إعراب : خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين

إعراب الآية 4 من سورة النحل , صور البلاغة و معاني الإعراب.

خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ

التفسير الميسر. تفسير الآية ٤ من سورة النحل

خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين

خَلَق الإنسان من ماء مهين فإذا به يَقْوى ويغترُّ، فيصبح شديد الخصومة والجدال لربه في إنكار البعث، وغير ذلك، كقوله: "مَن يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ"، ونسي الله الذي خلقه من العدم.
(خَلَقَ)
فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
(الْإِنْسَانَ)
مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
(مِنْ)
حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(نُطْفَةٍ)
اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(فَإِذَا)
"الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(إِذَا) : حَرْفُ فُجَاءَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(هُوَ)
ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
(خَصِيمٌ)
خَبَرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
(مُبِينٌ)
نَعْتٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.

إعراب الآية ٤ من سورة النحل

{ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ( النحل: 4 ) }
﴿خَلَقَ الْإِنْسَانَ﴾: أعربت في الآية الكريمة السابقة.
وهو: « خَلَقَ: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح.
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿السَّمَاوَاتِ﴾: مفعول به منصوب معطوفة بالواو على "السموات" منصوبة بالفتحة».
﴿مِنْ نُطْفَةٍ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ "خلق".
وجملة "خلق الإنسان ,,, " ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب.
﴿فَإِذَا﴾: الفاء: حرف استئناف.
إذا: حرف فجاءة لا محلّ له من الإعراب ولا عمل له.
﴿هُوَ﴾: ضمير رفع منفصل مبنيّ على الفتح في محلّ رفع مبتدأ.
﴿خَصِيمٌ﴾: خبر "هو" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿مُبِينٌ﴾: نعت لـ "خصيم" مرفوعة مثلها بالضمة.
وجملة "فإذا هو خصيم مبين" استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.

إعراب الآية ٤ من سورة النحل مكتوبة بالتشكيل

﴿خَلَقَ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿الْإِنْسَانَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿نُطْفَةٍ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿فَإِذَا﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( إِذَا ) حَرْفُ فُجَاءَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿هُوَ﴾: ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿خَصِيمٌ﴾: خَبَرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مُبِينٌ﴾: نَعْتٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.

إعراب الآية ٤ من سورة النحل إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة النحل (16) : الآيات 1 الى 9]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ (2) خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4)
وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ (8) وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ (9)

اللغة:
(نُطْفَةٍ) : في المصباح: «نطف الماء ينطف من باب قتل سال، وقال أبو زيد: نطفت القربة تنطف وتنطف نطفانا إذا قطرت والنقطة ماء الرجل والمرأة وجمعها نطف ونطاف مثل برمة وبرام والنطفة أيضا الماء الصافي قلّ أو كثر ولا فعل للنطفة أي لا يستعمل لها فعل من لفظها» وفي المختار أن نطف من بابي قتل وضرب.
(خَصِيمٌ) : شديد الخصومة وفيه معنيان أحدهما أنه خصيم لربه منكر على خالقه قائل «من يحيي العظام وهي رميم» والثاني فإذا هو منطيق مجادل عن نفسه مكافح للخصوم باللدد والجدل والسفسطة وما إلى ذلك من ضروب الوقاحة والشرة وسيأتي المزيد من هذا في باب البلاغة.
(دِفْءٌ) : في المختار: «الدفء نتاج الإبل وألبانها وما ينتفع به منها قال الله تعالى: «لكم فيها دفء» وفي الحديث: «لنا من دفئهم ما سلموا بالميثاق» وهو أيضا السخونة اسم من دفىء الرجل: من باب طرب وسلم فالذكر دفآن والأنثى دفأى مثل غضبان وغضبى ورجل دفىء بالقصر ورجل دفيء بالمد» وفي المصباح: «دفيء البيت يدفأ مهموز من باب تعب قالوا: ولا يقال في اسم الفاعل دفيء وزان كريم بل وزان تعب ودفىء الشخص فالذكر دفآن والأنثى دفأى مثل غضبان وغضبى إذا لبس ما يدفئه ودفؤ اليوم مثل قرب والدفء وزان حمل خلاف البرد» وفي القاموس: «والدفء بالكسر ويحرك نقيض حدة البرد كالدفاءة والجمع أدفاء دفىء كفرح وكرم وتدفأ واستدفأ وادّفأ وأدفأه ألبسه الدفء والدفآن المستدفئ كالدفىء والدفء بالكسر نتاج الإبل وأوبارها والانتفاع بها وما أدفأ من الأصواف والأوبار» وقال الزمخشري: «والدفء اسم ما يدفأ به كما أن الملء اسم ما يملأ به وهو الدفاء من لباس معمول من صوف أو وبر أو شعر» فتلخص أن للدفء ثلاثة معان:
1- ضد البرودة أي السخونة.
2- ما يتدفأ به من الثياب.
3- ما يتحصل من الإبل من نتاج ولبن ومنافع.
(تُرِيحُونَ) : تردونها الى مراحها بالعشي.
(تَسْرَحُونَ) : تخرجونها الى المرعى بالغداة وسيرد المزيد من بحث الاراحة والتسريح في باب البلاغة وفي المصباح: سرحت الإبل سرحا من باب نفع وسروحا رعت بنفسها وسرحتها يتعدى ولا يتعدّى وسرحتها بالتثقيل مبالغة وتكثير.
(بِشِقِّ الْأَنْفُسِ) : بجهدها بكسر الشين وفتحها وهما لغتان في معنى المشقة وبينهما فرق وهو ان المكسور بمعنى النصف كأنه يذهب نصف قوته لما يناله من الجهد وأما المفتوح فهو مصدر شق عليه الأمر شقا وحقيقته راجعة الى الشق وهو الصدع وفي المختار: «الشق بالكسر نصف الشيء والشق أيضا المشقة ومنه قوله تعالى: «إلا بشق الأنفس» وهذا قد يفتح» .
(قَصْدُ السَّبِيلِ) : القصد: مصدر بمعنى الفاعل وهو القاصد يقال سبيل قصد وقاصد أي مستقيم كأنه يقصد الوجه الذي يؤمه السالك لا يعدل عنه.
(جائِرٌ) : حائد عن الاستقامة.

