إعراب : وحور عين

إعراب الآية 22 من سورة الواقعة , صور البلاغة و معاني الإعراب.

وَحُورٌ عِينٌ

التفسير الميسر. تفسير الآية ٢٢ من سورة الواقعة

وحور عين

ويطوف عليهم الغلمان بما يتخيرون من الفواكه، وبلحم طير ممَّا ترغب فيه نفوسهم. ولهم نساء ذوات عيون واسعة، كأمثال اللؤلؤ المصون في أصدافه صفاءً وجمالا؛ جزاء لهم بما كانوا يعملون من الصالحات في الدنيا.
(وَحُورٌ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(حُورٌ) : مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ "لَهُمْ".
(عِينٌ)
نَعْتٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.

إعراب الآية ٢٢ من سورة الواقعة

{ وَحُورٌ عِينٌ ( الواقعة: 22 ) }
﴿وَحُور﴾: معطوفة بالواو على "ولدان" مرفوعة بالضمة.
﴿عِينٌ﴾: صفة لـ"حور".

إعراب الآية ٢٢ من سورة الواقعة مكتوبة بالتشكيل

﴿وَحُورٌ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( حُورٌ ) مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ "لَهُمْ".
﴿عِينٌ﴾: نَعْتٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.

إعراب الآية ٢٢ من سورة الواقعة إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة الواقعة (56) : الآيات 17 الى 26]
يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ (19) وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21)
وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (24) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً (25) إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً (26)


اللغة:
(مُخَلَّدُونَ) باقون لا يموتون ولا يهرمون ولا يتغيرون وقيل من الخلد وهو القرط، قال امرؤ القيس: وهل ينعمن إلا سعيد مخلد ... قليل الهموم ما يبيت بأوجال
والولدان جمع وليد كصبيان بمعنى مولود والولد يجمع على أولاد.
(مَعِينٍ) خمر جارية من منبع لا يفيض ولا ينقطع أبدا.
(لا يُصَدَّعُونَ) لا يحصل لهم صداع بسببها قال الزمخشري:
«وحقيقته لا يصدر صداعهم عنها» والصداع هو الداء المعروف الذي يلحق الإنسان في رأسه والخمر تؤثر قال علقمة في وصف الخمر:
تشفي الصداع ولا يؤذيك صالبها ... ولا يخالطها في الرأس تدويم
(يُنْزِفُونَ) بفتح الزاي وكسرها من نزف الشارب وأنزف يقال نزف الرجل بالبناء للمجهول أي ذهب عقله سكرا ونزف الرجل دما: رعف فخرج دمه كله وكلاهما وارد.


الإعراب:
(يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ) الجملة مستأنفة ويجوز أن تكون حالية وعليهم متعلقان بيطوف وولدان فاعل ومخلدون نعت ولدان، والمعنى: يدور حولهم للخدمة غلمان لا يهرمون ولا يتغيرون بل شكلهم شكل الولدان دائما (بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ) بأكواب متعلقان بيطوف ما وبعده عطف عليه ومن معين صفة لكأس (لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ)
الجملة مستأنفة أو حال من الضمير في عليهم ولا نافية ويصدعون بالبناء للمجهول والواو نائب فاعل وعنها متعلقان به ولا ينزفون عطف على لا يصدعون (وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ) عطف على ما تقدم أي وكأس، ومما نعت لفاكهة وجملة يتخيرون صلة (وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) عطف على ما تقدم أيضا (وَحُورٌ عِينٌ) يقرأ بالرفع، وفيه أوجه: أحدها هو معطوف على ولدان أي يطفن عليهم للتنعيم لا للخدمة، والثاني هو مبتدأ خبره محذوف أي لهم حور أو وثم حور، والثالث هو خبر لمبتدأ محذوف أي ونساؤهم حور، ويقرأ بالنصب على تقدير يعطون أو يجازون حورا، ويقرأ بالجر عطفا على أكواب في اللفظ دون المعنى لأن الحور لا يطاف بهنّ، وقيل هو معطوف على جنات أي في جنات وفي حور. وعين صفة لحور (كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) كأمثال نعت ثان لحور واللؤلؤ مضاف إليه والمكنون نعت (جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) جزاء مفعول من أجله أي يفعل بهم ذلك كله جزاء أو مفعول مطلق لفعل محذوف أي جزيناهم جزاء وبما متعلقان بجزاء وجملة كانوا صلة وكان واسمها وجملة يعملون خبرها (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً) لا نافية ويسمعون فعل مضارع والواو فاعله وفيها متعلقان بيسمعون ولغوا مفعول به والواو حرف عطف ولا نافية وتأثيما عطف على لغوا أي فاحشا من القول أو مما يؤثم (إِلَّا قِيلًا سَلاماً سَلاماً) إلا أداة استثناء والاستثناء منقطع وقيلا مستثنى منقطع واجب النصب وسلاما سلاما فيه أوجه أحدها أنه بدل من قيلا أي لا يسمعون فيها إلا سلاما سلاما، والثاني أنه نعت قيلا، والثالث أنه منصوب بقيلا لأنه مصدر أي إلا أن يقولوا سلاما سلاما واختاره الزجّاج، والرابع أن يكون مفعولا مطلقا لفعل محذوف أي سلّموا سلاما.


