إعراب : وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون ۚ هٰذا صراط مستقيم

إعراب الآية 61 من سورة الزخرف , صور البلاغة و معاني الإعراب.

وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ

التفسير الميسر. تفسير الآية ٦١ من سورة الزخرف

وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون ۚ هٰذا صراط مستقيم

وإن نزول عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة لدليل على قُرْبِ، وقوع الساعة، فلا تشُكُّوا أنها واقعة لا محالة، واتبعون فيما أخبركم به عن الله تعالى، هذا طريق قويم إلى الجنة، لا اعوجاج فيه.
(وَإِنَّهُ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(إِنَّ) : حَرْفُ تَوْكِيدٍ وَنَصْبٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ اسْمُ (إِنَّ) :.
(لَعِلْمٌ)
"اللَّامُ" الْمُزَحْلَقَةُ حَرْفُ تَوْكِيدٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(عِلْمٌ) : خَبَرُ (إِنَّ) : مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
(لِلسَّاعَةِ)
"اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ(السَّاعَةِ) : اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(فَلَا)
"الْفَاءُ" حَرْفٌ رَابِطٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(لَا) : حَرْفُ نَهْيٍ وَجَزْمٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(تَمْتَرُنَّ)
فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" الْمَحْذُوفَةُ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"النُّونُ" حَرْفُ تَوكِيدٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
(بِهَا)
"الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
(وَاتَّبِعُونِ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(اتَّبِعُو) : فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"النُّونُ" لِلْوِقَايَةِ، وَ"يَاءُ الْمُتَكَلِّمِ" الْمَحْذُوفَةُ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
(هَذَا)
اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
(صِرَاطٌ)
خَبَرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
(مُسْتَقِيمٌ)
نَعْتٌ لِـ(صِرَاطٌ) : مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.

إعراب الآية ٦١ من سورة الزخرف

{ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ( الزخرف: 61 ) }
﴿وَإِنَّهُ﴾: الواو: حرف عطف.
أن: حرف توكيد مشبه بالفعل، و "الهاء": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب اسم "إنّ".
﴿لَعِلْمٌ﴾: اللام: لام التوكيد المزحلقة.
علم: خبر "إنّ" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿لِلسَّاعَةِ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بنعت محذوف من "علم".
﴿فَلَا﴾: الفاء: حرف رابط لجواب شرط مقدر.
لا: حرف نهي وجزم.
﴿تَمْتَرُنَّ﴾: فعل مضارع مبنيّ على حذف النون، لأنه من الأفعال الخمسة في محلّ جزم بـ "لا" وسبب بنائه على حذف النون اتصاله بنون التوكيد الثقيلة لا محل لها من الإعراب.
واو الجماعة المحذوفة في محلّ رفع فاعل، ونون التوكيد: حرف لا محلّ له من الإعراب.
﴿بِهَا﴾: جار ومجرور متعلّقان بـ "تمترن".
﴿وَاتَّبِعُونِ﴾: الواو: حرف استئناف.
اتبعون: فعل أمر مبنيّ على حذف النون، لأن مضارعه من الأفعال الخمسة، و "الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل، و "النون": نون الوقاية، و "الياء" المحذوفة اختصارًا ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به.
﴿هَذَا﴾: اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.
﴿صِرَاطٌ﴾: خبر "هذا" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿مُسْتَقِيمٌ﴾: نعت لـ "صراط" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
وجملة "إنه لعلم" في محلّ رفع معطوفة على جملة "أنعمنا".
وجملة "فلا تمترن بها" في محلّ جزم جواب شرط مقدر أي إن جاءكم خبرها فلا تشكّوا فيها.
وجملة "اتبعون" في محلّ نصب "مقول القول" لقول مقدر أي قل لهم.
وجملة "هذا صراط" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافيّة للأمر السابق.

