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ.
(صَاعِقَةً)
مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
(مِثْلَ)
نَعْتٌ لِـ(صَاعِقَةً) : مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
(صَاعِقَةِ)
مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(عَادٍ)
مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(وَثَمُودَ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(ثَمُودَ) : مَعْطُوفٌ عَلَى (عَادٍ) : مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ.
إعراب الآية ١٣ من سورة فصلت
{ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ( فصلت: 13 ) }
﴿فَإِنْ﴾: الفاء: حرف استئناف.
إن: حرف شرط جازم.
﴿أَعْرَضُوا﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الضم، لاتصاله بواو الجماعة، و"الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل، و"الألف": فارقة.
﴿فَقُلْ﴾: الفاء: واقعة في جواب الشرط.
قل: فعل أمر مبنيّ على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت.
﴿أَنْذَرْتُكُمْ﴾: أنذر: فعل ماضٍ مبنيّ على السكون، لاتصاله بضمير الرفع المتحرك، و"التاء": ضمير متّصل مبنيّ على الضم في محلّ رفع فاعل، و"الكاف": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به.
و"الميم": للجماعة.
﴿صَاعِقَةً﴾: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
﴿مِثْلَ﴾: صفة لـ "صاعقة" منصوبة بالفتحة، وهي مضافة.
﴿صَاعِقَةِ﴾: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
﴿عَادٍ﴾: مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وَثَمُودَ﴾: معطوفة بالواو على "عاد" مجرورة وعلامة جرها الفتحة بدلًا من الكسرة، لأنها ممنوعة من الصرف.
وجملة "أعرضوا" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافية.
وجملة "قل" في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة "أنذرتكم" في محلّ نصب "مقول القول".
﴿فَإِنْ﴾: الفاء: حرف استئناف.
إن: حرف شرط جازم.
﴿أَعْرَضُوا﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الضم، لاتصاله بواو الجماعة، و"الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل، و"الألف": فارقة.
﴿فَقُلْ﴾: الفاء: واقعة في جواب الشرط.
قل: فعل أمر مبنيّ على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت.
﴿أَنْذَرْتُكُمْ﴾: أنذر: فعل ماضٍ مبنيّ على السكون، لاتصاله بضمير الرفع المتحرك، و"التاء": ضمير متّصل مبنيّ على الضم في محلّ رفع فاعل، و"الكاف": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به.
و"الميم": للجماعة.
﴿صَاعِقَةً﴾: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
﴿مِثْلَ﴾: صفة لـ "صاعقة" منصوبة بالفتحة، وهي مضافة.
﴿صَاعِقَةِ﴾: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
﴿عَادٍ﴾: مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وَثَمُودَ﴾: معطوفة بالواو على "عاد" مجرورة وعلامة جرها الفتحة بدلًا من الكسرة، لأنها ممنوعة من الصرف.
وجملة "أعرضوا" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافية.
وجملة "قل" في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة "أنذرتكم" في محلّ نصب "مقول القول".
إعراب الآية ١٣ من سورة فصلت مكتوبة بالتشكيل
﴿فَإِنْ﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ اسْتِئْنَافٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( إِنْ ) حَرْفُ شَرْطٍ وَجَزْمٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿أَعْرَضُوا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ فِي مَحَلِّ جَزْمٍ فِعْلُ الشَّرْطِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿فَقُلْ﴾: "الْفَاءُ" حَرْفٌ وَاقِعٌ فِي جَوَابِ الشَّرْطِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( قُلْ ) فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْتَ"، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَزْمٍ جَوَابُ الشَّرْطِ.
﴿أَنْذَرْتُكُمْ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِتَاءِ الْفَاعِلِ، وَ"تَاءُ الْفَاعِلِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ.
﴿صَاعِقَةً﴾: مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مِثْلَ﴾: نَعْتٌ لِـ( صَاعِقَةً ) مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿صَاعِقَةِ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿عَادٍ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَثَمُودَ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( ثَمُودَ ) مَعْطُوفٌ عَلَى ( عَادٍ ) مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ.
﴿أَعْرَضُوا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ فِي مَحَلِّ جَزْمٍ فِعْلُ الشَّرْطِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿فَقُلْ﴾: "الْفَاءُ" حَرْفٌ وَاقِعٌ فِي جَوَابِ الشَّرْطِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( قُلْ ) فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْتَ"، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَزْمٍ جَوَابُ الشَّرْطِ.
﴿أَنْذَرْتُكُمْ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِتَاءِ الْفَاعِلِ، وَ"تَاءُ الْفَاعِلِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ.
﴿صَاعِقَةً﴾: مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مِثْلَ﴾: نَعْتٌ لِـ( صَاعِقَةً ) مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿صَاعِقَةِ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿عَادٍ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَثَمُودَ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( ثَمُودَ ) مَعْطُوفٌ عَلَى ( عَادٍ ) مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ.
إعراب الآية ١٣ من سورة فصلت إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش
[سورة فصلت (41) : الآيات 13 الى 16]
فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ (13) إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (14) فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ (16)
اللغة:
(صَرْصَراً) : قال الزمخشري: «الصرصر: العاصفة التي تصرصر أي تصوت في هبوبها وقيل: الباردة التي تحرق بشدة بردها، تكرير لبناء الصر وهو البرد الذي يصر أي يجمع ويقبض» وفي القاموس «الصرة بالكسر شدة البرد أو البرد كالصرّ فيهما وأشد الصياح وبالفتح الشدة من الكرب والحرب والحر ... وصرّ يصرّ من باب ضرب صرّا وصريرا صوّت وصاح شديدا» وقال ابن قتيبة صرصر يجوز أن يكون من الصرّ وهو البرد ويجوز أن يكون من صر الباب وأن يكون من الصرة وهي الصيحة ومنه فأقبلت امرأته في صره» وقال الراغب: «صرصر لفظه من الصر وذلك يرجع الى الشد لما في البرودة من التعقّد» .
