(فَادْخُلُوا)
"الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(ادْخُلُوا) : فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
(أَبْوَابَ)
مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
(جَهَنَّمَ)
مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ.
(خَالِدِينَ)
حَالٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
(فِيهَا)
(فِي) : حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
(فَلَبِئْسَ)
"الْفَاءُ" حَرْفُ اسْتِئْنَافٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"اللَّامُ" حَرْفُ ابْتِدَاءٍ لِلتَّوْكِيدِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(بِئْسَ) : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ يُفِيدُ الذَّمَّ.
(مَثْوَى)
فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلتَّعَذُّرِ.
(الْمُتَكَبِّرِينَ)
مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
إعراب الآية ٢٩ من سورة النحل
{ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ( النحل: 29 ) }
﴿فَادْخُلُوا﴾: الفاء: سببية.
ادخلوا: فعل أمر مبنيّ على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة.
والواو ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
و"الألف" فارقة.
﴿أَبْوَابَ﴾: مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف.
﴿جَهَنَّمَ﴾: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلًا من الكسرة، لأنه اسم ممنوع من الصرف.
﴿خَالِدِينَ﴾: حال منصوب الياء، لأنه جمع مذكر سالم.
﴿فِيهَا﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"خالدين".
﴿فَلَبِئْسَ﴾: الفاء: حرف استئناف.
اللام: حرف للتوكيد.
بئس: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح لإنشاء الذم.
﴿مَثْوَى﴾: فاعل "بئس" مرفوع بالضمة المقدّرة على الألف للتعذّر.
﴿الْمُتَكَبِّرِينَ﴾: مضاف إليه مجرور بالياء، لأنه جمع مذكر سالم.
وجملة "فلبئس ,,, " استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب.
﴿فَادْخُلُوا﴾: الفاء: سببية.
ادخلوا: فعل أمر مبنيّ على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة.
والواو ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
و"الألف" فارقة.
﴿أَبْوَابَ﴾: مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف.
﴿جَهَنَّمَ﴾: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلًا من الكسرة، لأنه اسم ممنوع من الصرف.
﴿خَالِدِينَ﴾: حال منصوب الياء، لأنه جمع مذكر سالم.
﴿فِيهَا﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"خالدين".
﴿فَلَبِئْسَ﴾: الفاء: حرف استئناف.
اللام: حرف للتوكيد.
بئس: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح لإنشاء الذم.
﴿مَثْوَى﴾: فاعل "بئس" مرفوع بالضمة المقدّرة على الألف للتعذّر.
﴿الْمُتَكَبِّرِينَ﴾: مضاف إليه مجرور بالياء، لأنه جمع مذكر سالم.
وجملة "فلبئس ,,, " استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب.
إعراب الآية ٢٩ من سورة النحل مكتوبة بالتشكيل
﴿فَادْخُلُوا﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( ادْخُلُوا ) فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿أَبْوَابَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿جَهَنَّمَ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ.
﴿خَالِدِينَ﴾: حَالٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
﴿فِيهَا﴾: ( فِي ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿فَلَبِئْسَ﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ اسْتِئْنَافٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"اللَّامُ" حَرْفُ ابْتِدَاءٍ لِلتَّوْكِيدِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( بِئْسَ ) فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ يُفِيدُ الذَّمَّ.
﴿مَثْوَى﴾: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلتَّعَذُّرِ.
﴿الْمُتَكَبِّرِينَ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
﴿أَبْوَابَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿جَهَنَّمَ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ.
﴿خَالِدِينَ﴾: حَالٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
﴿فِيهَا﴾: ( فِي ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿فَلَبِئْسَ﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ اسْتِئْنَافٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"اللَّامُ" حَرْفُ ابْتِدَاءٍ لِلتَّوْكِيدِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( بِئْسَ ) فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ يُفِيدُ الذَّمَّ.
﴿مَثْوَى﴾: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلتَّعَذُّرِ.
﴿الْمُتَكَبِّرِينَ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
إعراب الآية ٢٩ من سورة النحل إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش
[سورة النحل (16) : الآيات 24 الى 29]
وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24) لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ (25) قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (26) ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ (27) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)
فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)
اللغة:
(أَساطِيرُ) : جمع أسطورة كأحاديث وأضاحيك وأعاجيب جمع أحدوثة وأضحوكة وأعجوبة وفي القاموس والتاج: الإسطار والأسطار والأسطور والأساطير وأيضا كلها بالهاء ما يكتب والجمع أساطير والحديث الذي لا أصل له.
(أَوْزارَهُمْ) جمع وزر وهو الذنب.
