(فَمَكَثَ)
"الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(مَكَثَ) : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
(غَيْرَ)
ظَرْفُ زَمَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
(بَعِيدٍ)
مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(فَقَالَ)
"الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(قَالَ) : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
(أَحَطْتُ)
فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِتَاءِ الْفَاعِلِ، وَ"تَاءُ الْفَاعِلِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
(بِمَا)
"الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ(مَا) : اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
(لَمْ)
حَرْفُ نَفْيٍ وَجَزْمٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(تُحِطْ)
فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ السُّكُونُ الظَّاهِرُ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْتَ"، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
(بِهِ)
"الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
(وَجِئْتُكَ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(جِئْتُ) : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِتَاءِ الْفَاعِلِ، وَ"تَاءُ الْفَاعِلِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
(مِنْ)
حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(سَبَإٍ)
اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(بِنَبَإٍ)
"الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ(نَبَإٍ) : اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(يَقِينٍ)
نَعْتٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
إعراب الآية ٢٢ من سورة النمل
{ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ( النمل: 22 ) }
﴿فَمَكَثَ﴾: الفاء: حرف استئناف.
مكث: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿غَيْرَ﴾: اسم منصوب بالفتحة متعلّق بحال محذوفة.
أو صفة لظرف زمان تقديره: مكث زمانًا غير بعيد.
﴿بَعِيدٍ﴾: مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿فَقَالَ﴾: حرف عطف.
قال: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿أَحَطْتُ﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك، و"التاء": ضمير متّصل مبنيّ على الضم في محلّ رفع فاعل.
﴿بِمَا﴾: الباء: حرف جرّ زائد.
ما: اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ جرّ لفظًا وفي محلّ نصب محلًا، لأنه مفعول به لـ"أحطت".
﴿لَمْ﴾: حرف نفي وجزم وقلب.
﴿تُحِطْ﴾: فعل مضارع مجزوم بـ"لم" بالسكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت.
﴿بِهِ﴾: الباء: حرف جرّ زائد.
و"الهاء": ضمير مجرور لفظًا منصوب محلًا لأنه مفعول "تحط".
﴿وَجِئْتُكَ﴾: تعرب إعراب متعلّق بـ"أحطت"، و"الكاف": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به.
﴿مِنْ سَبَإٍ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"جئتك".
﴿بِنَبَإٍ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"جئتك".
﴿يَقِينٍ﴾: صفة لـ"نبأ" مجرورة وعلامة جرها الكسرة الظاهرة على آخرها.
وجملة "مكث" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها معطوفة على استئناف مقدّر أي فجاء الهدهد فمكث.
وجملة "قال" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها معطوفة على جملة "مكث".
وجملة "أحطت" في محلّ نصب "مقول القول".
وجملة "لم تحط به" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها صلة الموصول "ما".
وجملة "جئتك" في محلّ نصب معطوفة على جملة "أحطت".
﴿فَمَكَثَ﴾: الفاء: حرف استئناف.
مكث: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿غَيْرَ﴾: اسم منصوب بالفتحة متعلّق بحال محذوفة.
أو صفة لظرف زمان تقديره: مكث زمانًا غير بعيد.
﴿بَعِيدٍ﴾: مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿فَقَالَ﴾: حرف عطف.
قال: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿أَحَطْتُ﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك، و"التاء": ضمير متّصل مبنيّ على الضم في محلّ رفع فاعل.
﴿بِمَا﴾: الباء: حرف جرّ زائد.
ما: اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ جرّ لفظًا وفي محلّ نصب محلًا، لأنه مفعول به لـ"أحطت".
﴿لَمْ﴾: حرف نفي وجزم وقلب.
﴿تُحِطْ﴾: فعل مضارع مجزوم بـ"لم" بالسكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت.
﴿بِهِ﴾: الباء: حرف جرّ زائد.
و"الهاء": ضمير مجرور لفظًا منصوب محلًا لأنه مفعول "تحط".
﴿وَجِئْتُكَ﴾: تعرب إعراب متعلّق بـ"أحطت"، و"الكاف": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به.
﴿مِنْ سَبَإٍ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"جئتك".
﴿بِنَبَإٍ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"جئتك".
﴿يَقِينٍ﴾: صفة لـ"نبأ" مجرورة وعلامة جرها الكسرة الظاهرة على آخرها.
وجملة "مكث" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها معطوفة على استئناف مقدّر أي فجاء الهدهد فمكث.
وجملة "قال" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها معطوفة على جملة "مكث".
وجملة "أحطت" في محلّ نصب "مقول القول".
وجملة "لم تحط به" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها صلة الموصول "ما".
وجملة "جئتك" في محلّ نصب معطوفة على جملة "أحطت".
إعراب الآية ٢٢ من سورة النمل مكتوبة بالتشكيل
﴿فَمَكَثَ﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( مَكَثَ ) فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿غَيْرَ﴾: ظَرْفُ زَمَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿بَعِيدٍ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿فَقَالَ﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( قَالَ ) فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿أَحَطْتُ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِتَاءِ الْفَاعِلِ، وَ"تَاءُ الْفَاعِلِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿بِمَا﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( مَا ) اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿لَمْ﴾: حَرْفُ نَفْيٍ وَجَزْمٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿تُحِطْ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ السُّكُونُ الظَّاهِرُ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْتَ"، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
﴿بِهِ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿وَجِئْتُكَ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( جِئْتُ ) فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِتَاءِ الْفَاعِلِ، وَ"تَاءُ الْفَاعِلِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿سَبَإٍ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿بِنَبَإٍ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( نَبَإٍ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿يَقِينٍ﴾: نَعْتٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿غَيْرَ﴾: ظَرْفُ زَمَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿بَعِيدٍ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿فَقَالَ﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( قَالَ ) فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿أَحَطْتُ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِتَاءِ الْفَاعِلِ، وَ"تَاءُ الْفَاعِلِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿بِمَا﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( مَا ) اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿لَمْ﴾: حَرْفُ نَفْيٍ وَجَزْمٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿تُحِطْ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ السُّكُونُ الظَّاهِرُ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْتَ"، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
﴿بِهِ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿وَجِئْتُكَ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( جِئْتُ ) فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِتَاءِ الْفَاعِلِ، وَ"تَاءُ الْفَاعِلِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿سَبَإٍ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿بِنَبَإٍ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( نَبَإٍ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿يَقِينٍ﴾: نَعْتٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
إعراب الآية ٢٢ من سورة النمل إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش
[سورة النمل (27) : الآيات 20 الى 26]
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (24)
أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)
اللغة:
(الْهُدْهُدَ) والهدهد والهدهد طائر ذو خطوط وألوان كثيرة الواحدة هدهدة وهدهدة وهداهدة والجمع هداهد وهداهيد، ويقولون أبصر من هدهد لأنهم يزعمون أنه يرى الماء تحت الأرض، والهدهد أيضا كل ما يقرقر من الطير والحمام الكثير وستأتي قصته مع سليمان في باب الفوائد.
(فَمَكَثَ) : بضم الكاف وفتحها والأول من باب قرب والثاني من باب نصر وفي القاموس وغيره: مكث يمكث من باب نصر مكثا ومكثا ومكوثا ومكثانا ومكّيثى ومكّيثاء بالمكان أقام ولبث فهو ماكث والاسم المكث والمكث ومكث يمكث من باب قرب مكاثة:
لبث ورزن.
(سَبَإٍ) : بلاد واقعة جنوب غربي الجزيرة العربية في اليمن ذكرت في كتب العهد القديم وفي مؤلفات العرب واليونان والرومان كانت على جانب عظيم من الحضارة، كان يتعاطى سكانها تجارة الذهب والفضة والأحجار الكريمة.
وقال الزمخشري في الكشاف: «سبأ قرئ بالصرف ومنعه وقد روي بسكون الباء، وعن ابن كثير في رواية سبأ بالألف كقولهم ذهبوا أيدي سبا وهو سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان، فمن جعله اسما للقبيلة لم يصرف، ومن جعله اسما للحي أو الأدب الأكبر صرف قال:
من سبأ الحاضرين مأرب إذ ... يبنون من دون سيله العرما
وقال:
الواردون وتيم في ذرا سبأ ... قد عض أعناقهم جلد الجواميس
ثم سميت مدينة مأرب بسبأ وبينها وبين صنعاء مسيرة ثلاث كما سميت معافر بمعافر بن أد ويحتمل أن يراد المدينة والقوم» . معنى ذهبوا أيدي سبا:
هذا ويقال ذهبوا أيدي سبا وفيه لغتان أيدي سبا وأيادي سبا وله حالتان: إما أن تركب الاسمين اسما واحدا وتبنيهما لتضمن حرف العطف كما فعلوا بخمسة عشر والثانية أن تضيف الأول الى الثاني وموضعهما النصب على الحال والمراد ذهبوا متفرقين ومتبددين ونحوهما، وإذا اعترض بأن سبا معرفة قيل بأن تركيبهما طاح بمعنى العلمية وصارا اسما واحدا، وأصل هذا المثل أن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان لما أنذروا بسيل العرم خرجوا من اليمن متفرقين في البلاد فقيل لكل جماعة تفرقت ذهبوا أيدي سبا، والمراد بالأيدي الأبناء والأسرة لا نفس الجارحة لأن التفرق وقع بهم واستعير اسم الأيدي لأنهم في التقوى والبطش بهم بمنزلة الأيدي.
(الْخَبْءَ) : مصدر بمعنى المخبوء يقال خبأت الشيء أخبؤه خبئا من باب نفع أي سترته، والخبء في السموات المطر وفي الأرض النبات.
