(وُجُوهٌ)
مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
(يَوْمَئِذٍ)
(يَوْمَ) : ظَرْفُ زَمَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ(إِذٍ) : اسْمٌ ظَرْفِيٌّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ، وَالتَّنْوِينُ عِوَضٌ مِنْ جُمْلَةٍ مَحْذُوفَةٍ.
(نَاضِرَةٌ)
نَعْتٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
إعراب الآية ٢٢ من سورة القيامة
{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ( القيامة: 22 ) }
﴿وُجُوهٌ﴾: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿يَوْمَئِذٍ﴾: سبق إعرابها.
أي: يوم القيامة.
وهو « يَوْمَئِذٍ: يوم: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلّق بـ"يقول"، هو مضافٌ، و"إذ" اسم مبنيّ على السّكون، وقد حرّك بالكسر تخلصًا من التقاء السَّاكِنَيْن ( سكونه وسكون التنوين ) وهو في محلّ جرّ مضافٌ إليه».
﴿نَاضِرَةٌ﴾: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
وجملة "وجوه يومئذ ناضرة" لا محلّ لها من الإعراب؛ لأنّها استئنافيّة.
﴿وُجُوهٌ﴾: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿يَوْمَئِذٍ﴾: سبق إعرابها.
أي: يوم القيامة.
وهو « يَوْمَئِذٍ: يوم: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلّق بـ"يقول"، هو مضافٌ، و"إذ" اسم مبنيّ على السّكون، وقد حرّك بالكسر تخلصًا من التقاء السَّاكِنَيْن ( سكونه وسكون التنوين ) وهو في محلّ جرّ مضافٌ إليه».
﴿نَاضِرَةٌ﴾: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
وجملة "وجوه يومئذ ناضرة" لا محلّ لها من الإعراب؛ لأنّها استئنافيّة.
إعراب الآية ٢٢ من سورة القيامة مكتوبة بالتشكيل
﴿وُجُوهٌ﴾: مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿يَوْمَئِذٍ﴾: ( يَوْمَ ) ظَرْفُ زَمَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ( إِذٍ ) اسْمٌ ظَرْفِيٌّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ، وَالتَّنْوِينُ عِوَضٌ مِنْ جُمْلَةٍ مَحْذُوفَةٍ.
﴿نَاضِرَةٌ﴾: نَعْتٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿يَوْمَئِذٍ﴾: ( يَوْمَ ) ظَرْفُ زَمَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ( إِذٍ ) اسْمٌ ظَرْفِيٌّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ، وَالتَّنْوِينُ عِوَضٌ مِنْ جُمْلَةٍ مَحْذُوفَةٍ.
﴿نَاضِرَةٌ﴾: نَعْتٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
إعراب الآية ٢٢ من سورة القيامة إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش
[سورة القيامة (75) : الآيات 20 الى 40]
كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (22) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ (24)
تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ (25) كَلاَّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ راقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29)
إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ (30) فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (31) وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (34)
ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (35) أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (37) ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (39)
أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى (40)
اللغة:
(ناضِرَةٌ) من النضرة حسنة مضيئة والنضرة هي التنعم ومنه غصن ناضر، يقال: نضر ينضر من باب دخل ونضر ينضر من باب تعب ونضر ينضر من باب ظرف نضرا ونضرة ونضرا ونضورا ونضارة الوجه أو اللون أو الشجر وغيرها: نعم وحسن وكان جميلا فهو ناضر ونضر ونضير، وأنضر العود أيضا قال الكميت:
ورت بك عيدان المكارم كلها ... وأورق عودي في ثراك وأنضرا
وفي الأساس: «ولها سوار من نضر ونضار وهو الذهب وقيل: كل خالص نضار من ذهب وغيره، وقدح من نضار وهو أثل ورسيّ اللون بغور الحجاز، ومن المجاز: نضر وجهه: حسن وغضّ وجارية غضة ناضرة وغلام غضّ: ناضر ونضر الله وجهه وأنضره: حسّنه وقد يقال نضره بالتخفيف ووجه منضور وليس بذاك، قال:
نضّر الله أعظما دفنوها ... بسجستان طلحة الطلحات
وفي الحديث «نضّر الله من سمع مقالتي فوعاها» ونجار نضار: خالص، قال الأفوه:
كرم الفعل إذا ما فعلوا ... ونجار في اليمانين نضار»
(فاقِرَةٌ) داهية عظيمة تكسر الظهر أو فقاره والفقار بفتح الفاء كما في القاموس وهو جمع فقارة بفتح الفاء وفي المصباح: «وفقرت الداهية الرجل فقرا من باب قتل نزلت به فهو فقير فعيل بمعنى مفعول وفقارة الظهر بالفتح الخرزة والجمع فقار بحذف الهاء مثل سحابة وسحاب، قال ابن السكيت: ولا يقال فقارة بالكسر والفقرة لغة في الفقارة وجمعها فقر وفقرات مثل سدرة وسدر وسدرات» وفي القاموس: «والفقر بالكسر والفقرة والفقارة بفتحهما ما يتصل من عظام الصلب من لدن الكاهل إلى العجب» .
(التَّراقِيَ) جمع الترقوة وهي العظم الذي في أعلى الصدر بين ثغرة النحر والعاتق وهما ترقوتان والجمع التراقي والترايق ويقال: ترقاه ترقاة أي أصاب ترقوته وقد بلغت روحه التراقي إذا شارف الموت.
(راقٍ)
اسم فاعل إما من رقي بالفتح في الماضي والكسر في المضارع من الرقية وهي كلام معد للاستشفاء يرقى به المريض ليشفى وفي الحديث: وما أدراك أنها رقية يعني الفاتحة وهي من أسمائها وإما من رقي بالكسر في الماضي والفتح في المضارع من الرقي وهو الصعود أي إن الملائكة تقول: من يصعد بهذه الروح.
(يَتَمَطَّى) مضارع تمطى وفيه قولان: أحدهما أنه من المطا وهو الظهر ومعناه يتبختر أي يمدّ مطاه ويلويه تبخترا في مشيته والثاني أن أصله يتمطط من تمطط أي تمدّد ومعناه أنه يتمدد في مشيته تبخترا ومن لازم التبختر ذلك فهو يقرب من معنى الأول ويفارقه في مادته إذ مادة المطا م ط وو مادة الثاني م ط ط وإنما أبدلت الطاء الثانية ياء كراهة اجتماع الأمثال والمطيطاء التبختر ومدّ اليدين في المشي والمطيط الماء الخاثر أسفل الحوض لأنه يتمطط أي يمتد فيه وفي الحديث: إذا مشيت أمتي المطيطاء وخدمتهم فارس والروم فقد جعل بأسهم بينهم وفي كتب اللغة: ومن المجاز تمطي الليل إذا طال قال امرؤ القيس:
فقلت له لما تمطى بصلبه ... وأردف إعجازا وناء بكلكل
وقال بيهس:
كلما قلت قد تقضّى تمطّى ... حالك اللون دامسا يحموما
(سُدىً) هملا لا يكلف بالشرائع يقال إبل سدى أي مهملة وأسديت حاجتي أي ضيعتها ومعنى أسدى إليه معروفا أنه جعله بمعنى الضائع عند المسدى إليه لا يذكره ولا يمنّ به عليه، وفي المصباح «والسدى وزان الحصى من الثوب خلاف اللحمة وهو ما يمدّ طولا في النسج وأسديت الثوب أقمت سداه والسدى أيضا ندى الليل وبه يعيش الزرع وسديت الأرض فهي سدية من باب تعب كثر سداها وسدا الرجل سدوا من باب قال: مدّ يده نحو الشيء وسدّ البعير سدوا مدّ يده في السير وأسديته بالألف تركته سدى أي مهملا وأسديت إليه معروفا اتخذته عنده» .
