إعراب : لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ۚ ذٰلك يخوف الله به عباده ۚ يا عباد فاتقون

إعراب الآية 16 من سورة الزمر , صور البلاغة و معاني الإعراب.

لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ۚ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ

التفسير الميسر. تفسير الآية ١٦ من سورة الزمر

لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ۚ ذٰلك يخوف الله به عباده ۚ يا عباد فاتقون

أولئك الخاسرون لهم يوم القيامة في جهنم مِن فوقهم قطع عذاب من النار كهيئة الظُّلل المبنية، ومن تحتهم كذلك. ذلك العذاب الموصوف يخوِّف الله به عباده؛ ليحْذَروه. يا عباد فاتقوني بامتثال أوامري واجتناب معاصيَّ.
(لَهُمْ)
"اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ.
(مِنْ)
حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(فَوْقِهِمْ)
اسْمٌ ظَرْفِيٌّ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
(ظُلَلٌ)
مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
(مِنَ)
حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ.
(النَّارِ)
اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(وَمِنْ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(مِنْ) : حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(تَحْتِهِمْ)
اسْمٌ ظَرْفِيٌّ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
(ظُلَلٌ)
مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
(ذَلِكَ)
اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
(يُخَوِّفُ)
فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
(اللَّهُ)
اسْمُ الْجَلَالَةِ فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ.
(بِهِ)
"الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
(عِبَادَهُ)
مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
(يَاعِبَادِ)
(يَا) : حَرْفُ نِدَاءٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ(عِبَادِ) : مُنَادًى مَنْصُوبٌ لِأَنَّهُ مُضَافٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الْمُقَدَّرَةُ لِاشْتِغَالِ الْمَحَلِّ بِحَرَكَةِ الْمُنَاسَبَةِ لِلْيَاءِ الْمَحْذُوفَةِ، وَ"يَاءُ الْمُتَكَلِّمِ" الْمَحْذُوفَةُ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
(فَاتَّقُونِ)
"الْفَاءُ" حَرْفٌ رَابِطٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(اتَّقُو) : فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"النُّونُ" لِلْوِقَايَةِ، وَ"يَاءُ الْمُتَكَلِّمِ" الْمَحْذُوفَةُ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.

إعراب الآية ١٦ من سورة الزمر

{ لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَاعِبَادِ فَاتَّقُونِ ( الزمر: 16 ) }
﴿لَهُمْ﴾: اللام: حرف جر.
و"الهاء": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ باللام، و"الميم": للجماعة.
والجارّ والمجرور متعلّقان بخبر مقدم.
﴿مِنْ فَوْقِهِمْ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بحال من "ظلل"، لأنه في الأصل متعلّق بصفة محذوفة منها قدمت عليها.
و"الهاء": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿ظُلَلٌ﴾: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿مِنَ النَّارِ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بصفة محذوفة لـ "ظلل".
﴿وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ﴾: معطوفة بالواو على "من فوقهم ظلل من النار" وتعرب إعرابها.
﴿ذَلِكَ﴾: اسم إشارة مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ، و"اللام": حرف للبعد.
و"الكاف": حرف للخطاب.
﴿يُخَوِّفُ﴾: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿اللَّهُ﴾: لفظ الجلالة: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿بِهِ﴾: جار ومجرور متعلقان بـ "يخوف".
﴿عِبَادَهُ﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، و"الهاء": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿يَاعِبَادِ﴾: يا: حرف نداء.
عباد: منادي منصوب بالفتحة المقدّرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة لياء المتكلم المحذوفة، و"الياء" المحذوفة ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿فَاتَّقُونِ﴾: الفاء: حرف واقع في جواب شرط مقدر، و"اتقون": فعل أمر مبنيّ على حذف النون، لأن مضارعه من الأفعال الخمسة، و"الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
و"النون": للوقاية، و"الياء" المحذوفة ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به.
وجملة "لهم من فوقهم ظلل" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافيّة.
وجملة "ذلك يخوف به" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافيّة.
وجملة "يخوف" في محلّ رفع خبر المبتدأ "ذلك".
وجملة النداء "يا عباد" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها حرف استئناف أو "مقول القول" مقدر.
وجملة "اتقون" في محلّ جزم جواب شرط مقدر أي إن خفتم النار فاتقون وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها جواب النداء.