وللصاد مع الراء فاء وعينا للكلمة معنى الشدة والظهور النصوع، فصرب: جاء بضربة تزري الوجه وتقول: جزى الله بضربة، من جاءنا بصربة، وصرح بما في نفسه وبنى صرحا وصروحا وقعد في صرحة داره أي في ساحتها وصرحت الخمرة: ذهب عنها الزبد، والصراخ: صوت المستغيث وصوت المغيث إذا خرج بقومه للإغاثة قال سلامة:
إنا إذا ما أتانا صارخ فزع ... كان الصراخ له قرع الظنابيب
أي كان الغياث له، وهذا يوم صرد وصرد ويوم صرد وقد صرد يومنا وليلة صردة ورجل صرد وريح مصراد باردة شديدة البرد، وصرعته تركته صريعا وتركتهم صرعى وصرعهم ريب المنون وليس أشد من ذلك وبات صريع الكأس، قال مسلم بن الوليد صريع الغواني:
هل العيش إلا أن أروح مع الصبا ... وأغدو صريع الراح والأعين النجل
وحفظك الله من صرف الزمان وصروفه وتصاريفه، وزرع صريم ومصروم مجزوز وصرم النخل واصطرمه، وماء صريّ مجموع.
ولا يجتمع إلا ليظهر، قال ذو الرمة:
صرى آجن يزوي له المرء وجهه ... ولو ذاقه ظمآن في شهر ناجر
وهذا من الغريب الذي يبز اللغات.
(نَحِساتٍ:) بكسر الحاء وسكونها وهما قراءتان سبعيتان أي مشئومات عليهم فأما الكسر فهو صفة على فعل وفعله فعل بكسر العين أيضا يقال نحس فهو نحس كفرح فهو فرح وأشر فهو أشر وأما السكون فهو مصدر وصف به كرجل عدل ولكن يشكل على هذه القراءة جمعه فإن الفصيح في المصدر الموصوف به أن يوحد وكأن المسوغ له اختلاف أنواعه في الأصل.
الإعراب:
(فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ) كلام مستأنف على طريق الالتفات، مسوق لتحذيرهم بعد إعراضهم، وللالتفات سر بليغ نورده في باب البلاغة، وإن شرطية وأعرضوا فعل ماض والواو فاعل والفعل في محل جزم فعل الشرط، فقل الفاء رابطة وقل فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت وأنذرتكم فعل ماض وفاعل ومفعول به، وعبّر بالماضي وسياق الكلام يقتضي الاستقبال للدلالة على تحقق الإنذار، وصاعقة مفعول به ثان ومثل نعت لصاعقة.
(إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ) الظرف متعلق بصاعقة لأنها بمعنى العذاب وجملة جاءتهم الرسل في محل جر بإضافة الظرف إليها ومن بين أيديهم متعلقان بجاءتهم ومن خلفهم عطف عليه أي من جميع جوانبهم أو من جهة الزمان الماضي بالإنذار ومن جهة المستقبل بالتحذير وأعربه بعضهم متعلقا بمحذوف حال من الرسل أي حال كون الرسل من بين أيدي عاد وثمود ومن خلفهم ورجح الزمخشري الأول في تفسيره لمعناه قال: «أي أتوهم من كل جانب واجتهدوا بهم وأعملوا فيهم كل حيلة وتقول استدرت بفلان من كل جانب فلم يكن لي فيه حيلة» .
(أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ) يجوز في أن هذه ثلاثة أوجه: أحدها أن تكون مخففة من الثقيلة أصله أنه لا تعبدوا أي بأن الشأن والحديث قولنا لكم لا تعبدوا وأن وما في حيزها نصب بنزع الخافض والجار والمجرور متعلقان بمحذوف تقديره قائلين وهو حال من الرسل ولا ناهية وتعبدوا فعل مضارع مجزوم بلا وإلا أداة حصر ولفظ الجلالة مفعول به، والوجه الثاني أن تكون مصدرية تنصب الفعل المضارع ولا نافية وتعبدوا فعل مضارع منصوب بأن بعد لا النافية فإن لا النافية لا تمنع عمل العامل فيما بعدها، والوجه الثالث أن تكون مفسرة لأن مجيء الرسل يحمل القول وتكون الجملة لا محل لها لأنها مفسرة. (قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ) قالوا فعل ماض وفاعل ولو حرف شرط غير جازم وشاء ربنا فعل وفاعل والمفعول به محذوف تقديره إرسال الرسل والأحسن أن يقدر من جنس جوابها أي لو شاء ربنا إنزال ملائكة بالرسالة إلى الإنس لأنزل إليهم بها ملائكة والفاء الفصيحة وان واسمها وبما متعلقان بكافرون وجملة أرسلتم به صلة وكافرون خبر إن والمعنى فإذ أنتم بشر ولستم ملائكة فإننا لا نؤمن بكم.
(فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ) الفاء استئنافية والكلام مستأنف مسوق للشروع في حكاية ما يختص به كل واحد منهما وأما حرف شرط وتفصيل وعاد مبتدأ والفاء رابطة لجواب أما وجملة استكبروا خبر عاد وفي الأرض متعلقان باستكبروا وبغير الحق حال. (وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً) وقالوا عطف على فاستكبروا ومن اسم استفهام مبتدأ وأشد خبر والجملة مقول القول ومنا متعلقان بأشد وقوة تمييز. (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً) الهمزة للاستفهام الإنكاري والواو حرف عطف وجملة لم يروا معطوفة على مقدر يقتضيه السياق أي اغفلوا وضلوا ولم يروا وأن وما في حيزها سدت مسد مفعولي يروا لأنها بمعنى العلم وأن واسمها والذي نعت وجملة خلقهم صلة وهو مبتدأ وأشد خبر ومنهم متعلقان بأشد وقوة تمييز والجملة خبر أن.
(وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ) عطف على قوله فاستكبروا أيضا والجملة المعطوفة والمعطوف عليه المقدر اعتراض وبآياتنا متعلقان بيجحدون لأنه متضمن معنى يكفرون. (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) الفاء عاطفة وأرسلنا فعل وفاعل وعليهم متعلقان بأرسلنا وريحا مفعول به وصرصرا نعت وفي أيام نعت ثان أو حال ونحسات نعت لأيام، ولنذيقهم اللام للتعليل ونذيقهم فعل مضارع منصوب بأن بعد لام التعليل والهاء مفعول به والجار والمجرور متعلقان بأرسلنا وعذاب الخزي مفعول به ثان لنذيقهم وهو من إضافة الموصوف الى صفته وسيأتي تفصيله في باب البلاغة وفي الحياة متعلقان بنذيقهم والدنيا نعت للحياة.
(وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ) الواو استئنافية واللام للابتداء وعذاب الآخرة مبتدأ وأخزى خبر والواو عاطفة وهم مبتدأ وجملة لا ينصرون خبر وينصرون فعل مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل.
البلاغة:
اشتملت هذه الآيات على أفانين متعددة من البلاغة نوردها فيما يلي:
1- الالتفات في قوله: «فإن أعرضوا» الآية فقد خاطبهم أولا بقوله: «أئنكم» بيد أنهم لم يأبهوا لخطابه ولم يستوعبوا نصحه فالتفت من الخطاب إلى الغيبة لأنهم فعلوا الإعراض فليس له إلا أن يعرض عن خطابهم ليصح التلاؤم، ويناسب اللفظ المعنى، وهذا من أرفع أنواع البلاغة وأرقاها وكم للالتفات من أسرار.
2- العدول عن المضارع المستقبل إلى الماضي بقوله «فقد أنذرتكم» للدلالة على أن ما ينذرهم به أمر متحقق لا مندوحة عنه.
3- الاسناد المجازي في قوله «عذاب الخزي» فإنه أضاف العذاب إلى الخزي الذي هو الذل، والخزي الذي هو الذل والاستكانة في الأصل صفة المعذب ولكنه جنح الى وصف العذاب به للمبالغة فهو كما قلنا في الاعراب من اضافة الموصوف الى صفته.
4- المشاركة في قوله «ولعذاب الآخرة أخزى» وجعل الخزي هذه المرة خبرا للمشاكلة على حد قول الشاعر:
«قلت اطبخوا لي جبة وقميصا» وقد تقدم بحث هذا الفن.
5- في قوله «فاستحبوا العمى على الهدى» استعارة تصريحية فقد شبه الكفر بالعمى لأن الكافر ضال عن القصد، متعسف الطريق كالأعمى، وشبه الإيمان بالهدى لأن المؤمن مهتد الى محجة القصد وسواء السبيل ثم حذف المشبه في كليهما وأثبت المشبه به.
6- الطباق بين العمى الهدى وقد تقدم.
فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ (13) إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (14) فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ (16)
اللغة:
(صَرْصَراً) : قال الزمخشري: «الصرصر: العاصفة التي تصرصر أي تصوت في هبوبها وقيل: الباردة التي تحرق بشدة بردها، تكرير لبناء الصر وهو البرد الذي يصر أي يجمع ويقبض» وفي القاموس «الصرة بالكسر شدة البرد أو البرد كالصرّ فيهما وأشد الصياح وبالفتح الشدة من الكرب والحرب والحر ... وصرّ يصرّ من باب ضرب صرّا وصريرا صوّت وصاح شديدا» وقال ابن قتيبة صرصر يجوز أن يكون من الصرّ وهو البرد ويجوز أن يكون من صر الباب وأن يكون من الصرة وهي الصيحة ومنه فأقبلت امرأته في صره» وقال الراغب: «صرصر لفظه من الصر وذلك يرجع الى الشد لما في البرودة من التعقّد» .
وللصاد مع الراء فاء وعينا للكلمة معنى الشدة والظهور النصوع، فصرب: جاء بضربة تزري الوجه وتقول: جزى الله بضربة، من جاءنا بصربة، وصرح بما في نفسه وبنى صرحا وصروحا وقعد في صرحة داره أي في ساحتها وصرحت الخمرة: ذهب عنها الزبد، والصراخ: صوت المستغيث وصوت المغيث إذا خرج بقومه للإغاثة قال سلامة:
إنا إذا ما أتانا صارخ فزع ... كان الصراخ له قرع الظنابيب
أي كان الغياث له، وهذا يوم صرد وصرد ويوم صرد وقد صرد يومنا وليلة صردة ورجل صرد وريح مصراد باردة شديدة البرد، وصرعته تركته صريعا وتركتهم صرعى وصرعهم ريب المنون وليس أشد من ذلك وبات صريع الكأس، قال مسلم بن الوليد صريع الغواني:
هل العيش إلا أن أروح مع الصبا ... وأغدو صريع الراح والأعين النجل
وحفظك الله من صرف الزمان وصروفه وتصاريفه، وزرع صريم ومصروم مجزوز وصرم النخل واصطرمه، وماء صريّ مجموع.