الإعراب:
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ: ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) إذا ظرف لما يستقبل من الزمن وجملة قيل لهم مضاف إليها الظرف وجملة ماذا أنزل ربكم نائب فاعل لقيل والكلام مستأنف مسوق للشروع في ذكر نماذج من مثالب المشركين، وماذا: تقدم انه يجوز فيها وجهان فإما أن تكون كلها اسم استفهام في محل نصب مفعول مقدم لأنزل وإما أن تكون ما وحدها اسم استفهام وذا اسم موصول في محل رفع خبر، وأنزل ربكم فعل وفاعل وجملة قالوا لا محل لها وأساطير الأولين خبر لمبتدأ محذوف أي هي أساطير الأولين أو المنزل أساطير الأولين وفي تقديره المنزل بلاغة زائدة لأنه يكون تهكما أي على فرض أنه منزل فهو أساطير لا طائل تحتها. (لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ) اللام للتعليل ويحملوا مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والواو فاعل وأوزارهم مفعول به وكاملة حال ويوم القيامة ظرف متعلق بيحملوا ولك أن تجعل اللام للعاقبة وعلى كل حال هي متعلقة بقوله قالوا أساطير الأولين فإما أن يكون المعنى أنهم جنوا على أنفسهم بأيديهم وقالوا ما يسبب لهم حمل الأوزار أو أنهم فعلوا ذلك جاهلين غافلين فكانت عاقبتهم بذلك أن يحملوا أوزارهم يعني ذنوب أنفسهم التي اجترحوها سيأتي سر قوله «كاملة» في باب البلاغة. (وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ) ومن أوزار عطف على أوازرهم فالجار والمجرور متعلقان بيحملوا ومن للتبعيض أي وبعض أوزار من يضل بضلالهم وهذا ما ذهبت إليه طائفة من المفسرين على رأسهم الزمخشري والبيضاوي والجلال وقال الواحدي: «ولفظ من في قوله «ومن أوزار الذين يضلونهم» ليست للتبعيض لأنها لو كانت للتبعيض لنقص عن الاتباع بعض الأوزار وذلك غير جائز لقوله عليه الصلاة والسلام:
«لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» لكنها للجنس أي ليحملوا من جنس أوزار الكفار» وهو كلام جميل أيضا وجملة يضلونهم صلة الذين وبغير علم حال من المفعول به أي يضلون من لا يعلم انهم ضلال ويجوز أن تكون من الفاعل المسند إليه الإضلال والمعنى أنهم يقدمون على الإضلال جهلا منهم بما يترتب عليهم من العذاب الشديد. وألا أداة تنبيه وساء فعل ماض لانشاء الذم وما تمييز أي شيئا أو فاعل ساء وجملة يزرون صفة لما على الاول أو صلة لها على الثاني وعلى كل حال المخصوص بالذم محذوف تقديره وزرهم. (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ) جملة مستأنفة مسوقة لتسلية النبي صلى الله عليه وسلم عما كابده من تعنتهم ومكرهم وقد حرف تحقيق ومكر الذين فعل وفاعل ومن قبلهم صلة الذين فأتى الله بنيانهم عطف على ما تقدم وهو فعل وفاعل ومفعول به ومن القواعد حال أو جار ومجرور متعلقان بأتى. (فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) الفاء عاطفة وخر فعل ماض وعليهم جار ومجرور متعلقان بخر والسقف فاعل ومن فوقهم حال وأتاهم العذاب فعل ماض ومفعول به مقدم وفاعل مؤخر ومن حيث متعلقان بأتاهم وجملة لا يشعرون مضافة إلى الظرف. (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ) ثم حرف عطف ويوم ظرف متعلق بيخزيهم والقيامة مضاف اليه ويخزيهم فعل مضارع وفاعل مستتر ومفعول به. (وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ) أين اسم استفهام في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف خبر مقدم وشركائي مبتدأ مؤخر والذين صفة لشركائي وجملة كنتم صلة وجملة تشاقون خبر كنتم وفيهم متعلقان بتشاقون. (قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ) قال الذين فعل وفاعل وجملة أوتوا صلة والواو نائب فاعل والعلم مفعول به ثان وإن واسمها واليوم ظرف متعلق بالخزي لأنه مصدر يعمل عمل الفعل والسوء عطف على الخزي وعلى الكافرين خبر إن. (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) الذين نعت للكافرين أو بدل منه وجملة تتوفاهم الملائكة صلة والجملة فعل ومفعول به وفاعل وظالمي أنفسهم حال من مفعول تتوفاهم وأنفسهم مضاف اليه وتتوفاهم مضارع بمعنى الماضي.
(فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ) يجوز أن تكون الفاء عاطفة وألقوا معطوف على توفاهم لأنه بمعنى توفتهم ويجوز أن يكون ألقوا معطوفا على قال الذين أوتوا العلم ويجوز أن تكون للاستئناف، وألقوا فعل وفاعل والسلم مفعول به، والسلم المسالمة والإخبات وجملة ما كنا مقول لقول محذوف أي قائلين وما نافية وكنا كان واسمها وجملة نعمل خبر كنا ومن زائدة وسوء مجرور لفظا منصوب محلا على انه مفعول به.
(بَلى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) بلى حرف جواب وان واسمها وخبرها وبما متعلقان بعليم وجملة كنتم تعملون صلة ما وجملة تعملون خبر كنتم. (فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) الفاء الفصيحة وادخلوا فعل أمر وفاعل وأبواب مفعول به على السعة وجهنم مضاف اليه وخالدين حال من فاعل ادخلوا وفيها متعلقان بخالدين والفاء استئنافية واللام للابتداء وبئس فعل ماض لانشاء الذم ومثوى المتكبرين فاعل والمخصوص بالذم محذوف أي هي.
البلاغة:
1- في قوله تعالى: «قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم» استعارة تمثيلية فقد شبه حال جميع الماكرين المبطلين المدبرين للمكايد والمؤامرات والذين يحاولون إيقاع الضرر والمكر بالمؤمنين ونصب الشباك لهم بحال قوم بنوا بنيانا شامخا ودعموه بأساطين البناء وقواعده فطاح البنيان من الأساطين نفسها بأن وهنت ولم تقو على إمساك ما أقيم عليها فتهدم السقف وهوى عليها.