إعراب الآية ١٦ من سورة الزمر مكتوبة بالتشكيل

﴿لَهُمْ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿فَوْقِهِمْ﴾: اسْمٌ ظَرْفِيٌّ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿ظُلَلٌ﴾: مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مِنَ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ.
﴿النَّارِ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَمِنْ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( مِنْ ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿تَحْتِهِمْ﴾: اسْمٌ ظَرْفِيٌّ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿ظُلَلٌ﴾: مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿ذَلِكَ﴾: اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿يُخَوِّفُ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿اللَّهُ﴾: اسْمُ الْجَلَالَةِ فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ.
﴿بِهِ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿عِبَادَهُ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿يَاعِبَادِ﴾: ( يَا ) حَرْفُ نِدَاءٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ( عِبَادِ ) مُنَادًى مَنْصُوبٌ لِأَنَّهُ مُضَافٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الْمُقَدَّرَةُ لِاشْتِغَالِ الْمَحَلِّ بِحَرَكَةِ الْمُنَاسَبَةِ لِلْيَاءِ الْمَحْذُوفَةِ، وَ"يَاءُ الْمُتَكَلِّمِ" الْمَحْذُوفَةُ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿فَاتَّقُونِ﴾: "الْفَاءُ" حَرْفٌ رَابِطٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( اتَّقُو ) فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"النُّونُ" لِلْوِقَايَةِ، وَ"يَاءُ الْمُتَكَلِّمِ" الْمَحْذُوفَةُ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.

إعراب الآية ١٦ من سورة الزمر إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة الزمر (39) : الآيات 11 الى 18]
قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (15)
لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ (16) وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرى فَبَشِّرْ عِبادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ (18)


الإعراب:
(قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) إن واسمها وجملة أمرت خبرها والجملة مقول القول وأمرت فعل ماض مبني للمجهول والتاء نائب فاعل وأن وما في حيزها نصب بنزع الخافض المتعلق بأمرت ومخلصا حال وله متعلقان بمخلصا والدين مفعول به.
(وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) وأمرت عطف على أمرت الأولى ولأن أكون متعلقان بأمرت أي بأن أكون فاللام بمعنى الباء واسم أكون مستتر تقديره أنا وقيل اللام للتعليل أي لأجل أن أكون وللزمخشري تقرير مطول بهذا الصدد ننقله في باب الفوائد لأهميته وأول خبر أكون والمسلمين مضاف اليه. (قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) إن واسمها وجملة أخاف خبر وفاعل أخاف مستتر تقديره أنا وإن شرطية وعصيت فعل وفاعل وهو في محل جزم فعل الشرط والجواب محذوف دل عليه ما قبله أي فإني أخاف وعذاب يوم مفعول أخاف وعظيم صفة ليوم.
(قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي) لفظ الجلالة مفعول مقدم لأعبد وأعبد فعل مضارع وفاعله مستتر تقديره أنا ومخلصا حال وله متعلقان بمخلصا وديني مفعول مخلصا أي ليكون سالما من الشرك والرياء وكل ما يشوب الأعمال مما يفسدها. (فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ) الفاء الفصيحة واعبدوا فعل أمر الغاية منه التهديد والوعيد والواو فاعل وما مفعول به وجملة شئتم صلة ومن دونه حال. (قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) إن واسمها والذين خبرها وجملة خسروا صلة الذين وأنفسهم مفعول به وأهليهم عطف على أنفسهم ويوم القيامة ظرف لخسروا أو حال من أهليهم يعني أزواجهم وخدمهم. (أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ) ألا أداة تنبيه وذلك مبتدأ وهو مبتدأ ثان والخسران خبر هو والجملة خبر ذلك والمبين صفة للخسران ولك أن تجعل هو ضمير فصل لا محل له وسيأتي مزيد من القول في هذه الآية في باب البلاغة.
(لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ) لهم خبر مقدم ومن فوقهم حال وظلل مبتدأ مؤخر وفي الكلام إبهام سيأتي تقريره في باب البلاغة ومن النار صفة لظلل ومن تحتهم ظلل عطف على من فوقهم ظلل. (ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ) ذلك مبتدأ أي ذلك العذاب وجملة يخوف الله به خبر وعباده مفعول يخوف ويا حرف نداء وعباد منادى مضاف لياء المتكلم المحذوفة اتباعا لرسم المصحف والفاء الفصيحة واتقون فعل أمر والواو فاعل والنون للوقاية وياء المتكلم المحذوفة لما تقدم مفعول به. (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرى) الذين مبتدأ وجملة اجتنبوا صلة والطاغوت مفعول به وقد تقدم القول فيه وأنه يطلق على الواحد والجمع وعلى المذكر والمؤنث وأن يعبدوها مصدر مؤول في محل نصب بدل اشتمال من الطاغوت أي عبادتها وسيأتي مزيد من القول في الطاغوت في باب البلاغة ولهم خبر مقدم والبشرى مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية خبر الذين.
(فَبَشِّرْ عِبادِ) الفاء الفصيحة وبشر فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت وعباد مفعول به وعلامة نصبه فتحه مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة اتباعا لرسم المصحف وفيه إظهار الضمير أي فبشرهم اهتماما بهم. (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) الذين صفة لعباد وجملة يستمعون صلة والقول مفعول به والفاء عاطفة ويتبعون عطف على يستمعون وأحسنه مفعول به. (أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ) أولئك مبتدأ والدين خبر والاشارة الى الموصوفين بما ذكر وجملة هداهم الله صلة وأولئك مبتدأ وهم مبتدأ ثان أو ضمير فصل وأولو الألباب خبر هم والجملة خبر أولئك أو خبر أولئك.