ولا يجتمع إلا ليظهر، قال ذو الرمة:
صرى آجن يزوي له المرء وجهه ... ولو ذاقه ظمآن في شهر ناجر
وهذا من الغريب الذي يبز اللغات.
(نَحِساتٍ:) بكسر الحاء وسكونها وهما قراءتان سبعيتان أي مشئومات عليهم فأما الكسر فهو صفة على فعل وفعله فعل بكسر العين أيضا يقال نحس فهو نحس كفرح فهو فرح وأشر فهو أشر وأما السكون فهو مصدر وصف به كرجل عدل ولكن يشكل على هذه القراءة جمعه فإن الفصيح في المصدر الموصوف به أن يوحد وكأن المسوغ له اختلاف أنواعه في الأصل.
الإعراب:
(فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ) كلام مستأنف على طريق الالتفات، مسوق لتحذيرهم بعد إعراضهم، وللالتفات سر بليغ نورده في باب البلاغة، وإن شرطية وأعرضوا فعل ماض والواو فاعل والفعل في محل جزم فعل الشرط، فقل الفاء رابطة وقل فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت وأنذرتكم فعل ماض وفاعل ومفعول به، وعبّر بالماضي وسياق الكلام يقتضي الاستقبال للدلالة على تحقق الإنذار، وصاعقة مفعول به ثان ومثل نعت لصاعقة.
(إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ) الظرف متعلق بصاعقة لأنها بمعنى العذاب وجملة جاءتهم الرسل في محل جر بإضافة الظرف إليها ومن بين أيديهم متعلقان بجاءتهم ومن خلفهم عطف عليه أي من جميع جوانبهم أو من جهة الزمان الماضي بالإنذار ومن جهة المستقبل بالتحذير وأعربه بعضهم متعلقا بمحذوف حال من الرسل أي حال كون الرسل من بين أيدي عاد وثمود ومن خلفهم ورجح الزمخشري الأول في تفسيره لمعناه قال: «أي أتوهم من كل جانب واجتهدوا بهم وأعملوا فيهم كل حيلة وتقول استدرت بفلان من كل جانب فلم يكن لي فيه حيلة» .
(أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ) يجوز في أن هذه ثلاثة أوجه: أحدها أن تكون مخففة من الثقيلة أصله أنه لا تعبدوا أي بأن الشأن والحديث قولنا لكم لا تعبدوا وأن وما في حيزها نصب بنزع الخافض والجار والمجرور متعلقان بمحذوف تقديره قائلين وهو حال من الرسل ولا ناهية وتعبدوا فعل مضارع مجزوم بلا وإلا أداة حصر ولفظ الجلالة مفعول به، والوجه الثاني أن تكون مصدرية تنصب الفعل المضارع ولا نافية وتعبدوا فعل مضارع منصوب بأن بعد لا النافية فإن لا النافية لا تمنع عمل العامل فيما بعدها، والوجه الثالث أن تكون مفسرة لأن مجيء الرسل يحمل القول وتكون الجملة لا محل لها لأنها مفسرة. (قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ) قالوا فعل ماض وفاعل ولو حرف شرط غير جازم وشاء ربنا فعل وفاعل والمفعول به محذوف تقديره إرسال الرسل والأحسن أن يقدر من جنس جوابها أي لو شاء ربنا إنزال ملائكة بالرسالة إلى الإنس لأنزل إليهم بها ملائكة والفاء الفصيحة وان واسمها وبما متعلقان بكافرون وجملة أرسلتم به صلة وكافرون خبر إن والمعنى فإذ أنتم بشر ولستم ملائكة فإننا لا نؤمن بكم.
(فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ) الفاء استئنافية والكلام مستأنف مسوق للشروع في حكاية ما يختص به كل واحد منهما وأما حرف شرط وتفصيل وعاد مبتدأ والفاء رابطة لجواب أما وجملة استكبروا خبر عاد وفي الأرض متعلقان باستكبروا وبغير الحق حال. (وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً) وقالوا عطف على فاستكبروا ومن اسم استفهام مبتدأ وأشد خبر والجملة مقول القول ومنا متعلقان بأشد وقوة تمييز. (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً) الهمزة للاستفهام الإنكاري والواو حرف عطف وجملة لم يروا معطوفة على مقدر يقتضيه السياق أي اغفلوا وضلوا ولم يروا وأن وما في حيزها سدت مسد مفعولي يروا لأنها بمعنى العلم وأن واسمها والذي نعت وجملة خلقهم صلة وهو مبتدأ وأشد خبر ومنهم متعلقان بأشد وقوة تمييز والجملة خبر أن.
(وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ) عطف على قوله فاستكبروا أيضا والجملة المعطوفة والمعطوف عليه المقدر اعتراض وبآياتنا متعلقان بيجحدون لأنه متضمن معنى يكفرون. (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) الفاء عاطفة وأرسلنا فعل وفاعل وعليهم متعلقان بأرسلنا وريحا مفعول به وصرصرا نعت وفي أيام نعت ثان أو حال ونحسات نعت لأيام، ولنذيقهم اللام للتعليل ونذيقهم فعل مضارع منصوب بأن بعد لام التعليل والهاء مفعول به والجار والمجرور متعلقان بأرسلنا وعذاب الخزي مفعول به ثان لنذيقهم وهو من إضافة الموصوف الى صفته وسيأتي تفصيله في باب البلاغة وفي الحياة متعلقان بنذيقهم والدنيا نعت للحياة.
(وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ) الواو استئنافية واللام للابتداء وعذاب الآخرة مبتدأ وأخزى خبر والواو عاطفة وهم مبتدأ وجملة لا ينصرون خبر وينصرون فعل مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل.
البلاغة:
اشتملت هذه الآيات على أفانين متعددة من البلاغة نوردها فيما يلي:
1- الالتفات في قوله: «فإن أعرضوا» الآية فقد خاطبهم أولا بقوله: «أئنكم» بيد أنهم لم يأبهوا لخطابه ولم يستوعبوا نصحه فالتفت من الخطاب إلى الغيبة لأنهم فعلوا الإعراض فليس له إلا أن يعرض عن خطابهم ليصح التلاؤم، ويناسب اللفظ المعنى، وهذا من أرفع أنواع البلاغة وأرقاها وكم للالتفات من أسرار.
2- العدول عن المضارع المستقبل إلى الماضي بقوله «فقد أنذرتكم» للدلالة على أن ما ينذرهم به أمر متحقق لا مندوحة عنه.
3- الاسناد المجازي في قوله «عذاب الخزي» فإنه أضاف العذاب إلى الخزي الذي هو الذل، والخزي الذي هو الذل والاستكانة في الأصل صفة المعذب ولكنه جنح الى وصف العذاب به للمبالغة فهو كما قلنا في الاعراب من اضافة الموصوف الى صفته.
4- المشاركة في قوله «ولعذاب الآخرة أخزى» وجعل الخزي هذه المرة خبرا للمشاكلة على حد قول الشاعر:
«قلت اطبخوا لي جبة وقميصا» وقد تقدم بحث هذا الفن.
5- في قوله «فاستحبوا العمى على الهدى» استعارة تصريحية فقد شبه الكفر بالعمى لأن الكافر ضال عن القصد، متعسف الطريق كالأعمى، وشبه الإيمان بالهدى لأن المؤمن مهتد الى محجة القصد وسواء السبيل ثم حذف المشبه في كليهما وأثبت المشبه به.
6- الطباق بين العمى الهدى وقد تقدم.
إعراب الآية ١٣ من سورة فصلت التبيان في إعراب القرآن
هذه الآية لا يوجد لها إعراب
إعراب الآية ١٣ من سورة فصلت الجدول في إعراب القرآن
[سورة فصلت (41) : الآيات 13 الى 18]
فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ (13) إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (14) فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ (16) وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (17)
وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (18)
الإعراب
(الفاء) عاطفة والثانية رابطة (أعرضوا) في محلّ جزم فعل الشرط (صاعقة) مفعول به ثان منصوب (مثل) نعت لصاعقة منصوب.
جملة: «أعرضوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل .
وجملة: «قل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «أنذرتكم ... » في محلّ نصب مقول القول.
(14) (إذ) ظرف في محلّ نصب متعلّق بصاعقة عاد لأنها بمعنى العذاب ، (من بين) متعلّق بحال من الرسل وكذلك (من خلفهم) ، (أن) مخفّفة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف (لا) ناهية (إلّا) للحصر (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) واقعة في جواب (لو) (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (بما) متعلّق بالخبر كافرون (به) متعلّق ب (أرسلتم) ، وضمير الخطاب فيه نائب الفاعل.
وجملة: «جاءتهم الرسل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تعبدوا ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
والمصدر المؤوّل (أن لا تعبدوا..) في محلّ جرّ ب (باء) محذوفة.. متعلّق ب (جاءتهم) .
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لو شاء الله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إنّا ... كافرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة لو شاء..
وجملة: «أرسلتم به ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
(15) (الفاء) عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (عاد) مبتدأ مرفوع (الفاء) رابطة لجواب أمّا (في الأرض) متعلّق ب (استكبروا) ، (بغير) حال من فاعل استكبروا (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (من) اسم استفهام مبتدأ خبره أشدّ (منّا) متعلّق بأشدّ (قوّة) تمييز منصوب (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (الذي) موصول في محلّ نصب نعت للفظ الجلالة (هو) ضمير فصل ، (منهم قوّة) مثل منّا قوّة ... (بآياتنا) متعلّق ب (يجحدون) .
والمصدر المؤوّل (أنّ الله ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعوليّ يروا.
وجملة: «أمّا عاد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعرضوا .
وجملة: «استكبروا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ عاد.
وجملة: «قالوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة استكبروا.
وجملة: «من أشدّ ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لم يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على مستأنف مقدّر في حيّز القول أي: أغفلوا ولم يروا ...
وجملة: «خلقهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «كانوا ... يجحدون» في محلّ رفع معطوفة على جملة استكبروا.
وجملة: «يجحدون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
(16) (الفاء) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (في أيّام) متعلّق ب (أرسلنا) ، (اللام) للتعليل (نذيقهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (عذاب) مفعول به ثان منصوب (في الحياة) متعلّق ب (نذيقهم) ...
