إعراب : يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا

إعراب الآية 52 من سورة الإسراء , صور البلاغة و معاني الإعراب.

يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا

التفسير الميسر. تفسير الآية ٥٢ من سورة الإسراء

يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا

يوم يناديكم خالقكم للخروج من قبوركم، فتستجيبون لأمر الله، وتنقادون له، وله الحمد على كل حال، وتظنون -لهول يوم القيامة- أنكم ما أقمتم في الدنيا إلا زمنًا قليلا؛ لطول لبثكم في الآخرة.
(يَوْمَ)
ظَرْفُ زَمَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
(يَدْعُوكُمْ)
فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلثِّقَلِ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
(فَتَسْتَجِيبُونَ)
"الْفَاءُ" حَرْفٌ رَابِطٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(تَسْتَجِيبُونَ) : فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
(بِحَمْدِهِ)
"الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ(حَمْدِ) : اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
(وَتَظُنُّونَ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(تَظُنُّونَ) : فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
(إِنْ)
حَرْفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(لَبِثْتُمْ)
فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِتَاءِ الْفَاعِلِ، وَ"تَاءُ الْفَاعِلِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
(إِلَّا)
حَرْفُ اسْتِثْنَاءٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(قَلِيلًا)
نَائِبٌ عَنْ ظَرْفِ الزَّمَانِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.

إعراب الآية ٥٢ من سورة الإسراء

{ يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ( الإسراء: 52 ) }
﴿يَوْمَ﴾: ظرف زمان منصوب بدل من "قريبًا".
﴿يَدْعُوكُمْ﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الواو، و"كم": ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿فَتَسْتَجِيبُونَ﴾: الفاء: حرف عطف.
تستجيبون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
﴿بِحَمْدِهِ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بحال من فاعل "تستجيبون".
و"الهاء": ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.
﴿وَتَظُنُّونَ﴾: الواو: حرف عطف.
تظنون: مثل "تستجيبون".
﴿إِنْ﴾: حرف نفي.
﴿لَبِثْتُمْ﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على السكون، و"تم": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
﴿إِلَّا﴾: حرف للحصر.
﴿قَلِيلًا﴾: مفعول فيه منصوب بالفتحة.
وجملة "يدعوكم" في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة "تستجيبون" في محلّ جرّ معطوفة على جملة "يدعوكم".
وجملة تظنون" في محلّ جرّ معطوفة على جملة "تستجيبون".
وجملة
"لبثتم" في محلّ نصب سدت مسد مفعولي ظَنَّ المعلق بـ"إن".

إعراب الآية ٥٢ من سورة الإسراء مكتوبة بالتشكيل

﴿يَوْمَ﴾: ظَرْفُ زَمَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿يَدْعُوكُمْ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلثِّقَلِ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿فَتَسْتَجِيبُونَ﴾: "الْفَاءُ" حَرْفٌ رَابِطٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( تَسْتَجِيبُونَ ) فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿بِحَمْدِهِ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( حَمْدِ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿وَتَظُنُّونَ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( تَظُنُّونَ ) فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿إِنْ﴾: حَرْفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿لَبِثْتُمْ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِتَاءِ الْفَاعِلِ، وَ"تَاءُ الْفَاعِلِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿إِلَّا﴾: حَرْفُ اسْتِثْنَاءٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿قَلِيلًا﴾: نَائِبٌ عَنْ ظَرْفِ الزَّمَانِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.

إعراب الآية ٥٢ من سورة الإسراء إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة الإسراء (17) : الآيات 48 الى 52]
انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً (48) وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (49) قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً (50) أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً (51) يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً (52)

