إعراب : ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنىٰ ۖ لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون

إعراب الآية 62 من سورة النحل , صور البلاغة و معاني الإعراب.

وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَىٰ ۖ لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُم مُّفْرَطُونَ

التفسير الميسر. تفسير الآية ٦٢ من سورة النحل

ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنىٰ ۖ لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون

ومن قبائحهم: أنهم يجعلون لله ما يكرهونه لأنفسهم من البنات، وتقول ألسنتهم كذبًا: إن لهم حسن العاقبة، حقًا أن لهم النار، وأنهم فيها مَتْروكون مَنْسيون.
(وَيَجْعَلُونَ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(يَجْعَلُونَ) : فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
(لِلَّهِ)
"اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَاسْمُ الْجَلَالَةِ اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(مَا)
اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
(يَكْرَهُونَ)
فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
(وَتَصِفُ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(تَصِفُ) : فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
(أَلْسِنَتُهُمُ)
فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
(الْكَذِبَ)
مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
(أَنَّ)
حَرْفُ تَوْكِيدٍ وَنَصْبٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
(لَهُمُ)
"اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ (أَنَّ) : مُقَدَّمٌ.
(الْحُسْنَى)
اسْمُ (أَنَّ) : مُؤَخَّرٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلتَّعَذُّرِ.
(لَا)
حَرْفُ نَفْيٍ لِلْجِنْسِ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(جَرَمَ)
اسْمُ (لَا) : مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ.
(أَنَّ)
حَرْفُ تَوْكِيدٍ وَنَصْبٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
(لَهُمُ)
"اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ (أَنَّ) : مُقَدَّمٌ.
(النَّارَ)
اسْمُ (أَنَّ) : مُؤَخَّرٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْمَصْدَرُ الْمُؤَوَّلُ مِنْ (أَنَّ) : وَمَا بَعْدَهَا فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِحَرْفِ جَرٍّ مَحْذُوفٍ وَالتَّقْدِيرُ: (فِي أَنَّ لَهُمُ النَّارَ) :، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ مِنْ حَرْفِ الْجَرِّ وَالْمَصْدَرِ الْمُؤَوَّلِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ (لَا) :.
(وَأَنَّهُمْ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(أَنَّ) : حَرْفُ تَوْكِيدٍ وَنَصْبٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ اسْمُ (أَنَّ) :.
(مُفْرَطُونَ)
خَبَرُ (أَنَّ) : مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الْوَاوُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

إعراب الآية ٦٢ من سورة النحل

{ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ ( النحل: 62 ) }
﴿وَيَجْعَلُونَ﴾: الواو: حرف استئناف.
يجعلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون.
&والواو ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
﴿لِلَّهِ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"يجعلون".
وجملة "ويجعلون ,,, " استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب.
﴿مَا﴾: اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به.
﴿يَكْرَهُونَ﴾: تعرب إعراب "يجعلون".
وهي صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.
﴿والعائد ضمير في محلّ نصب، لأنه مفعول به.
التقدير﴾:
يكرهونه.
﴿وَتَصِفُ﴾: الواو: حرف عطف.
تصف: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿أَلْسِنَتُهُمُ﴾: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
و"هم": ضمير الغائبين مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿الْكَذِبَ﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿أَنَّ﴾: حرف توكيد مشبّه بالفعل.
﴿لَهُمُ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بخبر "أنّ" المقدم.
﴿الْحُسْنَى﴾: اسم "أنّ" منصوب بالفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر.
وجملة "أن لهم ,,, " بتأويل مصدر في محلّ نصب بدل من الكذب.
﴿لَا جَرَمَ﴾: سبق شرحها في سورة سابقة فهي بمعنى: حقَّا.
﴿«لَا﴾: حرف نفي.
﴿جَرَمَ﴾: بمعنى حقّ.
وفي إعرابها: لا صد ولا منع » { أَنَّ لَهُمُ النَّارَ }
: تعرب إعراب "أنّ لهم الحسنى" وعلامة النصب في "النار" الفتحة الظاهرة.
والجملة بتأويل مصدر في محلّ رفع فاعل، أي: حقّ ذلك.
﴿وَأَنَّهُمْ﴾: الواو: حرف عطف.
أن: حرف توكيد مشبّه بالفعل.
و"هم": ضمير الغائبين مبنيّ في محلّ نصب اسم "أن".
﴿مُفْرَطُونَ﴾: خبر "أن" مرفوع بالواو، لأنه جمع مذكر سالم.
وجملة و"أنهم مفرطون" معطوفة على جملة لا محلّ لها من الإعراب.