هذا وقد ذكر علماء البلاغة ان للتمثيل مظهرين أحدهما أن يظهر المعنى ابتداء في صورة التمثيل وثانيهما ما يجيء في أعقاب المعاني لإيضاحها وتقريرها في النفوس وهو على الحالين يكسو المعاني أبهة ويرفع من أقدارها ويضاعف قواها في تحريك النفوس لها ودعوة القلوب إليها. تأمل قول أبي الطيب:
ومن يك ذا فم مر مريض ... يجد مرا به الماء الزلالا
لو كان عبر عن المعنى بقوله مثلا: ان الجاهل لمفاسد الطبع يتصور المعنى بغير صورته ويخيل اليه في الصواب انه خطأ فهل كنت تجد هذه الروعة؟ وهل كان يبلغ من التهجين للجاهل والكشف عن نقصه ما بلغ التمثيل في البيت؟ ومهما بالغت في تصوير المؤامرات المبطلة يدبرها المبطلون، ويحوكونها من خلف ستار حتى إذا خيل لهم انها قد أحكمت واستطاعت أن توقع الخصوم في شراكها إذا بها تحبط فجأة فهل يبلغ ذلك من نفسك مبلغ مشهد البناء وقد تطاول وتسامق وتشامخ وأحكمه بانيه إحكاما خيل اليه معه أنه ضمن له الخلود فما عتم أن تزلزلت منه أواخيه وصياصيه وانهار بمن وعلى من فيه وفيما يلي طائفة من أبيات التمثيل لتقيس عليها:
قال ابن لنكك يهجو قوما حسنت مناظرهم وقبحت مخابرهم. في شجر السرو منهم مثل ... له رواء وما له ثمر
وقال ابن الرومي في المعنى نفسه:
فغدا كالخلاف يورق للعي ... ين ويأبى الإثمار كل الإباء
وتأمل كذلك قول أبي تمام:
وإذا أراد الله نشر فضيلة ... طويت أتاح لها لسان حسود
مقطوعا عن البيت الذي يليه برغم أن البيت واضح المعنى ثم اتبعه بالبيت التالي:
لولا اشتعال النار فيما جاورت ... ما كان يعرف طيب عرف العود
وانظر هل نشر المعنى تمام حلته وأظهر المكنون من حليته وزينته واستحق التقديم كله إلا بالبيت الأخير، وما فيه من التمثيل والتصوير.
وسيأتي من روائع التمثيل في كتابنا ما يذهل الألباب.
عودة إلى الآية:
والآية التي نحن بصددها من أرقى ما يصل اليه التمثيل وهي خالدة لا تتغير بتغير الأزمنة والأمكنة فالبناء كان ولا يزال يمثل القوة والجدّة والثراء، وتداعيه وتطوحه يمثل قديما وحديثا زوال ذلك كله وفناءه ذلك لأن الاستعارة التمثيلية أساسها التشبيه فلا عجب أن تختلف فبها الأذواق باختلاف الأزمنة كما اختلفت في تقدير التشبيه وها نحن أولاء اليوم لا نستسيغ كثيرا من الاستعارات التي أوحت بها البيئة الماضية والتي تبقى رواسم جامدة يبهرنا لفظها أكثر مما يوضحه في نفوسنا معناها أما الاستعارة التي تتجاوز ظروف الزمان والمكان وتضمن لها الجدّة الباقية بقاء الدهر فهي الاستعارة التي تحقق غرض القائل وتكون فيها الصورة المشبهة بها واضحة معروفة تصور ما تريد أن تصوره بوضوح وتأثير وإيجاز وتضاف إليها روافد كهذه الآية عند ما قال «فخر عليهم السقف من فوقهم» فقد أكد التمثيل بقوله من فوقهم لأن السقف لا يخر إلا من فوق لأنه أشعر بخروره فوقهم أنهم تحته فأزال احتمال أن يكونوا غير موجودين تحته وأكد إبطال مؤامراتهم بموتهم متأثرين بما نصبوه للآخرين على حد قول المثل: «من حفر حفرة لأخيه وقع فيها» .
2- الاحتراس:
في قوله تعالى «فخر عليهم السقف من فوقهم» فإن لقائل أن يقول: السقف لا يكون إلا من فوق فما معنى ذكر من فوقهم والجواب انه احتراس من احتمال أن السقف قد يكون أرضا بالنسبة لغيرهم، فإن كثيرا من السقوف يكون أرضا لقوم وسقفا لقوم آخرين فرفع الله تعالى هذا الاحتمال بجملتين وهما قوله «عليهم» وقوله «خر» لأنها لا تستعمل إلا فيما يهبط أو يسقط من العلو إلى السفل.
هذا وقد ساق بعض النقاد بيتا في شواهد العيوب وهو:
زياد بن عين عينه تحت حاجبه ... وبيض الثنايا تحت خضرة شاربه
فقال: وجه العيب فيه كون العين لا تكون إلا تحت الحاجب. والثنايا تحت الشارب، وقيل في الرد على هذا العائب: ان الشاعر أراد أن هذا الممدوح خلق في أحسن تقويم وولد كذلك ولم يولد مشوه الخلق ولا معيب الصورة ولم يطرأ عليه وهو جنين ما ينقص خلقه أو يشوهه.