إعراب الآية ٦١ من سورة الزخرف مكتوبة بالتشكيل

﴿وَإِنَّهُ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( إِنَّ ) حَرْفُ تَوْكِيدٍ وَنَصْبٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ اسْمُ ( إِنَّ ).
﴿لَعِلْمٌ﴾: "اللَّامُ" الْمُزَحْلَقَةُ حَرْفُ تَوْكِيدٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( عِلْمٌ ) خَبَرُ ( إِنَّ ) مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿لِلسَّاعَةِ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( السَّاعَةِ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿فَلَا﴾: "الْفَاءُ" حَرْفٌ رَابِطٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( لَا ) حَرْفُ نَهْيٍ وَجَزْمٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿تَمْتَرُنَّ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" الْمَحْذُوفَةُ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"النُّونُ" حَرْفُ تَوكِيدٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿بِهَا﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿وَاتَّبِعُونِ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( اتَّبِعُو ) فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"النُّونُ" لِلْوِقَايَةِ، وَ"يَاءُ الْمُتَكَلِّمِ" الْمَحْذُوفَةُ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
﴿هَذَا﴾: اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿صِرَاطٌ﴾: خَبَرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مُسْتَقِيمٌ﴾: نَعْتٌ لِـ( صِرَاطٌ ) مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.

إعراب الآية ٦١ من سورة الزخرف إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة الزخرف (43) : الآيات 57 الى 62]
وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ (59) وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (61)
وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (62)


الإعراب:
(وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) كلام مستأنف مسوق لبيان نوع آخر من لجاجهم وإمعانهم في المكابرة، ولما ظرفية حينية أو رابطة وضرب فعل ماض مبني للمجهول وابن مريم نائب فاعل ومثلا مفعول به ثان لأن ضرب ضمن معنى جعل ويجوز أن يعرب حالا أي ذكر ممثلا به وإذا فجائية تقدم القول فيها وقومك مبتدأ ومنه متعلقان بيصدون وجملة يصدون خبر قومك وهو بكسر الصاد أي ترتفع لهم جلبة وضوضاء فرحا وجذلا وضحكا مما سمعوا، وستأتي القصة في باب الفوائد وقرئ يصدون بالضم من الصدود أي الإعراض وقيل هما لغتان (وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ) الواو عاطفة وقالوا فعل وفاعل والهمزة للاستفهام وآلهتنا مبتدأ وخير خبر وأم حرف عطف وهي متصلة وهو معطوف على آلهتنا (ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ) ما نافية وضربوه فعل وفاعل ومفعول به ولك متعلقان بضربوه وإلا أداة حصر وجدلا مفعول من أجله أي لأجل الجدال والمراء واللجاج لا لإظهار الحق ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال أي لا مجادلين وبل حرف إضراب وهم مبتدأ وقوم خبر وخصمون صفة لقوم (إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرائِيلَ) إن نافية وهو مبتدأ وإلا أداة حصر وعبد خبر هو وجملة أنعمنا صفة لعبد وعليه متعلقان بأنعمنا وجعلناه عطف على أنعمنا ومثلا مفعول به ثان لجعلناه ولبني إسرائيل صفة لمثلا (وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ) الواو عاطفة ولو شرطية ونشاء فعل مضارع مرفوع والفاعل مستتر تقديره نحن واللام واقعة في جواب لولا وجعلنا فعل وفاعل ومنكم في موضع المفعول الثاني إن كانت جعلنا بمعنى صيّرنا وإن كانت بمعنى خلقنا فالجار والمجرور متعلقان بجعلنا وفي الأرض متعلقان بيخلفون وجملة يخلفون صفة لملائكة، وقال بعض النحويين: «من تكون للبدل أي لجعلنا بدلكم ملائكة وجعل من ذلك قوله تعالى «أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة» أي بدل الآخرة وقول الشاعر:
أخذوا المخاض من الفصيل غلبة ... ظلما ويكتب للأمير أقالا
أي بدل الفصيل والأولى أنها للتبعيض كما ذكرنا في الإعراض (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها) الواو عاطفة وإن واسمها واللام المزحلقة وعلم خبر إنه وللساعة صفة لعلم أي شرط من أشراطها تعلم به فسمي الشرط علما لحصول العلم به والفاء الفصيحة ولا ناهية وتمترن فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل والنون المشددة نون التوكيد الثقيلة والمرية الشك (وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) الواو عاطفة واتبعوني فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والنون للوقاية والياء المحذوفة خطا اتّباعا لسنّة المصحف مفعول به وهذا مبتدأ وصراط خبر ومستقيم صفة (وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) الواو عاطفة ولا ناهية ويصدنكم فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة وهو في محل جزم بلا والكاف مفعول به والشيطان فاعل وجملة إنه لكم عدوّ مبين تعليلية لا محل لها من الإعراب.


