إعراب : قال الله هٰذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ۚ لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ۚ رضي الله عنهم ورضوا عنه ۚ ذٰلك الفوز العظيم

إعراب الآية 119 من سورة المائدة , صور البلاغة و معاني الإعراب.

قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

التفسير الميسر. تفسير الآية ١١٩ من سورة المائدة

قال الله هٰذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ۚ لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ۚ رضي الله عنهم ورضوا عنه ۚ ذٰلك الفوز العظيم

قال الله تعالى لعيسى عليه السلام يوم القيامة: هذا يوم الجزاء الذي ينفع الموحدين توحيدهم ربهم، وانقيادهم لشرعه، وصدقهم في نياتهم وأقوالهم وأعمالهم، لهم جنات تجري من تحت قصورها الأنهار، ماكثين فيها أبدًا، رضي الله عنهم فقبل حسناتهم، ورضوا عنه بما أعطاهم من جزيل ثوابه. ذلك الجزاء والرضا منه عليهم هو الفوز العظيم.
(قَالَ)
فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
(اللَّهُ)
اسْمُ الْجَلَالَةِ فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
(هَذَا)
اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
(يَوْمُ)
خَبَرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
(يَنْفَعُ)
فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
(الصَّادِقِينَ)
مَفْعُولٌ بِهِ مُقَدَّمٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
(صِدْقُهُمْ)
فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
(لَهُمْ)
"اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ.
(جَنَّاتٌ)
مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
(تَجْرِي)
فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلثِّقَلِ.
(مِنْ)
حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(تَحْتِهَا)
اسْمٌ ظَرْفِيٌّ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
(الْأَنْهَارُ)
فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ نَعْتٌ لِـ(جَنَّاتٌ) :.
(خَالِدِينَ)
حَالٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
(فِيهَا)
(فِي) : حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
(أَبَدًا)
ظَرْفُ زَمَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
(رَضِيَ)
فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
(اللَّهُ)
اسْمُ الْجَلَالَةِ فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
(عَنْهُمْ)
(عَنْ) : حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
(وَرَضُوا)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(رَضُوا) : فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ الْمُقَدَّرِ عَلَى الْيَاءِ الْمَحْذُوفَةِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
(عَنْهُ)
(عَنْ) : حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
(ذَلِكَ)
اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
(الْفَوْزُ)
خَبَرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
(الْعَظِيمُ)
نَعْتٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.

إعراب الآية ١١٩ من سورة المائدة

{ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( المائدة: 119 ) }
﴿قَالَ﴾: فعل ماض.
﴿اللَّهِ﴾: لفظ الجلالة فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿هَذَا﴾: ها: حرف تنبيه.
ذا: اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.
﴿يَوْمُ﴾: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿يَنْفَعُ﴾: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿الصَّادِقِينَ﴾: مفعول به مقدم منصوب، وعلامة النصب الياء.
﴿صِدْقُهُمْ﴾: فاعل مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة، و"هم": ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه.
﴿لَهُمْ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بخبر مقدم.
﴿جَنَّاتٌ﴾: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿تَجْرِي﴾: فعل مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء.
﴿مِنْ تَحْتِهَا﴾: من تحت: جارّ ومجرور متعلّقان بـ "تجري"، و"ها": ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.
﴿الْأَنْهَارُ﴾: فاعل "تجري" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿خَالِدِينَ﴾: حال منصوبة من الضمير في "لهم"، وعلامة النصب الياء.
﴿فِيهَا﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ "خالدين".
﴿أَبَدًا﴾: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلّق بـ "خالدين".
﴿رَضِيَ﴾: فعل ماض مبنيّ على الفتح.
﴿اللَّهِ﴾: لفظ الجلالة فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿عَنْهُمْ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ "رضي".
﴿وَرَضُوا﴾: الواو: حرف عطف.
رضوا: فعل ماض مبنيّ على الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
﴿عَنْهُ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ "رضوا".
﴿ذَلِكَ﴾: ذا: اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و"اللام": حرف للبعد.
و"الكاف": حرف للخطاب.
﴿الْفَوْزُ﴾: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿الْعَظِيمُ﴾: نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
وجملة "قال الله" لا محلّ لها من الإعراب، لأنها استئنافيّة.
وجملة "هذا يوم ,,, " في محلّ نصب "مقول القول".
وجملة "ينفع" في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة "لهم جنات" لا محلّ لها من الإعراب، لأنها استئنافية.
وجملة "تجري من تحتها الأنهار" في محلّ رفع نعت لـ "جنات".
وجملة "رضي الله" لا محلّ لها من الإعراب، لأنها استئنافيّة.
وجملة "رضوا عنه" لا محلّ لها من الإعراب، لأنها معطوفة على جملة "رضي الله عنهم".
وجملة "ذلك الفوز" لا محلّ لها من الإعراب، لأنها استئنافيّة.

