إعراب : وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلىٰ كل ضامر يأتين من كل فج عميق

إعراب الآية 27 من سورة الحج , صور البلاغة و معاني الإعراب.

وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ

التفسير الميسر. تفسير الآية ٢٧ من سورة الحج

وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلىٰ كل ضامر يأتين من كل فج عميق

وأعلِمْ- يا إبراهيم- الناس بوجوب الحج عليهم يأتوك على مختلف أحوالهم مشاةً وركبانًا على كل ضامر من الإبل، وهو: (الخفيف اللحم من السَّيْر والأعمال لا من الهُزال)، يأتين من كل طريق بعيد؛ ليحضروا منافع لهم من: مغفرة ذنوبهم، وثواب أداء نسكهم وطاعتهم، وتكَسُّبِهم في تجاراتهم، وغير ذلك؛ وليذكروا اسم الله على ذَبْح ما يتقربون به من الإبل والبقر والغنم في أيام معيَّنة هي: عاشر ذي الحجة وثلاثة أيام بعده؛ شكرًا لله على نعمه، وهم مأمورون أن يأكلوا مِن هذه الذبائح استحبابًا، ويُطعموا منها الفقير الذي اشتد فقره.
(وَأَذِّنْ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(أَذِّنْ) : فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْتَ".
(فِي)
حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(النَّاسِ)
اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(بِالْحَجِّ)
"الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ(الْحَجِّ) : اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(يَأْتُوكَ)
فِعْلٌ مُضَارِعٌ جَوَابُ الطَّلَبِ مَجْزُومٌ وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
(رِجَالًا)
حَالٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
(وَعَلَى)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(عَلَى) : حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(كُلِّ)
اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(ضَامِرٍ)
مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(يَأْتِينَ)
فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِنُونِ الْإِنَاثِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ، وَ"نُونُ الْإِنَاثِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
(مِنْ)
حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(كُلِّ)
اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(فَجٍّ)
مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(عَمِيقٍ)
نَعْتٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.

إعراب الآية ٢٧ من سورة الحج

{ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ( الحج: 27 ) }
﴿وَأَذِّنْ﴾: معطوفة بالواو على "طهر" وتعرب إعرابها.
وهو: « طهر: فعل أمر مبنيّ على السكون، والفاعل ضمير و مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت».
﴿فِي النَّاسِ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"أذن".
﴿بِالْحَجِّ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"أذن"، أي: للحج.
﴿يَأْتُوكَ﴾: فعل مضارع مجزوم، لأنه جواب الطلب، وعلامة جزمه حذف النون.
﴿و "واو" الجماعة ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل، و "الكاف": ضمير المخاطب مبنيّ على الفتح في محلّ نصب مفعول به.
﴿رِجَالًا﴾: حال منصوب بالفتحة.
﴿وَعَلَى كُلِّ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"يأتوك.
﴿ضَامِرٍ﴾: مضاف إليه مجرور بالكسرة والمجرور في محلّ نصب حال أيضًا بتقدير: ركبانًا.
﴿يَأْتِينَ﴾: فعل مضارع مبنيّ على السكون لاتصاله بنون الإناث.
و"نون النسوة" ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محلّ رفع فاعل.
﴿مِنْ كُلِّ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"يأتين".
﴿فَجٍّ﴾: مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿عَمِيقٍ﴾: نعت لـ"فج" مجرورة مثلها.
وجملة "يأتين" في محلّ جرّ نعت لـ"كل ضامر".

إعراب الآية ٢٧ من سورة الحج مكتوبة بالتشكيل

﴿وَأَذِّنْ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( أَذِّنْ ) فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْتَ".
﴿فِي﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿النَّاسِ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿بِالْحَجِّ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( الْحَجِّ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿يَأْتُوكَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ جَوَابُ الطَّلَبِ مَجْزُومٌ وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
﴿رِجَالًا﴾: حَالٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَعَلَى﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( عَلَى ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿كُلِّ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿ضَامِرٍ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿يَأْتِينَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِنُونِ الْإِنَاثِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ، وَ"نُونُ الْإِنَاثِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿كُلِّ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿فَجٍّ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿عَمِيقٍ﴾: نَعْتٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.