البلاغة:
1- في قوله «كأمثال اللؤلؤ المكنون» تشبيه مرسل مجمل، ووجه الشبه محذوف وهو الصون، قال الشاعر يصف امرأة بالصون وعدم الابتذال فشبّهها بالدرّة المكنونة في صدفتها فقال:
قامت تراءى بين سجفي كلة ... كالشمس يوم طلوعها بالأسعد أو درّة صدفية غوّاصها ... بهج متى يرها يهلّ ويسجد
2- وفي قوله «لا يصدعون عنها ولا ينزفون» فن الإيجاز وقد تقدم، فجمع في هاتين الكلمتين جميع عيوب الخمر في الدنيا.

إعراب الآية ٢٢ من سورة الواقعة التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (وَحُورٌ عِينٌ (22)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَحُورٌ عِينٌ) : يُقْرَأُ بِالرَّفْعِ، وَفِيهِ أَوْجُهٌ:
أَحَدُهَا: هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى «وِلْدَانٌ» أَيْ يَطُفْنَ عَلَيْهِمْ لِلتَّنَعُّمِ، لَا لِلْخِدْمَةِ.
وَالثَّانِي: تَقْدِيرُهُ: لَهُمْ حُورٌ، أَوْ عِنْدَهُمْ، أَوْ وَثُمَّ. وَالثَّالِثُ: تَقْدِيرُهُ: وَنِسَاؤُهُمْ حُورٌ.
وَيُقْرَأُ بِالنَّصْبِ عَلَى تَقْدِيرِ: يُعْطَوْنَ، أَوْ يُجَازَوْنَ.
وَبِالْجَرِّ عَطْفًا عَلَى أَكْوَابٍ فِي اللَّفْظِ دُونَ الْمَعْنَى؛ لِأَنَّ الْحُورَ لَا يُطَافُ بِهِنَّ.
وَقِيلَ: هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى «جَنَّاتٍ» أَيْ: فِي جَنَّاتٍ، وَفِي حُورٍ.
وَالْحُورُ: جَمْعُ حَوْرَاءَ؛ وَالْعِينُ جَمْعُ عَيْنَاءَ، وَلَمْ يُضَمَّ أَوَّلُهُ لِئَلَّا تَنْقَلِبَ الْيَاءُ وَاوًا.

إعراب الآية ٢٢ من سورة الواقعة الجدول في إعراب القرآن

[سورة الواقعة (56) : الآيات 8 الى 26]
فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12)
ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (14) عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ (17)
بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ (19) وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22)
كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (24) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً (25) إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً (26)