الإعراب:
(أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) أتى فعل ماض وأمر الله فاعله عبر عن المستقبل بالماضي لأنه بمثابة الأمر الواقع الذي لا محيد عنه، والفاء عاطفة ولا ناهية وتستعجلوه فعل مضارع مجزوم بلا الناهية والواو فاعل والهاء مفعول به. (سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) سبحانه مفعول مطلق لفعل محذوف وتعالى فعل ماض وعما تنازعه كل من سبحانه وتعالى وما يحتمل أن تكون مصدرية فلا تحتاج الى عائد ويحتمل أن تكون موصولة فتحتاج الى تقدير عائد وجملة يشركون لا محل لها على كل حال. (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) ينزل الملائكة فعل وفاعل مستتر ومفعول به وبالروح متعلقان بينزل أو بمحذوف حال أي ملتبسة بالروح ومن أمره متعلقان بمحذوف حال وعلى من يشاء متعلقان بينزل ومن عباده حال. (أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ) أن مخففة وهي وما في حيزها بدل من قوله بالروح أي ينزل الملائكة بأن أنذروا وتقديره بأنه أنذروا فاسم أن ضمير الشأن وجملة أنذروا مقول قول محذوف أي بأن الشأن أقول لكم أنذروا ولك أن تجعل أن مفسرة لأن الروح بمعنى الوحي الذي فيه معنى القول دون حروفه وأنه سدت مع ما في حيزها مسد مفعول أنذروا لأنه متضمن معنى أعلموا الناس أو تكون أنذروا على معناها الأصلي وأنه نصب بنزع الخافض أي أنذروا بأنه وجملة لا إله إلا أنا خبر أنه وقد تقدم القول مفصلا في «لا إله إلا الله» ، فاتقون: الفاء الفصيحة أي إذا كان الأمر كما ذكر من جريان عادته تعالى بتنزيل الملائكة على الأنبياء وأمرهم بأن ينذروا الناس أنه لا شريك له في الألوهية فاتقون في الإخلال بمضمونه، واتقون فعل أمر وفاعل والنون للوقاية وياء المتكلم حذفت لمراعاة الفواصل. (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) خلق السموات والأرض فعل وفاعل مستتر والسموات مفعول به والأرض عطف على السموات وبالحق في محل نصب على الحال أي محقا وتعالى فعل ماض وفاعله مستتر تقديره هو وعما متعلقان بتعالى وجملة يشركون صلة لما. (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) خلق الإنسان فعل وفاعل مستتر ومفعول به ومن نطفة متعلقان بخلق ومن للابتداء فإذا الفاء عاطفة وإذا الفجائية وهو مبتدأ وخصيم خبر ومبين صفة. (وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ) الواو عاطفة والأنعام منصوب بفعل محذوف يفسره ما بعده وخلقها فعل وفاعل مستتر ومفعول به والجملة مفسرة ولكم خبر مقدم وفيها حال ودفء مبتدأ مؤخر والجملة حالية ويجوز أن تكون مستأنفة ويجوز أن يكون لكم حالا من دفء وفيها الخبر، وقع الاسم المشتغل عنه وهو الانعام بعد عاطف غير مفصول من الاسم بأما مسبوق بفعل وهو خلق الإنسان من نطفة فترجح نصبه لأن المتكلم عاطف جملة فعلية على جملة فعلية والرافع عاطف جملة اسمية على جملة فعليه وتشاكل الجملتين أحسن من تخالفهما وقد يقال: إن في الرفع تخلصا من تقدير العامل فلكل مرجح فكان ينبغي التساوي لا أرجحية النصب ويجاب بأن مراعاة التشاكل أقوى مما ذكر ومنافع عطف على دفء ومنها متعلقان بتأكلون وتأكلون فعل مضارع وفاعل وتقديم الجار والمجرور وهو معمول للفعل يوجب حصره فيه. (وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ) الواو عاطفة ولكم خبر مقدم وفيها حال وجمال مبتدأ مؤخر وحين ظرف متعلق بمحذوف صفة وجملة تريحون مضاف إليها وكذلك قوله وحين تسرحون وسيأتي مزيد بحث عن الإراحة والتسريح في باب البلاغة. (وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ) الواو عاطفة وتحمل أثقالكم فعل مضارع وفاعل مستتر ومفعول به والى بلد متعلقان بتحمل وجملة لم تكونوا بالغيه صفة لبلد وبالغيه خبر تكونوا وإلا أداة حصر وبشق الأنفس في موضع نصب على الحال من الضمير المرفوع في بالغيه أي مشقوقا عليكم. (إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) ان واسمها واللام المزحلقة ورءوف رحيم خبران. (وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً)
والخيل وما بعده عطف على الانعام أي وخلق هؤلاء للركوب والزينة ولتركبوها مضارع منصوب
بأن مضمرة بعد لام التعليل والجار والمجرور في موضع نصب مفعول لأجله وزينة عطف على محل لتركبوها وجر الأول بالجر لاختلاف الفاعل لأن الركوب فعل المخاطبين وفاعل الخلق هو الله تعالى أما زينة فهي من فعله تعالى ولذلك نصبت فالمزين والخالق هو الله ويجوز أن تعرب نصبا على الحال من الهاء في تركبوها. (وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ) الواو استئنافية والجملة مستأنفة مسوقة لبيان إحاطته تعالى وقدرته وان ما تناهى إليهم علمه يعد ضئيلا جدا بالنسبة إلى علمه الواسع. (وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ) على الله خبر مقدم وقصد السبيل مبتدأ مؤخر ومنها خبر مقدم وجائر صفة لموصوف هو المبتدأ المؤخر أي سبيل جائر أي حائد عن الاستقامة. (وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ) الواو عاطفة ولو امتناعية شرطية ومفعول شاء محذوف أي شاء هدايتكم واللام رابطة لجواب لو وهداكم فعل وفاعل مستتر ومفعول به وأجمعين تأكيد.


