إعراب : خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر

إعراب الآية 7 من سورة القمر , صور البلاغة و معاني الإعراب.

خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ

التفسير الميسر. تفسير الآية ٧ من سورة القمر

خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر

ذليلة أبصارهم يخرجون من القبور كأنهم في انتشارهم وسرعة سيرهم للحساب جرادٌ منتشر في الآفاق، مسرعين إلى ما دُعُوا إليه، يقول الكافرون: هذا يوم عسر شديد الهول.
(خُشَّعًا)
حَالٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
(أَبْصَارُهُمْ)
فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ لِلصِّفَةِ الْمُشَبَّهَةِ (خُشَّعًا) :، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
(يَخْرُجُونَ)
فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
(مِنَ)
حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ.
(الْأَجْدَاثِ)
اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(كَأَنَّهُمْ)
(كَأَنَّ) : حَرْفُ تَشْبِيهٍ وَنَصْبٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ اسْمُ كَأَنَّ.
(جَرَادٌ)
خَبَرُ (كَأَنَّ) : مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
(مُنْتَشِرٌ)
نَعْتٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.

إعراب الآية ٧ من سورة القمر

{ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ ( القمر: 7 ) }
﴿خُشَّعًا﴾: حال من ضمير "يخرجون" منصوبة بالفتحة.
﴿أَبْصَارُهُمْ﴾: فاعل مرفوع بفعل "خشعًا".
و"الهاء": ضمير متصل مبني في محلّ جرّ بالإضافة.
و"الميم": للجماعة.
﴿يَخْرُجُونَ﴾: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و"الواو" ضمير متصل مبني في محلّ رفع فاعل.
﴿مِنَ الْأَجْدَاثِ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ "يخرجون".
﴿كَأَنَّهُمْ﴾: كأن: حرف توكيد مشبه بالفعل، و"الهاء": ضمير متصل مبني في محلّ اسم "كأن".
و"الميم": للجماعة.
﴿جَرَادٌ﴾: خبرها مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿مُنْتَشِرٌ﴾: صفة لـ "جراد" مرفوعة بالضمة.
وجملة "يخرجون" لا محلّ لها من الإعراب، لأنها استئنافية.
وجملة "كأنهم جراد" في محل نصب حال من فاعل "يخرجون".

إعراب الآية ٧ من سورة القمر مكتوبة بالتشكيل

﴿خُشَّعًا﴾: حَالٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿أَبْصَارُهُمْ﴾: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ لِلصِّفَةِ الْمُشَبَّهَةِ ( خُشَّعًا )، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿يَخْرُجُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿مِنَ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ.
﴿الْأَجْدَاثِ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿كَأَنَّهُمْ﴾: ( كَأَنَّ ) حَرْفُ تَشْبِيهٍ وَنَصْبٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ اسْمُ كَأَنَّ.
﴿جَرَادٌ﴾: خَبَرُ ( كَأَنَّ ) مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مُنْتَشِرٌ﴾: نَعْتٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.

إعراب الآية ٧ من سورة القمر إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة القمر (54) : الآيات 1 الى 8]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4)
حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ (5) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ (7) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ (8)


اللغة:
(مُزْدَجَرٌ) مصدر ميمي من الزجر إلا أن التاء أبدلت دالا ليوافق الزاي بالجهر، ولك أن تعتبره اسم مكان أي مكان اتعاظ.
(نُكُرٍ) منكر فظيع تنكره النفوس لهوله وهو يوم القيامة.
(مُهْطِعِينَ) الإهطاع هو الإسراع مع مدّ الأعناق والتشوّف بالأنظار بصورة دائمة لا تقلع عن التحديق وهي صورة حيّة مجسّدة للفزع المرتاع الذي يتطلع إلى ما يرتقبه من أهوال.