إعراب الآية ٦٢ من سورة النحل مكتوبة بالتشكيل

﴿وَيَجْعَلُونَ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( يَجْعَلُونَ ) فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿لِلَّهِ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَاسْمُ الْجَلَالَةِ اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مَا﴾: اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
﴿يَكْرَهُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
﴿وَتَصِفُ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( تَصِفُ ) فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿أَلْسِنَتُهُمُ﴾: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿الْكَذِبَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿أَنَّ﴾: حَرْفُ تَوْكِيدٍ وَنَصْبٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿لَهُمُ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ ( أَنَّ ) مُقَدَّمٌ.
﴿الْحُسْنَى﴾: اسْمُ ( أَنَّ ) مُؤَخَّرٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلتَّعَذُّرِ.
﴿لَا﴾: حَرْفُ نَفْيٍ لِلْجِنْسِ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿جَرَمَ﴾: اسْمُ ( لَا ) مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ.
﴿أَنَّ﴾: حَرْفُ تَوْكِيدٍ وَنَصْبٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿لَهُمُ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ ( أَنَّ ) مُقَدَّمٌ.
﴿النَّارَ﴾: اسْمُ ( أَنَّ ) مُؤَخَّرٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْمَصْدَرُ الْمُؤَوَّلُ مِنْ ( أَنَّ ) وَمَا بَعْدَهَا فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِحَرْفِ جَرٍّ مَحْذُوفٍ وَالتَّقْدِيرُ: ( فِي أَنَّ لَهُمُ النَّارَ )، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ مِنْ حَرْفِ الْجَرِّ وَالْمَصْدَرِ الْمُؤَوَّلِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ ( لَا ).
﴿وَأَنَّهُمْ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( أَنَّ ) حَرْفُ تَوْكِيدٍ وَنَصْبٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ اسْمُ ( أَنَّ ).
﴿مُفْرَطُونَ﴾: خَبَرُ ( أَنَّ ) مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الْوَاوُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.

إعراب الآية ٦٢ من سورة النحل إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة النحل (16) : الآيات 61 الى 64]
وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (61) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (62) تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (63) وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64)

اللغة:
(مُفْرَطُونَ) : اسم مفعول من أفرط أي أعجل يقال: أفرطت فلانا وفرطته في طلب الماء إذا قدمته وقيل منسيون متروكون من أفرطت فلانا خلفي إذا خلفته ونسيته وفي المختار: «وفرط القوم سبقهم الى الماء فهو فارط والجمع فراط بوزن كتاب وبابه نصر وأفرطه تركه ومنه قوله تعالى «وانهم مفرطون» أي متروكون في النار منسيون وأفرط في الأمر جاوز الحدّ فيه» وفي القاموس: «وأفرط فلانا: تركه وتقدمه وجاوز الحد وأعجل بالأمر وانهم مفرطون أي منسيون متروكون في النار أو مقدمون معجلون إليها.
وفي الحديث: عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني فرطكم على الحوض من مرّ عليّ شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا، ليردن عليّ أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم» وقال القطامي:
فاستعجلونا وكانوا من صحابتنا ... كما تعجل فراط لورّاد