وفي اللسان والأساس وغيرهما: «جمل سدى وإبل سدى مهملة وقوم سدى وأرض سدى لا تعمر ووقع السندي والسدى وهو ما يقع باليل وهذا الثوب سداه حرير، وأسديته وأسدى الحائك الثوب وسدّاه ومن المجاز: قد أسديت فألحم، وأسرجت فألجم وأسدى إليه معروفا وسدّى منطقا حسنا وسدّى عليه الوشاة، قال عمر بن أبي ربيعة: وإنّا لمحقوقون أن لا تردّنا ... أقاويل ما سدّوا علينا ولصّقوا
وأسدى بين القوم: أصلح وما أنت بلحمة ولا سداة: لا تضرّ ولا تنفع والريح تسدي المعالم وتنيرها، قال عمر بن أبي ربيعة:
لمن الديار كأنهنّ سطور ... تسدي معالمها الصبا وتنير
وتسداه: علاه وأخذه من فوقه كما يفعل سدى الليل قال:
وما أبو سمرة بالرث ألوان ... يوم تسدى الحكم بن مروان
وذلك أنه أخذ بناصيته وهو على فرس.
(تَمَنَّى) تصب في الرحم، والمني: ما يخرج عن الجماع من الماء الدافق.
الإعراب:
(كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ) حرف ردع وزجر وبل إضراب انتقالي وتحبون فعل مضارع مرفوع والواو فاعل والخطاب لكفّار قريش والإنسان عموما وقرىء بالتاء على سبيل الالتفات وبالياء على طريق الغيبة والعاجلة مفعول به أي الدنيا (وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ) عطف على الجملة السابقة وقرىء بالتاء والياء أيضا على ما تقدم (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) وجوه مبتدأ وناضرة نعت له ويومئذ منصوب على الظرفية بناضرة وإلى ربها متعلقان بناظرة وناظرة خبر وجوه والمعنى أن الوجوه الحسنة يوم القيامة ناظرة إلى ربها وهذا معنى صحيح وتخريج سهل، ويجوز أن يكون وجوه مبتدأ أيضا وناضرة خبره ويومئذ ظرف منصوب بناضرة وسوّغ الابتداء بالنكرة هنا كون الموضع موضع تفصيل ويكون ناظرة نعتا لوجوه أو خبرا ثانيا أو خبرا لمبتدأ محذوف وإلى ربها متعلقان بناظرة ويومئذ ظرف أضيف إلى مثله والتنوين عوض عن جملة أي يوم إذ تقوم القيامة، وسيأتي مزيد من الكلام على هاتين الآيتين في باب الفوائد (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ) عطف على ما تقدم وقد تقدم القول في الإعراب ولا بدّ من التنبيه إلى أن يومئذ ليست تخصيصا للنكرة فيسوغ الابتداء بها لأن ظرف الزمان لا يكون صفة للجثة وإنما هو معمول لباسرة كما ذكرنا أنه معمول لناضرة فيما تقدم وجملة تظن يجوز أن تكون خبرا على الوجه الأول أو خبرا بعد خبر وأن وما في حيّزها سدّت مسدّ مفعولي تظن وبها متعلقان بيفعل وفاقرة نائب فاعل ليفعل ومعنى الظن هنا الإيقان أو التوقع مع غلبة الاعتقاد وذلك لأنه وقت رفع الشكوك (كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ) كلا ردع عن إيثار الدنيا على الآخرة وتذكير لهم بما يئولون إليه من الموت الذي تنقطع العاجلة عنده وينتقل منها إلى الآجلة، وإذا ظرف لما يستقبل من الزمن وجملة بلغت في محل جر بإضافة الظرف إليها وفاعل بلغت مستتر تقديره هي يعود إلى النفس الدّال عليها سياق الكلام وإن لم يجر لها ذكر كما قال حاتم:
أماويّ ما يغني الثراء عن الفتى ... إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
وتقول العرب أرسلت يريدون جاء المطر ولا تكاد تسمعهم يذكرون السماء. والتراقي مفعول به (وَقِيلَ مَنْ راقٍ)
الواو عاطفة وقيل فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر تقديره هو أي من حوله ومن اسم استفهام في محل رفع مبتدأ وراق خبره وهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين وجملة من راق مقول القول ولا أدري معنى قول السمين «وهذه الجملة هي القائمة مقام الفاعل» (وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ) الواو عاطفة وظن فعل ماض معناه أيقن وسمي اليقين ظنا لأن الإنسان ما دامت روحه في بدنه فإنه يطمع في ديمومة الحياة لشدة حبه لها وتعلقه بها، وأن واسمها والظرف خبرها وأن وما في حيّزها في موضع نصب سدّت مسدّ مفعولي ظن (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) عطف أيضا، وسيأتي المزيد من معناه في باب البلاغة (إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ) الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدّم ويومئذ ظرف متعلق بالمساق وقد أضيف إلى مثله والتنوين عوض عن جمل أربع: وهي بلغت الروح التراقي، وقيل من راق، وظن أنه الفراق، والتفّت الساق بالساق. والمساق مبتدأ مؤخر وجواب إذا الذي هو العامل فيها يدل على قوله إلى ربك يومئذ المساق أي تساق إلى حكم ربها ومشيئته والمساق مفعل من السوق فهو اسم مصدر (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى) عطف على قوله أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه ولا نافية وصدق فعل ماض وهو دليل على جواز دخول لا النافية على الماضي وفاعله مستتر تقديره هو أي الإنسان ولا صلّى عطف على فلا صدق وقيل عطف على جملة يسأل أيّان يوم القيامة (وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) عطف أيضا ولكن مخففة مهملة وكذب فعل ماض أي الإنسان وتولى عطف عليه (ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى) ثم حرف عطف للترتيب مع التراخي والسر الاستبعاد لأن من صدر عنه مثل ذلك ينبغي أن يخاف من حلول غضب الله فيمشي خائفا متطأمنا ولكن هذا يمشي متبخترا متعجرفا يطاول أعنان السماء وهو أهون قدرا وأخسّ مكانا، وإلى أهله متعلقان بذهب وجملة يتمطى حالية من فاعل ذهب (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) تقدم الكلام مطولا حول إعراب هذه الكلمة في سورة القتال (ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) عطف على ما تقدم والتكرير للتأكيد وزيادة التهديد، وقد تشبثت الخنساء بأهداب هذا التكرير فقالت:
هممت بنفسي كل الهموم ... فأولى لنفسي أولى لها
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) الهمزة للاستفهام الإنكاري ويحسب الإنسان فعل وفاعل وأن وما في حيّزها سدّت مسدّ مفعولي يحسب ونائب الفاعل مستتر تقديره وهو سدى حال من الضمير في يترك (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى) الهمزة للاستفهام التقريري الإنكاري ولم حرف نفي وقلب وجزم ويك فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون المقدّرة على النون المحذوفة للتخفيف واسم يك مستتر تقديره هو أي الإنسان ونطفة خبرها ومن مني نعت وجملة يمنى بالبناء للمجهول نعت لمني وقرىء بالتاء (ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى) عطف على ما تقدّم وعطف بثم للتراخي وامتداد المدة لأن بين الخلق الثاني الذي هو خلق النسل وبين الخلق الأول تراخيا وأمدا بعيدا فوجب عطفه بثم، وكان واسمها المستتر وعلقة خبرها والفاءان للترتيب مع التعقيب (فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) عطف أيضا وفيه التعقيب وجعل فعل ماض ومنه في موضع المفعول الثاني والزوجين مفعول جعل الأول والذكر بدل والأنثى عطف عليه (أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) الهمزة للاستفهام الإنكاري التقريري وذلك اسم ليس أي الفعال والباء حرف جر زائد وقادر مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس وعلى أن يحيي الموتى متعلقان بقادر.