الإعراب:
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) اقتربت الساعة فعل ماض وفاعل وانشق القمر عطف على الجملة المتقدمة (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) الواو عاطفة وإن شرطية ويروا فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل ويعرضوا جواب الشرط ويقولوا عطف على يعرضوا وسحر خبر لمبتدأ محذوف أي هذا ومستمر صفة لسحر وفي مستمر أربعة أقوال أحدها وهو الظاهر أنه دائم مطّرد وقيل: مستمر قوي محكم من قولهم استمر مريره، قال البحتري في وصف الذئب:
طواه الطوى حتى استمر مريره ... فما فيه إلا الروح والعظم والجلد
وقيل هو من استمر الشيء إذا اشتدت مرارته فلا ينساغ وقيل مستمر مار ذاهب لا يبقى وجميع هذه الاحتمالات سائغة (وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ) الواو عاطفة وكذبوا فعل وفاعل واتبعوا فعل وفاعل وأهواءهم مفعول به، وسيأتي سر العدول عن المضارع إلى الماضي في باب البلاغة، والواو للاستئناف وكل أمر مبتدأ ومستقر خبره والجملة استئناف مسوق لإدخال اليأس إلى قلوبهم مما علّلوا به أمانيهم الكذوب، وفي مستقر قراءات منها مستقر بفتح القاف على أنه اسم مكان أو زمان أو مصدر ميمي أي ذو موضع استقرار أو زمان استقرار أو استقرار وقرئ بالجر صفة لأمر فيكون كل مبتدأ والخبر محذوف أي معمول به أو معطوفا على الساعة واستبعده أبو حيان لطول الفصل بجمل ثلاث (وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ) الواو عاطفة واللام موطئة للقسم وقد حرف تحقيق وجاءهم فعل ماض ومفعول به ومن الأنباء حال من ما وما موصولة أو موصوفة وعلى الحالين هي فاعل جاءهم وفيه خبر مقدّم ومزدجر مبتدأ مؤخر والجملة صلة ما (حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ) حكمة خبر لمبتدأ محذوف أو بدل من ما وبالغة صفة لحكمة ومفعول بالغة محذوف والتقدير بالغة غايتها أي لا يتطرق إليها خلل والفاء عاطفة وما نافية أو استفهامية للإنكار وهي في محل نصب مفعول مطلق أي فأي غناء تغن النذر ويجوز أن تجعلها مفعولا به مقدّما أي فأي شيء من الأشياء تغن النذر وتغن فعل مضارع مرفوع والنذر فاعل تغن (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ) الفاء الفصيحة وتولّ فعل أمر مبني على حذف حرف العلة وفاعله مستتر تقديره أنت أي لا تناظرهم بالكلام وعنهم متعلقان بتولّ ويوم ظرف متعلق باذكر مضمرا أو بيخرجون وجملة يدع في محل جر بإضافة الظرف إليها وحذفت الياء من يدعو خطا والداعي فاعل يدعو وقرئ بإسقاط الياء اكتفاء بالكسرة وإلى شيء متعلقان بيدعو ونكر صفة لشيء (خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ) خشعا حال وقرئ خاشعة وخاشعا وأبصارهم فاعل خشعا قال الزجّاج: ولك في أسماء الفاعلين إذا تقدمت على الجماعة التوحيد فتقول خاشعا أبصارهم ولك التوحيد والتأنيث نحو خاشعة أبصارهم ولك الجمع نحو خشعا أبصارهم وتقول مررت بشباب حسن أوجههم وحسنة أوجههم وحسان وجوههم قال:
وشباب حسن أوجههم ... من إياد بن نزار بن معبد
وقال الزمخشري: «ويجوز أن يكون في خشعا ضميرهم وتقع أبصارهم بدلا منه وجملة يخرجون مستأنفة ومن الأجداث متعلقان بيخرجون» وكأن واسمها وجراد خبرها ومنتشر صفة وجملة كأنهم جراد حال (مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ) مهطعين منصوب على الحال أيضا من فاعل يخرجون وإلى الداع متعلقان بمهطعين وجملة يقول الكافرون استئنافية كأنها قد وقعت جوابا لسؤال عمّا نشأ من وصف اليوم بالأهوال وأهله بسوء الحال كأنه قيل فما يكون حينئذ فقيل يقول الكافرون وجوّز بعضهم أن تكون الجملة حالية من فاعل يخرجون فالأحوال من الواو إذن أربعة واحد مقدّم وثلاثة مؤخرة وجملة هذا يوم عسر مقول القول.


