إعراب : ما أنت بنعمة ربك بمجنون

إعراب الآية 2 من سورة القلم , صور البلاغة و معاني الإعراب.

مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ

التفسير الميسر. تفسير الآية ٢ من سورة القلم

ما أنت بنعمة ربك بمجنون

(ن) سبق الكلام على الحروف المقطعة في أول سورة البقرة. أقسم الله بالقلم الذي يكتب به الملائكة والناس، وبما يكتبون من الخير والنفع والعلوم. ما أنت -أيها الرسول- بسبب نعمة الله عليك بالنبوة والرسالة بضعيف العقل، ولا سفيه الرأي، وإن لك على ما تلقاه من شدائد على تبليغ الرسالة لَثوابًا عظيمًا غير منقوص ولا مقطوع، وإنك -أيها الرسول- لعلى خلق عظيم، وهو ما اشتمل عليه القرآن من مكارم الأخلاق؛ فقد كان امتثال القرآن سجية له يأتمر بأمره، وينتهي عما ينهى عنه.
(مَا)
حَرْفُ نَفْيٍ يَعْمَلُ عَمَلَ "لَيْسَ" مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(أَنْتَ)
ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ اسْمُ مَا.
(بِنِعْمَةِ)
"الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ(نِعْمَةِ) : اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ مُتَعَلِّقٌ بِمَعْنَى النَّفْيِ فِي (مَا) :، وَالْبَاءُ تُفِيدُ السَّبَبِيَّةَ؛ أَيِ انْتَفَى كَوْنُكَ مَجْنُونًا بِسَبَبِ نِعْمَةِ رَبِّكَ عَلَيْكَ.
(رَبِّكَ)
مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
(بِمَجْنُونٍ)
"الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ زَائِدٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ(مَجْنُونٍ) : خَبَرُ (مَا) : مَجْرُورٌ لَفْظًا مَنْصُوبٌ مَحَلًّا وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.

إعراب الآية ٢ من سورة القلم

{ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ( القلم: 2 ) }
﴿مَا﴾: حرف نفي بمنزلة "ليس" في لغة أهل الحجاز ولا عمل لها في لغة بني تميم.
﴿أَنْتَ﴾: ضمير رفع منفصل مبنيّ على الفتح في محلّ رفع اسم "ما" على اللغة الأولى، ومبتدأ على اللغة الثانية.
﴿بِنِعْمَةِ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"مجنون" في محلّ نصب حال بمعنى: ما أنت مجنون منعم عليك بالنبوة.
﴿رَبِّكَ﴾: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، و "الكاف": ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿بِمَجْنُونٍ﴾: الباء: حرف جرّ زائد لتأكيد النفي.
مجنون: اسم مجرور لفظًا منصوب محلًا على أنه خبر "ما" مرفوع محلًا على أنه خبر "أنت".
وجملة "ما أنت" بمجنون لا محلّ لها من الإعراب؛ لأنّها جواب القسم.

إعراب الآية ٢ من سورة القلم مكتوبة بالتشكيل

﴿مَا﴾: حَرْفُ نَفْيٍ يَعْمَلُ عَمَلَ "لَيْسَ" مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿أَنْتَ﴾: ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ اسْمُ مَا.
﴿بِنِعْمَةِ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( نِعْمَةِ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ مُتَعَلِّقٌ بِمَعْنَى النَّفْيِ فِي ( مَا )، وَالْبَاءُ تُفِيدُ السَّبَبِيَّةَ؛ أَيِ انْتَفَى كَوْنُكَ مَجْنُونًا بِسَبَبِ نِعْمَةِ رَبِّكَ عَلَيْكَ.
﴿رَبِّكَ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿بِمَجْنُونٍ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ زَائِدٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( مَجْنُونٍ ) خَبَرُ ( مَا ) مَجْرُورٌ لَفْظًا مَنْصُوبٌ مَحَلًّا وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.