البلاغة:
1- الاستعارة التمثيلية في قوله: «والتفّت الساق بالساق» استعارة تمثيلية لشدة كرب الدنيا في آخر يوم منها وشدة كرب الآخرة في أول يوم منها لأنهما يومان قد التفا ببعضهما واختلطا بالكرب كما تلتف الساق على الساق كما يقال شمّرت الحرب عن ساق استعارة لشدّتها وقيل التفافهما لشدّة المرض لأنه يقبض ويبسط ويركب هذه على هذه، وعبارة الزمخشري: «والتفّت ساقه بساقه والتوت عليها عند علز الموت» وهو الرعدة تأخذ المريض. 2- وفي قوله: «والتفّت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق» التجنيس الناقص المسمى أيضا جناس التبديل وهو الذي يوجد في إحدى كلمتيه حرف لا يوجد في الأخرى وجميع حروف الأخرى يوجد في أختها على استقامتها وهو ثلاثة أقسام: قسم تقع الزيادة منه في أول الكلمة كزيادة الميم في المساق وقسم تقع الزيادة وسط الكلمة كقوله تعالى: وإنه على ذلك لشهيد وإنه لحب الخير لشديد، وقسم تقع الزيادة منه في آخر الكلمة كقوله تعالى: ثم كلي من كل الثمرات.
الفوائد:
لا نطيل في مسألة رؤية الله تعالى يوم القيامة فهي مسألة مذكورة في أصول الدين، ودلائل الطريقين أهل السنّة وأهل الاعتزال معروفة، ولما كان الزمخشري من المعتزلة ومذهبه أن تقديم المفعول به يدل على الاختصاص قال في صدد قوله تعالى «إلى ربها ناظرة» : «ومعلوم أنهم ينظرون إلى أشياء لا يحيط بها الحصر ولا تدخل تحت العدد في محشر يجتمع فيه الخلائق كلهم فاختصاصه بنظرهم إليه لو كان منظورا إليه محال فوجب حمله على معنى يصحّ معه الاختصاص والذي يصحّ معه أن يكون من قول الناس: أنا إلى فلان ناظر ما يصنع بي يريد معنى التوقع والرجاء ومنه قول القائل:
وإذا نظرت إليك من ملك ... والبحر دونك زدتني نعما
وسمعت سروية مستجدية بمكة وقت الظهيرة حين يغلق الناس أبوابهم ويأوون إلى مقائلهم تقول: عيينتي ناظرة إلى الله وإليكم والمعنى أنهم لا يتوقعون النعمة والكرامة إلا من ربهم كما كانوا في الدنيا ولا يخشون ولا يرجون إلا إياه» قال ابن عطية: «ذهبوا يعني المعتزلة إلى أن المعنى إلى رحمة ربها ناظرة أو إلى ثوابه أو ملكه فقدّروا مضافا محذوفا وهذا وجه سائغ في العربية كما تقول فلان ناظر إليك في كذا أي إلى صنعك» .
وقد عقب ابن المنير كعادته على الزمخشري فقال: «ما أقصر لسانه عند هذه الآية فكم له يدندن ويطيل في جحد الرؤية ويشقق القباء ويكثر ويتعمق فلما فغرت هذه الآية فاه صنع في مصامتها بالاستدلال على أنه لو كان المراد الرؤية لما انحصرت بتقديم المفعول لأنها حينئذ غير منحصرة على تقدير رؤية الله تعالى وما يعلم أن المتمتع برؤية جمال وجه الله تعالى لا يصرفه عنه طرفه، ولا يؤثر عليه غيره، ولا يعدل به عزّ وجلّ منظورا سواه، وحقيق له أن يحصر رؤيته إلى من ليس كمثله شيء، ونحن نشاهد العاشق في الدنيا إذا أظفرته برؤية محبوبه لم يصرف عنه لحظة ولم يؤثر عليه فكيف بالمحب لله عزّ وجلّ إذا أخطأه النظر إلى وجهه الكريم نسأل الله العظيم أن لا يصرف عنّا وجهه وأن يعيذنا من مزالق البدعة ومزلّات الشبهة وهو حسبنا ونعم الوكيل» . (76) سورة الإنسان مدنية وآياتها احدى وثلاثون
كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (22) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ (24)
تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ (25) كَلاَّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ راقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29)
إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ (30) فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (31) وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (34)
ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (35) أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (37) ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (39)
أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى (40)
اللغة:
(ناضِرَةٌ) من النضرة حسنة مضيئة والنضرة هي التنعم ومنه غصن ناضر، يقال: نضر ينضر من باب دخل ونضر ينضر من باب تعب ونضر ينضر من باب ظرف نضرا ونضرة ونضرا ونضورا ونضارة الوجه أو اللون أو الشجر وغيرها: نعم وحسن وكان جميلا فهو ناضر ونضر ونضير، وأنضر العود أيضا قال الكميت:
ورت بك عيدان المكارم كلها ... وأورق عودي في ثراك وأنضرا
وفي الأساس: «ولها سوار من نضر ونضار وهو الذهب وقيل: كل خالص نضار من ذهب وغيره، وقدح من نضار وهو أثل ورسيّ اللون بغور الحجاز، ومن المجاز: نضر وجهه: حسن وغضّ وجارية غضة ناضرة وغلام غضّ: ناضر ونضر الله وجهه وأنضره: حسّنه وقد يقال نضره بالتخفيف ووجه منضور وليس بذاك، قال:
نضّر الله أعظما دفنوها ... بسجستان طلحة الطلحات
وفي الحديث «نضّر الله من سمع مقالتي فوعاها» ونجار نضار: خالص، قال الأفوه:
كرم الفعل إذا ما فعلوا ... ونجار في اليمانين نضار»
(فاقِرَةٌ) داهية عظيمة تكسر الظهر أو فقاره والفقار بفتح الفاء كما في القاموس وهو جمع فقارة بفتح الفاء وفي المصباح: «وفقرت الداهية الرجل فقرا من باب قتل نزلت به فهو فقير فعيل بمعنى مفعول وفقارة الظهر بالفتح الخرزة والجمع فقار بحذف الهاء مثل سحابة وسحاب، قال ابن السكيت: ولا يقال فقارة بالكسر والفقرة لغة في الفقارة وجمعها فقر وفقرات مثل سدرة وسدر وسدرات» وفي القاموس: «والفقر بالكسر والفقرة والفقارة بفتحهما ما يتصل من عظام الصلب من لدن الكاهل إلى العجب» .
(التَّراقِيَ) جمع الترقوة وهي العظم الذي في أعلى الصدر بين ثغرة النحر والعاتق وهما ترقوتان والجمع التراقي والترايق ويقال: ترقاه ترقاة أي أصاب ترقوته وقد بلغت روحه التراقي إذا شارف الموت.
(راقٍ)
اسم فاعل إما من رقي بالفتح في الماضي والكسر في المضارع من الرقية وهي كلام معد للاستشفاء يرقى به المريض ليشفى وفي الحديث: وما أدراك أنها رقية يعني الفاتحة وهي من أسمائها وإما من رقي بالكسر في الماضي والفتح في المضارع من الرقي وهو الصعود أي إن الملائكة تقول: من يصعد بهذه الروح.