الإعراب:
(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ) كلام مستأنف للشروع في سرد أمر آخر حدث لسليمان أثناء مسيره الذي كانت فيه قصة النمل. وتفقد فعل ماض وفاعله ضمير مستتر تقديره هو أي سليمان والطير مفعول به فقال عطف على تفقد وما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ولي خبره وجملة لا أرى الهدهد حال وأم منقطعة وكان فعل ماض ناقص واسمها ضمير مستتر يعود على الهدهد ومن الغائبين خبر كان. (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) اللام موطئة للقسم وأعذبنه فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا والهاء مفعول به وعذابا مفعول مطلق وشديدا صفة أو لأذبحنه عطف على لأعذبنه أو ليأتيني عطف عليه أيضا وبسلطان متعلقان بيأتيني ومبين صفة. (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) الفاء استئنافية ومكث فعل ماض وفاعل مستتر يعود على الهدهد أو على سليمان وغير بعيد ظرف زمان متعلق بمكث أو على الأصح صفة لظرف محذوف نابت عنه أي وقت غير بعيد أو مكانا غير بعيد فهو ظرف مكان، فقال عطف على مكث وهذا يؤيد عودة الضمير الى الهدهد وجملة أحطت مقول القول وبما متعلقان بأحطت وجملة لم نحط صلة وبه متعلقان بتحط وجئتك عطف على أحطت ومن سبأ متعلقان بمحذوف حال لأنه كان في الأصل صفة لنبأ وبنبإ متعلقان بجئتك ويقين صفة لنبأ. (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ) ان واسمها وجملة وجدت امرأة خبر إني وجملة تملكهم صفة لامرأة وأوتيت الواو عاطفة أو حالية وجملة أوتيت إما معطوفة على جملة تملكهم وساغ عطف الماضي على المضارع لأن المضارع بمعنى الماضي أي ملكتهم وإما حالية من فاعل تملكهم وقد مقدرة ومن كل شيء متعلقان بأوتيت أو بمحذوف هو مفعول أوتيت الثاني والتقدير أيضا من كل شيء ولها خبر مقدم وعرش مبتدأ مؤخر وعظيم صفة.
(وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ) جملة وجدتها بدل من وجدت امرأة فهي داخلة في حيز الخبر ووجدتها هنا تتعدى لواحد لأنها بمعنى لقيتها والهاء مفعول به وقومها عطف على الهاء أو مفعول معه وجملة يسجدون حال من مفعولها وما عطف عليه وللشمس متعلقان بيسجدون ومن دون الله حال. (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ) الواو حرف عطف وزين فعل ماض ولهم متعلقان به والشيطان فاعله وأعمالهم مفعوله فصدهم عطف على زين وعن السبيل متعلقان بصدهم، فهم الفاء عاطفة وهم مبتدأ وجملة لا يهتدون خبر. (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) يجب حذف النون في الرسم اتباعا لسنة المصحف وأن هي حرف مصدري ونصب ولا زائدة والمعنى أن يسجدوا، وهذا المصدر المؤول معمول لقوله لا يهتدون لكن بنزع الخافض وهو الى والمعنى فهم لا يهتدون الى السجود وعلى هذا الإعراب لا يصح الوقوف على يهتدون، ويجوز أن يكون المصدر بدلا من أعمالهم والتقدير وزين لهم الشيطان أعمالهم عدم السجود، ويجوز أن يكون بدلا من السبيل، وقرئ بتخفيف ألا فهي حرف تنبيه واستفتاح ويا حرف نداء والمنادى محذوف واسجدوا فعل أمر فكان حق الخط على هذه القراءة أن يكون يا اسجدوا ولكن الصحابة أسقطوا ألف يا وهمزة الوصل من اسجدوا خطا لما سقطت لفظا ووصلوا يا بسين اسجدوا فصارت صورته يسجدوا كما ترى فاتحدت القراءتان لفظا وخطا واختلفتا تقديرا وسيأتي بحث اختلاف النحويين في «يا» الداخلة على فعل أو حرف في باب الفوائد. ولله متعلقان بيسجدوا والذي موصول نعت لله وجملة يخرج الخبء صلة وفي السموات والأرض متعلقان بالخبء أي المخبوء في السموات أو بيخرج على أن «في» بمعنى «من» أي يخرجه من السموات والأرض. (وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ) ويعلم عطف على يخرج فهو داخل في حيز الصلة وفاعل يعلم ضمير مستتر يعود على الله وما موصول مفعول به وجملة تخفون صلة وما تعلنون عطف على ما تخفون. (اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) كلام مستأنف مسوق للثناء على عرش الله العظيم بعد الالماع الى عرش بلقيس وبينهما بون عظيم.
البلاغة:
جناس التصريف:
في قوله «وجئتك من سبأ بنبإ يقين» جناس التصريف وهو اختلاف صيغة الكلمتين بابدال حرف من حرف إما من مخرجه أو من قريب من مخرجه وهو من محاسن الكلام المتعلقة باللفظ شريطة أن يأتي جاريا مع الطبع بعيدا عن التكلف محتفظا بصحة المعنى، ولقد جاء هنا زائدا على الصحة فحسن ورقّ، ألا ترى أنه لو قال بخبر بدلا من بنبإ لصح المعنى واستقام، ولكنه جاء منغوما عذب الجرس لاتفاق سبأ ونبأ وقد تقدم مثله في قوله بسورة الانعام «وهم ينهون عنه وينأون عنه» .
الفوائد:
1- قصة سليمان والهدهد:
وجريا على عادتنا نورد إحدى الروايات المذكورة عن قصة سليمان والهدهد لما فيها من جذور قصصية وتمهيدا للنابغين الملهمين من كتاب القصص:
روي أن سليمان حين فرغ من بناء بيت المقدس تجهز للحج بحشره فوافى الحرم وأقام به ما شاء وكان يقرب كلّ يوم طول مقامه خمسة آلاف ناقة وخمسة آلاف بقرة وعشرين ألف شاة، ثم عزم على السير الى اليمن فخرج من مكة صباحا يؤم سهيلا فوافى صنعاء وقت الزوال فرأى أرضا حسناء تزهو خضرتها فنزل ليتغدى ويصلي فلم يجدوا الماء وكان الهدهد قناقنه أي دليله الهادي وكان يرى الماء تحت الأرض كما يرى الماء في الزجاجة فتفقده لذلك، وحين نزل سليمان حلق الهدهد فرأى هدهدا آخر واقعا فانحط اليه فوصف له ملك سليمان وما سخر له من كل شيء وذكر له صاحبه ملك بلقيس وأن تحت يدها اثني عشر ألف قائد وتحت كل قائد مائة ألف وذهب معه لينظر فما رجع إلا بعد العصر وذكر أنه وقعت نفحة من الشمس على رأس سليمان فنظر فإذا موضع الهدهد خال فدعا عريف الطير وهو النسر فسأله عنه فلم يجد عنده علمه ثم قال لسيد الطير وهو العقاب عليّ به فارتفع العقاب في الهواء حتى نظر الى الدنيا كالقصعة ثم التفت يمينا وشمالا فرأى الهدهد مقبلا فانقضّ العقاب يريده وعلم الهدهد أن العقاب يقصده بسوء فقال بحق الذي قواك وأقدرك إلا ما رحمتني فتركه وقال ويلك ثكلتك أمك، إن نبيّ الله قد حلف ليعذبنك قال:
وما استثنى نبي الله؟ قال بلى قال: أو ليأتيني بسلطان مبين فقال:
نجوت إذن، فلما قرب من سليمان أرخى ذنبه وجناحيه يجرها على الأرض متواضعا لسليمان فلما دنا منه أخذ برأسه فمدّه اليه فقال:
يا نبي الله اذكر وقوفك بين يدي الله فارتعد سليمان وعفا عنه ثم سأله ما الذي أبطأك عني فقال الهدهد: أحطت بما لم تحط به إلخ ...
نكتة بيانية:
قال الزمخشري: «فإن قلت قد حلف على أحد ثلاثة أشياء فحلفه على فعليه لا مقال فيه ولكن كيف صح حلفه على فعل الهدهد ومن أين درى أنه يأتي بسلطان حتى يقول والله ليأتيني بسلطان؟ قلت: لما نظم الثلاثة بأو في الحكم الذي هو الحلف آل كلامه الى قولك ليكونن أحد الأمور، يعني إن كان الإتيان بسلطان لم يكن تعذيب ولا ذبح وإن لم يكن كان أحدهما وليس في هذا ادعاء دراية» .
2- من هي بلقيس؟:
أما بلقيس فهي ابنة شراحيل بن أبي سرح بن الحارث بن قيس ابن صيغي بن سبأ وقال ابن الكلبي: كان أبوها من عظماء الملوك وستأتي قصتها وذكر الحريري في درة الغواص:
ان صواب لفظ بلقيس أن تكسر باؤه لأن كل أعجمي يعرب فقياسه أن يلحق بأمثلة كلام العرب وعلى ذلك بلقيس، وفي أخبار سيف الدولة ان الخالديين مدحاه فبعث إليهما وصيفا ووصيفة مع كل واحد منهما بدرة وتخت من ثياب مصر والشام فكتبا اليه:
لم يغد شكرك في الخلائق مطلقا ... إلا ومالك في النوال حبيس
خولتنا شمسا وبدرا أشرقت ... بهما لدينا الظلمة الحنديس
رشنأ أتانا، وهو حسنا يوسف ... وغزالة هي بهجة، بلقيس هذا ولم تقنع بذاك وهذه ... حتى بعثت المال وهو
نفيس أتت الوصيفة وهي تحمل بدرة ... وأتى على ظهر الوصيف ا
لكيس وكسوتنا مما أجادت حوكه ... مصر وزادت حسنه
تنيس فغدا لنا من جودك المأكول وال ... مشروب والمنكوح والملبوس
فلما قرأها سيف الدولة قال: أحسنا إلا في لفظ المنكوح إذ لبست مما يخاطب بها الملوك. هذا وقد كانت قصة بلقيس وصرحها الممرد مصدر إلهام للشعراء، فقد أورد البحتري ذلك كله في قصيدة له يمدح بها المتوكل ويذكر بناء البركة المشهورة ومنها:
يا من رأى البركة الحسناء رؤيتها ... والآنسات إذا لاحت مغانيها
بحسبها أنها في فضل رتبتها ... تعدّ واحدة والبحر ثانيها
كأن جن سليمان الذين ولوا ... إبداعها فأدقوا في معانيها فلو تمر بها بلقيس عن عرض ... قالت هي الصرح تمثيلا وتشبيها
3- سجدات القرآن:
وعلى ذكر قوله «ألّا يسجدوا لله» أن أبا حنيفة والشافعي اتفقا على أن سجدات القرآن أربع عشرة وانما اختلفا في سجدة «ص» فهي عند أبي حنيفة سجدة تلاوة وعند الشافعي سجدة شكر وفي سجدتي سورة الحج.