الإعراب
(الفاء) استئنافيّة للتفريع (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ ثان خبره (أصحاب) التي بعدها وذلك في الآيتين ...
جملة: «أصحاب الميمنة ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ما أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ أصحاب وجملة: «أصحاب المشأمة ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «ما أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ أصحاب (الثاني) 10- 16- (الواو) عاطفة (السابقون) مبتدأ خبره جملة أولئك المقرّبون ، (السابقون) الثاني توكيد للأول مرفوع (المقرّبون) خبر المبتدأ (أولئك) ، (في جنّات) متعلّق بخبر ثان للمبتدأ (أولئك) ، (ثلّة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم أي السابقون ، (من الأوّلين) متعلّق بنعت لثلّة (من الآخرين) نعت لقليل (على سرر) متعلّق بخبر ثان للمبتدأ هم (متّكئين) حال منصوبة من ضمير الاستقرار الذي هو خبر في قوله (على سرر) ، (عليها) متعلّق ب (متّكئين) (متقابلين) حال ثانية منصوبة وجملة: «السابقون ... أولئك المقرّبون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «أولئك المقرّبون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (السابقون) وجملة: « (هم) ثلّة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ 17- 18- (عليهم) متعلّق ب (يطوف) ، (بأكواب) متعلّق ب (يطوف) «6» ، (من معين) نعت لكأس ...
وجملة: «يطوف عليهم ولدان..» في محل نصب حال من الضمير في متقابلين.
19- 23- (لا) نافية، و (الواو) في (يصدّعون) نائب الفاعل (عنها) متعلّق ب (يصدّعون) والجارّ للسببيّة (لا) نافية، و (الواو) في (ينزفون) فاعل، (فاكهة) معطوفة على أكواب بالواو مجرور (ممّا) متعلّق بنعت ولكنّ الكلام بذلك يحتاج إلى كثير من التأويل، فالإعراب على هذا مفضول
(2) أو بدل من اسم الإشارة، والخبر (في جنّات)
(3) أو متعلّق بحال من الضمير في (المقرّبون) ... ويجوز أن يكون خبرا مقدّما للمبتدأ ثلّة
(4) أو هو مبتدأ خبره (على سرر ... )
(5) أو في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (السابقون)
(6) أو متعلّق بحال من ولدان [.....] ل (فاكهة) ، وفي الثاني بنعت ل (لحم) ، (الواو) عاطفة (حور) مبتدأ مرفوع خبره محذوف مقدّم تقديره لهم ، (كأمثال) متعلّق بنعت ثان ل (حور) ...
وجملة: «لا يصدّعون عنها ... » في محلّ نصب حال من كأس وجملة: «لا ينزفون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يصدّعون وجملة: «يتخيّرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول وجملة: «يشتهون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني 24- (جزاء) مفعول لأجله منصوب ، (ما) حرف مصدري والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (جزاء) وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: «يعملون ... » في محلّ نصب خبر كانوا 25- 26- (لا) نافية (فيها) متعلّق ب (يسمعون) ، (لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي (تأثيما) معطوف على (لغوا) منصوب (إلّا) للاستثناء (قيلا) منصوب على الاستثناء المنقطع (سلاما) بدل من (قيلا) منصوب (سلاما) الثاني توكيد لفظيّ للأول منصوب مثله.
وجملة: «لا يسمعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة


الصرف
(8) الميمنة: مصدر ميميّ منته بالتاء للمبالغة، من الثلاثيّ يمن، وزنه مفعلة بفتح الميم والعين أو مفعول مطلق لفعل محذوف، والجملة مقول القول (9) المشأمة: مصدر ميميّ منته بالتاء للمبالغة، من الثلاثي شأم، وزنه مفعلة بفتح الميم والعين (13) ثلّة: اسم جمع بمعنى الجماعة أو الكثير، وزنه فعلة بضمّ فسكون، والجمع ثلل بكسر الثاء (15) موضونة: مؤنّث موضون، اسم مفعول من الثلاثيّ وضن بمعنى ثنى بعضه على بعض وضاعف نسجه، والدرع الموضونة المتقاربة النسج، أو المنسوجة حلقتين حلقتين (17) ولدان: كصبيان، جمع وليد بمعنى مولود، وهم مخلوقون في الجنّة ابتداء على أصحّ الأقوال ...
(مخلّدون) ، جمع مخلّد، اسم مفعول من الرباعيّ خلّد، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة (18) أباريق: جمع إبريق، مشتقّ من البريق لصفاء لونه، وزنه إفعيل، إناء له عروة وخرطوم


البلاغة
التشبيه المرسل المجمل: في قوله تعالى كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ.
حيث شبههم سبحانه وتعالى باللؤلؤ، أي في الصفاء، وقيد بالمكنون- أي المستور- لأنه أصفي وأبعد من التغير. وفي الحديث صفاؤهن كصفاء الدر الذي لا تمسه الأيدي.