(يَتَمَطَّى) مضارع تمطى وفيه قولان: أحدهما أنه من المطا وهو الظهر ومعناه يتبختر أي يمدّ مطاه ويلويه تبخترا في مشيته والثاني أن أصله يتمطط من تمطط أي تمدّد ومعناه أنه يتمدد في مشيته تبخترا ومن لازم التبختر ذلك فهو يقرب من معنى الأول ويفارقه في مادته إذ مادة المطا م ط وو مادة الثاني م ط ط وإنما أبدلت الطاء الثانية ياء كراهة اجتماع الأمثال والمطيطاء التبختر ومدّ اليدين في المشي والمطيط الماء الخاثر أسفل الحوض لأنه يتمطط أي يمتد فيه وفي الحديث: إذا مشيت أمتي المطيطاء وخدمتهم فارس والروم فقد جعل بأسهم بينهم وفي كتب اللغة: ومن المجاز تمطي الليل إذا طال قال امرؤ القيس:
فقلت له لما تمطى بصلبه ... وأردف إعجازا وناء بكلكل
وقال بيهس:
كلما قلت قد تقضّى تمطّى ... حالك اللون دامسا يحموما
(سُدىً) هملا لا يكلف بالشرائع يقال إبل سدى أي مهملة وأسديت حاجتي أي ضيعتها ومعنى أسدى إليه معروفا أنه جعله بمعنى الضائع عند المسدى إليه لا يذكره ولا يمنّ به عليه، وفي المصباح «والسدى وزان الحصى من الثوب خلاف اللحمة وهو ما يمدّ طولا في النسج وأسديت الثوب أقمت سداه والسدى أيضا ندى الليل وبه يعيش الزرع وسديت الأرض فهي سدية من باب تعب كثر سداها وسدا الرجل سدوا من باب قال: مدّ يده نحو الشيء وسدّ البعير سدوا مدّ يده في السير وأسديته بالألف تركته سدى أي مهملا وأسديت إليه معروفا اتخذته عنده» .
وفي اللسان والأساس وغيرهما: «جمل سدى وإبل سدى مهملة وقوم سدى وأرض سدى لا تعمر ووقع السندي والسدى وهو ما يقع باليل وهذا الثوب سداه حرير، وأسديته وأسدى الحائك الثوب وسدّاه ومن المجاز: قد أسديت فألحم، وأسرجت فألجم وأسدى إليه معروفا وسدّى منطقا حسنا وسدّى عليه الوشاة، قال عمر بن أبي ربيعة: وإنّا لمحقوقون أن لا تردّنا ... أقاويل ما سدّوا علينا ولصّقوا
وأسدى بين القوم: أصلح وما أنت بلحمة ولا سداة: لا تضرّ ولا تنفع والريح تسدي المعالم وتنيرها، قال عمر بن أبي ربيعة:
لمن الديار كأنهنّ سطور ... تسدي معالمها الصبا وتنير
وتسداه: علاه وأخذه من فوقه كما يفعل سدى الليل قال:
وما أبو سمرة بالرث ألوان ... يوم تسدى الحكم بن مروان
وذلك أنه أخذ بناصيته وهو على فرس.
(تَمَنَّى) تصب في الرحم، والمني: ما يخرج عن الجماع من الماء الدافق.
الإعراب:
(كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ) حرف ردع وزجر وبل إضراب انتقالي وتحبون فعل مضارع مرفوع والواو فاعل والخطاب لكفّار قريش والإنسان عموما وقرىء بالتاء على سبيل الالتفات وبالياء على طريق الغيبة والعاجلة مفعول به أي الدنيا (وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ) عطف على الجملة السابقة وقرىء بالتاء والياء أيضا على ما تقدم (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) وجوه مبتدأ وناضرة نعت له ويومئذ منصوب على الظرفية بناضرة وإلى ربها متعلقان بناظرة وناظرة خبر وجوه والمعنى أن الوجوه الحسنة يوم القيامة ناظرة إلى ربها وهذا معنى صحيح وتخريج سهل، ويجوز أن يكون وجوه مبتدأ أيضا وناضرة خبره ويومئذ ظرف منصوب بناضرة وسوّغ الابتداء بالنكرة هنا كون الموضع موضع تفصيل ويكون ناظرة نعتا لوجوه أو خبرا ثانيا أو خبرا لمبتدأ محذوف وإلى ربها متعلقان بناظرة ويومئذ ظرف أضيف إلى مثله والتنوين عوض عن جملة أي يوم إذ تقوم القيامة، وسيأتي مزيد من الكلام على هاتين الآيتين في باب الفوائد (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ) عطف على ما تقدم وقد تقدم القول في الإعراب ولا بدّ من التنبيه إلى أن يومئذ ليست تخصيصا للنكرة فيسوغ الابتداء بها لأن ظرف الزمان لا يكون صفة للجثة وإنما هو معمول لباسرة كما ذكرنا أنه معمول لناضرة فيما تقدم وجملة تظن يجوز أن تكون خبرا على الوجه الأول أو خبرا بعد خبر وأن وما في حيّزها سدّت مسدّ مفعولي تظن وبها متعلقان بيفعل وفاقرة نائب فاعل ليفعل ومعنى الظن هنا الإيقان أو التوقع مع غلبة الاعتقاد وذلك لأنه وقت رفع الشكوك (كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ) كلا ردع عن إيثار الدنيا على الآخرة وتذكير لهم بما يئولون إليه من الموت الذي تنقطع العاجلة عنده وينتقل منها إلى الآجلة، وإذا ظرف لما يستقبل من الزمن وجملة بلغت في محل جر بإضافة الظرف إليها وفاعل بلغت مستتر تقديره هي يعود إلى النفس الدّال عليها سياق الكلام وإن لم يجر لها ذكر كما قال حاتم:
أماويّ ما يغني الثراء عن الفتى ... إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
وتقول العرب أرسلت يريدون جاء المطر ولا تكاد تسمعهم يذكرون السماء. والتراقي مفعول به (وَقِيلَ مَنْ راقٍ)
الواو عاطفة وقيل فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر تقديره هو أي من حوله ومن اسم استفهام في محل رفع مبتدأ وراق خبره وهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين وجملة من راق مقول القول ولا أدري معنى قول السمين «وهذه الجملة هي القائمة مقام الفاعل» (وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ) الواو عاطفة وظن فعل ماض معناه أيقن وسمي اليقين ظنا لأن الإنسان ما دامت روحه في بدنه فإنه يطمع في ديمومة الحياة لشدة حبه لها وتعلقه بها، وأن واسمها والظرف خبرها وأن وما في حيّزها في موضع نصب سدّت مسدّ مفعولي ظن (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) عطف أيضا، وسيأتي المزيد من معناه في باب البلاغة (إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ) الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدّم ويومئذ ظرف متعلق بالمساق وقد أضيف إلى مثله والتنوين عوض عن جمل أربع: وهي بلغت الروح التراقي، وقيل من راق، وظن أنه الفراق، والتفّت الساق بالساق. والمساق مبتدأ مؤخر وجواب إذا الذي هو العامل فيها يدل على قوله إلى ربك يومئذ المساق أي تساق إلى حكم ربها ومشيئته والمساق مفعل من السوق فهو اسم مصدر (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى) عطف على قوله أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه ولا نافية وصدق فعل ماض وهو دليل على جواز دخول لا النافية على الماضي وفاعله مستتر تقديره هو أي الإنسان ولا صلّى عطف على فلا صدق وقيل عطف على جملة يسأل أيّان يوم القيامة (وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) عطف أيضا ولكن مخففة مهملة وكذب فعل ماض أي الإنسان وتولى عطف عليه (ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى) ثم حرف عطف للترتيب مع التراخي والسر الاستبعاد لأن من صدر عنه مثل ذلك ينبغي أن يخاف من حلول غضب الله فيمشي خائفا متطأمنا ولكن هذا يمشي متبخترا متعجرفا يطاول أعنان السماء وهو أهون قدرا وأخسّ مكانا، وإلى أهله متعلقان بذهب وجملة يتمطى حالية من فاعل ذهب (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) تقدم الكلام مطولا حول إعراب هذه الكلمة في سورة القتال (ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) عطف على ما تقدم والتكرير للتأكيد وزيادة التهديد، وقد تشبثت الخنساء بأهداب هذا التكرير فقالت:
هممت بنفسي كل الهموم ... فأولى لنفسي أولى لها
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) الهمزة للاستفهام الإنكاري ويحسب الإنسان فعل وفاعل وأن وما في حيّزها سدّت مسدّ مفعولي يحسب ونائب الفاعل مستتر تقديره وهو سدى حال من الضمير في يترك (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى) الهمزة للاستفهام التقريري الإنكاري ولم حرف نفي وقلب وجزم ويك فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون المقدّرة على النون المحذوفة للتخفيف واسم يك مستتر تقديره هو أي الإنسان ونطفة خبرها ومن مني نعت وجملة يمنى بالبناء للمجهول نعت لمني وقرىء بالتاء (ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى) عطف على ما تقدّم وعطف بثم للتراخي وامتداد المدة لأن بين الخلق الثاني الذي هو خلق النسل وبين الخلق الأول تراخيا وأمدا بعيدا فوجب عطفه بثم، وكان واسمها المستتر وعلقة خبرها والفاءان للترتيب مع التعقيب (فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) عطف أيضا وفيه التعقيب وجعل فعل ماض ومنه في موضع المفعول الثاني والزوجين مفعول جعل الأول والذكر بدل والأنثى عطف عليه (أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) الهمزة للاستفهام الإنكاري التقريري وذلك اسم ليس أي الفعال والباء حرف جر زائد وقادر مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس وعلى أن يحيي الموتى متعلقان بقادر.