إعراب الآية ٢ من سورة القلم إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة القلم (68) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ (1) ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)
فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7)


الإعراب:
(ن، وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ) ن تقدم القول في إعراب فواتح السور، ونضيف ما قاله الزمخشري في الرد على المتعسفين، قال: هذا الحرف من حروف المعجم وأما قولهم هو الدواة فما أدري أهو وضع لغوي أم شرعي ولا يخلو إذا كان اسما للدواة من أن يكون جنسا أو علما فإن كان جنسا فأين الإعراب والتنوين وإن كان علما فأين الإعراب وأيّهما كان فلا بدّ له من موقع في تأليف الكلام فإن قلت هو مقسم به وجب إن كان جنسا أن تجرّه وتنوّنه ويكون القسم بدواة منكرة مجهولة كأنه قيل ودواة والقلم، وإن كان علما أن تصرفه وتجرّه أو لا تصرفه وتفتحه للعملية والتأنيث وكذلك التفسير بالحوت إما أن يراد نون من النينان أو يجعل علما للبهموت الذي يزعمون والتفسير باللوح من نور أو ذهب والنهر في الجنة. وأكد أبو حيان أنه لا يصحّ شيء من ذلك.
والواو حرف قسم وجر والقلم مقسم به والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره أقسم وأقسم تعالى بالقلم تعظيما لأمره وتنويها بشأنه ولما فيه من الفوائد والمنافع التي لا يحيط بها الوصف أي فالمراد به جنس القلم الشامل للأقلام التي يكتب بها، قال تعالى «وربك الأكرم الذي علّم بالقلم» وبأنه ينتفع به كما ينتفع بالمنطق ولهذا قيل: القلم أحد اللسانين. والواو حرف عطف وما موصولة أو مصدرية وعلى كل حال هي معطوفة على القلم فأقسم أولا بالقلم ثم بسطر الملائكة أو بمسطورهم فالمقسم به شيئان على ثلاثة أشياء نفي الجنون عنه وثبوت الأجر له وكونه على الملّة الحنيفية السمحاء (ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) جملة لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم وما نافية حجازية وبنعمة ربك متعلقان بمعنى النفي المدلول عليه بما والباء للسبب والباء حرف جر زائد ومجنون مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر ما والمعنى انتفى عنك الجنون بسبب إنعام ربك عليك بالنبوّة وغيرها، وسيأتي مزيد بيان لتعلق الجار والمجرور والظرف بمعنى النفي في باب الفوائد (وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ) الواو حرف عطف والجملة وما بعدها عطف على جملة جواب القسم فهما من جملة المقسم عليه كما تقدم آنفا وإن حرف مشبه بالفعل ولك خبرها المقدم واللام المزحلقة وأجرا اسمها وغير ممنون نعت أي غير مقطوع (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) إن واسمها واللام المزحلقة وعلى خلق خبر وعظيم نعت (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ) الفاء استئنافية والسين حرف استقبال وتبصر فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر تقديره أنت ويبصرون عطف على ستبصر (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) اختلف المعربون فيها اختلافا شديدا ونورد أرجح الأقوال وهي أربعة: 1- أن الباء مزيدة في المبتدأ والتقدير أيّكم المفتون فزيدت الباء كزيادتها في نحو بحسبك زيد 2- أن الباء بمعنى في فهي ظرفية كقولك زيد بالبصرة أي فيها والمعنى في أيّ فرقة وطائفة منكم المفتون 3- أنه على حذف مضاف أي بأيّكم فتن المفتون فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وتكون الباء سببية 4- أن المفتون مصدر جاء على مفعول كالمعقول والميسور والتقدير بأيّكم الفتون والجملة على كل حال في محل نصب معمولة لما قبلها لأنه معلق بأداة الاستفهام وسيأتي مزيد بحث في هذا الصدد في باب الفوائد (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) الجملة لا محل لها لأنها تعليل لما تقدم لأن ما قبلها أنبأ بظهور جنونهم بحيث لا يخفى على أحد، وإن واسمها وهو مبتدأ وأعلم خبر والجملة خبر إن، ولك أن تعرب هو ضمير فصل وأعلم خبر وبمن متعلقان بأعلم وجملة ضلّ صلة وعن سبيله متعلقان بضل وهو مبتدأ وأعلم خبر وبالمهتدين متعلقان بأعلم.


البلاغة:
في قوله «ن والقلم وما يسطرون» إلى قوله «غير ممنون» فن المناسبة اللفظية، وهي عبارة عن الإتيان بلفظات متّزنات مقفّات.