إعراب الآية ٢٢ من سورة الواقعة النحاس

{وَحُورٌ عِينٌ} [22] قراءة ابن كثير وأبي عمرو وعاصم وشيبة ونافع، وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي {وحُورٍ عِينٍ} بالخفض، وحكى سيبويه والفراء أنّ في قراءة أبيّ بن كعب {وحوراً عيناً} بالنصب، وزعم سيبويه أنّ الرفع محمول على المعنى؛ لأن المعنى فيها أكوابٌ وأباريقُ وكأسٌ من معين وفاكهةٌ ولحمُ طير وحورٌ أي ولهم حور عينٌ وأنشد: بادَتْ وغَيَّرَ آيهُنّ معَ البِلَى * الا رواكِدَ جَمرُهنَّ هَباءُ ومُشَجَّجٌ أما سوَاءُ قذَالهِ * فَبَدَا وغَيَّرَ سَارَهُ المِعزَاءُ فرفع ومشجَّجٌ على المعنى؛ لأن المعنى بها رواكدُ وبها مشجَّجُ. والقراءة بالرفع اختيار أبي عبيد لأن الحور لا يطاف بهن، واختار الفراء الخفض واحتج بأن الفاكهة واللحم أيضاً لا يطاف بهما وإنما يطاف بالخمر. وهذا الاحتجاج لا ندري كيف هو اذ كان القراء قد اجمعوا على القراءة بالخفض في قوله جل وعز {وفاكِهَةٍ ممَّا يَتَخيَّرُونَ ولحم طيرٍ ممَّا يشتَهونَ} فمن أين له أنه لا يُطافُ بهذه الأشياء التي ادَّعى أنه لا يُطافُ بها؟ وانما يُسلَّمُ في هذا لِحُجَّةٍ قاطِعةٍ أو خبر يجب التسليم له. واختلفوا في قوله جل وعز "وَحُورٌ عِينٌ" كما ذَكرتُ والخفض جائز على أن يحمل على المعنى؛ لأن المعنى ينعمُونَ بهذه الأشياء وينعَمُونَ بحور عين، وهذا جائز في العربية كثير. كما قال: عَلَفتُها تِبناً ومَاءً بارداً * حتَّى شَتَتْ هَمَّالةً عينَاهَا فحملت على المعنى، وقال آخر: يا ليتَ زَوجكِ قد غَدَا * مُتَقلّداً سَيْفاً ورُمْحاً وقال الآخر: اذا ما الغانِياتُ برَزنَ يوماً * وزجَّجْنَ الحوَاجِبَ والعُيُونا والعيون لا تزجَّج فحمله على المعنى. فأما "وحوراً عينا" فهو أيضاً محمول على المعنى؛ لأن معنى الأول يُعطونَ هذا ويُعطونَ حُوراً، كما قال: جئنِي بِمثلِ بني بدرٍ لِقَومِهِمُ * أو مِثلَ أسرَةِ منظُورِ بنِ سَيَّارِ أو عامِرَ بن طُفيلٍ في مُركَّبِهِ * أو حارِثاً يومَ نادَى القوم يا حارِ قال الحسن البصري: الحور الشديدات سوادِ سوادِ العينِ. وهذا أحسن ما قيل في معناهن. والحَوَرُ البياض، ومنه الحُوّاريّ وروِيَ عن مجاهد أنه قال: قيل حور لأن العين تحارُ فيهن، وقال الضحاك: العين العظيمات الأعين. قال أبو جعفر: عَيْنٌ جمعُ عيناء وهو على فُعْلِ الا أن الفاء كُسِرتْ لئلا تنقلت الياء واواً فيشكل بذوات الواو، وقد حكى الفراء أن من العرب من يقول: حِيرٌ عينٌ على الإِتباعِ. ورُوِيَ عن أم سلمَة قالت: قلت: يا رسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل {كَأَمْثَالِ ٱللُّؤْلُؤِ ٱلْمَكْنُونِ} [23] قال: "كصفَاءِ الدرّ الذي في الصُّدفِ الذِي لا تمسّهُ الأيدِي".

إعراب الآية ٢٢ من سورة الواقعة مشكل إعراب القرآن للخراط

{ وَحُورٌ عِينٌ }
"حور" مبتدأ، وسوَّغ الابتداء بالنكرة وصفها، والخبر محذوف أي: لهم.