4- قصة سيل العرم وتفرق العرب أيادي سبا:
ونورد هنا بعض الأساطير المروية للطرافة والفائدة:
وسبأ هو أبو قبائل اليمن المتفرقة من سد مأرب الذين مزقهم الله كلّ ممزّق وسمي سبأ لأنه أول من سبى السبي وقيل سبأ اسم أمهم ومأرب اسم بلدهم، وكانت سبأ من أحسن بلاد الله وأخصبها وأكثرها شجرا وماء وقد ذكر الله أنها كانت جنتين عن يمين وشمال وكانت مسيرة شهر في شهر للمجدّ الراكب يسير في جنان من أولها إلى آخرها لا تواجهه الشمس ولا يفارقه الظل مع تدفق الماء وصفاء الهواء واتساع الفضاء، فمكثوا ما شاء الله لا يعاندهم ملك إلا قصموه، وكانت في بدء الزمان تركبها السيول فجمع ملك حمير أهل مملكته فشاورهم في دفع السيل فأجمعوا على حفر مسارب له حتى تؤديه الى البحر فحشد أهل مملكته حتى صرف الماء واتخذ سدا في موضع جريان الماء من الجبال ورصفه بالحجارة والحديد وجعل فيه مجاري للماء في استدارة الذراع فإذا جاء السيل تصرف في المجاري الى جناتهم ومزروعاتهم بتقدير يعمهم نفعه، وذكر الأعشى في شعره أن حميرا بنته فقال:
رخام بنته لهم حمير ... إذا جاء ماؤهم لم يرم
وأروى الزروع وأعنابهم ... على سعة ماؤهم قد قسم
فعاشوا بذلك في غبطة ... فحاق بهم جارف منهدم
ولما انتهى الملك الى عمرو بن عامر مزيقياء وسمي بذلك لأنه كان يمزق كل ليلة حلة كبرا من أن تعاد عليه أو يلبسها غيره وقيل سمي بذلك لأنه مزق الأزد في البلاد، وكان أخوه عمران كاهنا فأتته كاهنة تدعى ظريفة فأخبرته بدنو فساد السد وفيض السيل وأنذرته، فجمع أهل مأرب وعمل لهم طعاما فأخبرهم بشأن السيل فأجمعوا على الجلاء فقال لهم عمران أخوه إني أصف لكم بلدانا فاختاروا أيتها شئتم فمن كان منكم ذا هم بعيد وجمل غير شرود فليلحق بالشعب من كرود فلحق به همدان ثم قال ومن كان منكم ذا سياسة، وصبر على أزمات الدهر فليلحق ببطن مر فلحقت به خزاعة ثم قال: ومن كان منكم يريد الراسخات في الوحل، المطعمات في المحل فليلحق بيثرب ذات النخل فنزلها الأوس والخزرج ثم قال ومن كان منكم يريد الخمر والخمير والأمر والتأمير فليلحق ببصرى وسدير وهي من أرض الشام فنزلها غسان ثم قال ومن كان منكم يريد الثياب الرقاق والخيل العتاق والذهب والأوراق فليلحق بالعراق فلحق بها مالك بن فهم بن الأزد وتخلف مالك بن اليمان في قومه حتى أخرجهم السيل فنزلوا نجران وانتسبوا الى مذحج ودخلت جماعة منهم الى معد فأخرجتهم معد بعد حروب فنزلوا بجبال الشراة على تخوم الشام فلما تفرقت البلاد هذا التفرق ضربت العرب بهم المثل فقالوا ذهبوا أيدي سبا وأيادي سبا.
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (24)
أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)
اللغة:
(الْهُدْهُدَ) والهدهد والهدهد طائر ذو خطوط وألوان كثيرة الواحدة هدهدة وهدهدة وهداهدة والجمع هداهد وهداهيد، ويقولون أبصر من هدهد لأنهم يزعمون أنه يرى الماء تحت الأرض، والهدهد أيضا كل ما يقرقر من الطير والحمام الكثير وستأتي قصته مع سليمان في باب الفوائد.
(فَمَكَثَ) : بضم الكاف وفتحها والأول من باب قرب والثاني من باب نصر وفي القاموس وغيره: مكث يمكث من باب نصر مكثا ومكثا ومكوثا ومكثانا ومكّيثى ومكّيثاء بالمكان أقام ولبث فهو ماكث والاسم المكث والمكث ومكث يمكث من باب قرب مكاثة:
لبث ورزن.
(سَبَإٍ) : بلاد واقعة جنوب غربي الجزيرة العربية في اليمن ذكرت في كتب العهد القديم وفي مؤلفات العرب واليونان والرومان كانت على جانب عظيم من الحضارة، كان يتعاطى سكانها تجارة الذهب والفضة والأحجار الكريمة.
وقال الزمخشري في الكشاف: «سبأ قرئ بالصرف ومنعه وقد روي بسكون الباء، وعن ابن كثير في رواية سبأ بالألف كقولهم ذهبوا أيدي سبا وهو سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان، فمن جعله اسما للقبيلة لم يصرف، ومن جعله اسما للحي أو الأدب الأكبر صرف قال:
من سبأ الحاضرين مأرب إذ ... يبنون من دون سيله العرما
وقال:
الواردون وتيم في ذرا سبأ ... قد عض أعناقهم جلد الجواميس
ثم سميت مدينة مأرب بسبأ وبينها وبين صنعاء مسيرة ثلاث كما سميت معافر بمعافر بن أد ويحتمل أن يراد المدينة والقوم» . معنى ذهبوا أيدي سبا:
هذا ويقال ذهبوا أيدي سبا وفيه لغتان أيدي سبا وأيادي سبا وله حالتان: إما أن تركب الاسمين اسما واحدا وتبنيهما لتضمن حرف العطف كما فعلوا بخمسة عشر والثانية أن تضيف الأول الى الثاني وموضعهما النصب على الحال والمراد ذهبوا متفرقين ومتبددين ونحوهما، وإذا اعترض بأن سبا معرفة قيل بأن تركيبهما طاح بمعنى العلمية وصارا اسما واحدا، وأصل هذا المثل أن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان لما أنذروا بسيل العرم خرجوا من اليمن متفرقين في البلاد فقيل لكل جماعة تفرقت ذهبوا أيدي سبا، والمراد بالأيدي الأبناء والأسرة لا نفس الجارحة لأن التفرق وقع بهم واستعير اسم الأيدي لأنهم في التقوى والبطش بهم بمنزلة الأيدي.
(الْخَبْءَ) : مصدر بمعنى المخبوء يقال خبأت الشيء أخبؤه خبئا من باب نفع أي سترته، والخبء في السموات المطر وفي الأرض النبات.
الإعراب:
(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ) كلام مستأنف للشروع في سرد أمر آخر حدث لسليمان أثناء مسيره الذي كانت فيه قصة النمل. وتفقد فعل ماض وفاعله ضمير مستتر تقديره هو أي سليمان والطير مفعول به فقال عطف على تفقد وما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ولي خبره وجملة لا أرى الهدهد حال وأم منقطعة وكان فعل ماض ناقص واسمها ضمير مستتر يعود على الهدهد ومن الغائبين خبر كان. (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) اللام موطئة للقسم وأعذبنه فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا والهاء مفعول به وعذابا مفعول مطلق وشديدا صفة أو لأذبحنه عطف على لأعذبنه أو ليأتيني عطف عليه أيضا وبسلطان متعلقان بيأتيني ومبين صفة. (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) الفاء استئنافية ومكث فعل ماض وفاعل مستتر يعود على الهدهد أو على سليمان وغير بعيد ظرف زمان متعلق بمكث أو على الأصح صفة لظرف محذوف نابت عنه أي وقت غير بعيد أو مكانا غير بعيد فهو ظرف مكان، فقال عطف على مكث وهذا يؤيد عودة الضمير الى الهدهد وجملة أحطت مقول القول وبما متعلقان بأحطت وجملة لم نحط صلة وبه متعلقان بتحط وجئتك عطف على أحطت ومن سبأ متعلقان بمحذوف حال لأنه كان في الأصل صفة لنبأ وبنبإ متعلقان بجئتك ويقين صفة لنبأ. (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ) ان واسمها وجملة وجدت امرأة خبر إني وجملة تملكهم صفة لامرأة وأوتيت الواو عاطفة أو حالية وجملة أوتيت إما معطوفة على جملة تملكهم وساغ عطف الماضي على المضارع لأن المضارع بمعنى الماضي أي ملكتهم وإما حالية من فاعل تملكهم وقد مقدرة ومن كل شيء متعلقان بأوتيت أو بمحذوف هو مفعول أوتيت الثاني والتقدير أيضا من كل شيء ولها خبر مقدم وعرش مبتدأ مؤخر وعظيم صفة.
(وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ) جملة وجدتها بدل من وجدت امرأة فهي داخلة في حيز الخبر ووجدتها هنا تتعدى لواحد لأنها بمعنى لقيتها والهاء مفعول به وقومها عطف على الهاء أو مفعول معه وجملة يسجدون حال من مفعولها وما عطف عليه وللشمس متعلقان بيسجدون ومن دون الله حال. (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ) الواو حرف عطف وزين فعل ماض ولهم متعلقان به والشيطان فاعله وأعمالهم مفعوله فصدهم عطف على زين وعن السبيل متعلقان بصدهم، فهم الفاء عاطفة وهم مبتدأ وجملة لا يهتدون خبر. (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) يجب حذف النون في الرسم اتباعا لسنة المصحف وأن هي حرف مصدري ونصب ولا زائدة والمعنى أن يسجدوا، وهذا المصدر المؤول معمول لقوله لا يهتدون لكن بنزع الخافض وهو الى والمعنى فهم لا يهتدون الى السجود وعلى هذا الإعراب لا يصح الوقوف على يهتدون، ويجوز أن يكون المصدر بدلا من أعمالهم والتقدير وزين لهم الشيطان أعمالهم عدم السجود، ويجوز أن يكون بدلا من السبيل، وقرئ بتخفيف ألا فهي حرف تنبيه واستفتاح ويا حرف نداء والمنادى محذوف واسجدوا فعل أمر فكان حق الخط على هذه القراءة أن يكون يا اسجدوا ولكن الصحابة أسقطوا ألف يا وهمزة الوصل من اسجدوا خطا لما سقطت لفظا ووصلوا يا بسين اسجدوا فصارت صورته يسجدوا كما ترى فاتحدت القراءتان لفظا وخطا واختلفتا تقديرا وسيأتي بحث اختلاف النحويين في «يا» الداخلة على فعل أو حرف في باب الفوائد. ولله متعلقان بيسجدوا والذي موصول نعت لله وجملة يخرج الخبء صلة وفي السموات والأرض متعلقان بالخبء أي المخبوء في السموات أو بيخرج على أن «في» بمعنى «من» أي يخرجه من السموات والأرض. (وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ) ويعلم عطف على يخرج فهو داخل في حيز الصلة وفاعل يعلم ضمير مستتر يعود على الله وما موصول مفعول به وجملة تخفون صلة وما تعلنون عطف على ما تخفون. (اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) كلام مستأنف مسوق للثناء على عرش الله العظيم بعد الالماع الى عرش بلقيس وبينهما بون عظيم.
البلاغة:
جناس التصريف:
في قوله «وجئتك من سبأ بنبإ يقين» جناس التصريف وهو اختلاف صيغة الكلمتين بابدال حرف من حرف إما من مخرجه أو من قريب من مخرجه وهو من محاسن الكلام المتعلقة باللفظ شريطة أن يأتي جاريا مع الطبع بعيدا عن التكلف محتفظا بصحة المعنى، ولقد جاء هنا زائدا على الصحة فحسن ورقّ، ألا ترى أنه لو قال بخبر بدلا من بنبإ لصح المعنى واستقام، ولكنه جاء منغوما عذب الجرس لاتفاق سبأ ونبأ وقد تقدم مثله في قوله بسورة الانعام «وهم ينهون عنه وينأون عنه» .
الفوائد:
1- قصة سليمان والهدهد:
وجريا على عادتنا نورد إحدى الروايات المذكورة عن قصة سليمان والهدهد لما فيها من جذور قصصية وتمهيدا للنابغين الملهمين من كتاب القصص:
روي أن سليمان حين فرغ من بناء بيت المقدس تجهز للحج بحشره فوافى الحرم وأقام به ما شاء وكان يقرب كلّ يوم طول مقامه خمسة آلاف ناقة وخمسة آلاف بقرة وعشرين ألف شاة، ثم عزم على السير الى اليمن فخرج من مكة صباحا يؤم سهيلا فوافى صنعاء وقت الزوال فرأى أرضا حسناء تزهو خضرتها فنزل ليتغدى ويصلي فلم يجدوا الماء وكان الهدهد قناقنه أي دليله الهادي وكان يرى الماء تحت الأرض كما يرى الماء في الزجاجة فتفقده لذلك، وحين نزل سليمان حلق الهدهد فرأى هدهدا آخر واقعا فانحط اليه فوصف له ملك سليمان وما سخر له من كل شيء وذكر له صاحبه ملك بلقيس وأن تحت يدها اثني عشر ألف قائد وتحت كل قائد مائة ألف وذهب معه لينظر فما رجع إلا بعد العصر وذكر أنه وقعت نفحة من الشمس على رأس سليمان فنظر فإذا موضع الهدهد خال فدعا عريف الطير وهو النسر فسأله عنه فلم يجد عنده علمه ثم قال لسيد الطير وهو العقاب عليّ به فارتفع العقاب في الهواء حتى نظر الى الدنيا كالقصعة ثم التفت يمينا وشمالا فرأى الهدهد مقبلا فانقضّ العقاب يريده وعلم الهدهد أن العقاب يقصده بسوء فقال بحق الذي قواك وأقدرك إلا ما رحمتني فتركه وقال ويلك ثكلتك أمك، إن نبيّ الله قد حلف ليعذبنك قال:
وما استثنى نبي الله؟ قال بلى قال: أو ليأتيني بسلطان مبين فقال:
نجوت إذن، فلما قرب من سليمان أرخى ذنبه وجناحيه يجرها على الأرض متواضعا لسليمان فلما دنا منه أخذ برأسه فمدّه اليه فقال:
يا نبي الله اذكر وقوفك بين يدي الله فارتعد سليمان وعفا عنه ثم سأله ما الذي أبطأك عني فقال الهدهد: أحطت بما لم تحط به إلخ ...
نكتة بيانية:
قال الزمخشري: «فإن قلت قد حلف على أحد ثلاثة أشياء فحلفه على فعليه لا مقال فيه ولكن كيف صح حلفه على فعل الهدهد ومن أين درى أنه يأتي بسلطان حتى يقول والله ليأتيني بسلطان؟ قلت: لما نظم الثلاثة بأو في الحكم الذي هو الحلف آل كلامه الى قولك ليكونن أحد الأمور، يعني إن كان الإتيان بسلطان لم يكن تعذيب ولا ذبح وإن لم يكن كان أحدهما وليس في هذا ادعاء دراية» .
2- من هي بلقيس؟:
أما بلقيس فهي ابنة شراحيل بن أبي سرح بن الحارث بن قيس ابن صيغي بن سبأ وقال ابن الكلبي: كان أبوها من عظماء الملوك وستأتي قصتها وذكر الحريري في درة الغواص:
ان صواب لفظ بلقيس أن تكسر باؤه لأن كل أعجمي يعرب فقياسه أن يلحق بأمثلة كلام العرب وعلى ذلك بلقيس، وفي أخبار سيف الدولة ان الخالديين مدحاه فبعث إليهما وصيفا ووصيفة مع كل واحد منهما بدرة وتخت من ثياب مصر والشام فكتبا اليه:
لم يغد شكرك في الخلائق مطلقا ... إلا ومالك في النوال حبيس
خولتنا شمسا وبدرا أشرقت ... بهما لدينا الظلمة الحنديس
رشنأ أتانا، وهو حسنا يوسف ... وغزالة هي بهجة، بلقيس هذا ولم تقنع بذاك وهذه ... حتى بعثت المال وهو
نفيس أتت الوصيفة وهي تحمل بدرة ... وأتى على ظهر الوصيف ا
لكيس وكسوتنا مما أجادت حوكه ... مصر وزادت حسنه
تنيس فغدا لنا من جودك المأكول وال ... مشروب والمنكوح والملبوس
فلما قرأها سيف الدولة قال: أحسنا إلا في لفظ المنكوح إذ لبست مما يخاطب بها الملوك. هذا وقد كانت قصة بلقيس وصرحها الممرد مصدر إلهام للشعراء، فقد أورد البحتري ذلك كله في قصيدة له يمدح بها المتوكل ويذكر بناء البركة المشهورة ومنها:
يا من رأى البركة الحسناء رؤيتها ... والآنسات إذا لاحت مغانيها
بحسبها أنها في فضل رتبتها ... تعدّ واحدة والبحر ثانيها
كأن جن سليمان الذين ولوا ... إبداعها فأدقوا في معانيها فلو تمر بها بلقيس عن عرض ... قالت هي الصرح تمثيلا وتشبيها
3- سجدات القرآن:
وعلى ذكر قوله «ألّا يسجدوا لله» أن أبا حنيفة والشافعي اتفقا على أن سجدات القرآن أربع عشرة وانما اختلفا في سجدة «ص» فهي عند أبي حنيفة سجدة تلاوة وعند الشافعي سجدة شكر وفي سجدتي سورة الحج.
4- قصة سيل العرم وتفرق العرب أيادي سبا:
ونورد هنا بعض الأساطير المروية للطرافة والفائدة:
وسبأ هو أبو قبائل اليمن المتفرقة من سد مأرب الذين مزقهم الله كلّ ممزّق وسمي سبأ لأنه أول من سبى السبي وقيل سبأ اسم أمهم ومأرب اسم بلدهم، وكانت سبأ من أحسن بلاد الله وأخصبها وأكثرها شجرا وماء وقد ذكر الله أنها كانت جنتين عن يمين وشمال وكانت مسيرة شهر في شهر للمجدّ الراكب يسير في جنان من أولها إلى آخرها لا تواجهه الشمس ولا يفارقه الظل مع تدفق الماء وصفاء الهواء واتساع الفضاء، فمكثوا ما شاء الله لا يعاندهم ملك إلا قصموه، وكانت في بدء الزمان تركبها السيول فجمع ملك حمير أهل مملكته فشاورهم في دفع السيل فأجمعوا على حفر مسارب له حتى تؤديه الى البحر فحشد أهل مملكته حتى صرف الماء واتخذ سدا في موضع جريان الماء من الجبال ورصفه بالحجارة والحديد وجعل فيه مجاري للماء في استدارة الذراع فإذا جاء السيل تصرف في المجاري الى جناتهم ومزروعاتهم بتقدير يعمهم نفعه، وذكر الأعشى في شعره أن حميرا بنته فقال:
رخام بنته لهم حمير ... إذا جاء ماؤهم لم يرم
وأروى الزروع وأعنابهم ... على سعة ماؤهم قد قسم
فعاشوا بذلك في غبطة ... فحاق بهم جارف منهدم
ولما انتهى الملك الى عمرو بن عامر مزيقياء وسمي بذلك لأنه كان يمزق كل ليلة حلة كبرا من أن تعاد عليه أو يلبسها غيره وقيل سمي بذلك لأنه مزق الأزد في البلاد، وكان أخوه عمران كاهنا فأتته كاهنة تدعى ظريفة فأخبرته بدنو فساد السد وفيض السيل وأنذرته، فجمع أهل مأرب وعمل لهم طعاما فأخبرهم بشأن السيل فأجمعوا على الجلاء فقال لهم عمران أخوه إني أصف لكم بلدانا فاختاروا أيتها شئتم فمن كان منكم ذا هم بعيد وجمل غير شرود فليلحق بالشعب من كرود فلحق به همدان ثم قال ومن كان منكم ذا سياسة، وصبر على أزمات الدهر فليلحق ببطن مر فلحقت به خزاعة ثم قال: ومن كان منكم يريد الراسخات في الوحل، المطعمات في المحل فليلحق بيثرب ذات النخل فنزلها الأوس والخزرج ثم قال ومن كان منكم يريد الخمر والخمير والأمر والتأمير فليلحق ببصرى وسدير وهي من أرض الشام فنزلها غسان ثم قال ومن كان منكم يريد الثياب الرقاق والخيل العتاق والذهب والأوراق فليلحق بالعراق فلحق بها مالك بن فهم بن الأزد وتخلف مالك بن اليمان في قومه حتى أخرجهم السيل فنزلوا نجران وانتسبوا الى مذحج ودخلت جماعة منهم الى معد فأخرجتهم معد بعد حروب فنزلوا بجبال الشراة على تخوم الشام فلما تفرقت البلاد هذا التفرق ضربت العرب بهم المثل فقالوا ذهبوا أيدي سبا وأيادي سبا.