الفوائد:
من القصص الممتع ما يرويه المؤرخون بصدد هذه الآية «ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدّون» فقد ذكروا أنه لما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على قريش: إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم، امتعضوا من ذلك امتعاضا شديدا فقال عبد الله بن الزبعرى: يا محمد أخاصة لنا ولآلهتنا أم لجميع الأمم؟ فقال عليه السلام هو لكم ولجميع الأمم فقال: خصمتك ورب الكعبة أليست النصارى يعبدون المسيح واليهود يعبدون عزيرا وبنو مليح يعبدون الملائكة فإن كان هؤلاء في النار فقد رضينا أن نكون نحن وآلهتنا معهم ففرحوا وضحكوا وارتفعت أصواتهم وذلك قوله تعالى: إذا قومك منه يصدون، ففند الله مكابرتهم بأنه إنما قصد به الأصنام ولم يقصد به الأنبياء والملائكة إلا أن ابن الزبعرى لما رأى كلام رسول الله محتملا لفظه وجه العموم مع علمه بأن المراد به أصنامهم ليس غير وجد للحيلة مساغا فصرف معناه إلى الشمول والإحاطة على طريق المماحكة واللجاج فتوقر رسول الله عن إجابته حتى أجاب عنه ربه بقوله: «إن الذين سبقت لهم منّا الحسنى أولئك عنها مبعدون» ، فدلّ به على أن الآية خاصة بالأصنام، هذه خلاصة القصة ولا بدّ من التنبيه إلى أن عبد الله بن الزبعرى صحابي مشهور وشاعر معروف وقد أسلم وحسن إسلامه وهذه القصة على تقدير صحتها كانت قبل إسلامه، والزبعرى بكسر الزاي وفتح الباء وسكون العين والراء المفتوحة والألف المقصورة ومعناه في اللغة السيئ الخلق.

إعراب الآية ٦١ من سورة الزخرف التبيان في إعراب القرآن

هذه الآية لا يوجد لها إعراب

إعراب الآية ٦١ من سورة الزخرف الجدول في إعراب القرآن

[سورة الزخرف (43) : الآيات 57 الى 62]
وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ (59) وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (61)
وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (62)


الإعراب
(الواو) استئنافيّة (لما) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (ابن) نائب الفاعل (مثلا) مفعول به منصوب بتضمين ضرب معنى جعل (إذا) فجائية (منه) متعلّق ب (يصدّون) .
جملة: «ضرب ابن مريم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قومك منه يصدّون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يصدّون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (قومك) .
58- (الواو) عاطفة (الهمزة) للاستفهام (أم) حرف عطف معادل للهمزة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع معطوف على المبتدأ (آلهتنا) ، (ما) نافية (لك) متعلّق ب (ضربوه) ، (إلّا) للحصر (جدلا) مفعول لأجله منصوب ، (بل) للإضراب الانتقاليّ..
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «آلهتنا خير ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ما ضربوه ... إلّا جدلا» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هم قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
59- (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (عليه) متعلّق ب (أنعمنا) ، (لبني) متعلّق بنعت ل (مثلا) .
وجملة: «إن هو إلّا عبد ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنعمنا ... » في محلّ رفع نعت لعبد.
وجملة: «جعلناه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أنعمنا.
60- (الواو) اعتراضيّة (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) رابطة لجواب الشرط (منكم) في موضع المفعول الثاني، قيل هي تبعيضية، وقيل هي بمعنى بدلكم (في الأرض) متعلّق ب (جعلنا) - أو ب (يخلفون) - وجملة: «نشاء ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يخلفون» في محلّ نصب نعت لملائكة.
61- (الواو) عاطفة، والضمير في (إنّه) يعود على عيسى عليه السلام على حذف مضاف أي نزوله ، (اللام) مزحلقة للتوكيد (للساعة) متعلّق بنعت ل (علم) - و (اللام) بمعنى على أي على الساعة أي على قربها- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تمترنّ) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) للتوكيد (بها) متعلّق ب (تمترنّ) ، والنون في (اتّبعون) للوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف..
وجملة: «إنّه لعلم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أنعمنا .
وجملة: «لا تمترنّ بها» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاءكم خبرها فلا تشكّوا فيها.
وجملة: «اتّبعون» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي قل لهم ...
وجملة: «هذا صراط ... » لا محلّ لها تعليل للأمر السابق.
62- (الواو) عاطفة (لا يصدنّكم) (لا) ناهية (يصدنّكم) مضارع مبني على الفتح في محلّ جزم و (النون) للتوكيد (الشيطان) فاعل، والفعل مبنيّ على الفتح في محلّ جزم (لكم) متعلّق بحال من عدوّ ...
وجملة: «لا يصدنّكم الشيطان» في محلّ نصب معطوفة على جملة اتّبعون.
وجملة: «إنّه لكم عدو ... » لا محلّ لها تعليليّة.