اللغة:
(رُفاتاً) : الرفات ما بولغ في دقه وتفتيته وهو اسم مفرد لأجزاء ذلك الشيء المفتت، وقال الفراء: هو التراب يؤيده أنه تكرر في القرآن ترابا وعظاما. ويقال رفت الشيء يرفته بالكسر أي كسره والفعال يغلب في التفريق كالحطام والرقاق والفتات. وفي القاموس وتاج العروس: «رفته يرفته ويرفته كسره ودقه وانكسر واندق لازم ومتعد وانقطع كارفتّ ارفتاتا في الكل وكغراب الحطام وكصرد:
التبن والذي يرفت كل شيء أي يكسره» وفي الأساس: «وفي ملاعبهن رفات المسك أي فتاته ويقال لمن عمل ما يتعذر عليه التفصي منه:
الضبع ترفت العظام ولا تعرف قدر استها تأكلها ثم يتعسر عليها خروجها ومن المجاز هو الذي أعاد المكارم وأحيا رفاتها وأنشر أمواتها» .
(فَسَيُنْغِضُونَ) : أي يحركون رءوسهم وفي المختار: نغض رأسه من باب نصر وجلس أي تحرك وأنغض رأسه حرّكه كالمتعجب من الشيء ومنه قوله تعالى: «فسينغضون إليك رؤوسهم» ونغض فلان رأسه أي حرّكه يتعدى ويلزم. وفي اللسان: يقال أنغض رأسه ينغضها أي حركها الى فوق وإلى أسفل انغاضا فهو منغض وأما نغض ثلاثيا ينغض، وينغض بالفتح والضم فمعنى تحرك لا يتعدى» .


الإعراب:
(انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا) انظر فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت وكيف اسم استفهام في محل نصب حال وضربوا فعل وفاعل ولك متعلقان بضربوا والأمثال مفعول به فضلوا عطف على ضربوا والفاء حرف عطف ولا نافية ويستطيعون سبيلا فعل وفاعل ومفعول به. (وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً) الواو عاطفة وقالوا فعل وفاعل والهمزة للاستفهام الانكاري واستبعاد ما يتساءلون عنه وإذا ظرف مستقبل متعلق بمحذوف تقديره أنبعث أو نحشر إذا كنا عظاما ورفاتا وقد دل عليه مبعوثون ولا يجوز أن يتعلق به لأن ما بعد ان لا يعمل فيما قبلها وكذا ما بعد الاستفهام لا يعمل فيما قبله وقد اجتمعا هنا والجواب هو الفعل الذي تعلقت به وكنا كان واسمها وعظاما خبرها ورفاتا عطف على عظاما. (أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً) الهمزة للاستفهام الانكاري والاستبعاد كما تقدم وان واسمها واللام المزحلقة ومبعوثون خبر ان وخلقا حال أي مخلوقين أو مفعول مطلق من معنى الفعل لا من لفظه أي نبعث بعثا جديدا، وجديدا صفة.
(قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً) جملة كونوا حجارة مقول القول وكان واسمها وحجارة خبرها وأو حرف عطف وحديدا عطف على حجارة والأمر هنا معناه التعجيز مع الاهانة. (أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ) أو حرف عطف وخلقا عطف على حجارة ومما صفة لخلقا وجملة يكبر صلة وفي صدوركم متعلقان بيكبر. (فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) الفاء عاطفة والسين حرف استقبال ويقولون فعل مضارع وفاعل ومن اسم استفهام في محل رفع مبتدأ وجملة يعيدنا خبر وقل فعل أمر والذي فطركم مبتدأ خبره محذوف تقديره يعيدكم أو خبر لمبتدأ محذوف أي هو الذي فطركم وجملة فطركم صلة وأول مرة ظرف متعلق بفطركم. (فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ) الفاء عاطفة والسين للاستقبال وينغضون فعل مضارع وفاعل وإليك متعلقان بينغضون أي يحركون رءوسهم الى فوق والى أسفل، هزءا وسخرية ورؤوسهم مفعول به ويقولون عطف على ينغضون ومتى اسم استفهام متعلق بمحذوف خبر مقدم وهو مبتدأ مؤخر أي البعث.
(قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً) عسى من أفعال الرجاء واسمها ضمير مستتر تقديره هو وأن وما بعدها في محل نصب خبر عسى واسم يكون مستتر تقديره هو وقريبا خبرها. (يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ) في متعلّق هذا الظرف أقوال لا تطمئن إليها النفس لأن أقربها الى الفهم أن يكون متعلقا باسم كان أي البعث ولكنه ممتنع من الناحية النحوية لأن الضمير لا يعمل فالأولى أن يعرب بدلا من قريبا أو يتعلق بيكون على رأي من يرى التعلق بالأفعال الناقصة، واختار أبو السعود تبعا لأبي البقاء أن يكون ظرفا لا ذكر وهو بعيد عن سياق الموضوع، وجملة يدعوكم مضاف إليها الظرف، فتستجيبون عطف على يدعوكم وبحمده متعلقان بمحذوف حال أي حامدين قال الزمخشري وأحسن: «وهي مبالغة في انقيادهم البعث كقولك لمن تأمره بركوب ما يشق عليه فيتأبى ويتمنع: ستركبه وأنت حامد شاكر» . (وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا) الواو حالية وتظنون فعل مضارع مرفوع وفاعل أي يخيل إليكم لفرط ما تكابدون من الهول والرّوع وإن نافية ولبثتم فعل وفاعل وإلا أداة حصر وقليلا ظرف متعلق بلبثتم أي في الدنيا أي تستقصرون مدة لبثكم في الدنيا وتحسبونها يوما أو بعض يوم فهو نعت لزمان محذوف ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف أي لبثا قليلا.