الإعراب:
(وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ) الواو استئنافية ولو شرطية ويؤاخذ الله الناس فعل مضارع وفاعل ومفعول به وبظلمهم الباء حرف جر للسببية أي بسبب ظلمهم متعلقان بيؤاخذ وجملة ما ترك لا محل لها وترك فعل وفاعل مستتر وعليها متعلقان بمحذوف حال لأنه كان صفة لدابة ومن حرف جر زائد ودابة مجرور لفظا مفعول به محلا والضمير يعود على الأرض وان لم تذكر فقد دلّ عليها ذكر الناس وذكر الدابة فإن الجميع مستقرون على الأرض.
(وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) الواو عاطفة ولكن حرف استدراك مهمل لأنها مخففة ويؤخرهم فعل مضارع وفاعل مستتر ومفعول به وإلى أجل متعلقان بيؤخرهم ومسمى صفة أي معين. (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) الفاء عاطفة أو استئنافية وإذا ظرف مستقبل متضمن معنى الشرط وجملة جاء أجلهم مضافة للظرف وجملة لا يستأخرون لا محل لها وساعة ظرف متعلق بيستأخرون ولا يستقدمون عطف على لا يستأخرون وقد تقدمت الاشارة في آية مماثلة لها إلى معنى لا يستأخرون ولا يستقدمون. (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ) ويجعلون فعل مضارع وفاعل ولله متعلقان بيجعلون وما مفعول يجعلون وجملة يكرهون صلة وتصف ألسنتهم الكذب فعل مضارع وفاعل ومفعول به وقد فسر الكذب بقوله: (أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى) فأن وما في حيزها بدل من الكذب بدل الكل من الكل ولهم خبر أن المقدم والحسني اسمها المؤخر. (لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ) تقدم القول في لا جرم، وأن وخبرها المقدم واسمها المؤخر وإنهم مفرطون عطف على أن لهم النار. (تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ) التاء تاء القسم والجر والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المقدر واللام واقعة في جواب القسم وقد حرف تحقيق وأرسلنا فعل وفاعل والى أمم متعلقان بأرسلنا ومن قبلك صفة. (فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ) الفاء عاطفة وزين فعل ماض ولهم متعلقان بزين والشيطان فاعل وأعمالهم مفعول به. (فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) الفاء عاطفة وهو مبتدأ ووليهم خبر واليوم ظرف متعلق بمحذوف حال إذا أردت حكاية الحال الآتية أو في الدنيا أو متعلق بوليهم إذا أردت حكاية انحال الماضية التي كان الشيطان يزين لهم أعمالهم فيها بمعنى ناصرهم ومعينهم، ولهم خبر مقدم وعذاب مبتدأ مؤخر وأليم صفة. (وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ) الواو عاطفة وما نافية وأنزلنا فعل وفاعل وعليك متعلقان بأنزلنا والكتاب مفعول به وإلا أداة حصر ولتبين لام التعليل ومدخولها متعلقة بأنزلنا على معنى التعليل وإنما جر المفعول لأجله باللام لاختلاف فاعله مع فاعل الفعل فإن المنزل هو الله والمبين هو النبي. (وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) هدى ورحمة عطف على محل لتبين وقد انتصبا نصب المفعول لأجله لاتحاد فاعلهما مع فاعل الفعل لأن الهادي والرحم هو الله كما هو المنزل ولقوم صفة أو متعلقان بالمصدر وجملة يؤمنون صفة لقوم.


الفوائد:

بحث مهم عن فاء التعقيب:
المعروف عن الفاء العاطفة أنها للعطف مع التعقيب ولكنه ليس التعقيب الفوري بل هي للتعقيب حسب ما يصح إما عقلا وإما عادة ولهذا صح أن يقال دخلت البصرة فبغداد وإن كان بينهما زمان كثير لكن يعقب دخول هذه دخول تلك على ما يمكن بمعنى انه لم يمكث بواسط مثلا سنة أو مدة طويلة بل طوى المنازل بعد البصرة ولم يقم بواحد منها إقامة يخرج بها عن حد السفر إلى أن دخل بغداد، هذا الذي يقوله أهل اللغة وأهل الأصول وليست الفاء للفور الحقيقي الذي معناه حصول هذا بعد هذا بغير فصل ولا زمان، ألا ترى إلى قوله تعالى «فإذا جاء أجلهم» فإن مجيء الأجل متراخ عن التأخير وسيأتي لهذا نظائر.