الفوائد:
1- منع جمهور النحاة تعليق الجار والمجرور والظرف بأحرف المعاني، وأجازه بعضهم وفصّل بعضهم، فقال إن كان نائبا عن فعل حذف جاز ذلك على سبيل النيابة لا الأصالة وإلا فلا، قال ابن هشام في المغني: ومن ذلك قوله تعالى: ما أنت بنعمة ربك بمجنون، الباء متعلقة بالنفي إذ لو علقت بمجنون لأفاد نفي جنون خاص وهو الذي يكون من نعمة الله وليس في الوجود جنون هو نعمة. هذا ما ذكره ابن الحاجب وغيره وهو كلام بديع إلا أن جمهور النحويين لا يوافقون على صحة التعلّق بالحرف فينبغي أن يقدّر على قولهم أن التعلق بفعل دلّ عليه النافي أي انتفى ذلك بنعمة ربك وقد ذكرت في شرحي لقصيدة كعب بن زهير عند الكلام على قوله:
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا ... إلا أغن غضيض الطرف مكحول
إن المختار تعلق الظرف بمعنى التشبيه الذي تضمنه البيت وذلك على أن الأصل وما كسعاد إلا ظبي أغن على التشبيه المعكوس للمبالغة لئلا يكون الظرف متقدما في التقدير على اللفظ الحامل لمعنى التشبيه وإذا جاز لحرف التشبيه أن يعمل في الحال في نحو قوله:
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا ... لدى وكرها العناب والحشف البالي
مع أن الحال شبيهة بالمفعول به فعمله في الظرف أجدر.
أما الزمخشري فقد سلك مسلكا غريبا في تعليق بنعمة قال: «فإن قلت: بم تتعلق الباء في بنعمة ربك وما محله؟ قلت يتعلق بمجنون منفيا كما يتعلق بعاقل مثبتا في قولك: أنت بنعمة الله عاقل مستويا في ذلك الإثبات والنفي استواءهما في قولك ضرب زيد عمرا وما ضرب زيد عمرا تعمل الفعل مثبتا ومنفيا إعمالا واحدا كأنه قال: ما أنت بمجنون منعما عليك بذلك ولم تمنع الباء أن يعمل مجنون فيما قبله لأنها زائدة لتأكيد النفي» وقد تبع الزمخشري معظم المفسرين، قال النسفي: «الباء تتعلق بمحذوف ومحله النصب على الحال والعامل فيها بمجنون» .
وتعقب أبو حيان الزمخشري فيما ذهب إليه فقال: «وما ذهب إليه الزمخشري من أن بنعمة ربك متعلق بمجنون وأنه في موضع الحال يحتاج إلى تأمل وذلك أنه إذا تسلط النفي على محكوم به وذلك له معمول ففي ذلك طريقان أحدهما أن النفي يتسلط على ذلك المعمول فقط والآخر أن يتسلط النفي على المحكوم به فينتفي معموله لانتفائه بيان ذلك تقول ما زيد قائم مسرعا فيتبادر إلى الذهن أنه منتف إسراعه دون قيامه فيكون قد قام غير مسرع والوجه الآخر أنه انتفى قيامه فانتفى إسراعه أي لا قيام فلا إسراع وهذا الذي قررناه لا يتأتّى معه قول الزمخشري بوجه بل يؤدي إلى ما لا يجوز أن ينطق به في حق المعصوم صلّى الله عليه وسلم.
2- ذكر صاحب المغني أن الباء في «بأيّكم المفتون» زائدة، قال في مواضع الباء الزائدة: «الثالث المبتدأ وذلك في قولهم بحسبك درهم وخرجت فإذا بزيد وكيف بك إذا كان كذا وكذا ومنه عند سيبويه: بأيّكم المفتون وقال أبو الحسن بأيّكم متعلق باستقرار محذوف يخبر به عن المفتون ثم اختلف فقيل المفتون مصدر بمعنى الفتنة وقيل الباء ظرفية أي في أي طائفة منكم المفتون» .
هذا وقد قال أبو حيان: «لا ينبغي حمله عليه لقلته» فالمعروف أن الباء لا تزاد في المبتدأ إلا إذا كان لفظ «حسب» قياسا، وقال ابن يعيش: «أما زيادتها في المبتدأ ففي موضع واحد وهو بحسبك» وذكر الكافيجي: «إن زيادتها في بحسبك زيادة في الخبر وجعل درهم مبتدأ مؤخرا وبحسبك هو الخبر لأنه هو محطّ الفائدة والمعنى درهم واحد كافيك» قال تلميذه السيوطي: «وهو من الحسن بمكان ولا أعلم في اختياراته في العربية أحسن منه» والمسوغ حينئذ هو تقدم الخبر وهو جار ومجرور.