البلاغة:
في قوله تعالى «قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم» إلى آخر الآية فنان من فنون

البلاغة:
1- أولهما فن يسمى التمكين وبعضهم يسميه الارصاد وحقيقته أن يمهد المتكلم لقافيته أو سجعة فقرته تمهيدا تأتي القافية فيه متمكنة في مكانها مستقرة في قرارها غير نافرة ولا قلقة فإن السامع يعلم انه أراد حجارة أو حديدا بجاذب من قلبه ووحي من هاجسه دون أن يسمع بقية الآية ومثل ذلك في الشعر قول أبي الطيب:
يا من يعز علينا أن نفارقهم ... وجداننا كل شيء بعدكم عدم
وللبحتري في علوة الحلبية:
فليس الذي حللته بمحلل ... وليس الذي حرمته بحرام
وقال النابغة الذبياني في القديم:
كالاقحوان غداة غب سمائه ... جفت أعاليه وأسفله ندي
زعم الهمام ولم أذقه بأنه ... يشفى بريّا ريقها العطش الصدي
ومن طريف هذا الفن ما يحكى انه اجتمع السراج الوراق وأبو الحسين الجزار وابن نفيس الشاعر فمر بهم غلام مليح الصورة فقال السراج:
شمائله تدل على اللطافة ... وريقته تنوب عن السّلافة
فقال أبو الحسين الجزار:
وفي وجناته ورد ولكن ... عقارب صدغه منعت قطافه
فقال ابن نفيس:
فلو ولي الخلافة ذو جمال ... لحق له بأن يعطى الخلافة فالقوا في الثلاث متمكنة كما ترى.
2- والفن الثاني في هاتين الآيتين هو التخيير وهو أن يؤتى بقطعة من الكلام أو بيت من الشعر جملة وقد عطف بعضها على بعض بأداة التخيير وان يتضمن صحة التقسيم فيستوعب كلامه أقسام المعنى الذي أخذ المتكلم فيه فانظر إلى التخيير في هاتين الآيتين وصحة التقسيم وحسن الترتيب في الانتقال، على طريق البلاغة، من الأدنى إلى الأعلى حتى بلغ سبحانه النهاية في أوجز إشارة وأعذب عبارة حيث قال بعد الانتقال من الحجارة: «أو حديدا» فانتقل من الحجارة إلى ما هو أصلب منها وأقوى ثم قال بعد ذلك: «أو خلقا مما يكبر في صدوركم» غير حاصر لهم في صنف من الأصناف، وتصوّر أيها القارئ بعد ذلك المعنى كيف يتكامل ويشرق في النفس إشراقا تغرق النفس فيه أي انكم تستعبدون أن يجدد الله خلقكم، ويرده إلى حال الحياة والى رطوبتها وغضاضتها بعد ما كنتم عظاما يابسة وذلك ديدنكم في الإنكار، ودأبكم في العناد، فهبكم لم تكونوا عظاما بل كنتم أقسى منها وأصلب وأبعد عن رطوبة الحياة، هبكم حجارة طبيعتها القساوة والصلابة بل هبكم حديدا وهو أشد أنواع المادة بعدا من الحياة ومنافاة لها بل أترك الأمر لكم لتتصوروا ما هو أقسى وأصلب وأنأى عن قبول الحياة، مما لا يخطر إلا لذوي العناد من أمثالكم فإنه لقادر على أن يردكم إلى الحياة لأن القادر على البدء قادر على الإعادة بل هي أهون عليه بالنسبة لأفهامنا لا إليه تعالى وهذا من بديع الكلام ومعجزه بل هو من النمط الذي استحق أن لا يكون من كلام البشر.