إعراب الآية ٢٧ من سورة الحج إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة الحج (22) : الآيات 26 الى 29]
وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)

اللغة:
(رِجالًا) : مشاة جمع راجل كقائم وقيام يقال رجل يرجل بفتح الجيم رجلا بفتحتين: سار على رجليه لا راكبا، ويقال هذا رجل أي كامل في الرجال بين الرّجولية والرّجولية وهذا أرجل الرجلين وهو راجل ورجل بين الرّجلة وحملك الله عن الرّجلة ومن الرّجلة وقوم رجّال ورجال ورجّالة ورجل ورجلى ورجالى وأراجيل وترجلوا في القتال نزلوا عن دوابهم للمنازلة ورآه فترجل له ورجل أرجل عظيم الرجل ورجل رجيل وذو رجلة مشّاء.
(ضامِرٍ) : في المختار ضمر الفرس من باب دخل وضمر أيضا بالضم ضمرا بوزن فقل فهو ضامر، وناقة ضامر وضامرة وتضمير الفرس أيضا أن تعلفه حتى يسمن ثم ترده الى القوت وذلك في أربعين يوما. والبعير يطلق على الجمل والناقة.
(فَجٍّ) : الفج بفتح الفاء ويجمع على فجاج بكسر الفاء والفجاج بضم الفاء: الطريق الواسع الواضح بين الجبلين.
(تَفَثَهُمْ) : أوساخهم وقضاء التفث المراد به قص الأظافر ونتف الإبط وفي المصباح: تفث تفثا فهو تفث مثل تعب تعبا فهو تعب إذا ترك الأدهان والاستحداد فعلاه الوسخ وقوله تعالى: «ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ» قيل هو استباحة ما حرم عليهم بالإحرام بعد التحلل» وقال غيره: «التفث قيل أصله من التف وهو وسخ الأظفار قلبت الفاء كمعثور في معفور وقيل هو الوسخ والعذر يقال: ما نفثك؟ وحكى قطرب: تفث الرجل إذا كثر وسخه في سفره ومعنى ليقضوا ليصنعوا ما يصنعه المحرم من ازالة شعر وشعث ونحوهما عند حله» .

الإعراب:
(وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً) الواو استئنافية والظرف متعلق بمحذوف تقديره اذكر وجملة بوأنا مضافة إليها الظرف وبوأنا فعل وفاعل ولابراهيم متعلقان ببوأنا ومكان البيت مفعول بوأنا واختار أبو البقاء وغيره أن تكون اللام زائدة أي أنزلناه مكان البيت والدليل عليه قوله تعالى «وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ» اما على الاول فيكون معنى بوأنا هيأنا وان هي المفسرة لأنها واقعة بعد قول مقدر أي قائلين له لا تشرك ولا ناهية وتشرك فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وقيل هي مصدرية فعلنا ذلك لئلا تشرك وجعل النهي صلة لها وبي متعلقان بتشرك وشيئا مفعول تشرك، وعبارة أبي حيان: وأن مخففة من الثقيلة قاله ابن عطية والأصل أن يليها فعل تحقيق أو ترجيح كحالها إذا كانت مشددة أو حرف تفسير قاله الزمخشري وابن عطية وشرطها أن يتقدمها جملة في معنى القول وبوأنا ليس فيه معنى القول والأولى عندي أن تكون أن الناصبة للمضارع إذ يليها الفعل المتصرف من ماض ومضارع وأمر والنهي كالأمر. (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) وطهر الواو عاطفة وطهر فعل أمر فاعله مستتر تقديره أنت وبيتي مفعول طهر وللطائفين متعلق بطهر والقائمين والركع عطف على ما تقدم والسجود صفة للركع والأولى أن تجعل الكلمتين بمثابة الكلمة الواحدة لأنهما عملان في عمل واحد وهو الصلاة. (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) وأذن فعل أمر أي ناد بدعوة الحج والأمر به والخطاب لابراهيم كما يقتضيه السياق وعليه المفسرون جميعا وعن الحسن انه خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يفعل ذلك في حجة الوداع وهو أقوى من جهة التشريع، وفي الناس متعلقان بأذن وبالحج متعلقان بمحذوف حال أي معلنا ويأتوك مضارع مجزوم لأنه وقع جوابا للطلب والواو فاعل والكاف مفعول به ورجالا حال وعلى كل ضامر عطف على رجالا أي مشاة وركبانا ويأتين فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة والنون فاعل وجملة يأتين صفة لكل ضامر لأنه في معنى الجمع وقرىء يأتون صفة للرجال والركبان ومن كل فج متعلقان بيأتين وعميق صفة لفج. (لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ) اللام للتعليل ويشهدوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعدها وهي متعلقة مع مجرورها بيأتوك أو بأذّن ومنافع مفعول به ولهم صفة لمنافع ويذكروا عطف على يشهدوا والواو فاعل واسم الله مفعول به وفي أيام متعلقان بيذكروا ومعلومات صفة لأيام وسيأتي ذكر هذه الأيام في باب الفوائد. (عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ) على ما رزقهم متعلقان بيذكروا أيضا ومعنى على هنا التعليل ومثله قوله تعالى «وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ» وقول الشاعر:
علام تقول الرمح يثقل عاتقي ... إذا أنا لم أطعن إذا الخيل كرت
ومن بهيمة الأنعام متعلقان برزقهم، فكلوا الفاء الفصيحة وكلوا فعل أمر وفاعل ومنها متعلقان بكلوا وأطعموا عطف على كلوا والبائس مفعول به والفقير صفة. (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) ثم حرف عطف واللام لام الأمر وسيأتي بحث مفيد عنها في باب الفوائد ويقضوا مضارع مجزوم بلام الأمر وتفثهم مفعول به وليوفوا نذورهم عطف على يقضوا تفثهم وليطوفوا بالبيت العتيق عطف أيضا وبالبيت متعلقان بيطوفوا والعتيق صفة للبيت وسيأتي السر في تسميته بالعتيق في باب الفوائد.