البلاغة:
1- الإيجاز في قوله تعالى «حين تريحون وحين تسرحون» فقد انطوت كلمتا «تريحون» و «تسرحون» على الكثير من المعاني والصور، مما يضفي على مقتني هذه الأنعام جمالا ورواء وأبهة ليس في المكنة تصوره لأن الرعاة إذا ردوا الأنعام بالعشي الى مراحها أي مأواها بالليل أو سرحوها عند الغداة إلى المراعي المعشوشبة وعرجوا على الأفنية والبيوت رغت الإبل وخارت البقر وثغت الشاء فتجاوب ذلك كله مع صياح الصبيان وحديث العقائل والأوانس وهن يتهادين متخطرات متوثبات شمل الفرح الجميع، ورقصت النعمة، ورفرفت السعادة وقدم الإراحة على التسريح لأن الجمال في الإراحة أكثر تقبل وهي ملأى البطون حافلة الضروع معسولة الحلب.
2- المجاز المرسل في قوله «فإذا هو خصيم مبين» لأن الفاء تدل على التعقيب وكونه خصيما مبينا لا يكون عقب خلقه من نطفة ولكنه إشارة إلى ما تؤول إليه حاله فهو مجاز مرسل والعلاقة اعتبار ما سيكون كقوله تعالى «إني أراني أعصر خمرا» أي عنبا يئول إلى الخمر.