إعراب الآية ٥٢ من سورة الإسراء التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا (52)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَوْمَ يَدْعُوكُمْ) : هُوَ ظَرْفٌ لِيَكُونَ ; وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ظَرْفًا لِاسْمِ كَانَ، وَإِنْ كَانَ ضَمِيرَ الْمَصْدَرِ ; لِأَنَّ الضَّمِيرَ لَا يَعْمَلُ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ظَرْفًا لِلْبَعْثِ، وَقَدْ دَلَّ عَلَيْهِ مَعْنَى الْكَلَامِ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ: اذْكُرْ يَوْمَ يَدْعُوكُمْ.
(بِحَمْدِهِ) : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ; أَيْ فَتَسْتَجِيبُونَ حَامِدِينَ. وَيَجُوزُ أَنْ تَتَعَلَّقَ الْبَاءُ بِيَدْعُوكُمْ.
وَ (تَظُنُّونَ) : أَيْ وَأَنْتُمْ تَظُنُّونَ، فَالْجُمْلَةُ حَالٌ.

إعراب الآية ٥٢ من سورة الإسراء الجدول في إعراب القرآن

[سورة الإسراء (17) : الآيات 49 الى 52]
وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (49) قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً (50) أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً (51) يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً (52)

الإعراب
(الواو) استئنافيّة (قالوا) فعل ماض وفاعله (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (أإذا) ظرف للمستقبل مجرد من الشرط في محلّ نصب متعلّق بمحذوف تقديره أنبعث إذا كنا.. (كنّا) فعل ماض ناقص واسمه (عظاما) خبر منصوب (الواو) عاطفة (رفاتا) معطوف على الخبر منصوب (الهمزة) مثل الأولى (إنّا) حرف مشبّه بالفعل.. و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة (مبعوثون) خبر إنّ مرفوع، وعلامة الرفع الواو (خلقا) مفعول مطلق نائب ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة (مبعوثون) خبر إنّ مرفوع، وعلامة الرفع الواو (خلقا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه أي بعثا ، (جديدا) نعت ل (خلقا) منصوب.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: « (أنبعث) المقدّر ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «كنّا عظاما ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «إنّا لمبعوثون ... » لا محلّ لها استئناف مؤكّد لمقول القول.. أو هي تفسير لمقول القول.
50- (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (كونوا) فعل أمر ناقص.. و (الواو) اسم الفعل الناقص (حجارة) خبر كونوا منصوب (أو) حرف عطف (حديدا) معطوف على حجارة منصوب.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «كونوا ... » في محلّ نصب مقول القول. 51- (أو) حرف عطف (خلقا) معطوف على (حديدا) منصوب (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (خلقا) ، (يكبر) مضارع مرفوع، والفاعل هو (في صدوركم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكبر) ، و (كم) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (السين) حرف استقبال (يقولون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يعيدنا) مضارع مرفوع، و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل هو (قل) مثل الأوّل (الذي) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ وخبره محذوف تقديره يعيدكم (فطركم) فعل ماض، و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو وهو العائد (أوّل) مفعول فيه نائب عن الظرف منصوب متعلّق ب (فطركم) ، (مرّة) مضاف إليه مجرور (فسينغضون) مثل فسيقولون (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ينغضون) ، (رؤوسهم) مفعول به منصوب، و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (يقولون) مثل الأول (متى) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، (هو) ضمير منفصل مبتدأ مؤخّر (قل) مثل الأول (عسى) فعل ماض ناقص جامد، واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي البعث (أن) حرف مصدريّ ونصب (يكون) مضارع ناقص منصوب، واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي البعث (قريبا) خبر يكون منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن يكون..) في محلّ نصب خبر عسى .
وجملة: «يكبر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما)
(2) أو هو فاعل عسى التامّ أي عسى كونه قريبا. وجملة: «يقولون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن قلت أنّ الروح ستعود إليكم بعد الموت فسيقولون..
وجملة: «من يعيدنا ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «يعيدنا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «فطركم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: «ينغضون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن قلت لهم ذلك فسينغضون..
وجملة: «يقولون ... » معطوفة على جملة ينغضون وجملة: «متى هو ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «عسى أن يكون ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «يكون قريبا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) 52- (يوم) ظرف زمان منصوب بدل من (قريبا) ، (يدعوكم) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الفاء) عاطفة (تستجيبون) مثل يقولون (بحمده) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل تستجيبون بتضمينه معنى تسبّحون.. و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (تظنّون) مثل يقولون (إن) حرف نفي (لبثتم) فعل ماض وفاعله (إلّا) للحصر (قليلا) مفعول فيه نائب عن الظرف فهو صفته أي لبثتم وقتا طويلا.
وجملة: «يدعوكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تستجيبون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يدعوكم وجملة: «تظنّون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تستجيبون وجملة: «لبثتم ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي ظنّ المعلّق ب (إن)