إعراب الآية ١١٩ من سورة المائدة مكتوبة بالتشكيل

﴿قَالَ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿اللَّهُ﴾: اسْمُ الْجَلَالَةِ فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿هَذَا﴾: اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿يَوْمُ﴾: خَبَرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿يَنْفَعُ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿الصَّادِقِينَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مُقَدَّمٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
﴿صِدْقُهُمْ﴾: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿لَهُمْ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ.
﴿جَنَّاتٌ﴾: مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿تَجْرِي﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلثِّقَلِ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿تَحْتِهَا﴾: اسْمٌ ظَرْفِيٌّ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿الْأَنْهَارُ﴾: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ نَعْتٌ لِـ( جَنَّاتٌ ).
﴿خَالِدِينَ﴾: حَالٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
﴿فِيهَا﴾: ( فِي ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿أَبَدًا﴾: ظَرْفُ زَمَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿رَضِيَ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿اللَّهُ﴾: اسْمُ الْجَلَالَةِ فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿عَنْهُمْ﴾: ( عَنْ ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿وَرَضُوا﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( رَضُوا ) فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ الْمُقَدَّرِ عَلَى الْيَاءِ الْمَحْذُوفَةِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿عَنْهُ﴾: ( عَنْ ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿ذَلِكَ﴾: اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿الْفَوْزُ﴾: خَبَرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿الْعَظِيمُ﴾: نَعْتٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.

إعراب الآية ١١٩ من سورة المائدة إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة المائدة (5) : الآيات 116 الى 120]
وَإِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) ما قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قالَ اللَّهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120)