إعراب الآية ٢٢ من سورة النمل التبيان في إعراب القرآن
قَالَ تَعَالَى: (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)) .
(غَيْرَ بَعِيدٍ) : أَيْ مَكَانًا غَيْرَ بَعِيدٍ، أَوْ وَقْتًا أَوْ مُكْثًا؛ وَفِي الْكَلَامِ حَذْفٌ؛ أَيْ فَجَاءَ. وَ (سَبَأٍ) : بِالتَّنْوِينِ عَلَى أَنَّهُ اسْمُ رَجُلٍ أَوْ بَلَدٍ، وَبِغَيْرِ تَنْوِينٍ عَلَى أَنَّهَا بُقْعَةٌ أَوْ قَبِيلَةٌ.
(غَيْرَ بَعِيدٍ) : أَيْ مَكَانًا غَيْرَ بَعِيدٍ، أَوْ وَقْتًا أَوْ مُكْثًا؛ وَفِي الْكَلَامِ حَذْفٌ؛ أَيْ فَجَاءَ. وَ (سَبَأٍ) : بِالتَّنْوِينِ عَلَى أَنَّهُ اسْمُ رَجُلٍ أَوْ بَلَدٍ، وَبِغَيْرِ تَنْوِينٍ عَلَى أَنَّهَا بُقْعَةٌ أَوْ قَبِيلَةٌ.
إعراب الآية ٢٢ من سورة النمل الجدول في إعراب القرآن
[سورة النمل (27) : الآيات 15 الى 26]
وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ (19)
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (24)
أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)
الإعراب
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (علما) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (لله) متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ الحمد (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (على كثير) متعلّق ب (فضّلنا) ، (من عباده) متعلّق بنعت لكثير.
جملة: «القسم المقدّرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «قالا ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي: فعملا بما أعطيناهما وقالا الحمد لله ...
وجملة: «الحمد لله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «فضّلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
(16) (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب ، (الناس) بدل من أيّ- أو عطف بيان- مرفوع لفظا (منطق) مفعول به ثان منصوب (من كلّ) متعلّق ب (أوتينا) ، (اللام) هي المزحلقة للتوكيد (المبين) نعت للفضل مرفوع.
وجملة: «ورث سليمان ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ورث.
وجملة: «النداء وجوابها:» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «علّمنا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أوتينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «إنّ هذا لهو الفضل ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «هو الفضل ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(17) (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لسليمان) متعلّق ب (حشر) ، (جنوده) نائب الفاعل مرفوع (من الجنّ) متعلّق بحال من جنوده (الفاء) عاطفة، والواو في (يوزعون) نائب الفاعل.
وجملة: «حشر ... جنوده» لا محلّ لها معطوفة على جملة قال ...]
(2) المفعول الأول صار نائب فاعل ل (علمنا) . وجملة: «هم يوزعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة حشر ...
وجملة: «يوزعون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(18) (حتى) حرف ابتداء (على واد) متعلّق ب (أتوا) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف (يا أيّها النمل) مثل يا أيّها الناس (لا) نافية ، (يحطمنّكم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، والنون نون التوكيد (الواو) واو الحال (لا) نافية.
وجملة: «أتوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالت نملة ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ادخلوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «لا يحطمنّكم سليمان» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هم لا يشعرون» في محلّ نصب حال.
وجملة: «لا يشعرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(19) (الفاء) عاطفة (ضاحكا) حال من فاعل تبسّم مؤكّدة لمضمون الفعل ، (من قولها) متعلّق ب (ضاحكا) والنون في (أوزعني) نون الوقاية (التي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لنعمتك (عليّ) متعلّق ب (أنعمت) ، وكذلك (على والديّ) لأنه معطوف على الأول.
والمصدر المؤول (أن أشكر ... ) في محلّ نصب مفعول به ثان عامله أوزعني. والمصدر المؤوّل (أن أعمل ... ) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
(برحمتك) متعلّق بحال من مفعول أدخلني أي متلبّسا برحمتك (في عبادك) متعلّق ب (أدخلني) .
وجملة: «تبسّم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالت نملة.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تبسّم.
وجملة النداء جوابه ... في محلّ نصب مقول القول .
وجملة: «أوزعني ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أشكر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «أنعمت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «اعمل» لا محل لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: «ترضاه ... » في محلّ نصب نعت ل (صالحا) .
وجملة: «أدخلني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أوزعني.
(20) (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (لي) .
متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ما) ، (لا) نافية (أم) هي المنقطعة بمعنى بل (من الغائبين) متعلّق بمحذوف خبر كان.
وجملة: «تفقد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال .
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تفقّد. وجملة: «ما لي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لا أرى ... » في محلّ نصب حال من الياء في (لي) .
وجملة: «كان من الغائبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
(21) (اللام) لام القسم لقسم مقدّر في المواضع الثلاثة (أعذّبنه) مثل يحطمنّكم وكذلك (أذبحنّه، يأتينيّ) ، (عذابا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر لأنه اسم المصدر (أو) حرف عطف في الموضعين (بسلطان) متعلّق ب (يأتينّي) .
وجملة: «أعذّبنّه ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: «أذبحنّه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعذّبنّه.
وجملة: «يأتيني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعذّبنّه .
(22) (الفاء) عاطفة (غير) ظرف زمان أو مكان منصوب متعلّق ب (مكث) ، (بما) متعلّق ب (أحطت) ، (به) متعلّق ب (تحط) ، (من سبأ) متعلّق ب (جئتك) ، (بنبإ) متعلّق بحال من فاعل جئتك أي متلبّسا بنبإ.
وجملة: «مكث ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
فجاء الهدهد فمكث ...
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مكث.
وجملة: «أحطت ... » في محلّ نصب مقول القول.
(3) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر بكونه صفته أي مكثا غير بعيد.
(4) (ما) موصول أو نكرة موصوفة. وجملة: «لم تحط به» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «جئتك ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أحطت.
(23) (الواو) عاطفة في الموضعين (من كلّ) متعلّق ب (أوتيت) ، (لها) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ عرش.
وجملة: «إنّي وجدت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «وجدت ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «تملكهم» في محلّ نصب نعت لامرأة.
وجملة: «أوتيت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تملكهم .
وجملة: «لها عرش ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تملكهم.
(24) (الواو) عاطفة (قومها) معطوفة على الضمير المفعول في (وجدتها) ، (للشمس) متعلّق ب (يسجدون) ، (من دون) متعلّق بحال من الشمس (الواو) حاليّة (لهم) متعلّق ب (زيّن) ، (الفاء) عاطفة (عن السبيل) متعلّق ب (صدّ) (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (لا) نافية.
وجملة: «وجدتها ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «يسجدون ... » في محلّ نصب حال من مفعول وجدت وما عطف عليه. وجملة: «زيّن لهم الشيطان ... » في محلّ نصب حال .
وجملة: «صدهم ... » معطوفة على جملة زيّن.. في محلّ نصب.
وجملة: «هم لا يهتدون» معطوفة على جملة صدّهم.. في محل نصب.
وجملة: «لا يهتدون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(25) (ألّا) حرف مصدرّي ونصب، ولا النافية (لله) متعلّق ب (يسجدوا) ، (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (في السموات) متعلّق بالخبء لأنه بمعنى المخبّأ
... (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به.
والمصدر المؤوّل (ألّا يسجدوا) في محلّ نصب بدل من أعمالهم، أي زيّن لهم الشيطان عدم السجود ... وما بين البدل والمبدل منه اعتراض.
وجملة: «يسجدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «يخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرج.
وجملة: «تخفون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف .
وجملة: «تعلنون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني والعائد محذوف.]
(3) أو متعلّق بحال منه إذا كان اسما لما يخبّأ من أشياء جامدة.
(4) يجوز أن تكون صلة الموصول الحرفيّ (ما) ، ولا تقدير للعائد. (26) (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر المقدّر موجود (ربّ) بدل من الضمير المنفصل مرفوع .
وجملة: «الله لا إله إلّا هو ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز قول الهدهد.
وجملة: «لا إله إلّا هو» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
الصرف
(16) منطق: اسم لكلّ لفظ يعبّر به عمّا في الضمير، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين.
(18) النمل: اسم جنس للحيوان المعروف واحدته نملة، وزنه فعل بفتح فسكون.