البلاغة:
1- الاستعارة التمثيلية في قوله: «والتفّت الساق بالساق» استعارة تمثيلية لشدة كرب الدنيا في آخر يوم منها وشدة كرب الآخرة في أول يوم منها لأنهما يومان قد التفا ببعضهما واختلطا بالكرب كما تلتف الساق على الساق كما يقال شمّرت الحرب عن ساق استعارة لشدّتها وقيل التفافهما لشدّة المرض لأنه يقبض ويبسط ويركب هذه على هذه، وعبارة الزمخشري: «والتفّت ساقه بساقه والتوت عليها عند علز الموت» وهو الرعدة تأخذ المريض. 2- وفي قوله: «والتفّت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق» التجنيس الناقص المسمى أيضا جناس التبديل وهو الذي يوجد في إحدى كلمتيه حرف لا يوجد في الأخرى وجميع حروف الأخرى يوجد في أختها على استقامتها وهو ثلاثة أقسام: قسم تقع الزيادة منه في أول الكلمة كزيادة الميم في المساق وقسم تقع الزيادة وسط الكلمة كقوله تعالى: وإنه على ذلك لشهيد وإنه لحب الخير لشديد، وقسم تقع الزيادة منه في آخر الكلمة كقوله تعالى: ثم كلي من كل الثمرات.
الفوائد:
لا نطيل في مسألة رؤية الله تعالى يوم القيامة فهي مسألة مذكورة في أصول الدين، ودلائل الطريقين أهل السنّة وأهل الاعتزال معروفة، ولما كان الزمخشري من المعتزلة ومذهبه أن تقديم المفعول به يدل على الاختصاص قال في صدد قوله تعالى «إلى ربها ناظرة» : «ومعلوم أنهم ينظرون إلى أشياء لا يحيط بها الحصر ولا تدخل تحت العدد في محشر يجتمع فيه الخلائق كلهم فاختصاصه بنظرهم إليه لو كان منظورا إليه محال فوجب حمله على معنى يصحّ معه الاختصاص والذي يصحّ معه أن يكون من قول الناس: أنا إلى فلان ناظر ما يصنع بي يريد معنى التوقع والرجاء ومنه قول القائل:
وإذا نظرت إليك من ملك ... والبحر دونك زدتني نعما
وسمعت سروية مستجدية بمكة وقت الظهيرة حين يغلق الناس أبوابهم ويأوون إلى مقائلهم تقول: عيينتي ناظرة إلى الله وإليكم والمعنى أنهم لا يتوقعون النعمة والكرامة إلا من ربهم كما كانوا في الدنيا ولا يخشون ولا يرجون إلا إياه» قال ابن عطية: «ذهبوا يعني المعتزلة إلى أن المعنى إلى رحمة ربها ناظرة أو إلى ثوابه أو ملكه فقدّروا مضافا محذوفا وهذا وجه سائغ في العربية كما تقول فلان ناظر إليك في كذا أي إلى صنعك» .
وقد عقب ابن المنير كعادته على الزمخشري فقال: «ما أقصر لسانه عند هذه الآية فكم له يدندن ويطيل في جحد الرؤية ويشقق القباء ويكثر ويتعمق فلما فغرت هذه الآية فاه صنع في مصامتها بالاستدلال على أنه لو كان المراد الرؤية لما انحصرت بتقديم المفعول لأنها حينئذ غير منحصرة على تقدير رؤية الله تعالى وما يعلم أن المتمتع برؤية جمال وجه الله تعالى لا يصرفه عنه طرفه، ولا يؤثر عليه غيره، ولا يعدل به عزّ وجلّ منظورا سواه، وحقيق له أن يحصر رؤيته إلى من ليس كمثله شيء، ونحن نشاهد العاشق في الدنيا إذا أظفرته برؤية محبوبه لم يصرف عنه لحظة ولم يؤثر عليه فكيف بالمحب لله عزّ وجلّ إذا أخطأه النظر إلى وجهه الكريم نسأل الله العظيم أن لا يصرف عنّا وجهه وأن يعيذنا من مزالق البدعة ومزلّات الشبهة وهو حسبنا ونعم الوكيل» . (76) سورة الإنسان مدنية وآياتها احدى وثلاثون
إعراب الآية ٢٢ من سورة القيامة التبيان في إعراب القرآن
قَالَ تَعَالَى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وُجُوهٌ) : هُوَ مُبْتَدَأٌ، وَ «نَاضِرَةٌ» : خَبَرُهُ، وَجَازَ الِابْتِدَاءُ بِالنَّكِرَةِ لِحُصُولِ الْفَائِدَةِ. وَ (يَوْمَئِذٍ) : ظَرْفٌ لِلْخَبَرِ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْخَبَرُ مَحْذُوفًا؛ أَيْ ثُمَّ وُجُوهٌ. وَ «نَاضِرَةٌ» : صِفَةٌ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وُجُوهٌ) : هُوَ مُبْتَدَأٌ، وَ «نَاضِرَةٌ» : خَبَرُهُ، وَجَازَ الِابْتِدَاءُ بِالنَّكِرَةِ لِحُصُولِ الْفَائِدَةِ. وَ (يَوْمَئِذٍ) : ظَرْفٌ لِلْخَبَرِ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْخَبَرُ مَحْذُوفًا؛ أَيْ ثُمَّ وُجُوهٌ. وَ «نَاضِرَةٌ» : صِفَةٌ.
إعراب الآية ٢٢ من سورة القيامة الجدول في إعراب القرآن
[سورة القيامة (75) : الآيات 22 الى 25]
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (22) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ (25)
الإعراب
(وجوه) مبتدأ مرفوع نعت ب (ناضرة) ، (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ- مضاف إلى اسم ظرفيّ إذ.. متعلّق بالنعت ناضرة (إلى ربّها) متعلّق بالخبر (ناظرة) ، (الواو) عاطفة (وجوه يومئذ باسرة) مثل الآية الأولى (بها) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (يفعل) ، (فاقرة) نائب الفاعل.