الصرف
(خصمون) جمع خصم، صفة مشبهة من الثلاثي خصم باب ضرب وزنه فعل بفتح فكسر.


الفوائد
- عناد المكذبين ومماحكتهم..
يذكر المفسرون حكاية ممتعة بسبب نزول هذه الآية. قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في مجادلة عبد الله بن الزبعرى مع النبي (صلى الله عليه وسلم) في شأن عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وذلك لما نزل قوله تعالى: إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ قام ابن الزبعرى، في ثلة من أصحابه، ومنهم الوليد بن المغيرة والنضر بن الحارث، وقالوا: يا محمد، ألست تزعم أن كلّ معبود دون الله هو في جهنم كما أنزل عليك. قال: نعم، قالوا: فإن النصارى يعبدون عيسى، واليهود يعبدون عزيرا، ونحن: نعبد الملائكة، فإذا كان الأمر كذلك فعيسى والعزير والملائكة في جهنم. فقال عليه الصلاة والسلام: ذلك لكلّ من يعبد من دون الله وهو راض بأن يكون معبودا، فأنزل الله عز وجل وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا أي ضربه كفار قريش مثلا لما يعبد من دون الله، وأنّه في جهنم كما مر، (إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) أي يرتفع لهم ضجيج وصياح وفرح.

إعراب الآية ٦١ من سورة الزخرف النحاس

{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ..} [61] قراءة أكثر الناس، ويُروَى عن ابن عباس وأبي هريرة أنّهما قرآ {وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ لِّلسَّاعةِ} وزعم الفراء أنهما متقاربتا المعنى. وحُكِيَ عن محمد ابن يزيد أنه قال: معنى "لَعِلْمٌ" لَذِكْرٌ وتنبيه وتعريف، ومعنى "لَعَلمٌ" لدلالة وعلامة. قال أبو جعفر: فأما الضمير الذي في {وَإِنَّهُ} ففي معناه قولان: مذهب ابن عباس وأبي هريرة وأبي مالك ومجاهد والضحاك أنّ الضمير لعيسى صلى الله عليه وسلم، والمعنى لنزوله، والقول الآخر، وهو قول الحسن، ان الضمير للقرآن أي وإِن القرآن لَعِلمٌ للساعة لأنه لا ينزل كتاب بعده، والقول الأول أبينُ وعليه أكثر الناس وقد قيل: في هذا دليل على أنه إذا نزل عيسى صلى الله عليه وسلم رفعت المحنة ولم تقبل من أحد توبة. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدلّ على ذلك وهو قوله "فَلْيكسرَنّ" الصليب وليقتلنّ الخنزير وتلقِي الأرض أفلاذ كبدها" ففي هذا دليل أنه لا أحد يأخذ من أحد زكاة، وأنّ المحنة قد ارتفعت وقربت الساعة {فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا} قال أبو اسحاق: أي فلا تشكّوا {وَٱتَّبِعُونِ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} "مُّسْتَقِيمٌ" نعت لصراط، ويجوز أن يكون خبراً بعد خبر.

إعراب الآية ٦١ من سورة الزخرف مشكل إعراب القرآن للخراط

{ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ } جملة "وإنه لعلم للساعة" معطوف على جملة { إِنْ هُوَ إِلا عَبْدٌ } ، وجملة "فلا تمترُنَّ" معطوفة على جملة "إنه لعلم للساعة"، وفعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المقدرة فاعل، وجملة "واتبعون" معطوفة على جملة "لا تمترُنَّ"، وجملة "هذا صراط" معترضة بين المتعاطفين.