(19) ضاحكا: اسم فاعل من (ضحك) الثلاثي وزنه فاعل.
(20) الهدهد: اسم جنس للطائر المعروف، واحده هدهدة بضم الهاءين بينهما دال ساكنة وهدهدة بضم ثم كسر ثم فتح، وهداهدة بضم الهاء الأولى وكسر الهاء الثانية، والجمع هداهد زنة عساكر، وهداهيد زنة مفاتيح، ووزن الهدهد فعلل بضم الفاء واللام وسكون العين ويصح الضم ثم الفتح ثم الكسر..
(22) سبأ: اسم علم لبلاد في منطقة اليمن، وزنه فعل بفتحتين.
(25) الخبء: مصدر خبأ يخبأ باب فتح، وقصد به في الآية المفعول ... أو هو اسم لما يخبّأ في أرض أو سماء.
البلاغة
1- التنكير: في قوله تعالى وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً. التبعيض والتقليل من التنكير، وكما يرد للتقليل من شأن المنكر، فكذلك يرد للتعظيم من شأنه، فظاهر قوله «وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً» في سياق الامتنان تعظيم العلم الذي أوتياه، كأنه قال: علما أي علم، وهو كذلك، فإن علمهما كان مما يستعظم ويستغرب، ومن ذلك علم منطق الطير وسائر الحيوانات الذي خصهما الله تعالى به وكل علم بالاضافة إلى علم الله تعالى قليل ضئيل.
2- استعمال حرف الجر: في قوله تعالى حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ.
فعدّى أتوا بعلى لأن الإتيان كان من فوق، فأتى بحرف الاستعلاء. وقد رمق أبو الطيب المتنبي هذه السماء العالية فقال:
فلشد ما جاوزت قدرك صاعدا ... ولشدّ ما قربت عليك الأنجم
وقال: عليك، دون: إليك، لأن قرب الأنجم من جهة العلو.
3- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ.
كأنها، لما رأتهم متوجهين إلى الوادي، فرت عنهم، مخافة الهلاك، فتبعها غيرها، وصاحت صيحة تنبهت بها ما بحضرتها من النمل فتبعتها. فشبه ذلك بمخاطبة العقلاء ومناصحتهم، ولذلك أجروا مجراهم، حيث جعلت هي قائلة وما عداها من النمل مقولا له، فيكون الكلام خارجا مخرج الاستعارة التمثيلية، ويجوز أن يكون استعارة مكنية.
4- جناس التصريف: في قوله تعالى وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ:
وجناس التصريف: هو اختلاف صيغة الكلمتين، بإبدال حرف من حرف، إما من مخرجه، أو من قريب من مخرجه، وهو من محاسن الكلام الذي يتعلق باللفظ، بشرط أن يجيء مطبوعا، أو يصنعه عالم بجوهر الكلام، يحفظ معه صحة المعنى وسداده ولقد جاء هاهنا زائدا على الصحة فحسن، وبدع لفظا ومعنى. ألا ترى أنه لو وضع مكان بنبإ بخبر، لكان المعنى صحيحا، وهو كما جاء أصح، لما في النبأ، من الزيادة التي يطابقها وصف الحال.
الفوائد
1- منطق الطير:
قال مقاتل: وأحسبه أخذ قوله من الاسرائيليات: كان سليمان جالسا في معسكره، وكانت مساحته مائة فرسخ في مائة، خمسة وعشرون للجن، وخمسة وعشرون للإنس، وخمسة وعشرون للطير، وخمسة وعشرون للوحش، وقد نسجت له الجن بساطا من ذهب وإبريسم فرسخا في فرسخ، فرأى بلبلا على شجرة، فقال لجلسائه: أتدرون ما يقول هذا الطائر. قالوا: الله ونبيه أعلم. قال يقول: أكلت نصف ثمرة فعلى الدنيا العفاء. ومر بهدهد فوق شجرة، فقال: استغفروا الله يا مذنبون.
وصاحت أثنى أحد الطيور فأخبر أنها تقول: ليت ذا الخلق لم يخلقوا. وصاح طاووس فقال يقول: كما تدين تدان وصاح خطاف فقال يقول: قدموا خيرا تجدوه، وصاح طيطوي فقال يقول: سبحان ربي الأعلى وقال الحدأة فجرى يقول: كل شيء هالك إلا وجهه.
والقطاة تقول: من سكت سلم، والببغاء تقول: ويل لمن الدنيا همه. والديك يقول:
اذكروا الله يا غافلون. والنسر يقول: يا ابن آدم عش ما شئت آخرك الموت. والعقاب يقول: في البعد من الناس أنس. والضفدع يقول: سبحان ربي الأعلى ... !
2- سأل سائل: ما الذي أضحك سليمان؟
وجاء الجواب: الذي أضحكه شيئان:
الأول: اعتراف النملة برحمته ورحمة جنوده، وقولها وهم لا يشعرون، إذ لو شعروا لم يفعلوا.
الثاني: سروره بما آتاه الله، من إدراكه لغة النملة، وهي على ما هي، من الضالة والقماءة.
3- الحال قسمان:
مبينه ومؤكده:
أ- الحال المبينة: وهي التي لا يستفاد معناها بدونها، مثل «جاء خالد راكبا» فلا يستفاد معنى الركوب إلا بذكر الحال «راكبا» .
ب- المؤكدة: وهي التي يستفاد معناها بدون ذكرها، وهي على أقسام: نتجاوزها ونحيل القارئ على المطولات من كتب النحو.
4- سبأ:
هي بلاد واقعة جنوب غربي الجزيرة العربية، في بلاد اليمن. وقد ذكرت في كتب العهد القديم، وفي مؤلفات العرب واليونان، وأنها كانت على جانب عظيم من الحضارة، وأن أهلها كانوا يتعاطون تجارة الذهب والفضة والأحجار الكريمة.
5- بلقيس: هي ابنة شراحيل بن أبي سرج بن الحارث بن قيس بن صيفي بن سبأ وقيل: كان أبوها من عظماء الملوك.
وسبأ هو أبو قبائل اليمن التي تفرقت بعد حادثة سد مأرب.
6- اتفق الشافعي وأبو حنيفة، على أن سجدات القرآن أربع عشرة سجدة. واختلفا في سجدة ص وسجدتي الحج.
7- قصة سيل العرم:
من أساطير العرب: أن سبأ هو أبو قبائل العرب المتفرقة بسبب سد مأرب.
وكانت سبأ من أحسن بلاد الله وأخصبها وأكثرها شجرا وماء، وقد ذكر الله أنها كانت جنتين عن يمين وشمال وكانت مسيرة شهر للراكب المجدّ، يسير في جنان من أولها إلى آخرها، لا تواجهه الشمس ولا يفارقه الظل، مع تدفق الماء، وصفاء الهواء، واتساع الفضاء، فمكثوا ما شاء الله، لا يعاندهم ملك إلا قصموه. وكانت بلاده في بدء الزمان تركبها السيول، فجمع ملك حمير أهل مملكته، فشاورهم في دفع السيل، فأجمعوا على حفر مسارب له حتى توصله إلى البحر. فحشد أهل مملكته، حتى صرف الماء، واتخذ سدا في موضع جريان الماء من الجبال، ورصفه بالحجارة والحديد، وجعل فيه مجاري للماء في استدارة الذراع، فإذا جاء السيل، تصرف ماؤه في المجاري إلى جناتهم ومزروعاتهم، بتقدير يعمهم نفعه. ولما انتهى الملك إلى عمرو بن عامر، وكان أخوه عمران كاهنا، فأتته كاهنة تدعى ظريفة، فأخبرته بدنو فساد السد وفيض السيل، وأنذرته، فجمع أهل مأرب، وصنع لهم طعاما، وأخبرهم بشأن السيل، فأجمعوا على الجلاء.
وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ (19)
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (24)
أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)
الإعراب
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (علما) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (لله) متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ الحمد (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (على كثير) متعلّق ب (فضّلنا) ، (من عباده) متعلّق بنعت لكثير.
جملة: «القسم المقدّرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «قالا ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي: فعملا بما أعطيناهما وقالا الحمد لله ...
وجملة: «الحمد لله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «فضّلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
(16) (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب ، (الناس) بدل من أيّ- أو عطف بيان- مرفوع لفظا (منطق) مفعول به ثان منصوب (من كلّ) متعلّق ب (أوتينا) ، (اللام) هي المزحلقة للتوكيد (المبين) نعت للفضل مرفوع.
وجملة: «ورث سليمان ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ورث.
وجملة: «النداء وجوابها:» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «علّمنا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أوتينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «إنّ هذا لهو الفضل ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «هو الفضل ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(17) (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لسليمان) متعلّق ب (حشر) ، (جنوده) نائب الفاعل مرفوع (من الجنّ) متعلّق بحال من جنوده (الفاء) عاطفة، والواو في (يوزعون) نائب الفاعل.
وجملة: «حشر ... جنوده» لا محلّ لها معطوفة على جملة قال ...]
(2) المفعول الأول صار نائب فاعل ل (علمنا) . وجملة: «هم يوزعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة حشر ...
وجملة: «يوزعون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(18) (حتى) حرف ابتداء (على واد) متعلّق ب (أتوا) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف (يا أيّها النمل) مثل يا أيّها الناس (لا) نافية ، (يحطمنّكم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، والنون نون التوكيد (الواو) واو الحال (لا) نافية.
وجملة: «أتوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالت نملة ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ادخلوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «لا يحطمنّكم سليمان» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هم لا يشعرون» في محلّ نصب حال.
وجملة: «لا يشعرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(19) (الفاء) عاطفة (ضاحكا) حال من فاعل تبسّم مؤكّدة لمضمون الفعل ، (من قولها) متعلّق ب (ضاحكا) والنون في (أوزعني) نون الوقاية (التي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لنعمتك (عليّ) متعلّق ب (أنعمت) ، وكذلك (على والديّ) لأنه معطوف على الأول.