الإعراب:
(وَإِذْ قالَ اللَّهُ: يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ) الواو حرف عطف، والكلام منسوق على «إذ قال الحواريون» فالظرف متعلق بمحذوف تقديره:
اذكر، وجملة قال الله في محل جر بالإضافة وجملة يا عيسى بن مريم في محل نصب مقول القول (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ)
الهمزة للاستفهام، وأنت مبتدأ، وجملة قلت للناس خبر، والجملة الاستفهامة مقول القول، وجملة اتخذوني من فعل الأمر والفاعل والمفعول به في محل نصب مقول القول، وأمي الواو للمعية أو العطف، وأمي مفعول معه أو معطوف على الياء، وإلهين مفعول به ثان لاتخذوني، ومن دون الله متعلقان بمحذوف صفة لإلهين، أي:
كائنين من دونه تعالى، ولا مانع من تعليقهما بمحذوف حال من فاعل اتخذوني، أي: متجاوزين (قالَ: سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ) الجملة مستأنفة مسوقة للتبرؤ مما نسب إليه.
وقال فعل ماض، وسبحانك مفعول مطلق والجملة مقول القول، وما نافية ويكون فعل مضارع ناقص، ولي جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر يكون المقدم، وأن وما بعدها في تأويل مصدر اسم يكون المؤخر، وجملة ما يكون لي استئنافية، وجملة ليس لا محل لها لأنها صلة الموصول، واسم ليس مستتر تقديره هو، وبحق الباء حرف جر زائد، وحق خبر ليس، ولي متعلقان بمحذوف حال لأنه تقدم على موصوفه، وما اسم موصول مفعول أقول لأنها متضمنة معنى الجملة وهناك أعاريب أخرى ضربنا عنها صفحا (إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ) الجملة مستأنفة، وإن شرطية، وكنت فعل ماض ناقص، والتاء اسمها، والفعل الناقص هو فعل الشرط، وجملة «قلته» خبر كنت، والفاء رابطة، وجملة قد علمته في محل جزم جواب الشرط الجازم، وعلمته فعل وفاعل ومفعول به (تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ) الجملة مستأنفة، وما اسم موصول في محل نصب مفعول به، وفي نفسي جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول، وجملة ولا أعلم ما في نفسك عطف على ما تقدم (إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) إن واسمها، وأنت مبتدأ وعلام الغيوب خبر، والجملة خبر «إن» ، أو «أنت» ضمير فعل، وعلام خبر «إن» ، والجملة الاسمية خبر إن وجملة إنك وما بعدها لا محل لها لأنها تعليلية (ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ) ما نافية، وقلت فعل وفاعل، ولهم متعلقان بقلت، وإلا أداة حصر، وما اسم موصول مفعول قلت، وجملة أمرتني به صلة الموصول (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ) المصدر المؤول بدل من «ما» ، أو من الهاء في «به» ، أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره «هو» ، وجعلها بعضهم مفسرة، وأكد أن عيسى عليه السلام نقل معنى كلام الله بهذه العبارة، كأنه قال: ما قلت لهم شيئا سوى قولك لي: قل لهم أن اعبدوا الله ربي وربكم. وربي بدل من الله أو صفة، وسيأتي في باب الفوائد مزيد من إعراب هذا الكلام (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ) الواو حرف عطف، وكان واسمها، وشهيدا خبرها، وعليهم متعلقان ب «شهيدا» وما دمت فعل ماض ناقص، والتاء اسمها، وفيهم متعلقان بمحذوف خبرها، والظرف المنسبك من ما دمت متعلقان ب «شهيدا» ، أي مدة دوامي مستقرا فيهم (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) الفاء استئنافية، ولما حينية أو رابطة، فهي ظرف أو حرف متضمن معنى الشرط، وجملة توفيتني في محل جرّ بالإضافة أو لا محل لها، وتوفيتني فعل وفاعل ومفعول به، أي:
أخذتني أخذا وافيا بالرفع إلى السماء، وهو الأصل في معنى الوفاة، وجملة كنت لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم، وكان واسمها، وأنت ضمير منفصل في محل رفع تأكيد للضمير في كنت، ولك أن تعربه ضمير منفصل لا محل له، والرقيب خبر كنت، وعليهم متعلقان بالرقيب، والواو استئنافية أو حالية، وأنت مبتدأ، وشهيد خبر، وعلى كل شيء متعلقان بشهيد (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) إن شرطية وتعذبهم فعل الشرط والهاء مفعول به والفاء رابطة لجواب الشرط والجملة المقترنة بالفاء في محل جزم جواب الشرط وإن واسمها وخبرها والجملة الشرطية مستأنفة مسوقة على وجه الاستعطاف ولهذا لم يقل إن تعذبهم فإنهم عصوك (قالَ اللَّهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) كلام مستأنف مسوق لاختتام ما بدأ الحديث به عند ما قال: يوم يجمع الله الرسل، وجملة الاشارة في محل نصب مقول القول وهذا مبتدأ ويوم خبر وجملة ينفع في محل جر بالاضافة، والصادقين مفعول به مقدم، وصدقهم فاعل مؤخر (لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً) الجملة مستأنفة مسوقة لبيان النفع المذكور، ولهم متعلقان بمحذوف خبر مقدم، وجنات مبتدأ مؤخر، وجملة تجري صفة لجنات، ومن تحتها متعلقان بتجري، والأنهار فاعل، وخالدين حال، وأبدا ظرف زمان متعلق بخالدين (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) الجملة دعائية معترضة لا محل لها، وجملة ورضوا عنه عطف عليها، وذلك مبتدأ، والفوز خبر، والعظيم صفة (لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) الجملة مستأنفة مسوقة لتحقيق الحق، والله متعلقان بمحذوف خبر مقدم، وملك السماوات والأرض مبتدأ مؤخر، والواو عاطفة، وما اسم موصول معطوف على الملك، وفيهن متعلقان بمحذوف صلة الموصول، وأتى ب «ما» تغليبا لغير العاقل لأنه أدل على العظمة، وهو مبتدأ، وقدير خبره، وعلى كل شيء متعلقان بقدير.