البلاغة:
1- التهويل:
في قوله «ألا ذلك هو الخسران المبين» تهويل رائع فقد جعل الجملة مستأنفة وصدرها بحرف التنبيه ووسط ضمير الفصل بين المبتدأ والخبر وعرف الخسران كأنه مما تعورف أمره واشتهر هوله ووصفه بالمبين فجعل خسرانهم غاية في الفظاعة ونهاية في الشناعة.
2- المبالغة:
وفي تشبيه الشيطان بالطاغوت وجوه ثلاثة من المبالغة:
1- تسميته بالمصدر كأنه نفس الطغيان.
2- بناؤه على فعلوت وهي صيغة مبالغة كالرحموت وهي الرحمة الواسعة والملكوت وهو الملك الواسع.
3- والشبه الثالث تقديم لامه على عينه ليفيد اختصاصه بهذه التسمية.


الفوائد:
وعدناك بنقل الفصل الممتع الذي عقده الزمخشري في إعراب قوله «إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين، وأمرت لأن أكون من المسلمين» قال: «فإن قلت كيف عطف أمرت على أمرت وهما واحد؟ قلت: ليسا بواحد لاختلاف جهتيهما وذلك أن الأمر بالإخلاص وتكليفه شيء والأمر به ليحرز القائم به قصب السبق في الدين شيء، وإذا اختلف وجها الشيء ومنعتا ينزل بذلك منزلة شيئين مختلفين ولك أن تجعل اللام مزيدة مثلها في أردت لأن أفعل ولا تزاد إلا مع أن خاصة دون الاسم الصريح كأنها زيدت عوضا من ترك الأصل إلى ما يقوم مقامه، كما عوض السين في اسطاع عوضا من ترك الأصل الذي هو أطوع، والدليل على هذا الوجه مجيئه بغير لام في قوله وأمرت أن أكون من المسلمين وأمرت أن أكون من المؤمنين أن أكون أول من أسلم وفي معناه أوجه: أن أكون أول من أسلم في زماني ومن قومي لأنه أول من خالف دين آبائه وخلع الأصنام وحطمها وأن أكون أول الذين دعوتهم الى الإسلام إسلاما وأن أكون أول من دعا نفسه إلى ما دعا إليه غيره لأكون مقتدى بي في قولي وفعلي جميعا ولا تكون صفتي صفة الملوك الذين يأمرون بما لا يفعلون وأن أفعل ما أستحق به الأولوية من أعمال السابقين دلالة على السبب بالمسبب» فتأمله فإنه من غرر الأقوال.

إعراب الآية ١٦ من سورة الزمر التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16)) . قَوْلُهُ تَعَالَى: (ظُلَلٌ) : هُوَ مُبْتَدَأٌ، وَ «لَهُمُ» الْخَبَرُ.
وَ (مِنْ فَوْقِهِمْ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْعَامِلُ فِيهِ الْجَارَّ، وَأَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ «ظُلَلٌ» وَالتَّقْدِيرُ: ظُلَلٌ كَائِنَةٌ مِنْ فَوْقِهِمْ.
وَ (مِنَ النَّارِ) : نَعْتٌ لِظُلَلٍ.