الصرف
(رفاتا) ، اسم جامد لأجزاء الشيء المفتّت، وزنه فعال بضمّ الفاء وهو مفرد


البلاغة
1- الاستفهام الإنكاري:
في قوله تعالى: «أَإِذا كُنَّا عِظاماً» وتكرير الهمزة في «أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ» لتأكيد النكير، وكذلك تأكيده بإنّ، واللام للإشارة إلى قوة الإنكار.
2- فن التمكين أو الارصاد:
في قوله تعالى: «قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ» .
وحقيقة هذا الفن هو: أن يمهد المتكلم لقافيته أو سجعه تمهيدا تأتي القافية فيه متمكنة في مكانها، مستقرة في قرارها، غير نافرة ولا قلقة.
إن السامع يعلم أنه أراد حجارة أو حديدا، بجاذب من قلبه، ووحي من هاجسه دون أن يسمع بقية الآية.
3- التعجيز والإهانة في الأمر: «قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً»

الفوائد
- خصائص عسى، ومثلها اخلولق وأوشك: هذه الأفعال الثلاثة تختص بأنهن قد يكنّ تامات، فلا يحتجن إلى الخبر وذلك إذا وليهنّ «أن والفعل» ، ويؤول المصدر على أنه فاعل لهنّ، نحو: عسى أن تقوم، واخلولق أن تسافروا، وأوشك أن نرحل، ومنه قوله تعالى: عَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ، وعَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً. هذا إذا لم يتقدم عليهنّ اسم هو المسند إليه في المعنى، فإن تقدم عليهن اسم يصح إسنادهنّ إلى ضميره فأنت بالخيار بين أمرين:
أ- أن تجعلهن تامات، وهو الأفصح، فيكون المصدر المؤول فاعلا لهن، نحو:
علي عسى أن يذهب، وهند عسى أن تذهب، والرجلان عسى أن يذهبا والمسافرون عسى أن يذهبوا بتجريد عسى من الضمير.
ب- أن تجعلهن ناقصات، فيكون اسمهن ضميرا بارزا أو مستترا. مطابقا لما قبلهن إفرادا أو تثنية أو جمعا، وتذكيرا أو تأنيثا، نحو: الرجلان عسيا أن يذهبا، والمرأتان عستا أن تذهبا. والأولى أن يجعلهن في مثل ذلك تامات ويجرّدن من الضمير فيبقين بصيغة المفرد المذكر، وفاعلهن المصدر الأول من أن والفعل. وهذه لغة أهل الحجاز والتي نزل بها القرآن الكريم.
تختص عسى بأمرين:
أ- جواز كسر سينها وفتحها، إذا أسندت إلى تاء الضمير أو نون النسوة، أو «نا» والفتح أولى لأنه الأصل، وقد قرأ عاصم «فهل عسيتم إن توليتم» بكسر السين، وقرأ الباقون عسيتم بفتحها.
ب- انها قد تكون حرفا بمعنى «لعلّ» ، فتعمل عملها، تنصب الاسم وترفع الخبر، وذلك إذا اتصلت بضمير النصب وهو قليل. كقول الشاعر: فقلت عساها نار كأس وعلّها ... تشكّى فآتي نحوها فأعودها

فتسمع قولي قبل حتف يصيبني ... تسرّ به أو قبل حتف يصيدها

إعراب الآية ٥٢ من سورة الإسراء النحاس

{يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ..} [52] قال سعيد بن جبير يَخرجُ الناس من قبورهم وهم يقولون: سبحانك وَبحَمدِكَ {وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً} قيل: إِنّهم إِنما ظنّوا هذا بعد الحقيقة التي لا بد للخلق منها.

إعراب الآية ٥٢ من سورة الإسراء مشكل إعراب القرآن للخراط

{ يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلا } "يوم" مفعول "اذكر" مقدرا، وجملة "اذكر" مستأنفة. جملة "يدعوكم" مضاف إليه، الجار "بحمده" متعلق بحال من فاعل "تستجيبون" بتضمينه معنى تُسَبِّحون، وجملة "فتستجيبون" معطوفة على جملة "يدعوكم"، وجملة "إن لبثتم" سدَّت مسدَّ مفعولَيْ "ظنَّ" المعلقة بـ "إنْ"، "إن" نافية، "إلا" للحصر، "قليلا": نائب مفعول مطلق أي: لبثا قليلا.