البلاغة:
في قوله: «إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم» فن من فنون البلاغة، منقطع النظير، صعب الإدراك، يحتاج المتأمل فيه الى الكثير من رهافة الحسّ، وشعوف الطبع، ويسمى فن التخيير. وحدّده علماء البلاغة بأن يأتي الشاعر أو الناثر بفصل من الكلام أو بيت من الشعر يسوغ أن يقفّى بقواف شتى فيتخير منها قافية مرجحة على سائرها، ويستدل بإيثاره إياها على حسن اختياره وصدق حسه، وقد تقضي البداهة الأولى بأن تكون غير ما اختاره، ولكنه عزف عن ذلك لسرّ دقيق كقول أحدهم:
إنّ الغريب الطويل الذيل ممتهن ... فكيف حال غريب ما له قوت
فإنه يسوغ أن يقول: ما له نشب، أو ما له سيد، أو ما له أحد.
وإذا نظرت الى ما قاله وهو: «ماله قوت» وجدتها أبلغ من الجميع، وأدلّ على الفاقة والعوز، وأمسّ بذكر الحاجة، وأشجى للقلوب، وأدعى للاستعطاف. فذلك رجحت على ما سواها.

القول في الآية:
ونعود بعد هذا التعريف السريع لهذا الفن الى الآية التي نحن بصددها فنقول: إن البداهة البدائية تقضي بأن تكون الفاصلة:
«إنك أنت الغفور الرحيم» لملاءمتها لقوله: «إن تغفر» ولمناسبته ما بين الغفران والغفور، ولكنّ هذا الوهم الناجم عن هذه البداهة سرعان ما يزول أثره عند ما يذكر المتوهم أن هؤلاء قد استحقوا العذاب دون الغفران، فيجب أن تكون الفاصلة: «العزيز الحكيم» إذ لو جاءت «الغفور الرحيم» بعد ذكر الغفران- وهو لا يغفر لهم- فوجب أن تكون الفاصلة كما وردت، لأن الله سبحانه ممتنع عن القهر والمعارضة، والعزيز هو الممتنع، ولا بد من أن يصف نفسه بعد وصفه بالعزة بالحكمة، لأنه الحكيم الذي يضع كل شيء موضعه.

طرفة الأصمعي:
وقد مرت معنا في السابق طرفة الأصمعي، وهي ما ذكره أنه كان يقرأ يوما فقرأ: «والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله غفور رحيم» وكان يسمعه أعرابي، فاعترضه وغلّطه، فراجع الأصمعي الآية، فإذا بها «والله عزيز حكيم» ، فقال للأعرابيّ: كيف عرفت ذلك؟ فقال: يا هذا عزّ فحكم فقطع، ولو غفر ورحم لما قطع. فدهش الأصمعي وأفحم.