إعراب الآية ١٦ من سورة الزمر الجدول في إعراب القرآن

[سورة الزمر (39) : الآيات 14 الى 16]
قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ (16)


الإعراب
(الله) لفظ الجلالة مفعول به مقدّم منصوب (مخلصا له ديني) مثل (مخلصا له الدين) .
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أعبد ... » في محلّ نصب مقول القول.
(15) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، والأمر في (اعبدوا) للتهديد (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به ، (من دونه) حال من العائد المقدّر (الذين) موصول خبر إنّ في محلّ رفع (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (خسروا) (ألا) أداة تنبيه (هو) ضمير فصل .
وجملة: «اعبدوا ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف أي: أمّا أنتم فاعبدوا ... أي لا تعبدون الله.
وجملة: «شئتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ الخاسرين الذين ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «خسروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ذلك هو الخسران ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
(16) (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ ظلل (من فوقهم) متعلّق بحال من ظلل ، (من النار) متعلّق بنعت لظلل (من تحتهم) مثل من فوقهم (ظلل) معطوف على الأول بالواو ، (ذلك) مبتدأ في محلّ رفع، والإشارة إلى العذاب (به) متعلّق ب (يخوّف) ، (يا عباد) مرّ إعرابها ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر النون في (اتّقون) للوقاية قبل (ياء) المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة، وهي مفعول به.
وجملة: «لهم ... ظلل» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل-.
وجملة: «ذلك يخوّف به ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يخوّف ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ ذلك. وجملة النداء: «يا عباد» لا محلّ لها استئنافيّة- أو مقول القول لقول مقدّر-.
وجملة: «اتّقون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن خفتم النار فاتّقون.. وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها جواب النداء.


البلاغة
التهويل: في قوله تعالى «أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ» .
تهويل رائع، فقد جعل الجملة مستأنفة، وصدّرها بحرف التنبيه، وأشار بذلك إلى بعد منزلة المشار إليه في الشر، وأنه لعظمه بمنزلة المحسوس، ووسّط الفصل بين المبتدأ والخبر، وعرّف الخسران، وأتى به على فعلان الأبلغ من فعل، ووصفه بالمبين، من الدلالة على كمال هوله وفظاعته، وأنه لا نوع من الخسر وراءه.


الفوائد
- أحوال المنادي المضاف لياء المتكلّم:
1- إن كان معتل الآخر (مقصورا أو منقوصا) ثبتت معه الياء مفتوحة، مثل:
(يا فتاي، يا محاميّ) .
2- إن كان صفة: أي (اسم فاعل، أو مبالغته، أو اسم مفعول) ثبتت معها الياء ساكنة أو مفتوحة تقول: (يا سامعي يا سامعي أجبني) (يا معبودي يا معبودي أغثني) 3- إن كان صحيح الآخر جاز فيه أربعة أوجه:
آ- حذف الياء وإبقاء الكسرة قبلها دليلا عليها، كقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (يا عِبادِ فَاتَّقُونِ) ب- إبقاء الياء ساكنة (يا عبادي) ج- إبقاء الياء وفتحها (يا حسرتي على فلان) .
د- قلب الكسرة قبل الياء فتحة، وقلب الياء ألفا، مثل: (يا حسرتا) . فإن كان المضاف أبا أو أما جاز فيه الأوجه الأربعة المتقدمة، وجاز وجه خامس، هو قلب الياء تاء مفتوحة، مثل (يا أبت، يا أمّت) ، ووجه سادس هو قلبها تاء مكسورة، مثل (يا أبت) (يا أمت) ، وتبدل هذه التاء هاء عند الوقف فتقول: (يا أبه، يا أمّه) .
وألحقوا بذلك (ابن عمي، ابنة عمي، ابن أمي، ابنة أمي) فجوّزوا فيها: إثبات الياء وحذفها، مع كسر الآخر أو فتحه: (يا بن عمّ، يا بن عمّ) ، مع أن ياء المتكلم هنا لم يضف إليها منادى، وإنما أضيف إليها ما أضيف إليه منادى، فكان حقها الإثبات، لكنهم ألحقوها بما تقدم، بل حذفهم لها أكثر من الإثبات.

إعراب الآية ١٦ من سورة الزمر النحاس

{لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ ٱلنَّارِ..} [16] الواحدة ظُلَّةٌ وهو ما ارتفع فوقهم من النار وثبت {وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} مجاز أي مثل ذلك من تحتهم، وقيل: هو حقيقة أي من تحتهم ظُلَلٌ لِمَنْ هو أسفل منهم من أهل النار. {ذَلِكَ} في موضع رفع بالابتداء أي ذلك الذي ذكرنا من العذاب يُخوّفُ اللهُ بِهِ عبادَهُ {يٰعِبَادِ فَٱتَّقُونِ} بحذف الياء من عبادي؛ لأن النداء موضع حذف، ويجوز إثباتها على الأصل، ويجوز فتحها.

إعراب الآية ١٦ من سورة الزمر مشكل إعراب القرآن للخراط

{ لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ } جملة "لهم ظلل" مستأنفة، الجار "من فوقهم" متعلق بحال من "ظلل"، والفاء في "فاتقون" زائدة، وجملة "اتقون" مستأنفة، وكذا جملة النداء.