الفوائد:

1- لام الأمر:
لام الأمر ويسميها النجاة اللام الطلبية سواء أكانت أمر أم دعاء فالأول نحو «لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ» والثاني نحو «لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ» وتكون للالتماس، فالأمر من الأعلى والدعاء من الأدنى والالتماس من المساوي، ولام الأمر مكسورة إلا إذا وقعت بعد الواو والفاء فالاكثر تسكينها نحو «فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي» وقد تسكن بعد ثم، وتدخل لام الأمر على فعل الغائب معلوما ومجهولا وعلى المخاطب والمتكلم المجهولين.

2-لماذا سمي البيت العتيق:
اختلف المفسرون في هذه التسمية فرجح الزمخشري انه القديم لأنه أول بيت وضع للناس، وقال ابن عباس: سمي عتيقا لأن الله أعتقه من تسلط الجبابرة عليه فكم من جبار سار اليه ليهدمه فمنعه الله، وقال الزمخشري في تأييد هذا الوجه «فإن قلت: قد تسلط عليه الحجاج فلم يمنع؟ قلت: ما قصد التسلّط على البيت وانما تحصن به ابن الزبير فاحتال لاخراجه ثم بناه ولما قصد التسلط عليه أبرهة فعل به ما فعل» كما سيأتي، وقيل بيت كريم من قولهم عتاق الخيل والطير.

إعراب الآية ٢٧ من سورة الحج التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَأَذِّنْ) : يُقْرَأُ بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ وَالْمَدِّ ; أَيْ أَعْلَمِ النَّاسَ بِالْحَجِّ.
(رِجَالًا) : حَالٌ، وَهُوَ جَمْعُ رَاجِلٍ.
وَيُقْرَأُ بِضَمِّ الرَّاءِ مَعَ التَّخْفِيفِ، وَهُوَ قَلِيلٌ فِي الْجَمْعِ.
وَيُقْرَأُ بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ، مِثْلَ صَائِمٍ وَصُوَّامٍ. وَيُقْرَأُ رُجَالَى: مِثْلَ عُجَالَى.
(وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ) : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ أَيْضًا ; أَيْ وَرُكْبَانًا. وَ «ضَامِرٍ» بِغَيْرِ هَاءٍ لِلْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ.
وَ (يَأْتِينَ) : مَحْمُولٌ عَلَى الْمَعْنَى، وَالْمَعْنَى: وَرُكْبَانًا عَلَى ضَوَامِرَ يَأْتِينَ ; فَهُوَ صِفَةٌ لِضَامِرٍ.
وَقُرِئَ شَاذًّا «يَأْتُونَ» أَيْ يَأْتُونَ عَلَى كُلِّ ضَامِرٍ. وَقِيلَ: «يَأْتُونَ» مُسْتَأْنَفٌ.
وَ (مِنْ كُلِّ فَجٍّ) : يَتَعَلَّقُ بِهِ.