وخفي هذا السر على أبي حيان:
وقد خفي سر هذا الفن على أبي حيان- على جلالة قدره- فقال في «البحر» محاولا تعليل الاعتراض ما نصه: «وقال أبو بكر ابن الأنباري: وقد طعن على القرآن من قال: إن قوله: «فإنك أنت العزيز الحكيم» لا يناسب قوله: «وإن تغفر لهم» لأن المناسب «فإنك أنت الغفور الرحيم» . والجواب أنه لا يحتمل إلا ما أنزله الله تعالى، ومتى نقل إلى ما قاله هذا الطاعن ضعف معناه، فإن ينفرد الغفور الرحيم بالشرط الثاني ولا يكون له بالشرط الأول تعلّق.
وهو ما أنزله الله تعالى وأجمع على قراءته المسلمون» . ونقول: ولو عرف أبو حيّان هذا الفنّ لأجاب بما قدّمناه، ولم يتكلّف الأجوبة البعيدة.


الفوائد:

بين ابن هشام والزمخشريّ:
ذكر ابن هشام في مغني اللبيب ما يلي: «وذكر الزمخشري في قوله تعالى: «ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله» أنه يجوز أن تكون مفسرة للقول على تأويله بالأمر، أي: ما أمرتهم إلا بما أمرتني أن اعبدوا الله، وهو حسن. وعلى هذا فيقال في الضابط: أن يكون فيها حروف القول إلا والقول مؤوّل بغيره، ولا يجوز في الآية أن تكون مفسرة لأمرتني، لأنه لا يصح أن يقال: اعبدوا الله ربي وربكم مقولا لله تعالى، فلا يصح أن تكون مفسرة لأمره لأن المفسر عين تفسيره.

عبارة ابن يعيش:
وعبارة ابن يعيش: ف «أن» بمعنى «أي» ، وهو تفسير «ما أمرتني به» ، لأن الأمر في معنى القول، ولأن هذه إذا كانت تفسيرا ثلاث شرائط:
1- أولها أن يكون الفعل الذي تفسره وتعبر عنه فيه معنى القول وليس بقول. 2- والثاني أن لا يتصل ب «أن» شيء من صلة الفعل الذي تفسره، لأنه إذا اتصل بها شيء من ذلك صارت جملته، ولم تكن تفسيرا له، وذلك نحو: أوعزت إليه بأن قم، وكتبت إليه بأن قم، لأن الباء هاهنا متعلقة بالفعل، وإذا كانت متعلقة به صارت من جملته، والتفسير إنما يكون بجملة غير الأولى.
3- والثالث أن يكون ما قبلها كلاما تاما لما ذكرناه من أنها وما بعدها جملة مفسرة جملة قبلها، ولذلك قالوا في قوله تعالى:
«أن الحمد لله رب العالمين» أنّ «أن» فيه مخففة من الثقيلة، والمعنى:
أنه الحمد لله، ولا يكون تفسيرا لأنه ليس ما قبلها جملة تامة، ألا ترى أنك لو وقفت على قوله: «وآخر دعواهم» لم يكن كلاما» .
قلت: ولهذا جنحنا الى ما اخترناه في إعرابها مصدرية تفاديا للوقوع في هذه المزالق.
2- إذا وقعت «ما» قبل «ليس» أو «لم» أو «لا» أو بعد «إلّا» فهي موصولة، وإذا وقعت بعد كاف التشبيه فهي مصدرية، وإذا وقعت بعد الباء فهي تحتملهما، وإذا وقعت بين فعلين والأول علم أو دراية أو نظر احتملت الموصولية والاستفهامية.
3- كل ما كان من أسماء الزمان مبهما لما مضى تجوز إضافته الى الجملة، فإن كان ما بعده مبنيا فالبناء على الفتح أرجح للتناسب، قال النابغة: على حين عاتبت المشيب على الصبا ... وقلت: ألمّا أصح والشيب وازع
يروى «على حين» بالجر على الإعراب، و «على حين» بالبناء على الفتح، وهو الأرجح. وإن كان ما بعده فعلا معربا أو جملة اسمية فالإعراب أرجح كما ورد في الآية: «هذا يوم ينفع» . (6) سورة الأنعام مكيّة وآياتها خمس وستون ومائة