وقال ابن الاعرابي: «وإنما قال: من فوقهم ليعلمك انهم كانوا حالين تحته والعرب تقول: خر علينا سقف ووقع علينا حائط إذا كان يملكه وإن لم يكن وقع عليه فجاء بقوله: من فوقهم ليخرج هذا الشك الذي في كلام العرب» وهو كلام لا بأس به.
وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24) لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ (25) قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (26) ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ (27) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)
فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)
اللغة:
(أَساطِيرُ) : جمع أسطورة كأحاديث وأضاحيك وأعاجيب جمع أحدوثة وأضحوكة وأعجوبة وفي القاموس والتاج: الإسطار والأسطار والأسطور والأساطير وأيضا كلها بالهاء ما يكتب والجمع أساطير والحديث الذي لا أصل له.
(أَوْزارَهُمْ) جمع وزر وهو الذنب.
الإعراب:
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ: ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) إذا ظرف لما يستقبل من الزمن وجملة قيل لهم مضاف إليها الظرف وجملة ماذا أنزل ربكم نائب فاعل لقيل والكلام مستأنف مسوق للشروع في ذكر نماذج من مثالب المشركين، وماذا: تقدم انه يجوز فيها وجهان فإما أن تكون كلها اسم استفهام في محل نصب مفعول مقدم لأنزل وإما أن تكون ما وحدها اسم استفهام وذا اسم موصول في محل رفع خبر، وأنزل ربكم فعل وفاعل وجملة قالوا لا محل لها وأساطير الأولين خبر لمبتدأ محذوف أي هي أساطير الأولين أو المنزل أساطير الأولين وفي تقديره المنزل بلاغة زائدة لأنه يكون تهكما أي على فرض أنه منزل فهو أساطير لا طائل تحتها. (لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ) اللام للتعليل ويحملوا مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والواو فاعل وأوزارهم مفعول به وكاملة حال ويوم القيامة ظرف متعلق بيحملوا ولك أن تجعل اللام للعاقبة وعلى كل حال هي متعلقة بقوله قالوا أساطير الأولين فإما أن يكون المعنى أنهم جنوا على أنفسهم بأيديهم وقالوا ما يسبب لهم حمل الأوزار أو أنهم فعلوا ذلك جاهلين غافلين فكانت عاقبتهم بذلك أن يحملوا أوزارهم يعني ذنوب أنفسهم التي اجترحوها سيأتي سر قوله «كاملة» في باب البلاغة. (وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ) ومن أوزار عطف على أوازرهم فالجار والمجرور متعلقان بيحملوا ومن للتبعيض أي وبعض أوزار من يضل بضلالهم وهذا ما ذهبت إليه طائفة من المفسرين على رأسهم الزمخشري والبيضاوي والجلال وقال الواحدي: «ولفظ من في قوله «ومن أوزار الذين يضلونهم» ليست للتبعيض لأنها لو كانت للتبعيض لنقص عن الاتباع بعض الأوزار وذلك غير جائز لقوله عليه الصلاة والسلام:
«لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» لكنها للجنس أي ليحملوا من جنس أوزار الكفار» وهو كلام جميل أيضا وجملة يضلونهم صلة الذين وبغير علم حال من المفعول به أي يضلون من لا يعلم انهم ضلال ويجوز أن تكون من الفاعل المسند إليه الإضلال والمعنى أنهم يقدمون على الإضلال جهلا منهم بما يترتب عليهم من العذاب الشديد. وألا أداة تنبيه وساء فعل ماض لانشاء الذم وما تمييز أي شيئا أو فاعل ساء وجملة يزرون صفة لما على الاول أو صلة لها على الثاني وعلى كل حال المخصوص بالذم محذوف تقديره وزرهم. (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ) جملة مستأنفة مسوقة لتسلية النبي صلى الله عليه وسلم عما كابده من تعنتهم ومكرهم وقد حرف تحقيق ومكر الذين فعل وفاعل ومن قبلهم صلة الذين فأتى الله بنيانهم عطف على ما تقدم وهو فعل وفاعل ومفعول به ومن القواعد حال أو جار ومجرور متعلقان بأتى. (فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) الفاء عاطفة وخر فعل ماض وعليهم جار ومجرور متعلقان بخر والسقف فاعل ومن فوقهم حال وأتاهم العذاب فعل ماض ومفعول به مقدم وفاعل مؤخر ومن حيث متعلقان بأتاهم وجملة لا يشعرون مضافة إلى الظرف. (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ) ثم حرف عطف ويوم ظرف متعلق بيخزيهم والقيامة مضاف اليه ويخزيهم فعل مضارع وفاعل مستتر ومفعول به. (وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ) أين اسم استفهام في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف خبر مقدم وشركائي مبتدأ مؤخر والذين صفة لشركائي وجملة كنتم صلة وجملة تشاقون خبر كنتم وفيهم متعلقان بتشاقون. (قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ) قال الذين فعل وفاعل وجملة أوتوا صلة والواو نائب فاعل والعلم مفعول به ثان وإن واسمها واليوم ظرف متعلق بالخزي لأنه مصدر يعمل عمل الفعل والسوء عطف على الخزي وعلى الكافرين خبر إن. (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) الذين نعت للكافرين أو بدل منه وجملة تتوفاهم الملائكة صلة والجملة فعل ومفعول به وفاعل وظالمي أنفسهم حال من مفعول تتوفاهم وأنفسهم مضاف اليه وتتوفاهم مضارع بمعنى الماضي.
(فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ) يجوز أن تكون الفاء عاطفة وألقوا معطوف على توفاهم لأنه بمعنى توفتهم ويجوز أن يكون ألقوا معطوفا على قال الذين أوتوا العلم ويجوز أن تكون للاستئناف، وألقوا فعل وفاعل والسلم مفعول به، والسلم المسالمة والإخبات وجملة ما كنا مقول لقول محذوف أي قائلين وما نافية وكنا كان واسمها وجملة نعمل خبر كنا ومن زائدة وسوء مجرور لفظا منصوب محلا على انه مفعول به.
(بَلى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) بلى حرف جواب وان واسمها وخبرها وبما متعلقان بعليم وجملة كنتم تعملون صلة ما وجملة تعملون خبر كنتم. (فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) الفاء الفصيحة وادخلوا فعل أمر وفاعل وأبواب مفعول به على السعة وجهنم مضاف اليه وخالدين حال من فاعل ادخلوا وفيها متعلقان بخالدين والفاء استئنافية واللام للابتداء وبئس فعل ماض لانشاء الذم ومثوى المتكبرين فاعل والمخصوص بالذم محذوف أي هي.
البلاغة:
1- في قوله تعالى: «قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم» استعارة تمثيلية فقد شبه حال جميع الماكرين المبطلين المدبرين للمكايد والمؤامرات والذين يحاولون إيقاع الضرر والمكر بالمؤمنين ونصب الشباك لهم بحال قوم بنوا بنيانا شامخا ودعموه بأساطين البناء وقواعده فطاح البنيان من الأساطين نفسها بأن وهنت ولم تقو على إمساك ما أقيم عليها فتهدم السقف وهوى عليها.
هذا وقد ذكر علماء البلاغة ان للتمثيل مظهرين أحدهما أن يظهر المعنى ابتداء في صورة التمثيل وثانيهما ما يجيء في أعقاب المعاني لإيضاحها وتقريرها في النفوس وهو على الحالين يكسو المعاني أبهة ويرفع من أقدارها ويضاعف قواها في تحريك النفوس لها ودعوة القلوب إليها. تأمل قول أبي الطيب:
ومن يك ذا فم مر مريض ... يجد مرا به الماء الزلالا
لو كان عبر عن المعنى بقوله مثلا: ان الجاهل لمفاسد الطبع يتصور المعنى بغير صورته ويخيل اليه في الصواب انه خطأ فهل كنت تجد هذه الروعة؟ وهل كان يبلغ من التهجين للجاهل والكشف عن نقصه ما بلغ التمثيل في البيت؟ ومهما بالغت في تصوير المؤامرات المبطلة يدبرها المبطلون، ويحوكونها من خلف ستار حتى إذا خيل لهم انها قد أحكمت واستطاعت أن توقع الخصوم في شراكها إذا بها تحبط فجأة فهل يبلغ ذلك من نفسك مبلغ مشهد البناء وقد تطاول وتسامق وتشامخ وأحكمه بانيه إحكاما خيل اليه معه أنه ضمن له الخلود فما عتم أن تزلزلت منه أواخيه وصياصيه وانهار بمن وعلى من فيه وفيما يلي طائفة من أبيات التمثيل لتقيس عليها:
قال ابن لنكك يهجو قوما حسنت مناظرهم وقبحت مخابرهم. في شجر السرو منهم مثل ... له رواء وما له ثمر
وقال ابن الرومي في المعنى نفسه:
فغدا كالخلاف يورق للعي ... ين ويأبى الإثمار كل الإباء
وتأمل كذلك قول أبي تمام:
وإذا أراد الله نشر فضيلة ... طويت أتاح لها لسان حسود
مقطوعا عن البيت الذي يليه برغم أن البيت واضح المعنى ثم اتبعه بالبيت التالي:
لولا اشتعال النار فيما جاورت ... ما كان يعرف طيب عرف العود
وانظر هل نشر المعنى تمام حلته وأظهر المكنون من حليته وزينته واستحق التقديم كله إلا بالبيت الأخير، وما فيه من التمثيل والتصوير.
وسيأتي من روائع التمثيل في كتابنا ما يذهل الألباب.
عودة إلى الآية:
والآية التي نحن بصددها من أرقى ما يصل اليه التمثيل وهي خالدة لا تتغير بتغير الأزمنة والأمكنة فالبناء كان ولا يزال يمثل القوة والجدّة والثراء، وتداعيه وتطوحه يمثل قديما وحديثا زوال ذلك كله وفناءه ذلك لأن الاستعارة التمثيلية أساسها التشبيه فلا عجب أن تختلف فبها الأذواق باختلاف الأزمنة كما اختلفت في تقدير التشبيه وها نحن أولاء اليوم لا نستسيغ كثيرا من الاستعارات التي أوحت بها البيئة الماضية والتي تبقى رواسم جامدة يبهرنا لفظها أكثر مما يوضحه في نفوسنا معناها أما الاستعارة التي تتجاوز ظروف الزمان والمكان وتضمن لها الجدّة الباقية بقاء الدهر فهي الاستعارة التي تحقق غرض القائل وتكون فيها الصورة المشبهة بها واضحة معروفة تصور ما تريد أن تصوره بوضوح وتأثير وإيجاز وتضاف إليها روافد كهذه الآية عند ما قال «فخر عليهم السقف من فوقهم» فقد أكد التمثيل بقوله من فوقهم لأن السقف لا يخر إلا من فوق لأنه أشعر بخروره فوقهم أنهم تحته فأزال احتمال أن يكونوا غير موجودين تحته وأكد إبطال مؤامراتهم بموتهم متأثرين بما نصبوه للآخرين على حد قول المثل: «من حفر حفرة لأخيه وقع فيها» .