والمصدر المؤوّل (أن نذيقهم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أرسلنا) .
(الواو) اعتراضيّة (اللام) لام الابتداء للتوكيد (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (لا) نافية، و (الواو) في (ينصرون) نائب الفاعل.
وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كانوا ...]
(2) أو هي استئنافيّة في سياق التفريع. وجملة: «نذيقهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «عذاب الآخرة أخزى ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «هم لا ينصرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة عذاب الآخرة....
وجملة: «لا ينصرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(17- 18) (الواو) عاطفة (أما ثمود) مثل أمّا عاد (الفاء) رابطة لجواب (أمّا) ، والثانية عاطفة (على الهدى) متعلّق بفعل (استحبّوا) بتضمينه معنى اختاروا (الفاء) عاطفة (الهون) نعت ل (العذاب) مجرور (بما) متعلّق ب (أخذتهم) .
وجملة: «أمّا ثمود فهديناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمّا عاد ...
وجملة: «هديناهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ثمود) .
وجملة: «استحبّوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة هديناهم.
وجملة: «أخذتهم صاعقة..» في محلّ رفع معطوفة على جملة استحبّوا.
وجملة: «كانوا يكسبون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أو الاسميّ (ما) .
وجملة: «يكسبون» في محلّ نصب خبر كانوا.
وجملة: «نجّينا..» في محلّ رفع معطوفة على جملة أخذتهم ...
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كانوا يتّقون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا .
وجملة: «يتّقون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف
(16) صرصرا: اسم للريح الشديدة أو صفة مشتقّة من الصرّ وهو البرد أو من الثلاثيّ صرّ باب ضرب بمعنى صوّت وصاح شديدا، وزنه فعلل بفتح الفاء واللام الأولى.
(نحسات) ، جمع نحس صفة مشتقّة من الثلاثيّ نحس باب فرح، وزنه فعل بفتح فكسر كأشر.
(أخزى) ، اسم تفضيل من الثلاثيّ خزي باب فرح، وزنه أفعل، وفيه إعلال بالقلب أصله أخزي- بالياء- تحرّكت الياء وفتح ما قبلها قلبت ألفا.
(17) العمى: مصدر عمي يعمى باب فرح، وزنه فعل بفتح فسكون، وفيه إعلال بالقلب أصله العمي- بالياء- جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.. ورسمت برسم الياء غير المنقوطة بسبب أصلها
البلاغة
1- الالتفات: في قوله تعالى «فَإِنْ أَعْرَضُوا» .
فقد خاطبهم أولا بقوله: «أإنكم» ، بيد أنهم لم يأبهوا لخطابه ولم يستوعبوا نصحه، فالتفت من الخطاب إلى الغيبة، لأنهم فعلوا الإعراض، فليس له إلا أن يعرض عن خطابهم، ليصح التلاؤم، ويناسب اللفظ المعنى، وهذا من أرفع أنواع البلاغة وأرقاها. وكم للالتفات من أسرار.
2- العدول عن المضارع المستقبل إلى الماضي: في قوله تعالى «فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ» .
فصيغة الماضي للدلالة على تحقق الإنذار المنبئ عن تحقق المنذر به. 3- الإسناد المجازي: في قوله تعالى «وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى» .
والعذاب في الأصل صفة المعذب، وإنما وصف به العذاب على الإسناد المجازي للمبالغة، فإنه يدل على أنه ذل الكافر زاد حتى اتصف به عذابه، كما قرر في قولهم: شعر شاعر.
4- المشاكلة: في قوله تعالى «وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى ... » .
جعل الخزي هذه المرة خبرا، للمشاكلة على حد قول الشاعر:
«قلت اطبخوا لي جبة وقميصا»
5- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى» .
فقد شبه الكفر بالعمى، لأن الكافر ضال عن القصد، متعسف الطريق كالأعمى، وشبه الإيمان بالهدى، لأن المؤمن مهتد إلى القصد وسواء السبيل ثم حذف المشبه في كليهما وأثبت المشبه به.
الفوائد
- الفاصل بين أما والفاء:
1- المبتدأ: كقوله تعالى فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ.
2- الخبر: كقولنا (أما في الدار فزيد) .
3- جملة الشرط: كقوله تعالى فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ.
4- اسم منصوب لفظا أو محلا بالجواب: كقوله تعالى فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ 5- اسم معمول لمحذوف يفسره ما بعد الفاء. نحو (أما زيدا فاضربه) . وقراءة بعضهم في الآية التي نحن بصددها وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى بالنصب، ويجب تقدير العامل بعد الفاء.
فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ (13) إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (14) فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ (16) وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (17)
وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (18)
الإعراب
(الفاء) عاطفة والثانية رابطة (أعرضوا) في محلّ جزم فعل الشرط (صاعقة) مفعول به ثان منصوب (مثل) نعت لصاعقة منصوب.
جملة: «أعرضوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل .
وجملة: «قل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «أنذرتكم ... » في محلّ نصب مقول القول.
(14) (إذ) ظرف في محلّ نصب متعلّق بصاعقة عاد لأنها بمعنى العذاب ، (من بين) متعلّق بحال من الرسل وكذلك (من خلفهم) ، (أن) مخفّفة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف (لا) ناهية (إلّا) للحصر (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) واقعة في جواب (لو) (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (بما) متعلّق بالخبر كافرون (به) متعلّق ب (أرسلتم) ، وضمير الخطاب فيه نائب الفاعل.