البلاغة:
1- المبالغة: في قوله: «اقتربت الساعة» زيادة مبالغة على قرب، كما أن في اقتدر زيادة مبالغة على قدر لأن أصل افتعل إعداد المعنى بالمبالغة نحو اشتوى إذا اتخذ شواء بالمبالغة في إعداده.
2- العدول عن المضارع إلى الماضي: وفي قوله تعالى: «وكذبوا واتبعوا أهواءهم» عدول عن المضارع كما يقتضيه ظاهر السياق لكون كذبوا واتبعوا معطوفين على يعرضوا، والسر في هذا العدول الإشعار بأنهما من عاداتهم القديمة.
3- التشبيه المرسل المفصل: وفي قوله «يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر» تشبيه مرسل مفصّل لأن الأركان الأربعة موجودة فيه فقد شبّههم بالجراد في الكثرة والتموج وعبارة القرطبي «كأنهم جراد منتشر مهطعين إلى الداع» وقال في موضع آخر: «يوم يكون الناس كالفراش المبثوث فهما صفتان في وقتين مختلفين أحدهما عند الخروج من القبور يخرجون فزعين لا يهتدون أين يتوجهون فيدخل بعضهم في بعض فهم حينئذ كالفراش المبثوث بعضه في بعض لا جهة له يقصدها فإذا سمعوا المنادي قصدوه فصاروا كالجراد المنتشر لأن الجراد له وجه يقصده» وهذا تعقيب جميل. وقد أفاد هذا التشبيه تجسيد الصورة وتشخيصها فهذه الجموع الخارجة من الأجداث في مثل رجع الطرف تشبه الجراد الذي اشتهر بانتشاره واحتشاده دون أن يكون له هدف من هذا الانتشار والاحتشاد وكذلك هذه الجمع قد ألجمها الخوف وعقد الهول أفهامها وضرب عليها رواكد من الحيرة وغشيها بأمواج من الضلالة والرين فهي تسير تلبية لدعوة الداع دون أن تعرف لم يدعوها، ولكنها تعرف بصورة مبهمة أنه يدعوها إلى شيء نكر لا تكتنه حقيقته ولا تعرف فحواه.

إعراب الآية ٧ من سورة القمر التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ (7)) . قَوْلُهُ تَعَالَى: (خُشَّعًا) : هُوَ حَالٌ، وَفِي الْعَامِلِ وَجْهَانِ:
أَحَدُهُمَا: يَدْعُو؛ أَيْ يَدْعُوهُمُ الدَّاعِي، وَصَاحِبُ الْحَالِ الضَّمِيرُ الْمَحْذُوفُ. وَ «أَبْصَارُهُمْ» مَرْفُوعٌ بِخُشَّعًا، وَجَازَ أَنْ يَعْمَلَ الْجَمْعُ لِأَنَّهُ مُكَسَّرٌ. وَالثَّانِي: الْعَامِلُ «يَخْرُجُونَ» .
وَقُرِئَ: خَاشِعًا؛ وَالتَّقْدِيرُ: فَرِيقًا خَاشِعًا؛ وَلَمْ يُؤَنَّثْ؛ لِأَنَّ تَأْنِيثَ الْفَاعِلِ تَأْنِيثُ الْجَمْعِ، وَلَيْسَ بِحَقِيقِيٍّ؛ وَيَجُوزُ أَنْ يَنْتَصِبَ خَاشِعًا بِيَدْعُو عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولُهُ.
وَ «يَخْرُجُونَ» عَلَى هَذَا حَالٌ مِنْ أَصْحَابِ الْأَبْصَارِ.
وَ (كَأَنَّهُمْ) : حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي «يَخْرُجُونَ» .

إعراب الآية ٧ من سورة القمر الجدول في إعراب القرآن

[سورة القمر (54) : الآيات 6 الى 8]
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ (7) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ (8)


الإعراب
(الفاء) لربط السبب بالمسبّب عاطفة (عنهم) متعلّق ب (تولّ) ، (يوم) ظرف منصوب متعلّق ب (يخرجون) ، (يدع) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو المحذوفة لمناسبة قراءة الوصل (الداع) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف (إلى شيء) متعلّق ب (يدعو) . جملة: «تولّ عنهم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تنبّه إلى هذا فتولّ وجملة: «يدعو الداعي ... » في محلّ جرّ مضاف إليه 7- (خشّعا) حال منصوبة من فاعل يخرجون (أبصارهم) فاعل الصفة المشبّهة (خشّعا) ، (من الأجداث) متعلّق ب (يخرجون) .
وجملة: «يخرجون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «كأنّهم جراد ... » في محلّ نصب حال من فاعل يخرجون 8- (مهطعين) حال من فاعل يخرجون (إلى الداع) متعلّق ب (مهطعين) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف (عسر) نعت للخبر (يوم) مرفوع وجملة: «يقول الكافرون ... » لا محل لها استئناف بيانيّ وجملة: «هذا يوم ... » في محلّ نصب مقول القول