2- الاحتراس:
في قوله تعالى «فخر عليهم السقف من فوقهم» فإن لقائل أن يقول: السقف لا يكون إلا من فوق فما معنى ذكر من فوقهم والجواب انه احتراس من احتمال أن السقف قد يكون أرضا بالنسبة لغيرهم، فإن كثيرا من السقوف يكون أرضا لقوم وسقفا لقوم آخرين فرفع الله تعالى هذا الاحتمال بجملتين وهما قوله «عليهم» وقوله «خر» لأنها لا تستعمل إلا فيما يهبط أو يسقط من العلو إلى السفل.
هذا وقد ساق بعض النقاد بيتا في شواهد العيوب وهو:
زياد بن عين عينه تحت حاجبه ... وبيض الثنايا تحت خضرة شاربه
فقال: وجه العيب فيه كون العين لا تكون إلا تحت الحاجب. والثنايا تحت الشارب، وقيل في الرد على هذا العائب: ان الشاعر أراد أن هذا الممدوح خلق في أحسن تقويم وولد كذلك ولم يولد مشوه الخلق ولا معيب الصورة ولم يطرأ عليه وهو جنين ما ينقص خلقه أو يشوهه.
وقال ابن الاعرابي: «وإنما قال: من فوقهم ليعلمك انهم كانوا حالين تحته والعرب تقول: خر علينا سقف ووقع علينا حائط إذا كان يملكه وإن لم يكن وقع عليه فجاء بقوله: من فوقهم ليخرج هذا الشك الذي في كلام العرب» وهو كلام لا بأس به.
إعراب الآية ٢٩ من سورة النحل التبيان في إعراب القرآن
هذه الآية لا يوجد لها إعراب
إعراب الآية ٢٩ من سورة النحل الجدول في إعراب القرآن
[سورة النحل (16) : الآيات 26 الى 29]
قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (26) ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ (27) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)
الإعراب
(قد) حرف تحقيق (مكر) فعل ماض (الذين) اسم موصول في محلّ رفع فاعل (من قبلهم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول..
و (هم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (أتى) ماض مبنيّ على الفتح المقدّر (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع وهو على حذف مضاف أي أتى أمر الله (بنيانهم) مفعول به منصوب.. و (هم) مثل الأخير (من القواعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أتى) أي من ناحية القواعد (الفاء) عاطفة (خرّ) مثل مكر (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خرّ) ، (السقف) فاعل مرفوع (من فوقهم) جارّ ومجرور حال من السقف وهو توكيد لما قبله و (هم) مثل الأخير (الواو) عاطفة (أتاهم) مثل الأول.. و (هم) ضمير مفعول به (العذاب) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ (حيث) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أتاهم) ، (لا) نافية (يشعرون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل.
جملة: «مكر الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أتى الله ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «خرّ عليهم السقف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أتى الله..
وجملة: «أتاهم العذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أتى الله ... وجملة: «لا يشعرون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
(ثمّ) حرف عطف (يوم) ظرف منصوب متعلّق ب (يخزيهم) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (يخزيهم) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الواو) عاطفة (يقول) مثل يخزي، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة (أين) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بخبر مقدّم (شركائي) مبتدأ مؤخّر وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء ... و (الياء) مضاف إليه (الّذين) موصول في محلّ رفع نعت لشركاء (كنتم) فعل ماض ناقص ناسخ.. و (تم) ضمير في محلّ رفع اسم كان (تشاقّون) مثل يشعرون (في) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل تشاقّون (قال) مثل مكر (الّذين) اسم موصول فاعل (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) نائب الفاعل (العلم) مفعول به منصوب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ (الخزي) اسم إنّ منصوب (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالخزي (الواو) عاطفة (السوء) معطوف على الخزي منصوب (على الكافرين) جارّ ومجرور خبر إنّ وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «يخزيهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مكر الذين ...
وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخزيهم.
وجملة: «أين شركائي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنتم تشاقّون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) .
وجملة: «تشاقّون فيهم» في محلّ نصب خبر كنتم.
وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «إنّ الخزي.. على الكافرين» في محلّ نصب مقول القول.
(الّذين) موصول في محلّ جرّ نعت للكافرين ، (تتوفّاهم) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.. و (هم) ضمير مفعول به (الملائكة) فاعل مرفوع (ظالمي) حال من ضمير المفعول منصوبة وعلامة النصب الياء (أنفسهم) مضاف إليه مجرور.. و (هم) مضاف إليه (الفاء) استئنافيّة- أو عاطفة- (ألقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (السّلم) مفعول به منصوب (ما) نافية (كنّا) فعل ماض ناقص.. و (نا) ضمير اسم كان (نعمل) مضارع مرفوع، والفاعل نحن (من) حرف جرّ زائد (سوء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (بلى) حرف جواب (إنّ الله) مثل إنّ الخزي (عليم) خبر إنّ مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ ، (كنتم تعملون) مثل كنتم تشاقّون.
والمصدر المؤوّل (ما كنتم تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (عليم) .