وجملة: «جاءتهم الرسل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تعبدوا ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
والمصدر المؤوّل (أن لا تعبدوا..) في محلّ جرّ ب (باء) محذوفة.. متعلّق ب (جاءتهم) .
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لو شاء الله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إنّا ... كافرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة لو شاء..
وجملة: «أرسلتم به ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
(15) (الفاء) عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (عاد) مبتدأ مرفوع (الفاء) رابطة لجواب أمّا (في الأرض) متعلّق ب (استكبروا) ، (بغير) حال من فاعل استكبروا (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (من) اسم استفهام مبتدأ خبره أشدّ (منّا) متعلّق بأشدّ (قوّة) تمييز منصوب (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (الذي) موصول في محلّ نصب نعت للفظ الجلالة (هو) ضمير فصل ، (منهم قوّة) مثل منّا قوّة ... (بآياتنا) متعلّق ب (يجحدون) .
والمصدر المؤوّل (أنّ الله ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعوليّ يروا.
وجملة: «أمّا عاد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعرضوا .
وجملة: «استكبروا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ عاد.
وجملة: «قالوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة استكبروا.
وجملة: «من أشدّ ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لم يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على مستأنف مقدّر في حيّز القول أي: أغفلوا ولم يروا ...
وجملة: «خلقهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «كانوا ... يجحدون» في محلّ رفع معطوفة على جملة استكبروا.
وجملة: «يجحدون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
(16) (الفاء) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (في أيّام) متعلّق ب (أرسلنا) ، (اللام) للتعليل (نذيقهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (عذاب) مفعول به ثان منصوب (في الحياة) متعلّق ب (نذيقهم) ...
والمصدر المؤوّل (أن نذيقهم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أرسلنا) .
(الواو) اعتراضيّة (اللام) لام الابتداء للتوكيد (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (لا) نافية، و (الواو) في (ينصرون) نائب الفاعل.
وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كانوا ...]
(2) أو هي استئنافيّة في سياق التفريع. وجملة: «نذيقهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «عذاب الآخرة أخزى ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «هم لا ينصرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة عذاب الآخرة....
وجملة: «لا ينصرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(17- 18) (الواو) عاطفة (أما ثمود) مثل أمّا عاد (الفاء) رابطة لجواب (أمّا) ، والثانية عاطفة (على الهدى) متعلّق بفعل (استحبّوا) بتضمينه معنى اختاروا (الفاء) عاطفة (الهون) نعت ل (العذاب) مجرور (بما) متعلّق ب (أخذتهم) .
وجملة: «أمّا ثمود فهديناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمّا عاد ...
وجملة: «هديناهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ثمود) .
وجملة: «استحبّوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة هديناهم.
وجملة: «أخذتهم صاعقة..» في محلّ رفع معطوفة على جملة استحبّوا.
وجملة: «كانوا يكسبون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أو الاسميّ (ما) .
وجملة: «يكسبون» في محلّ نصب خبر كانوا.
وجملة: «نجّينا..» في محلّ رفع معطوفة على جملة أخذتهم ...
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «كانوا يتّقون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا .
وجملة: «يتّقون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف
(16) صرصرا: اسم للريح الشديدة أو صفة مشتقّة من الصرّ وهو البرد أو من الثلاثيّ صرّ باب ضرب بمعنى صوّت وصاح شديدا، وزنه فعلل بفتح الفاء واللام الأولى.
(نحسات) ، جمع نحس صفة مشتقّة من الثلاثيّ نحس باب فرح، وزنه فعل بفتح فكسر كأشر.
(أخزى) ، اسم تفضيل من الثلاثيّ خزي باب فرح، وزنه أفعل، وفيه إعلال بالقلب أصله أخزي- بالياء- تحرّكت الياء وفتح ما قبلها قلبت ألفا.
(17) العمى: مصدر عمي يعمى باب فرح، وزنه فعل بفتح فسكون، وفيه إعلال بالقلب أصله العمي- بالياء- جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.. ورسمت برسم الياء غير المنقوطة بسبب أصلها
البلاغة
1- الالتفات: في قوله تعالى «فَإِنْ أَعْرَضُوا» .
فقد خاطبهم أولا بقوله: «أإنكم» ، بيد أنهم لم يأبهوا لخطابه ولم يستوعبوا نصحه، فالتفت من الخطاب إلى الغيبة، لأنهم فعلوا الإعراض، فليس له إلا أن يعرض عن خطابهم، ليصح التلاؤم، ويناسب اللفظ المعنى، وهذا من أرفع أنواع البلاغة وأرقاها. وكم للالتفات من أسرار.
2- العدول عن المضارع المستقبل إلى الماضي: في قوله تعالى «فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ» .
فصيغة الماضي للدلالة على تحقق الإنذار المنبئ عن تحقق المنذر به. 3- الإسناد المجازي: في قوله تعالى «وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى» .
والعذاب في الأصل صفة المعذب، وإنما وصف به العذاب على الإسناد المجازي للمبالغة، فإنه يدل على أنه ذل الكافر زاد حتى اتصف به عذابه، كما قرر في قولهم: شعر شاعر.
4- المشاكلة: في قوله تعالى «وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى ... » .
جعل الخزي هذه المرة خبرا، للمشاكلة على حد قول الشاعر:
«قلت اطبخوا لي جبة وقميصا»
5- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى» .