إعراب الآية ٦٢ من سورة النحل التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (62)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ) : يُقْرَأُ بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولُ تَصِفُ، أَوْ هُوَ بَدَلٌ مِمَّا يَكْرَهُونَ ; فَعَلَى هَذَا فِي قَوْلِهِ: (أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى) وَجْهَانِ ; أَحَدُهُمَا: هُوَ بَدَلٌ مِنَ الْكَذِبِ. وَالثَّانِي: تَقْدِيرُهُ: بِأَنَّ لَهُمْ، وَلَمَّا حُذِفَتِ الْبَاءُ صَارَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عِنْدَ الْخَلِيلِ. وَعِنْدَ سِيبَوَيْهِ هُوَ فِي مَوْضِعِ جَرٍّ.
وَيُقْرَأُ الْكُذُبُ بِضَمِّ الْكَافِ وَالذَّالِ وَالْبَاءِ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِلْأَلْسِنَةِ، وَهُوَ جَمْعٌ وَاحِدُهُ كَذُوبٌ، مِثْلَ صَبُورٍ وَصُبُرٍ ; وَعَلَى هَذَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ وَاحِدُ الْأَلْسِنَةِ مُذَكَّرًا أَوْ مُؤَنَّثًا، وَقَدْ سُمِعَ فِي اللِّسَانِ الْوَجْهَانِ. وَعَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ «أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى» مَفْعُولُ تَصِفُ.
(لَا جَرَمَ) : قَدْ ذُكِرَ فِي هُودٍ مُسْتَوْفًى.
(مُفْرَطُونَ) : يُقْرَأُ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالتَّخْفِيفِ، وَهُوَ مِنْ أَفْرَطَ، إِذَا حَمَلَهُ عَلَى التَّفْرِيطِ غَيْرُهُ، وَبِالْكَسْرِ عَلَى نِسْبَةِ الْفِعْلِ إِلَيْهِ. وَبِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ، وَهُوَ ظَاهِرٌ.

إعراب الآية ٦٢ من سورة النحل الجدول في إعراب القرآن

[سورة النحل (16) : الآيات 60 الى 62]
لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (60) وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (61) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (62)

الإعراب
(اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (بالآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمنون) ، (مثل) مبتدأ مؤخّر مرفوع (السوء) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لله المثل) مثل للذين مثل (الأعلى) نعت للمثل مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل مبتدأ (العزيز) خبر مرفوع (الحكيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «للذين ... مثل السوء» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يؤمنون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لله المثل ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «هو العزيز ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لله المثل ...
(الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (يؤاخذ) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الناس) مفعول به منصوب (بظلمهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤاخذ) ، و (الباء) سببيّة.. و (هم) مضاف إليه (ما) نافية (ترك) فعل ماض، والفاعل هو (على) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ترك) ، (من) حرف جرّ زائد (دابّة) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (يؤخّرهم) مثل يؤاخذ..
و (هم) ضمير مفعول به (إلى أجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤخّرهم) ، (مسمّى) نعت لأجل مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الفاء) عاطفة (إذ) ظرف للمستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (لا يستأخرون) ، (جاء) فعل ماض (أجلهم) فاعل مرفوع و (هم) مضاف إليه (لا) نافية (يستأخرون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (الواو) عاطفة (لا يستقدمون) مثل لا يستأخرون.
وجملة: «يؤاخذ الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: «ما ترك ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يؤخّرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤاخذ الله..
وجملة: «جاء أجلهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا يستأخرون ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (إذا) .
وجملة: «لا يستقدمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يستأخرون.
(الواو) عاطفة (يجعلون لله ما) مثل يجعلون لله البنات ، (يكرهون) مثل يستأخرون (الواو) عاطفة (تصف) مثل يؤاخذ (ألسنتهم) فاعل مرفوع..
و (هم) مضاف إليه (الكذب) مفعول به منصوب (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (الحسنى) اسم أن مؤخّر منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.
والمصدر المؤوّل (أنّ لهم الحسنى) في محلّ نصب بدل من الكذب .
(لا) نافية للجنس (جرم) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب ، (أنّ لهم النار) مثل أنّ لهم الحسنى. والمصدر المؤوّل (أنّ لهم النار) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره في أنّ لهم.. متعلّق بخبر لا.
(الواو) عاطفة (أنّ) مثل الأول و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (مفرطون) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
والمصدر المؤوّل (أنهم مفرطون) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل (أنّ لهم النار) .
وجملة: «يجعلون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤاخذ الله.
وجملة: «يكرهون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «تصف ألسنتهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعلون.
وجملة: «لا جرم أنّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.