إعراب الآية ٢ من سورة القلم التبيان في إعراب القرآن

هذه الآية لا يوجد لها إعراب

إعراب الآية ٢ من سورة القلم الجدول في إعراب القرآن

[سورة القلم (68) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ (1) ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)


الإعراب
(والقلم) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ .
والمصدر المؤوّل (ما يسطرون) في محلّ جرّ معطوف على القلم.
جملة: « (أقسم) بالقلم ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «يسطرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
2- (ما) نافية عاملة عمل ليس (بنعمة) متعلّق بمعنى النفي في (ما) ، و (الباء) سببيّة ، (مجنون) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما ...
وجملة: «ما أنت ... بمجنون» لا محلّ لها جواب القسم 3- (الواو) عاطفة (لك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد في موضع لام القسم (غير) نعت ل (أجرا) منصوب.
وجملة: «إنّ لك لأجرا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
4- (الواو) واو العطف (اللام) للتوكيد في موضع لام القسم عوضا من المزحلقة (على خلق) متعلّق بخبر إنّ.
وجملة: «إنّك لعلى خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.


البلاغة
فن المناسبة اللفظية: في قوله تعالى «ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ» وما بعدها، إلى قوله «غَيْرَ مَمْنُونٍ» . وهذا الفن هو عبارة عن الإتيان بلفظات متّزنات.
الاستعارة في الحروف: في قوله تعالى «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» .
على في حقيقتها تفيد الاستعلاء، وهو غير مقصود في الآية، إذ الرسول عليه السلام لا يستعلي فوق الخلق العظيم ويمتطيه، كما يمتطي الرجل صهوة الجواد مثلا، وإنما هو على المجاز والاستعارة، أراد به تمكن الرسول عليه السلام من الخلق العظيم والسجايا الشريفة.


الفوائد
- حسن الخلق:
روى جابر أن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) قال: إن الله بعثني لتمام مكارم الأخلاق وتمام محاسن الأفعال، عن النواس بن سمعان قال: سألت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) عن البر والإثم فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس. عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول: إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم. أخرجه أبو داود.
وعن أبي الدرداء، أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله تعالى يبغض الفاحش البذيء. أخرجه الترمذي
وقال:
حديث حسن صحيح.
وعن جابر، رضي الله عنه، أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: إن من أحبكم إلى الله وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا.
عن أنس، رضي الله عنه، قال: خدمت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) عشر سنين، والله ما قال لي أفّ قط، ولا قال لشيء: لم فعلت كذا، وهلا فعلت كذا.
5- 6