الصرف
(6) : يدع، رسم في المصحف بغير واو اتّباعا لقراءة الوصل بسبب التقاء الساكنين (الداع) : رسم في المصحف بغير ياء للتخفيف (نكر) : صفة مشبّهة بمعنى المنكر أو الأمر الشديد، وزنه فعل بضمتين.
(7) منتشر: اسم فاعل من الخماسيّ انتشر، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.
(خشّعا) : جمع خاشع، اسم فاعل من الثلاثي خشع وزنه فاعل والجمع فعّل بضم التاء وفتح العين المشددة.
(8) عسر: صفة مشبهة من الثلاثي عسر باب فرح وباب كرم، وزنه فعل بفتح فكسر

البلاغة
1- الكناية: في قوله تعالى خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ.
فخشوع الأبصار كناية عن الذلة والانخذال لأن ذلة الذليل، وعزة العزيز، تظهران في عيونهما.
2- التشبيه المرسل المفصل: في قوله تعالى يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ.
حيث شبههم بالجراد المنتشر، في الكثرة والتموج والانتشار في الأقطار، وقد جاء تشبيههم بالجراد منتشر، في الكثرة والتموج والانتشار في الأقطار، وقد جاء تشبيههم بالفراش المبثوث. وقد قيل: يكونون أولا كالفراش حين يموجون فزعين، لا يهتدون أين يتوجهون، لأن الفراش لا جهة لها تقصدها، ثم كالجراد المنتشر إذا توجهوا إلى المحشر، فهما تشبيهان باعتبار وقتين.
الفوائد:
- ما افترق فيه الحال والتمييز وما اجتمعا فيه:
1- يجتمع الحال والتمييز في خمسة أمور، هي: كونهما اسمان، نكرتان، فضلتان، منصوبتان، دافعتان للإبهام.
2- يفترقان في سبعة أمور هي:
1- يكون الحال جملة (كجاء زيد يضحك) ، وظرفا نحو (رأيت الهلال بين السحاب) ، وجارا ومجرورا نحو (أعجبني السمك في الماء) . والتمييز لا يكون إلا اسما.
2- الحال قد يتوقف معنى الكلام عليها، كقوله تعالى: وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى بخلاف التمييز.
3- الحال مبنية للهيئات، والتمييز مبين للذوات.
4- الحال تتعدد، بخلاف التمييز.
5- الحال تتقدم على عاملها، إذا كان فعلا متصرفا، أو وصفا يشبهه، كقوله تعالى: خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ. ولا يجوز ذلك في التمييز، أما ما ورد في الشعر (أنفسا تطيب) فضرورة. 6- حق الحال الاشتقاق، وحق التمييز الجمود. وقد يتعاكسان، فيأتي الحال جامدا (هذا مالك ذهبا) ، ويأتي التمييز مشتقا (لله درّه فارسا) .
7- الحال تكون مؤكدة لعاملها، نحو قوله تعالى: وَلَّى مُدْبِراً فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ. ولا يقع التمييز كذلك.

إعراب الآية ٧ من سورة القمر النحاس

{خُشَّعاً..} [7] منصوب على الحال {أَبْصَارُهُمْ} مرفوع بفعله هذه قراءة أهل الحرمين، وقرأ أهل الكوفة وأهل البصرة {خَاشِعاً أبصَارُهُم} وعن ابن مسعود {خاشعةً أَبْصَارُهُمْ} فمن قال خاشعاً وَحَّدَ، لأنه بمنزلة الفعل المتقدم، ومن قال: خاشِعةً أنَّثَ كتأنيثِ الجماعة، ومن قال خُشَّعاً جمع لأنه جمعُ مُكَسَّرٌ/ 258/ أ فقد خالف الفعل، ولو كان في غير القرآن جاز الرفع على التقديم والتأخير {يَخْرُجُونَ} في موضع نصب على الحال أيضاً {مِنَ ٱلأَجْدَاثِ} واحدها جَدَثٌ، ويقال: جَدَفٌ للقبر، مثل فُومٍ وثُومٍ {كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ} في موضع نصب على الحال وكذا قوله {مُّهْطِعِينَ إِلَى ٱلدَّاعِ يَقُولُ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} [8] مبتدأ وخبره.

إعراب الآية ٧ من سورة القمر مشكل إعراب القرآن للخراط

{ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ } "خُشَّعا" ، حال من فاعل "يخرجون" ويجوز تقديم الحال على الفعل المتصرف، "أبصارهم" فاعل بـ"خشعا"، وجمع التكسير أكثر من الإفراد، وأما جمع السلامة نحو: "مررت بقوم كريمين آباؤهم" فيُحمل على لغة (أكلوني البراغيث)، وجملة "يخرجون" مستأنفة، وجملة "كأنهم جراد" حال من فاعل "يخرجون".