الصرف
(مفرطون) ، اسم مفعول من أفرط فلانا أي تركه، وزنه مفعلون بضمّ الميم وفتح العين.


الفوائد
- قال أحد النحاة: الفاء العاطفة تكون للترتيب والتعقيب، فإذا قلت:
جاء علي فسعيد، فالمعنى أن عليا جاء أولا، وسعيد جاء بعده، بلا مهلة بين مجيئهما.
وقد اعترض على هذا الاشتراط بعض النحاة فقال: لا يشترط فيها التعقيب الفوري بل هي للتعقيب على ضوء الاصطلاح العقلي أو الاعتيادي، وضرب لذلك مثلا فقال: لهذا صح أن يقال دخلت البصرة فبغداد، وإن كان بين دخولهما زمان كبير. ولكن يفهم من الكلام أنه طوى المنازل بعد البصرة، ولم يقم بواحد منها إقامة يخرج بها عن حد السفر إلى أن دخل بغداد.
وهكذا يتبين معنا أن الفاء ليست للفور الحقيقي. ومثله قوله تعالى: «فإذا جاء أجلهم» فإن مجيء الأجل متراخ عن التعقيب الفوري فتأمل ... !

إعراب الآية ٦٢ من سورة النحل النحاس

{.. وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ ٱلْكَذِبَ..} [62] جمع لسان على لغة من ذكّر اللسان، ومن أنث قال: أَلسُنٌ، ومن قال: ألسن ثم سَمَّى بلسان رجلاً يصرِفْ، وإِنْ قال أَلسِنَةٌ صَرَفَ والكذبُ منصوبٌ بتصف و {أَنَّ لَهُمُ} بدل من الكذب. قال أبو حاتم: وقرأ أهل الشام أو بَعضُهُمْ {وَتَصِفُ أَلسِنَتُهُمُ ٱلْكُذبُ أَنَّ لَهُمُ ٱلْحُسْنَىٰ} نعت للألسنة قال قطرب "أَنَّ لَهُمُ ٱلْنَّارَ" في موضع رفع أي وجَبَ ذلك، وقال غيره: "أنّ" في موضع نصب أي كَسَبَهُمْ ذلك "أَنَّ لَهُمُ ٱلْنَّارَ". وقد ذكرنا معنى {لا جَرَمَ}. قرأ عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس رحمهما الله وهذه القراءة قراءة أبي رجاء ونافع {وَأَنَّهُمْ مُّفْرِطُونَ} بكسر الراء والتخفيف، وقرأ أبو جعفر {وَأَنَّهُمْ مُّفْرِّطُونَ} بكسر الراء والتشديد. [ قال أبو حاتم وَرُوِيَ عن أبي جعفر {وَأَنَّهُمْ مُّفْرَّطُونَ} بفتح الراء والتشديد]، وقرأ الحسن والأعرج وأبو العالية وسعيد بن جبير ومجاهد وهي قراءة أبي عمرو بن العلاء والكوفيين {وأنّهم مُفْرَطُونَ} بفتح الراء والتخفيف. وأصل هذا كلّه من التجاوز والتقدّمِ. فَمُفْرِطُونَ مبالغون متجاوزون في الشر، ومنه يقال: قد أَفرطَ فلانُ على فلان و"مفَرَّطُونَ" مُضيّعُونَ متجاوزون لما يجب، ومنه أن تقول نَفسٌ يا حَسرتَا على ما فَرّطْتُ في جَنبِ الله، وفي التشديد معنى المبالغة والتكثير و"مفْرَطُونَ" مُقَدَّمُونَ إلى النار.

إعراب الآية ٦٢ من سورة النحل مشكل إعراب القرآن للخراط

{ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ } الجار "لله" متعلق بالمفعول الثاني لـ"يجعلون"، والموصول هو المفعول الأول. و"الكذب" مفعول لـ"تصف"، والمصدر "أن لهم الحسنى" بدل من "الكذب" كل من كل. قوله "لا جرم": "لا" نافية للجنس واسمها، والخبر محذوف تقديره موجود، والمصدر المؤول منصوب على نزع الخافض (في). وجملة "وتصف" معطوفة على جملة "يجعلون"، وجملة "لا جرم موجود" مستأنفة.