إعراب الآية ١١٩ من سورة المائدة التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(119) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (هَذَا يَوْمُ) : هَذَا مُبْتَدَأٌ، وَ «يَوْمُ» خَبَرُهُ، وَهُوَ مُعْرَبٌ؛ لِأَنَّهُ مُضَافٌ إِلَى
مُعْرَبٍ، فَبَقِيَ عَلَى حَقِّهِ مِنَ الْإِعْرَابِ. وَيُقْرَأُ «يَوْمَ» بِالْفَتْحِ؛ وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الظَّرْفِ، وَهَذَا فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: هُوَ مَفْعُولُ قَالَ؛ أَيْ: قَالَ اللَّهُ هَذَا الْقَوْلَ فِي يَوْمِ.
وَالثَّانِي: أَنَّ هَذَا مُبْتَدَأٌ، وَيَوْمَ ظَرْفٌ لِلْخَبَرِ الْمَحْذُوفِ؛ أَيْ: هَذَا يَقَعُ، أَوْ يَكُونُ يَوْمَ يَنْفَعُ.
وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ: «يَوْمُ» فِي مَوْضِعِ رَفْعِ خَبَرِ هَذَا، وَلَكِنَّهُ بُنِيَ عَلَى الْفَتْحِ لِإِضَافَتِهِ إِلَى الْفِعْلِ، وَعِنْدَهُمْ يَجُوزُ بِنَاؤُهُ، وَإِنْ أُضِيفَ إِلَى مُعَرَبٍ، وَذَلِكَ عِنْدَنَا لَا يَجُوزُ إِلَّا إِذَا أُضِيفَ إِلَى مَبْنِيٍّ. وَ (صِدْقُهُمْ) : فَاعِلُ يَنْفَعُ، وَقَدْ قُرِئَ شَاذًّا: «صِدْقَهُمْ» بِالنَّصْبِ، عَلَى أَنْ يَكُونَ الْفَاعِلُ ضَمِيرَ اسْمِ اللَّهِ، وَصِدْقَهُمْ بِالنَّصْبِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ: أَحَدُهَا: أَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا لَهُ؛ أَيْ: لِصِدْقِهِمْ. وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ حَذْفَ حَرْفِ الْجَرِّ؛ أَيْ: بِصِدْقِهِمْ.
وَالثَّالِثُ: أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا مُؤَكِّدًا؛ أَيِ: الَّذِينَ يَصْدُقُونَ صِدْقَهُمْ، كَمَا تَقُولُ تَصْدُقُ الصِّدْقَ. وَالرَّابِعُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا بِهِ وَالْفَاعِلُ مُضْمَرٌ فِي الصَّادِقِينَ؛ أَيْ: يَصْدُقُونَ الصِّدْقَ كَقَوْلِهِ صَدَقْتُهُ الْقِتَالَ، وَالْمَعْنَى يُحَقِّقُونَ الصِّدْقَ.

إعراب الآية ١١٩ من سورة المائدة الجدول في إعراب القرآن

[سورة المائدة (5) : آية 119]
قالَ اللَّهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119)


الإعراب
(قال الله) فعل ماض وفاعل مرفوع (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يوم) خبر مرفوع (ينفع) مضارع مرفوع (الصادقين) مفعول به مقدّم منصوب وعلامة النصب الياء (صدق) فاعل مؤخّر مرفوع و (هم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (جنّات) مبتدأ مؤخر مرفوع (تجري) مثل ينفع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري) ، و (ها) ضمير مضاف إليه (الأنهار) فاعل تجري مرفوع (خالدين) حال منصوبة من الضمير في (لهم) ، وعلامة النصب الياء (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخالدين (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق بخالدين (رضي) فعل ماض مبنيّ على الفتح الظاهر (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (رضي) ، (الواو) عاطفة (رضوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعل (عنه) مثل عنهم متعلّق ب (رضوا) (ذلك) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ ... واللام للبعد والكاف للخطاب (الفوز) خبر مرفوع (العظيم) نعت مرفوع.
جملة «قال الله ... » : لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة «هذا يوم ... » : في محلّ نصب مقول القول.
وجملة «ينفع ... » : في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة «لهم جنّات ... » : لا محلّ لها استئناف بيانيّ .
وجملة «تجري ... الأنهار» . في محلّ رفع نعت لجنّات.
وجملة «رضي الله ... » : لا محلّ لها استئنافية.
وجملة «رضوا عنه» : لا محلّ لها معطوفة على جملة رضي الله عنهم.
وجملة «ذلك الفوز ... » : لا محلّ لها استئنافيّة.
(2) أو في محلّ نصب حال من الصّادقين.