وجملة: «تتوفّاهم الملائكة ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) .
وجملة: «ألقوا السلم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما كنّا نعمل ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر .
وجملة: «نعمل من سوء ... » في محلّ نصب خبر كنّا.
وجملة: «إنّ الله عليم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر
(2) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي تعملونه، والجملة بعده صلة.
أو معطوفة على جملة الصلة- تتوفّاهم-.. وقيل هي معطوفة على جملة هم الذين.. إذا أعرب الموصول خبرا.
(3) أو تفسيريّة للسلم إذا كان بمعنى القول، فلا محلّ لها. وجملة: «كنتم تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم.
(الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (ادخلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل (أبواب) مفعول به منصوب (جهنّم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (خالدين) حال من فاعل ادخلوا منصوبة، وعلامة النصب الياء (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخالدين (الفاء) استئنافيّة (اللام) لام التوكيد (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (مثوى) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (المتكبّرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء، والمخصوص بالذم محذوف تقديره هي أي جهنّم.
وجملة: «ادخلوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول إنّ الله عليم..
وجملة: «لبئس مثوى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف
(السقف) ، اسم جامد لما يقابل الأرض من البيت، جمعه سقوف بضمّ السين وسقف بضمّتين.
(المتكبّرين) ، جمع المتكبّر، اسم فاعل من تكبّر الخماسيّ، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين.
البلاغة
(1) الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ الكلام تمثيل، يعني أن حالهم في تسويتهم المنصوبات والحيل ليمكروا بها رسل الله تعالى عليهم الصلاة والسلام وإبطال الله تعالى إياها وجعلها سببا لهلاكهم، كحال قوم بنوا بنيانا وعمدوه بالأساطين، فأتى ذلك من قبل أساطينه بأن ضعضعت فسقط عليهم السقف وهلكوا تحته ووجه الشبه أن ما نصبوه وخيلوه سبب التحصن والاستيلاء صار سبب البوار والفناء، فالأساطين بمنزلة المنصوبات، وانقلابها عليهم مهلكة كانقلاب تلك الحيل على أصحابها، والبنيان ما كان زوروه ورجوا فيه تلك المنصوبات وتطأطؤوا عليه من الرأي المدعم بالمكائد، ويشبه ذلك قولهم: من حفر لأخيه جبا وقع فيه منكبا.
2- الاحتراس: في قوله تعالى فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ فإن لقائل أن يقول: السقف لا يكون إلا من فوق، فما معنى ذكر من فوقهم. والجواب أنه احتراس من احتمال أن السقف قد يكون أرضا بالنسبة لغيرهم، فإن كثيرا من السقوف يكون أرضا لقوم وسقفا لقوم آخرين، فرفع الله تعالى هذا الاحتمال بعبارتين، وهما قوله «عليهم» وقوله «خر» لأنها لا تستعمل إلا فيما يهبط أو يسقط من العلو إلى الأسفل.
الفوائد
- بلى: حرف جواب، وتختص بإبطال النفي، سواء النفي المحض نحو زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ: بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ.
أو مقرونا بالاستفهام الحقيقي نحو «أليس عليّ بآت» والجواب: بلى..
أو بالاستفهام الذي خرج عن حقيقته للتوبيخ نحو أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى. أو للتقرير نحو قوله تعالى: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا: بَلى..
والفرق بين: بلى ونعم، أن بلى لا تأتي الا بعد نفي، وأن نعم تأتي بعد النفي والإثبات..!
قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (26) ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ (27) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)
الإعراب
(قد) حرف تحقيق (مكر) فعل ماض (الذين) اسم موصول في محلّ رفع فاعل (من قبلهم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول..
و (هم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (أتى) ماض مبنيّ على الفتح المقدّر (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع وهو على حذف مضاف أي أتى أمر الله (بنيانهم) مفعول به منصوب.. و (هم) مثل الأخير (من القواعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أتى) أي من ناحية القواعد (الفاء) عاطفة (خرّ) مثل مكر (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خرّ) ، (السقف) فاعل مرفوع (من فوقهم) جارّ ومجرور حال من السقف وهو توكيد لما قبله و (هم) مثل الأخير (الواو) عاطفة (أتاهم) مثل الأول.. و (هم) ضمير مفعول به (العذاب) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ (حيث) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أتاهم) ، (لا) نافية (يشعرون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل.
جملة: «مكر الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أتى الله ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «خرّ عليهم السقف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أتى الله..
وجملة: «أتاهم العذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أتى الله ... وجملة: «لا يشعرون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
(ثمّ) حرف عطف (يوم) ظرف منصوب متعلّق ب (يخزيهم) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (يخزيهم) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الواو) عاطفة (يقول) مثل يخزي، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة (أين) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بخبر مقدّم (شركائي) مبتدأ مؤخّر وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء ... و (الياء) مضاف إليه (الّذين) موصول في محلّ رفع نعت لشركاء (كنتم) فعل ماض ناقص ناسخ.. و (تم) ضمير في محلّ رفع اسم كان (تشاقّون) مثل يشعرون (في) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل تشاقّون (قال) مثل مكر (الّذين) اسم موصول فاعل (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) نائب الفاعل (العلم) مفعول به منصوب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ (الخزي) اسم إنّ منصوب (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالخزي (الواو) عاطفة (السوء) معطوف على الخزي منصوب (على الكافرين) جارّ ومجرور خبر إنّ وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «يخزيهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مكر الذين ...
وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخزيهم.
وجملة: «أين شركائي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنتم تشاقّون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) .
وجملة: «تشاقّون فيهم» في محلّ نصب خبر كنتم.
وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «إنّ الخزي.. على الكافرين» في محلّ نصب مقول القول.
(الّذين) موصول في محلّ جرّ نعت للكافرين ، (تتوفّاهم) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.. و (هم) ضمير مفعول به (الملائكة) فاعل مرفوع (ظالمي) حال من ضمير المفعول منصوبة وعلامة النصب الياء (أنفسهم) مضاف إليه مجرور.. و (هم) مضاف إليه (الفاء) استئنافيّة- أو عاطفة- (ألقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (السّلم) مفعول به منصوب (ما) نافية (كنّا) فعل ماض ناقص.. و (نا) ضمير اسم كان (نعمل) مضارع مرفوع، والفاعل نحن (من) حرف جرّ زائد (سوء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (بلى) حرف جواب (إنّ الله) مثل إنّ الخزي (عليم) خبر إنّ مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ ، (كنتم تعملون) مثل كنتم تشاقّون.
والمصدر المؤوّل (ما كنتم تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (عليم) .
وجملة: «تتوفّاهم الملائكة ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين) .
وجملة: «ألقوا السلم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما كنّا نعمل ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر .
وجملة: «نعمل من سوء ... » في محلّ نصب خبر كنّا.
وجملة: «إنّ الله عليم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر
(2) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي تعملونه، والجملة بعده صلة.
أو معطوفة على جملة الصلة- تتوفّاهم-.. وقيل هي معطوفة على جملة هم الذين.. إذا أعرب الموصول خبرا.
(3) أو تفسيريّة للسلم إذا كان بمعنى القول، فلا محلّ لها. وجملة: «كنتم تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم.
(الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (ادخلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل (أبواب) مفعول به منصوب (جهنّم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (خالدين) حال من فاعل ادخلوا منصوبة، وعلامة النصب الياء (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخالدين (الفاء) استئنافيّة (اللام) لام التوكيد (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (مثوى) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (المتكبّرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء، والمخصوص بالذم محذوف تقديره هي أي جهنّم.
وجملة: «ادخلوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول إنّ الله عليم..
وجملة: «لبئس مثوى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف
(السقف) ، اسم جامد لما يقابل الأرض من البيت، جمعه سقوف بضمّ السين وسقف بضمّتين.
(المتكبّرين) ، جمع المتكبّر، اسم فاعل من تكبّر الخماسيّ، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين.
البلاغة
(1) الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ الكلام تمثيل، يعني أن حالهم في تسويتهم المنصوبات والحيل ليمكروا بها رسل الله تعالى عليهم الصلاة والسلام وإبطال الله تعالى إياها وجعلها سببا لهلاكهم، كحال قوم بنوا بنيانا وعمدوه بالأساطين، فأتى ذلك من قبل أساطينه بأن ضعضعت فسقط عليهم السقف وهلكوا تحته ووجه الشبه أن ما نصبوه وخيلوه سبب التحصن والاستيلاء صار سبب البوار والفناء، فالأساطين بمنزلة المنصوبات، وانقلابها عليهم مهلكة كانقلاب تلك الحيل على أصحابها، والبنيان ما كان زوروه ورجوا فيه تلك المنصوبات وتطأطؤوا عليه من الرأي المدعم بالمكائد، ويشبه ذلك قولهم: من حفر لأخيه جبا وقع فيه منكبا.
2- الاحتراس: في قوله تعالى فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ فإن لقائل أن يقول: السقف لا يكون إلا من فوق، فما معنى ذكر من فوقهم. والجواب أنه احتراس من احتمال أن السقف قد يكون أرضا بالنسبة لغيرهم، فإن كثيرا من السقوف يكون أرضا لقوم وسقفا لقوم آخرين، فرفع الله تعالى هذا الاحتمال بعبارتين، وهما قوله «عليهم» وقوله «خر» لأنها لا تستعمل إلا فيما يهبط أو يسقط من العلو إلى الأسفل.
الفوائد
- بلى: حرف جواب، وتختص بإبطال النفي، سواء النفي المحض نحو زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ: بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ.
أو مقرونا بالاستفهام الحقيقي نحو «أليس عليّ بآت» والجواب: بلى..
أو بالاستفهام الذي خرج عن حقيقته للتوبيخ نحو أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى. أو للتقرير نحو قوله تعالى: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا: بَلى..
والفرق بين: بلى ونعم، أن بلى لا تأتي الا بعد نفي، وأن نعم تأتي بعد النفي والإثبات..!
إعراب الآية ٢٩ من سورة النحل النحاس
Array
إعراب الآية ٢٩ من سورة النحل مشكل إعراب القرآن للخراط
{ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ }
جملة "فادخلوا" معطوفة على مقول القول، "خالدين": حال من الواو، والجار متعلق بـ"خالدين"، وقوله "فلبئس": الفاء مستأنفة واللام في "لبئس" واقعة في جواب قسم محذوف والتقدير: فوالله لبئس مثوى. وجملة "فوالله لبئس مثوى" مستأنفة، وجملة "لبئس مثوى" جواب القسم، والمخصوص بالذم محذوف أي: جهنم.