والمصدر المؤول (أن أشكر ... ) في محلّ نصب مفعول به ثان عامله أوزعني. والمصدر المؤوّل (أن أعمل ... ) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
(برحمتك) متعلّق بحال من مفعول أدخلني أي متلبّسا برحمتك (في عبادك) متعلّق ب (أدخلني) .
وجملة: «تبسّم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالت نملة.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تبسّم.
وجملة النداء جوابه ... في محلّ نصب مقول القول .
وجملة: «أوزعني ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أشكر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «أنعمت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «اعمل» لا محل لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: «ترضاه ... » في محلّ نصب نعت ل (صالحا) .
وجملة: «أدخلني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أوزعني.
(20) (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (لي) .
متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ما) ، (لا) نافية (أم) هي المنقطعة بمعنى بل (من الغائبين) متعلّق بمحذوف خبر كان.
وجملة: «تفقد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال .
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تفقّد. وجملة: «ما لي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لا أرى ... » في محلّ نصب حال من الياء في (لي) .
وجملة: «كان من الغائبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
(21) (اللام) لام القسم لقسم مقدّر في المواضع الثلاثة (أعذّبنه) مثل يحطمنّكم وكذلك (أذبحنّه، يأتينيّ) ، (عذابا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر لأنه اسم المصدر (أو) حرف عطف في الموضعين (بسلطان) متعلّق ب (يأتينّي) .
وجملة: «أعذّبنّه ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: «أذبحنّه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعذّبنّه.
وجملة: «يأتيني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعذّبنّه .
(22) (الفاء) عاطفة (غير) ظرف زمان أو مكان منصوب متعلّق ب (مكث) ، (بما) متعلّق ب (أحطت) ، (به) متعلّق ب (تحط) ، (من سبأ) متعلّق ب (جئتك) ، (بنبإ) متعلّق بحال من فاعل جئتك أي متلبّسا بنبإ.
وجملة: «مكث ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
فجاء الهدهد فمكث ...
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مكث.
وجملة: «أحطت ... » في محلّ نصب مقول القول.
(3) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر بكونه صفته أي مكثا غير بعيد.
(4) (ما) موصول أو نكرة موصوفة. وجملة: «لم تحط به» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «جئتك ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أحطت.
(23) (الواو) عاطفة في الموضعين (من كلّ) متعلّق ب (أوتيت) ، (لها) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ عرش.
وجملة: «إنّي وجدت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «وجدت ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «تملكهم» في محلّ نصب نعت لامرأة.
وجملة: «أوتيت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تملكهم .
وجملة: «لها عرش ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تملكهم.
(24) (الواو) عاطفة (قومها) معطوفة على الضمير المفعول في (وجدتها) ، (للشمس) متعلّق ب (يسجدون) ، (من دون) متعلّق بحال من الشمس (الواو) حاليّة (لهم) متعلّق ب (زيّن) ، (الفاء) عاطفة (عن السبيل) متعلّق ب (صدّ) (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (لا) نافية.
وجملة: «وجدتها ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «يسجدون ... » في محلّ نصب حال من مفعول وجدت وما عطف عليه. وجملة: «زيّن لهم الشيطان ... » في محلّ نصب حال .
وجملة: «صدهم ... » معطوفة على جملة زيّن.. في محلّ نصب.
وجملة: «هم لا يهتدون» معطوفة على جملة صدّهم.. في محل نصب.
وجملة: «لا يهتدون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
(25) (ألّا) حرف مصدرّي ونصب، ولا النافية (لله) متعلّق ب (يسجدوا) ، (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (في السموات) متعلّق بالخبء لأنه بمعنى المخبّأ
... (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به.
والمصدر المؤوّل (ألّا يسجدوا) في محلّ نصب بدل من أعمالهم، أي زيّن لهم الشيطان عدم السجود ... وما بين البدل والمبدل منه اعتراض.
وجملة: «يسجدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «يخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرج.
وجملة: «تخفون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف .
وجملة: «تعلنون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني والعائد محذوف.]
(3) أو متعلّق بحال منه إذا كان اسما لما يخبّأ من أشياء جامدة.
(4) يجوز أن تكون صلة الموصول الحرفيّ (ما) ، ولا تقدير للعائد. (26) (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر المقدّر موجود (ربّ) بدل من الضمير المنفصل مرفوع .
وجملة: «الله لا إله إلّا هو ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز قول الهدهد.
وجملة: «لا إله إلّا هو» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
الصرف
(16) منطق: اسم لكلّ لفظ يعبّر به عمّا في الضمير، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين.
(18) النمل: اسم جنس للحيوان المعروف واحدته نملة، وزنه فعل بفتح فسكون.
(19) ضاحكا: اسم فاعل من (ضحك) الثلاثي وزنه فاعل.
(20) الهدهد: اسم جنس للطائر المعروف، واحده هدهدة بضم الهاءين بينهما دال ساكنة وهدهدة بضم ثم كسر ثم فتح، وهداهدة بضم الهاء الأولى وكسر الهاء الثانية، والجمع هداهد زنة عساكر، وهداهيد زنة مفاتيح، ووزن الهدهد فعلل بضم الفاء واللام وسكون العين ويصح الضم ثم الفتح ثم الكسر..
(22) سبأ: اسم علم لبلاد في منطقة اليمن، وزنه فعل بفتحتين.
(25) الخبء: مصدر خبأ يخبأ باب فتح، وقصد به في الآية المفعول ... أو هو اسم لما يخبّأ في أرض أو سماء.
البلاغة
1- التنكير: في قوله تعالى وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً. التبعيض والتقليل من التنكير، وكما يرد للتقليل من شأن المنكر، فكذلك يرد للتعظيم من شأنه، فظاهر قوله «وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً» في سياق الامتنان تعظيم العلم الذي أوتياه، كأنه قال: علما أي علم، وهو كذلك، فإن علمهما كان مما يستعظم ويستغرب، ومن ذلك علم منطق الطير وسائر الحيوانات الذي خصهما الله تعالى به وكل علم بالاضافة إلى علم الله تعالى قليل ضئيل.
2- استعمال حرف الجر: في قوله تعالى حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ.
فعدّى أتوا بعلى لأن الإتيان كان من فوق، فأتى بحرف الاستعلاء. وقد رمق أبو الطيب المتنبي هذه السماء العالية فقال:
فلشد ما جاوزت قدرك صاعدا ... ولشدّ ما قربت عليك الأنجم
وقال: عليك، دون: إليك، لأن قرب الأنجم من جهة العلو.
3- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ.
كأنها، لما رأتهم متوجهين إلى الوادي، فرت عنهم، مخافة الهلاك، فتبعها غيرها، وصاحت صيحة تنبهت بها ما بحضرتها من النمل فتبعتها. فشبه ذلك بمخاطبة العقلاء ومناصحتهم، ولذلك أجروا مجراهم، حيث جعلت هي قائلة وما عداها من النمل مقولا له، فيكون الكلام خارجا مخرج الاستعارة التمثيلية، ويجوز أن يكون استعارة مكنية.
4- جناس التصريف: في قوله تعالى وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ:
وجناس التصريف: هو اختلاف صيغة الكلمتين، بإبدال حرف من حرف، إما من مخرجه، أو من قريب من مخرجه، وهو من محاسن الكلام الذي يتعلق باللفظ، بشرط أن يجيء مطبوعا، أو يصنعه عالم بجوهر الكلام، يحفظ معه صحة المعنى وسداده ولقد جاء هاهنا زائدا على الصحة فحسن، وبدع لفظا ومعنى. ألا ترى أنه لو وضع مكان بنبإ بخبر، لكان المعنى صحيحا، وهو كما جاء أصح، لما في النبأ، من الزيادة التي يطابقها وصف الحال.
الفوائد
1- منطق الطير:
قال مقاتل: وأحسبه أخذ قوله من الاسرائيليات: كان سليمان جالسا في معسكره، وكانت مساحته مائة فرسخ في مائة، خمسة وعشرون للجن، وخمسة وعشرون للإنس، وخمسة وعشرون للطير، وخمسة وعشرون للوحش، وقد نسجت له الجن بساطا من ذهب وإبريسم فرسخا في فرسخ، فرأى بلبلا على شجرة، فقال لجلسائه: أتدرون ما يقول هذا الطائر. قالوا: الله ونبيه أعلم. قال يقول: أكلت نصف ثمرة فعلى الدنيا العفاء. ومر بهدهد فوق شجرة، فقال: استغفروا الله يا مذنبون.
وصاحت أثنى أحد الطيور فأخبر أنها تقول: ليت ذا الخلق لم يخلقوا. وصاح طاووس فقال يقول: كما تدين تدان وصاح خطاف فقال يقول: قدموا خيرا تجدوه، وصاح طيطوي فقال يقول: سبحان ربي الأعلى وقال الحدأة فجرى يقول: كل شيء هالك إلا وجهه.
والقطاة تقول: من سكت سلم، والببغاء تقول: ويل لمن الدنيا همه. والديك يقول:
اذكروا الله يا غافلون. والنسر يقول: يا ابن آدم عش ما شئت آخرك الموت. والعقاب يقول: في البعد من الناس أنس. والضفدع يقول: سبحان ربي الأعلى ... !
2- سأل سائل: ما الذي أضحك سليمان؟
وجاء الجواب: الذي أضحكه شيئان:
الأول: اعتراف النملة برحمته ورحمة جنوده، وقولها وهم لا يشعرون، إذ لو شعروا لم يفعلوا.
الثاني: سروره بما آتاه الله، من إدراكه لغة النملة، وهي على ما هي، من الضالة والقماءة.
3- الحال قسمان:
مبينه ومؤكده:
أ- الحال المبينة: وهي التي لا يستفاد معناها بدونها، مثل «جاء خالد راكبا» فلا يستفاد معنى الركوب إلا بذكر الحال «راكبا» .
ب- المؤكدة: وهي التي يستفاد معناها بدون ذكرها، وهي على أقسام: نتجاوزها ونحيل القارئ على المطولات من كتب النحو.