والمصدر المؤوّل (أن يفعل ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يظنّ.
جملة: «وجوه ... إلى ربّها ناظرة» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «وجوه.. تظنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة.
وجملة: «تظنّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (وجوه) الثاني.
وجملة: «يفعل بها فاقرة» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
الصرف
(22) ناضرة: مؤنّث ناضر، اسم فاعل من (نضر) الثلاثي وزن فاعل وهي فاعلة.
(24) باسرة: مؤنّث باسر، اسم فاعل من (بسر) بمعنى عبس، وزنه فاعل.
(25) فاقرة: اسم للداهية.. وفي المصباح فقرت الداهية الرجل نزلت به، وزنه فاعلة. الفوائد:
- هل يرى المؤمنون ربهم في الآخرة؟
قال علماء أهل السنة: رؤية الله سبحانه وتعالى ممكنة، غير مستحيلة عقلا، وأجمعوا على وقوعها في الآخرة، وأن المؤمنين يرون الله سبحانه وتعالى دون الكافرين، بدليل قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) . وزعمت طوائف من المعتزلة والخوارج والمرجئة أن الله تعالى لا يراه أحد من خلقه، وأن رؤيته مستحيلة عقلا، لكن قولهم هذا لا يستند إلى دليل من الكتاب أو السنة، وإنما يقوم على الرأي والظن، وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة، وإجماع الصحابة ومن بعدهم من سلف الأمة، على إثبات رؤية الله تعالى، وقد رواها نحو من عشرين صحابيا عن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ، وآيات القرآن فيها مشهورة، واعتراض المعتزلة لها أجوبة مشهورة في كتب المتكلمين من أهل السنة، وليس هنا موضع ذكرها ثم مذهب أهل الحق أن الرؤية قوة يجعلها الله في خلقه، ولا يشترط فيها اتصال الأشعة، ولا مقابلة المرئي، ولا غير ذلك.
وأما الأحاديث
فقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية، ثم قرأ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)
وعن جرير بن عبد الله قال: كنا عند رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فنظر إلى القمر ليلة البدر، قال: إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) .
هذا وقد وردت أحاديث أخرى صحيحة بهذا الصدد لا مجال لعرضها جميعا.
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (22) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ (25)
الإعراب
(وجوه) مبتدأ مرفوع نعت ب (ناضرة) ، (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ- مضاف إلى اسم ظرفيّ إذ.. متعلّق بالنعت ناضرة (إلى ربّها) متعلّق بالخبر (ناظرة) ، (الواو) عاطفة (وجوه يومئذ باسرة) مثل الآية الأولى (بها) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (يفعل) ، (فاقرة) نائب الفاعل.
والمصدر المؤوّل (أن يفعل ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يظنّ.
جملة: «وجوه ... إلى ربّها ناظرة» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «وجوه.. تظنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة.
وجملة: «تظنّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (وجوه) الثاني.
وجملة: «يفعل بها فاقرة» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
الصرف
(22) ناضرة: مؤنّث ناضر، اسم فاعل من (نضر) الثلاثي وزن فاعل وهي فاعلة.
(24) باسرة: مؤنّث باسر، اسم فاعل من (بسر) بمعنى عبس، وزنه فاعل.
(25) فاقرة: اسم للداهية.. وفي المصباح فقرت الداهية الرجل نزلت به، وزنه فاعلة. الفوائد:
- هل يرى المؤمنون ربهم في الآخرة؟
قال علماء أهل السنة: رؤية الله سبحانه وتعالى ممكنة، غير مستحيلة عقلا، وأجمعوا على وقوعها في الآخرة، وأن المؤمنين يرون الله سبحانه وتعالى دون الكافرين، بدليل قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) . وزعمت طوائف من المعتزلة والخوارج والمرجئة أن الله تعالى لا يراه أحد من خلقه، وأن رؤيته مستحيلة عقلا، لكن قولهم هذا لا يستند إلى دليل من الكتاب أو السنة، وإنما يقوم على الرأي والظن، وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة، وإجماع الصحابة ومن بعدهم من سلف الأمة، على إثبات رؤية الله تعالى، وقد رواها نحو من عشرين صحابيا عن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ، وآيات القرآن فيها مشهورة، واعتراض المعتزلة لها أجوبة مشهورة في كتب المتكلمين من أهل السنة، وليس هنا موضع ذكرها ثم مذهب أهل الحق أن الرؤية قوة يجعلها الله في خلقه، ولا يشترط فيها اتصال الأشعة، ولا مقابلة المرئي، ولا غير ذلك.
وأما الأحاديث
فقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية، ثم قرأ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)
وعن جرير بن عبد الله قال: كنا عند رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فنظر إلى القمر ليلة البدر، قال: إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) .
هذا وقد وردت أحاديث أخرى صحيحة بهذا الصدد لا مجال لعرضها جميعا.
إعراب الآية ٢٢ من سورة القيامة النحاس
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ} [22] {إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [23]
"وُجُوهٌ" رفعٌ بالابتداء "نَّاضِرَةٌ" نعت لها و"نَاظِرَةٌ" خبر الابتداء، ويجوز أن يكون "نَّاضِرَةٌ" خبر "وُجُوهٌ" و {نَاظِرَةٌ} خبراً ثانياً، ويجوز أن يكون ناضرة نعتاً لناظرة أو لوجوه ويقال: أجُوهٌ وهو جمع للكثير وللقليل أوجهٌ وفي "نَاظِرَةٌ" ثلاثة أقوال: منها أن المعنى منتظرة: [ومنها أن المعنى] الى ثواب ربها، ومنها أنها تنظر الى الله جل وعز. قال: ويعرف الصواب في هذه الأجوبة من العربية فلذلك وغيره أخرنا شرحه لنذكره في الإِعراب. قال أبو جعفر: أما قول من قال: معناه منتظرة فخطأ سمِعتُ علي بن سليمان يقول: نظرتُ اليه بمعنى انتظرته وإنما يقال: نظرتُهُ وهو قول ابراهيم بن محمد بن عرفة وغيره ممن يُوثقُ بعلمه وأما من قال: ان المعنى الى ثواب ربها فخطأ أيضاً على قول النحويين الرؤساء لأنه لا يجوز عندهم ولا عند أحد علمته نظرتُ زيداً أي نظرت ثوابه. ونحن نذكر الاحتجاج في ذلك من قول الأئمة والعلماء وأهل اللغة إذا كان أصلاً من أصول السنة، ونذكر ما عارض به أهل الأهواء ونبدأ بالاحاديث الصحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كان