إعراب الآية ٢ من سورة القلم النحاس

{نۤ..} [1] في هذه الكلمة نيف وثلاثون جواباً منها ستة معانٍ وستّ قراءات في إحداهنّ ستة أجوبة. روى الحكمُ بن ظُهَيْرٍ عن أبيه عن أبي هريرة قال: الأرضون على نون ونون على الماء والماء على الصخرة والصخرة لها أربعة أركان على كل ركن منها مَلكٌ قائم/ 289/ أ في الماء. وروى يزيد عن عِكْرمةَ عن ابن عباس قال: المر وحم ون حروفُ الرحمنِ مقطَّعة. وفي حديث مُعاويةَ بنِ قُرّة عن أبيه مرفوعاً قال: ن لَوحٌ من نور. وقال قتادة: نون الدواة. قال أبو جعفر: فهذه أربعة أقوال، وقيل: التقدير ورَبِّ نون، وقيل: هو تنبيه كما تقدم في "ألم". وأما القراءات فهي ستٌّ كما ذكرنا. قرأ أكثر الناس {نون وَٱلْقَلَمِ} ببيان نون، وقرىء بإخفائها، وقرىء بإِدغامها بِغُنَّةٍ وبغير غُنَّةٍ، ورُويَ عن عيسى بن عمر أنه قرأ {نُونَ وَٱلْقَلَمِ} وقرأ ابن أبي اسحاق {نونِ وَٱلْقَلَمِ} بالخفض. فهذه ست قراءات، في المنصوبة منها ستة أجوبة: منها أن تكون منصوبةً بوقوع الفعل عليها أي أذكُرْ نونَ. ولم تنصرف لأنها اسم للسورة، وجواب ثان أن تكون لم تنصرف لأنها اسم أعجَميّ هذان جوابان عن الأخفش سعيد، وقول سيبويه إنها شُبِّهَتْ بأَينَ وكيفَ وقول الفراء إنها شُبِّهَتْ بِثُمَّ، وقيل: شُبِّهَتْ بنون الجميع، وقال أبو حاتم: حذفت منها واو القسم فانتصبت بإِضمارِ فعلٍ، كما تقول: الله لقَدْ كانَ كذا. قال أبو جعفر: فهذه ثمانية عشر جواباً. وفي إسكانها قولان فمذهب سيبويه أن حروف المعجم إنما سُكّنَتْ لأنها بعض حروف الأسماء فلم يجز إعرابها كما لا يُعرَبُ وسط الاسم، ورَدَّ عليه هذا القول بعض الكوفيين فقال: إذا قلتَ زايٌ فقد زدتَ على الحرف ألفاً وياء، وقال أصحُّ من هذا قول الفراء قال: لم تعرب حروف المعجم لأنك إنما أردتَ تعليمَ الهجاء. قال أبو جعفر: وهذا قول صحيح؛ لأنك إذا أردت تعليم الهجاء لم يجز أن تزيد الاعراب فيزول ذلك عن معنى الهجاء إلا أن تنعتَ أو تعطِفَ [فتُعربُ]. ومن بيَّنَ النون قال: سبيل حروف الهجاء أن يُوقف عليها، وأيضاَ فإن النون بعِيدةُ المخرج من الواو فاشبهت حروف الحلق، ولهذا لم يَقْرأ أحدٌ بتبيين النون في "كهيعص" لقرب الصاد من النون فأدغمها الكسائي؛ لأنه بنى الكلام على الوصل، ومن أدغمَ بِغُنَّةٍ أراد ألا يزيل رسم النون، ومنْ حذَفَ الغنة قال؛ المُدَّغَمَ قد صار حكمه حكم ما أدغم فيه، ومن قرأ {نونِ وَٱلْقَلَمِ} كسر لالتقاء الساكنين. قال أبو حاتم: أضمر واو القسم. وإن جمعت نون قُلت: نونات على أنه حرف هجاء، فإِن جمعته على أنه اسم للحوت قُلتَ في الجمع الكثير: نينان، وفي القليل: أنوانٌ، ويجوز نِوَنَةٌ مثل كُوزٍ وكِوَزةٍ {وَٱلْقَلَمِ} خفض بواو القِسم، وهو القلم الذي يكتب به غير أن التوقيف جاء أنه القلم الذي كُتِبَ به في اللوحِ المحفوظ ما هو كائن الى يوم القيامة روى ذلك القاسمُ بنُ أبي بزَّة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ومعاوية بن قُرّة عن أبيه يرفعه {وَمَا يَسْطُرُونَ} واو عطف لا واو قسم، وما والفعل مصدر، ويجوز أن يكون بمعنى الذي، وجواب القسم {مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} [2] أي ما أنت بما أنعم الله عليك من العقل والفهم اذا كان أعقَلَ أهل زمانه "بِمَجْنُونٍ"، وهو المستورُ العقل. ومن هذا جَنَّ عليه الليل وأجنَّه، ومنه قيل: جنِينٌ وللقبر جَننٌ و [للترسِ مِجَنٌّ. قال عمر بن أبي ربيعة: وكانَ مجَنّي دُونَ منْ كُنت أتّقي * ثلاثُ شُخُوصِ كاعبان ومُعصِر وقيل:] جِنٌّ لأنهم مستترون عن أعين الناس مسموع من العرب على غير قياسٍ: أُجِنَّ فهو مجنُونٌ، والقياس مُجَنّ. قال أبو جعفر: وحكى لنا علي بن سليمان عن محمد بن يزيد أنه كان يذهب الى القياس في هذا كأنه يقال: مجنون مِنْ جُنَّ.

إعراب الآية ٢ من سورة القلم مشكل إعراب القرآن للخراط

{ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ }
جملة (ما أنت بمجنون): جواب القسم، و"ما" نافية تعمل عمل ليس، والباء زائدة في خبرها وهو "مجنون"، والجار "بنعمة" متعلق بحال من الضمير في "مجنون"، والتقدير: ما أنت مجنونا ملتبسا بنعمة.