فقد شبه الكفر بالعمى، لأن الكافر ضال عن القصد، متعسف الطريق كالأعمى، وشبه الإيمان بالهدى، لأن المؤمن مهتد إلى القصد وسواء السبيل ثم حذف المشبه في كليهما وأثبت المشبه به.
الفوائد
- الفاصل بين أما والفاء:
1- المبتدأ: كقوله تعالى فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ.
2- الخبر: كقولنا (أما في الدار فزيد) .
3- جملة الشرط: كقوله تعالى فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ.
4- اسم منصوب لفظا أو محلا بالجواب: كقوله تعالى فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ 5- اسم معمول لمحذوف يفسره ما بعد الفاء. نحو (أما زيدا فاضربه) . وقراءة بعضهم في الآية التي نحن بصددها وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى بالنصب، ويجب تقدير العامل بعد الفاء.
إعراب الآية ١٣ من سورة فصلت النحاس
{فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ..} [13]
وقرأ أبو عبدالرحمن والنخعي {صَعْقَةً مثلَ صَعقَةِ} ولم تأتهم الصاعقة؛ لأنهم لم يُعرِضوا كلهم وأعرضوا للكل، وكل من خوطب بهذا أسلم إلاّ من قُتِلَ منهم. وقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم على عتبة بن الوليد كما قرىء على أحمد بن الحجاج عن يحيى بن سليمان قال: حدثنا محمد بن فضيل قال: حدثنا الأجلح بن عبدالله عن الذيَّال بن حرملة عن جابر بن عبدالله قال: قال أبو جهل يوماً، والملأ من قريش: إنه قد التبس علينا أمر محمد فلو التمستم رجلاً عالِماً بالسحر والكهانة والشعر فأتاه فكلَّمه ثم أتانا ببيان من أمره فقال عتبة بن ربيعة: والله لقد سَمِعتُ السحرَ والكهانة والشعرَ وعَلِمتُ من ذلك علماً وما يخفى عليّ إن كان كذلك فأتاه عتبة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، فقال له عتبة: يا محمد أأنتَ خيرٌ أمْ هاشم؟ أأنتَ خيرٌ أم عبدالمطلب؟ أأنتَ خيرٌ أم عبدالله؟ لم يأتوا بمثل ما أتيتَ به فبم تشتم آلهتنا وتُضلّلُ آباءنا؟ فإنْ كنتَ إنما بك الرئاسة عقدنا لك اللواء بيننا بالرئاسة فكنت ما بقيت، وإن كان بك الباءة زوَّجناكَ عَشْرَ نسوةٍ تختارهن من أي بنات قريش شئت، وإنْ كان بك المالُ جمعنا لك من أموالنا ما تستغني به أنت وَعِقبُكَ مِنْ بَعدِكَ ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت لا يتكلَّم فلما فرغ عتبة من كلامه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {بِسْمِ الله الرحمن الرحيمِ حم تَنزيلٌ مِنَ الرحمن الرحيمِ كَتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قرآناً عربياً} ثم قرأ إلى قوله {فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ/ 218/ أ عَادٍ وَثَمُودَ} فأمسكَ عتبة على فيه وناشده الرحم أن يكفّ ثم رجع إلى أهله ولم يخرجْ إلى قريش فاحتبس عنهم فقال أبو جهل: يا معشر قريشٍ والله ما نرى عتبة إلاّ قد صَبَأ إلى محمد وأعجَبَهُ طعَامُهُ وما ذاك إلاّ من حاجة أصابته فانطلقُوا بنا إليه فأتوا عُتْبَةَ فخرج إليهم فقال له أبو جهل والله يا عتبة ما نظُنّكَ إلاّ قد صَبَأتَ إلى محمد وأعجَبَكَ أمرُهُ، وما نرى ذلك إلاّ من حاجةٍ أصابتك فإن كانت بك حاجةٌ جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك عن طعام محمد، فغضب عبتةُ وأقسم ألاّ يكلِّمَ محمداً أبداً، وقال لهم: لقد عَلِمتُمْ أني من أكثرِ قريشٍ مالاً ولكنّي أتيتُهُ فَقَصَّ عليهم ما قال له، وما قال لرسول الله، ثم قال: جاءني والله بشيءٍ ما هو بسحر ولا كهانة قرأ على {بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزِيلٌ مِنَ الرحمنِ الرحيم كتَابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قرآناً عربياً} إلى قوله: {فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} فأمسكتُ على فيه، ونَاشدتُهُ الرحمَ أَن يَكُفَّ، وقد عَلِمتُمْ أنّ محمداً إذا قال شيئاً لم يكذب فَخِفتُ أن ينزلَ بكُمْ العذابُ فناشدتُهُ الرحمَ أن يكفّ. قال الضحاك: {صاعقةً مثلَ صاعقةِ عادٍ وثَمُودَ} أي عذاباً - وقال محمد بن يزيد: الصاعقة معناها في كلام العرب المُبِيدَةُ المُهْلِكَةُ المُخْمِدَةُ فربَّما استعملت للإِخمادِ من غير إهلاكٍ ومنه سُمِّيَ الصَّعِقُ بنُ حَربٍ لأنه ضُرِبَ ضربةً فخمدَ ثم أفاقَ.
إعراب الآية ١٣ من سورة فصلت مشكل إعراب القرآن للخراط
{ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ }
جملة "فإن أعرضوا" معطوفة على جملة { قُلْ } في الآية (9) ، "صاعقة" مفعول ثان، "مثل" نعت لصاعقة.