المبين عن الله جل وعز. كما قرىء على أحمد بن شُعَيبٍ ابن علي عن اسحاق بن راهوية ثنا بقيَّة بن الوليد ثنا بخيرُ بنُ سعدٍ عن خالد بن معدان عن عمرو بن الأسود ان قتادة بن أبي أمية حدثهم عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إني حدّثتكُمْ عن المسيح الدجَّال حتى خفتُ ألاّ تعقلوه إنه قصيرٌ أفحجُ جعَدٌ أعورٌ مطمُوسُ العينِ اليسرى ليست بناتئة ولا جحراً فإِن التبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعورَ انكم لن تروا ربكم جل ثناؤه حتى تموتوا". قال أحمد بن شُعَيبٍ ثنا محمد بن بشار قال: ثنا أبو عبدالصمد ثنا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن عبدالله بن قيس الأشعري عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "جنتانِ من فضَّةٍ آنيتُهُما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بينَ القوم وبينَ أن ينظروا الى ربهم جل ثناؤه إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنةِ عدنٍ". وقرىء على أبي القاسم عبدالله بن محمد البغوِيّ عن هدبة بن خالد عن حمَّاد بن سَلَمة عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن صُهيبٍ قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {لِلَّذِينَ أحسنُوا الحُسنى وزيادة} قال "إذا دخل أهل الجنة الجنةَ وأهل النارِ النارَ نادى مُنَادٍ يا أهلَ الجنَّة إن لكم/ 301/ ب عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه فيقولون: ما هو؟ ألم يُثقلْ موازينَنا ويُبيّضْ وجوهَنا ويُدخِلْنا الجنَّة ويُجِرنا من النار فيكشف لهم عن الحجاب، فينظرون الى الله عز وجل فما شيء أعطُوهُ أحبُّ اليهم من النظر اليه، وهي الزيادة". قال أبو القاسم وحدّثني جدي قال ثنا يزيد بن هارون ان حماد بن سلمة بإسناده مثله. قال أبو القاسم وحدثني هارون بن عبدالله، قال: سمعت يزيد يعني ابن هارون لما حدّثَ بهذا الحديث قال: من كذَّبَ بهذا الحديث فهو زنديق أو كافر. قال أبو القاسم حدثنا عبدالله بن عمر وأبو عبدالرحمن الكوفي عن حسين بن علي الجعفي عن زائدة ثنا بيان البَجَليّ عن قيس بن أبي حازم قال حدثنا جرير قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "إنّكم ترونَ ربكم يوم القيامةِ كما تَرونَ هذا لا تضامون في رؤيته" يعني القمر. قال حسين الجعفي على رغم أنف جُهيم والمُريسي. قال أبو القاسم: وحدثنا أحمد بن ابراهيم العبدي وأبو بكر بن أبي شيبة قالا حدثنا عبدالله بن ادريس ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال: قلنا يا رسول الله أنرى ربنا جل ثناؤه قال: "أتضارون في رؤية الشمس في الظهيرة في غير سحاب؟" قلنا لا. قال: "أفتُضارُّونَ في رؤيةِ القمر ليلة البدر في غير سحاب؟" قلنا: لا قال: "فإنمكم لا تضارُّون [في رُؤيته كما لا تضارُّون] في رؤيتهما". قال أبو القاسم: وحُدّثتُ عن أحمد بن حنبل عن يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش. قال: قال الأعمش: لا تَضارُّونَ يعني لا تمارون. قال أبو القاسم: وحدثنا هدبة بن خالد ثنا وهيب بن خالد ثنا مصعب بن محمد عن أبي صالح السمَّان عن أبي هريرة قال: قيل يا رسول الله أكلنا يرى ربه جل ذكره يوم القيامة؟ قال "أكلكم يرى الشمس نصف النهار وليس في السماء سحابة؟" قالوا نعم. قال: "أفكلكم يرى القمر ليلة البدر وليس في السماء سحابة؟" قالوا: نعم. قال: "فوالذي نفسي بيده لَتروُنَّ ربكم جل وعز يوم القيامة لا تُضارّونَ في رؤيته كما لا تضارونَ في رؤيتهما" قال أبو القاسم: وحدثنا عثمان ابن أبي شيبة ثنا أبو أسامة ثنا الأعمش أخبرني خيثمة بن عبدالرحمن عن عديّ بن حاتم الطائي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أحدٍ منكم إلاّ سيكلمه ربه جل وعز ليس بينه وبينه ترجمانٌ ولا حاجبٌ يحجبه فينظر أيمن منه فلا يرى إلاّ شيئاً قدمه ثم ينظر أشأم منه فلا يرى إلاّ شيئاً قدمه ثم ينظر أمامه فلا يرى شيئاً إلاّ النار فاتقُوا النارَ ولو بِشِقِّ تمرةِ" لم يقل في هذا الحديث عن الأعمش: ولا حاجب يحجبه، إلا أبو أسامة وحده. ومن ذلك ما حدّثناه أحمج بن علي بن سهيل ثنا زهير يعني ابن حرب ثنا اسماعيل عن هشام الدستوائي عن قتادة عن صفوان بن مَحرّرٍ قال: قال رجل لابن عمر: كيفَ سَمِعتَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى؟ قال سمعته يقول: "يُدنَى المؤمنُ يومَ القيامة من ربه جل وعز حتى يضعَ كنفهُ فيقرّرهُ بذنوبه فيقول: هل تعرف فيقول: ربّ أعرفُ قال: فإِني قد سترتها عَلَيكَ في الدنيا واني أغفرها لك اليوم - قال - فَيُعطَى صحيفة حسابه وأما الكفار والمنافقون فيُنادى بهم على رؤوس الخلائق هؤلاء الذين كذبوا على الله". قال أبو جعفر: وهذا الباب عن أنس وعن أبي رَزِينٍ/ 302/ أ عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه عن الصحابة رضي الله عنهم منهم أبو بكر الصديق وحذيفة عن التابعين إلا انّا كرهنا الاطالة اذ كان ما ذكرناه من الحديث كفاية. وقد حَدّثنا عبدالله بن أحمد بن عبدالسلام سَمِعتُ محمد بن يحيى النيسابوري يقول: السُّنّةُ عندنا وهو قول أئمتنا مالك بن أنس وأبي عبدالرحمن بن عمر، والأوزاعي وسفيان بن سعيد الثوري وسفيان بن عيينة الهلالي وأحمد بن حنبل عَهِدنَا أهل العلم أنّ الله جل وعز يُرَى في الآخرة بالأبصار يراه أهلُ [الجنة، فأما سواهم من بني آدم فلا قال: والحجة في ذلك أحاديث مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قيل له: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم] القيامة وذكر الحديث. قال محمد بن يحيى: وان الايمان بهذه الأحاديث المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في رؤية الرب في القيامة والقدر والشفاعة وعذاب القبر والحوض والميزان والدجال والرجم ونزول الرب تبارك وتعالى في كل ليلة بعد النصف أو الثلث الباقي والحساب والنار والجنة أنَّهما مخلوقتان غير فانيتين، وأنه ليس أحد سيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان يترجم له ونحوها من الأحاديث، والتصديق بها لازم للعباد ان يؤمنوا بها وان لم تبلغه عقولهم ولم يعرفوا تفسيرها فعليهم الايمان بها والتسليم بلا كيف ولا تنقير ولا قياس لأن افعال الله لا تُشّبه بأفعالِ العبادِ. قال أبو جعفر: فهذا كلام العلماء في كل عصرٍ المعروفين بالسّنةِ حتى انتَهَى ذلك الى أبي جعفر