4- سبأ:
هي بلاد واقعة جنوب غربي الجزيرة العربية، في بلاد اليمن. وقد ذكرت في كتب العهد القديم، وفي مؤلفات العرب واليونان، وأنها كانت على جانب عظيم من الحضارة، وأن أهلها كانوا يتعاطون تجارة الذهب والفضة والأحجار الكريمة.
5- بلقيس: هي ابنة شراحيل بن أبي سرج بن الحارث بن قيس بن صيفي بن سبأ وقيل: كان أبوها من عظماء الملوك.
وسبأ هو أبو قبائل اليمن التي تفرقت بعد حادثة سد مأرب.
6- اتفق الشافعي وأبو حنيفة، على أن سجدات القرآن أربع عشرة سجدة. واختلفا في سجدة ص وسجدتي الحج.
7- قصة سيل العرم:
من أساطير العرب: أن سبأ هو أبو قبائل العرب المتفرقة بسبب سد مأرب.
وكانت سبأ من أحسن بلاد الله وأخصبها وأكثرها شجرا وماء، وقد ذكر الله أنها كانت جنتين عن يمين وشمال وكانت مسيرة شهر للراكب المجدّ، يسير في جنان من أولها إلى آخرها، لا تواجهه الشمس ولا يفارقه الظل، مع تدفق الماء، وصفاء الهواء، واتساع الفضاء، فمكثوا ما شاء الله، لا يعاندهم ملك إلا قصموه. وكانت بلاده في بدء الزمان تركبها السيول، فجمع ملك حمير أهل مملكته، فشاورهم في دفع السيل، فأجمعوا على حفر مسارب له حتى توصله إلى البحر. فحشد أهل مملكته، حتى صرف الماء، واتخذ سدا في موضع جريان الماء من الجبال، ورصفه بالحجارة والحديد، وجعل فيه مجاري للماء في استدارة الذراع، فإذا جاء السيل، تصرف ماؤه في المجاري إلى جناتهم ومزروعاتهم، بتقدير يعمهم نفعه. ولما انتهى الملك إلى عمرو بن عامر، وكان أخوه عمران كاهنا، فأتته كاهنة تدعى ظريفة، فأخبرته بدنو فساد السد وفيض السيل، وأنذرته، فجمع أهل مأرب، وصنع لهم طعاما، وأخبرهم بشأن السيل، فأجمعوا على الجلاء.
إعراب الآية ٢٢ من سورة النمل النحاس
{فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ..} [22]
قراءة عاصم، وتُروَى عن الأعمش، وقراءة سائر القراء {فَمكُثَ} قال سيبويه: مَكَثَ يَمْكُثُ مُكُوثاً، كما قالوا: قَعَدَ يَقعُدُ قُعُوداً. قال: ومكُثَ مِثلُ ظَرُفَ، وحجَّةُ من ضمّ عند سيبويه أنه غيرُ متعدٍّ كَظَرُفَ. قال أبو جعفر: وسمعت علي بن سليمان يقول: الدليل على أن مَكَثَ أفصحُ قولُهُمْ ماكِثٌ ولا يقولون: مَكِثٌ فهذا مخالف لِظَرفَ. قال أبو جعفر: وهذا احتجاج بيِّنٌ لأن فَعُلَ فهو فَاعِلٌ لا يُعرَفُ في كلام العرب إلا في أشياء مُختَلَفٌ فيها، ومنها ما هو مردودٌ. فأما اللواتي اختُلِفَ فيها فَطَلُقَتِ المرأةُ فهي طالق، وقد قيل: طَلَقَتْ، وحَمُضَ الخلُّ فهو حامض، وقد قيل: حَمَض. وزعم أبو حاتم: أن قولهم فَرُه فهو فاره لا اختلاف فيه. كذا قال، وقد حكى غيره: فَرِهَ يَفْرَهُ فهو فَرِهٌ وفَارِهٌ مثلَ حَذِرَ، حكى هذا قطرب. {غَيْرَ بَعِيدٍ} قال أبو إسحاق: أي وقتاً غير بعيد. {فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ} فكان في هذا ردٌّ على من قال: إنّ الأنبياء تَعلَمُ الغيبَ، وحكى الفراء {أحَطُّ} يدغم التاء في الطاء، وحكى أحَتُّ يقلب الطاء تاءاً ويُدغِمُ {وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} قراءة المدنيين والكوفيين. وقرأ المكيون والبصريون {مِن سَبَأَ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} بغير صرف وزعم الفراء أن الرؤاسي سأل أبا عمرو بن العلاء رحمه الله عن سبأ فقال: ما أدرِي ما هو. وتأول الفراء على أبي عمرو أنه منعه من الصرف لأنه مجهول وأنهُ إذا لم يُعرَفِ الشيءُ لم ينصرف واحتجّ بقوله:
* يَكُنْ ما أسَاءَ النارَ في رأسِ كَبَكبا *
وأبو عمرو أجلّ من أن يقولَ مثلَ هذا، وليس في حكاية الرؤاسي عنه دليل أنه إنَّما منعه من الصرف لأنه لم يعرفه وإنما قال: لا أعرفه، ولو سُئِلَ نحويّ عن اسم فقال: لا أعرفُهُ، لم يكن في هذا دليل على أنه يمنعه من الصرف بل الحقّ على غير هذا، والواجب إذا لم تعرفه ان تصرفه لأن أصل الأسماء الصرف، و انما يُمنَعُ الشيءَ من الصرف لِعلَّةٍ داخلة عليه فالأصل ثابت فلا يزول بما لا يُعرَفُ. واحتجاجه بكبكَبَ لا معنى له لأن كَبكَبَ جَبَلٌ معروف، مُنِعَ من الصرف لأنه بقعة، وان كان الصرف فيه حسناً. والدليل على ما قلنا أن أبا عمرو انما احتجّ بكلام العرب ولم يحتج بأنه لا يعرفه، وأنشد للنابغة الجعدي:
مِنْ سَبَأَ الحاضِرِينَ مأربَ إذْ * يَبنُونَ مِنْ دُونِ سَيْلِهِ العَرِمَا
وإن كان أبو عمرو قد عُورضَ من هذا فرُوِيَ "من سَبَأٍ الحاضِرينَ.." حَذَفَ التنوين لالتقاء الساكنين. قال أبو جعفر: سمعت علي بن سليمان يقول: سمعت محمد بن يزيد يقول: سمعت عُمَارة يقرأ {ولا الليلُ سَابِقُ/ 164 ب/ النَّهار} بالنصب، حذف التنوين لالتقاء الساكنين. وقد تكلَّم أبو عبيد القاسم بن سلام في هذا بكلام كثير التخليط ونُمليهِ على نص ما قال، إذ كان كتابه أصلاً من الأصول ليُوقِف على نصّ ما قال، ويُعْلَمَ موضع الغلط منه. قال أبو عبيد: وهي قراءتنا التي نختار، يعني "مِن سَبَأَ بِنَبَإٍ يَقِينٍ"، قال أبو عبيد: لأن سَبَأ اسم مؤنث لامرأة أو قبيلة، وليس بخفيفٍ فَيُجْرى لِخِفّتِهِ والذي يُجريه يذهبُ به إلى أنه اسم رجل، ومن ذهب الى هذا لَزِمَهُ أن يجري ثمود في كلّ القرآن فإنه وان كان اليوم اسم قبيلة فإِنه في الأصل اسم رجل وكذلك سبأ فإِن قيل: إن ثمود أكثر في العدد من سبأ بحرف، قيل: أن الحركة التي في الباء والهمزة قد زادتا في ثقله أكثر من ذلك الحرف أو مثلِهِ، إنما الزيادة في ثمود واو ساكنة. قال أبو جعفر: قوله: "لأن سبأ اسم مؤنث لامرأة أو قبيلة" يُوجبُ أنه تَرَكَ صرفه لأحد هذين الأمرين، وأحدهما لا يُشبِهُ صَاحِبَهُ، لأن اسم المرأة تأنيث حقيقي واسم القبيلة تأنيث غير حقيقي، والاختيار عند سيبويه في أسماء القبائل إذا كان لا يُسْتَعْمَلُ فيها "بَنُو" الصرف نحوُ ثَمودِ وقوله "ليس بخفيف فيُجرى لخفته" ليس بحجَّة على من صرفه؛ لأنه لم يقلْ أحد علمناه: صرفتُهُ لأنه خفيف. وقوله "والذي يُجريهِ يذهبُ به إلى أنه اسم رجل" ليس هذا حجَّةَ مَنْ أجراه، انما حجته انه اسم للحي وان كان أصله على الحقيقة انه اسم لرجل. رَوَى فَرْوَةُ بنُ مسيكٍ وعبدالله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو معروف في النسب "سَبَأ بنُ يَشْجُبَ بن يعربَ بن قَحْطَانَ" وإِن كان أبو إِسحاق قد زعم أنه مَنْ صَرَفَهُ جعله اسماً للبلد. وقوله "فإن قيل: إنّ ثمود أكثر في العدد من سبأ قيل: ان الحركتين اللتين في الباء والهمزة قد زادتا في ثقله أكثر من ذلك الحرف أو مثله" فهذا موضع التخليط لأن الحركة التي في الباء والهمزة في ثمود وسبأ بالحركة لا معنى له لأنهما جميعاً متحركان. قال أبو جعفر: والقول في سبأ ما جاء التوقيف فيه أنه اسم رجل في الأصل، فإِن صرفته فلأنه قد صار اسماً للحيّ، وإن لم تصرفه جعلته اسماً للقبيلة مثلَ ثَمُود؛ إلا أن الأختيار عن سيبويه الصرف، وحجته في ذلك قاطعة لأن هذا الاسم لما كان يقع للتذكير والتأنيث كان التذكير أولى؛ لأنه الأصل والأخف.
إعراب الآية ٢٢ من سورة النمل مشكل إعراب القرآن للخراط
{ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ }
الفاء في "فمكث" مستأنفة، "غير" ظرف زمان أي: مكث وقتًا غير بعيد، الجار "بنبإ" متعلق بالفعل "جئتك".