إعراب الآية ٤ من سورة النحل التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ) : إِنْ قِيلَ: الْفَاءُ تَدُلُّ عَلَى التَّعْقِيبِ، وَكَوْنُهُ خَصِيمًا لَا يَكُونُ عُقَيْبَ خَلْقِهِ مِنْ نُطْفَةٍ ; فَجَوَابُهُ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ أَشَارَ إِلَى مَا يَئُولُ حَالُهُ إِلَيْهِ، فَأَجْرَى الْمُنْتَظَرَ مَجْرَى الْوَاقِعِ، وَهُوَ مِنْ بَابِ التَّعْبِيرِ بِآخِرِ الْأَمْرِ عَنْ أَوَّلِهِ ; كَقَوْلِهِ: (أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا) [يُوسُفُ: 36] . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: (وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا) [غَافِرٌ: 13] أَيْ سَبَبَ الرِّزْقِ ; وَهُوَ الْمَطَرُ.
وَالثَّانِي: أَنَّهُ إِشَارَةٌ إِلَى سُرْعَةِ نِسْيَانِهِمْ مَبْدَأَ خَلْقِهِمْ.

إعراب الآية ٤ من سورة النحل الجدول في إعراب القرآن

[سورة النحل (16) : الآيات 4 الى 8]
خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4) وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ (8)

الإعراب
(خلق الإنسان) مثل خلق السموات ، (من نطفة) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلق) ، (الفاء) عاطفة (إذا) فجائية (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (خصيم) خبر مرفوع (مبين) نعت لخصيم مرفوع.
جملة: «خلق ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هو خصيم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(الواو) عاطفة (الأنعام) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره ما بعده أي خلق الأنعام (خلقها) مثل الأول، و (ها) ضمير مفعول به، والفاعل هو (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خلقها) ، (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (دفء) مبتدأ مؤخّر مرفوع (منافع) معطوف على دفء بالواو مرفوع (الواو) عاطفة (فيها) مثل منها متعلّق ب (تأكلون) وهو مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل. ويجوز أن يكون (لكم) حالا من دفء، و (فيها) خبر.. وجملة: « (خلق) الأنعام ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق الإنسان.
وجملة: «خلقها ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «فيها دفء ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ .
وجملة: «منها تأكلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة فيها دفء.
(الواو) عاطفة (لكم فيها جمال) مثل لكم فيها دفء، خبر مقدّم ومبتدأ مؤخّر ، (حين) ظرف زمان منصوب متعلّق بجمال ، (تريحون) مثل تأكلون (الواو) عاطفة (حين تسرحون) مثل حين تريحون.
وجملة: «لكم فيها جمال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة فيها دفء.
وجملة: «تريحون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تسرحون» في محلّ جرّ بإضافة حين الثاني إليها.
(الواو) عاطفة (تحمل) مضارع مرفوع، والفاعل هي أي الأنعام (أثقالكم) مفعول به منصوب.. و (كم) ضمير مضاف إليه (إلى بلد) جارّ ومجرور متعلّق ب (تحمل) (لم) حرف نفي وجزم (تكونوا) مضارع ناقص ومجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... و (الواو) اسم تكون (بالغيه) خبر منصوب وعلامة النصب الياء ... و (الهاء) مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (بشقّ) جارّ ومجرور حال من الضمير المستكنّ في بالغيه (الأنفس) مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ربّكم) اسم إنّ منصوب.. و (كم) ضمير مضاف إليه (اللام) المزحلقة (رؤف) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
(2) يجوز أن يكون (لكم) حالا من جمال، والعامل فيها معنى الاستقرار.
(3) أو متعلّق بنعت لجمال. وجملة: «تحمل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة فيها دفء.
وجملة: «لم تكونوا بالغيه ... » في محلّ جرّ نعت لبلد.
وجملة: «إنّ ربّكم لرؤوف ... » لا محلّ لها استئناف تعليليّ.
(الواو) عاطفة (الخيل) مثل الأنعام ، (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (البغال، الحمير) اسمان معطوفان على الخيل منصوبان مثله (اللام) للتعليل (تركبوها) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل، و (ها) ضمير مفعول به.
والمصدر المؤوّل (أن تركبوها ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل خلق المقدّر.
(زينة) مفعول لأجله منصوب معطوف على محلّ المصدر المؤوّل (تخلق) مثل تحمل، والفاعل هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ، والعائد محذوف أي تعلمونه (لا) نافية (تعلمون) مثل تأكلون.
وجملة: « (خلق) الخيل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (خلق) الأنعام.
وجملة: «يخلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (خلق) الخيل .
وجملة: «تعلمون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .


الصرف
(الإنسان) ، اسم معروف، أصله إنسيان لأن العرب قاطبة قالوا في تصغيره أنيسيان، فدلّت الياء الأخيرة على الياء في تكبيره، إلّا أنّهم حذفوها لمّا كثر في كلامهم، جمعه الناس، وإذا قالوا أنا سين فهو جمع بيّن مثل بستان وبساتين، وإذا قالوا أناسيّ كثيرا فخفّفوا الياء أسقطوا الياء التي تكون فيما بين عين الفعل ولامه، يبيّن جواز أناسي، بالتخفيف، قول العرب أناسية كثيرة، والواحد إنسيّ وأناس، ووزن إنسيان إفعلان- بكسر الهمزة- من النسيان، وقد حذفت الياء فقيل إنسان.. وانظر الآية (8) من سورة البقرة.
(نطفة) ، اسم لماء الرجل والمرأة، جمعه نطف بضمّ وفتح ونطاف بضم النون، ولا فعل للنطفة على رأي أبي زيد.
(دفء) ، في المختار: الدفء نتاج الإبل وما ينتفع به فهو اسم، وهو السخونة اسم من دفئ يدفأ باب طرب وسلم، فالذكر دفئان والأنثى دفأى.
وفي المصباح لا يقال اسم الفاعل دفيء وزان كريم بل وزان تعب. وفي القاموس الدفء بالكسر ويحرّك نقيض حدّة البرد، وزنه فعل بكسر فسكون.
(جمال) ، مصدر جمل يجمل باب كرم، وزنه فعال بفتح الفاء والعين.
(أثقال) ، جمع ثقل، اسم لمتاع المسافر، وزنه فعل بفتحتين، وأثقال وزنه أفعال.
(بلد) ، اسم على وزن فعل بفتحتين، جمعه بلاد وبلدان.
(شقّ) ، اسم لنصف الشيء، والمعنى على المجاز أيّ لم يكونوا بالغيه إلّا بنقصان قوّة النفس وذهاب نصفها. وفي المختار: الشقّ أيضا المشقّة، وقيل المفتوح الصدر والمكسور الاسم، وزنه فعل بكسر فسكون.
(الخيل) ، انظر الآية (14) من سورة آل عمران.
(البغال) ، جمع بغل، اسم للحيوان المتولّد بين الخيل والحمير، وزنه فعل بفتح فسكون. (الحمير) ، جمع الحمار اسم للحيوان المعروف، وزنه فعال بكسر الفاء، ويجمع أيضا على أحمرة بفتح الهمزة وكسر الميم، وحمر بضمّتين، وحمور بضمّ الحاء وحمرات بضمّتين، ومؤنّثه بتاء.


البلاغة
- التقديم: في قوله تعالى حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ وتقديم الإراحة على السرح، مع أنها متأخرة في الوجود عنه، لكونها أظهر منه في استتباع ما ذكر من الجمال وأتم في استجلاب الأنس والبهجة، إذ فيها حضور بعد غيبة، وإقبال بعد إدبار على أحسن ما يكون، ملأى البطون حافلة الضروع.

إعراب الآية ٤ من سورة النحل النحاس

هذه الآية لا يوجد لها إعراب

إعراب الآية ٤ من سورة النحل مشكل إعراب القرآن للخراط

{ خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ } قوله "فإذا هو خصيم": الفاء عاطفة، "إذا" فجائية، ومبتدأ، وخبراه "خصيم مبين"، والجملة معطوفة على جملة "خلق" المستأنفة.