محمد بن جرير، فذكر كلام من أنكر الرؤية واحتجاجَهُ وتمويهَهُ ورَدًَّ ذلك عليه وبيّنَهُ ونحن نذكر كلامه نصاً إذ كان قد بلغ فيه المراد ان شاء الله فذكر اعتراضهم بقوله تعالى {لا تدرِكُهُ الأبصارُ وهو يدركُ الأبصارَ} فأما قوله جل وعز {قال ربّ أرني أنظُرْ اليك قال لن تراني} فمما لا يحتاج الى حجة لأن فيه دليلاً على النظر اذ كان موسى صلى الله عليه وسلم مع مَحلِّهِ لا يجوز أن يسأل ما لا يكون فدلّ على أن هذا جائز أن يكون، وكان الوقت الذي سأله في الدنيا، فالجواب أنه لا يراه في الدنيا أحَدٌ واحتجّ في تمويههم بقوله عز وجل لا تدركه الأبصار يقول عطية العوفي في قول الله جل وعز {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} قال: هم ينظرون الى الله عز وجل لا تحيط أبصارهم به من عظمته وبصرهُ يحيطُ بهم فلذلك قوله {لا تدركُهُ الأبصار} قال: واعتل قائلو هذه المقالة بقوله جل وعز {حتى إذا أدركهُ الغرق} والغرق غير موصوف بأنه رآه قالوا: بمعنى "لا تدركه الأبصار" من معنى لا تراه بعيداً؛ لأن الشيء قد يُدرِكُ الشيء ولا يراه مثل "حتّى إذا أدرَكَهُ الغَرقُ" فكذا قد يرى الشيء الشيء ولا يدركه ومثله {قال أصحَابُ موسى إنا لَمُدركونَ} وقد كان أصحابُ فِرعَونَ رأوهم ولم يدرِكُوهُم وقد قال جل ثناؤه "لا تخافُ دَرَكاً" فإِذا كانَ الشيء قد يرى الشيء لا يُدرِكُهُ ويُدرِكُهُ ولا يراه عُلِمَ أنّ "لا تُدرِكُهُ الأبصار" من معنى لا تراه الأبصار بمعزل، وأن معنى ذلك لا تحيط به الأبصار لأن الاحاطة به غير جائزة. والمؤمنون وأهل الجنة يرون ربهم جل وعز ولا تُدركُهُ أبصارهم بمعنى لا تحيط به اذ كان غير جائز أن يكون يوصف الله بأن شيئاً يُحيطُ به ونظير جواز وصفه بأنه يُرَى ولا يُدرَكُ وصفِهِ بأنه يُعلَمُ ولا يُحَاطُ به. قال تبارك وتعالى {ولا يُحِيطُونَ بِشَيءٍ منْ عِلمِهِ إلاّ بما شَاءَ} ومعنى العلم هنا المعلوم فلم يكن في نَفيِه عن خلقِهِ أن يُحِيطُوا بشيء من علمه إلا بما شاء/ 302/ ب نَفيٌ عن أن يعلموه وإنما هو نفيُ الاحاطة به، وكذا ليس في نفي ادراك الله جل وعز البصر في رؤيته له [نفيُ رؤيته له] فكما جاز أن يعلم الخلقَ شيئاً ولا يحيطون به علماً كذا جاز أن يَروا ربهم بأبصارهمْ ولا تُدرِكُهُ أبصارهم اذ كان معنى الرؤية غير معنى الادراك، ومعنى الادراك غير معنى الرؤية لأن معنى الادراك الاحاطة كما قال ابن عباس: لا تحيط به الأبصار وهو يحيط بها. فإن قيل: وما أنكرتم أن يكون معنى "لا تدركه الأبصار" لا تراه؟ قلنا له: أنكرنا ذلك لأن الله أخبر في كتابه ان وُجُوهاً في القيامة الى الله سبحانه ناظرة، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم سَيرونَ ربهم جل وعز يوم القيامة كما يرون القمر ليلة البدر وكما يرون الشمس ليس دونها سحابة. فكتاب الله يُصدّق بَعضُهُ بعضاً، فعلم أن معنى "لا تدركه الأبصار" غير معنى "إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ". قال: وقيل: المعنى لا تدركه أبصار الخلق في الدنيا وتدركه في الآخرة فجعلوا هذا مخصوصاً. قال: وقيل: المعنى لا تدركه أبصار الظالمين في الدنيا والآخرة وتدركه أبصار المؤمنين، وقيل: "لا تدركه الأبصار" بالنهاية والاحاطة: فأما الرؤية فنعم، وقيل: لا تدركه الأبصار كإدراكه الخلق، لأن أبصارهم ضعيفة، وقال آخرون: الآية على العموم ولن يدرك الله جل ثناؤه بصرُ أحدٍ في الدنيا والآخرة، ولكن الله جل وعز يُحدِثُ لأوليائه يَومَ القيامة حَاسَةً سَادِسَةً سوى حواسهم الخمس فيرونه بها. والصواب من القول في ذلك عندنا ما تَظَاهرَتْ بهِ الأخبار عن النبي صلى الله عيه وسلم "انكم سترون ربكم فالمؤمنون يرونه والكافرون عند يومئذ محجوبون". ولأهل هذه المقالة أشياء يُلبسون بها فمنهم من يدفع الحديث مكابرة وطعناً على أهل الاسلام، ومنهم من يأتي بأشياء نكرة ذكرها. قال محمد بن جرير: وانما ذكرنا هذا ليعرف من نظر نعني فيه انهم لا يرجعون من قولهم إلاّ الى ما لبّسَ عليهم الشيطان مما يَسهُلُ على أهل الحق البيان عن فساده، ولا يرجعون في قولهم الى آية من التنزيل، ولا رواية عن الرسول صحيحة ولا سقيمة، فهم في الظلماء يخبطون وفي العمياء يترددون نعوذ بالله من الحيرة والضلالة. قال أبو جعفر: فأما شرح "تضارون" واختلاف الرواية فيه فنمليه. فيه ثمانية أوجه: يُروَى "تُضارون" بالتخفيف و "تُضامُون" مخففاً، ويجوز تُضَامّونَ وتُضارّونَ بضم التاء وتشديد الميم والراء، ويجوز تَضَامُّون على أن الأصل تَتَضَامُّونَ حذفت التاء كما قال جل وعز "ولا تَفَرّقُوا"، ويجوز تَضّامُّون تدغم التاء في الضاد، ويجوز تضارّون على حذف التاء، ويجوز تَضّارّون على ادغام التاء في الضاد والذي رواه المتقنون مُخَفّفُ تُضَامُونَ وتُضَارُونَ. سمعت أبا اسحاق يقول: معناه لا ينالكم ضيم ولا ضير في رؤيته أي ترونه حتى تَستووا في الرؤية فلا يضيم بَعضُكم بَعضاً، [ولا يضير بعضكم بعضاً] وقال أهل اللغة قولين آخرين قالوا: لا تُضارُّون بتشديد الراء، ولا تُضامّون بتشديد اليمم مع ضم التاء، وقال بعضهم: بفتح التاء وتشديد الراء والميم على معنى تَتَضَامّونَ وتَتَضارّونَ، ومعنى هذا أنه لا يُضَار بَعضُكُمْ بعضاً أي لا يخالف بعضكم بعضاً في ذلك. يقال ضَارَرتُ فلاناً أُضَارُّهُ مُضَارّةً وَضِراراً اذا خالفته. ومعنى لا تضامّون في رؤيته أنه لا يضمّ بعضكم الى بعض فيقول/ 303/ أ واحد للآخر أرنيه كما يفعلون عند النظر الى الهلال. قال أبو جعفر: الذي ذكرناه من تفسير الأعمش أن معناه لا تُضارّون يوجب أن تكون روايته لا تُضَارّون والأصل لا تُضَارُونَ ثم أدغمت الراء في الراء، ومن قال معناه لا تضارّون فالأصل عنده لا تضاررونَ ثم أُدغم، وهذا كله مِن ضَارّهُ اذا خالفه ما حكاه أبو اسحاق وخالفه وما رآه واحد. ويقال: نَضَرَ وجهُهُ نَضْراً ونَضَارةً ونَضْرةً ونَضَرَهُ اللهُ ينضرُه وأنضرُه ينضره من الاشراق والنعمة وحسن العيش والغِنى.
إعراب الآية ٢٢ من سورة القيامة مشكل إعراب القرآن للخراط
{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ }
"وجوه" مبتدأ، و"ناضرة" نعت، و"يومئذ" ظرف متعلق بـ "ناضرة"، وسوَّغ الابتداء بالنكرة كون الموضع موضع تفصيل، وكون المبتدأ موصوفا.
"وجوه" مبتدأ، و"ناضرة" نعت، و"يومئذ" ظرف متعلق بـ "ناضرة"، وسوَّغ الابتداء بالنكرة كون الموضع موضع تفصيل، وكون المبتدأ موصوفا.