الصرف
(صدقهم) ، مصدر سماعيّ لفعل صدق يصدق باب نصر، وزنه فعل بكسر الفاء، وثمّة مصادر أخرى هي صدق بفتح الفاء ومصدوقة وتصداق بفتح التاء.
(رضوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله رضيوا، بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الضاد، التقى ساكنان- الياء وواو الجماعة- فحذفت الياء، فأصبح رضوا، وزنه فعوا.


الفوائد
1- كل ما هو من أسماء الزمان مبهما لما مضى تجوز إضافته الى الجملة التي بعده.
أما اعرابه ففيه تفصيل:
فإذا جاء ما بعده مبنيا فبناؤه على الفتح أرجح، جريا مع البناء. ومنه قول النابغة الذبياني:
على حين عاتبت المشيب على الصبا ... وقلت ألّما أصح والشيب وازع
ففيه روايتان إحداهما «على حين» بالجرّ اعرابا والثانية «على حين» بالبناء على الفتح وهو الأرجح مشاكلة مع بناء الفعل.
وإن كان بعده فعلا معربا أو جملة اسمية فالاعراب أرجح كما ورد في الآية الكريمة «هذا يَوْمُ يَنْفَعُ» .

إعراب الآية ١١٩ من سورة المائدة النحاس

{قَالَ ٱللَّهُ هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ ٱلصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ..} [119] هذه القراءة البينة على الابتداء والخبر، وفيها وجهان آخران: أَحَدُهما "هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ ٱلصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ" بالتنوين وبحذف فيه مثل {واتقوا يوماً لا تَجْزِي نفسٌ عن نفسٍ شيئاً}. والوجه الآخر "هَـٰذَا يَوْمَ يَنفَعُ ٱلصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ" بنصب يوم. حكَى إبراهيم بن حميْدٍ عن محمد بن يزيد إِنّ هذه القراءة لا تجوز لأنه نصب خبر الابتداء. قال أبو جعفر: ولا يجوز فيه البناء وقال إبراهيم بن السَرِيّ هي جائزة بمعنى قال الله هذا لعيسى يَومَ ينفع الصادقين صِدقُهم أي قاله يوم القيامة، وقال غيره: التقدير قال الله جل وعز هذه الأشياء تقعُ يومَ القيامة، وقال الكسائي والفراء: بُنِيَ "يوم" ههنا على النصب لأنه مضاف إلى غير اسم كما تقول: مضى يومئذ وأنشد الكسائي:/ 66/ أ. على حِينَ عَاتَبْتُ المَشِيبَ على الصِّبَا * وقُلتُ أَلَمّا تَصْحُ والشيبُ وَازِعُ ولا يجيز البصريون ما قالاه إِذا أضفتَ الظرف إلى فعل مضارع فان كان ماضياً كان جيداً كما مَرّ في البيت. وإِنما جاز أن يضاف إلى الفعل ظروف الزمان لأن الفعل بمعنى المصدر. قال أبو إسحاق: حقيقة الحكاية {أَبَداً} ظرف زمان.

إعراب الآية ١١٩ من سورة المائدة مشكل إعراب القرآن للخراط

{ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ } "هذا يوم" مبتدأ وخبر، وجملة "ينفع" في محل جر مضاف إليه، والجار "فيها" والظرف "أبدًا" متعلقان بـ"خالدين". وجملة "رضي الله عنهم" مستأنفة.