إعراب الآية ٢٧ من سورة الحج الجدول في إعراب القرآن

[سورة الحج (22) : الآيات 26 الى 29]
وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)

الإعراب
(الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (لإبراهيم) متعلّق ب (بوّأنا) بتضمينه معنى هيّأنا ، (مكان) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (بوّأنا) ، (أن) تفسيريّة ، (لا) ناهية جازمة (بي) متعلّق ب (تشرك) ، (للطائفين) متعلّق ب (طهّر) ، (السجود) بدل من الركّع مجرور.
جملة: «بوّأنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا تشرك بي ... » لا محلّ لها تفسيريّة، بتضمين بوّأنا معنى بيّنا.
وجملة: «طهّر ... » لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
(الواو) عاطفة (في الناس) متعلّق ب (أذّن) ، (بالحجّ) متعلّق ب (أذّن) ، (يأتوك) مضارع مجزوم جواب الطلب، وعلامة الجزم حذف النون..
و (الكاف) مفعول به، و (الواو) فاعل (رجالا) حال منصوبة من فاعل يأتوك (على كلّ) متعلّق بمحذوف حال أي ركبانا على كلّ ضامر (يأتين) مبنيّ على » . [.....]
(2) أو هو مفعول به لفعل بوّأنا بتضمينه معنى فعل متعدّ.
(3) بعض المعربين قال بزيادة (أن) ، وهو ضعيف. السكون في محلّ رفع.. و (النون) فاعل ضمير عائد على الضوامر (من كلّ) متعلّق ب (يأتين) ، (عميق) نعت لفجّ مجرور مثله.
وجملة: «أذّن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة طهّر.
وجملة: «يأتوك ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «يأتين ... » في محلّ جرّ نعت لكلّ ضامر.
(اللام) للتعليل (يشهدوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل (لهم) متعلّق بنعت ل (منافع) .
والمصدر المؤوّل (أن يشهدوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يأتوك) ، (يذكروا) منصوب معطوف على (يشهدوا) ، (في أيّام) متعلّق ب (يذكروا) ، (ما) اسم موصول في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (يذكروا) ، (من بهيمة) متعلّق بمحذوف حال من المفعول الثاني أي رزقهم إيّاه كائنا من بهيمة الأنعام (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (منها) متعلّق ب (كلوا) ..
وجملة: «يشهدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «يذكروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يشهدوا.
وجملة: «رزقهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «كلوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن صحّ الأكل فكلوا ...
وجملة: «أطعموا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة كلوا ...
(اللام) لام الأمر في المواضع الثلاثة (بالبيت) متعلّق ب (يطّوّفوا) .
وجملة: «يقضوا ... » معطوفة على جملة أطعموا.
وجملة: «يوفوا ... » معطوفة على جملة يقضوا. وجملة: «يطّوّفوا ... » معطوفة على جملة يقضوا.


الصرف
(ضامر) ، اسم فاعل من ضمر يضمر باب نصر، وباب كرم، وزنه فاعل.
(عميق) ، صفة مشبّهة من عمق يعمق باب كرم، وعمق يعمق باب فرح وزنه فعيل بمعنى بعيد.
(البائس) ، اسم فاعل من بئس يبأس باب فرح، وزنه فاعل.
(تفثهم) ، اسم لوسخ الأظفار وغيره، وزنه فعل بفتحتين.
(العتيق) ، صفة مشبّهة من عتق يعتق باب نصر، وزنه فعيل.


الفوائد
1- البيت العتيق:
فيه أقوال: أرجحها أنه البيت القديم، لأنه أول بيت وضع للناس، ليتخذوا منه شعائر تقربهم من الله زلفى ...
2- لام الأمر:
هي اللام الجازمة للمضارع، وموضوعة للطلب، وحركتها الكسر. نحو «لينفق ذو سعة من سعته» . وإسكانها بعد الفاء والواو أكثر من تحريكها، نحو «فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي» وقد تسكّن بعد ثمّ نحو «ثم ليقضوا تفثهم» .
ملاحظة هامة: لا وسيلة لنأمر بواسطة الفعل المبني للمجهول: إلا اللام سواء للمتكلم أم للمخاطب أم للغائب. نحو «لتعن بحاجتي» و «ليعن زيد بالأمر» ونحو «لأكرم من قبلك» .
وحولها أمور جزئية أخرى يرجع إليها في المطولات.

إعراب الآية ٢٧ من سورة الحج النحاس

{وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ ٱلْبَيْتِ..} [26] في دخول اللام ثلاثة أوجه: لأنه يقال: بَوّأتُ زيداً منزلاً. فأخذ الثلاثة الأوجه أن تحمله على معنى جعلنا لابراهيم مكانَ البيت مُبَوّءاً، والوجه الثاني أن تكون اللام متعلقة بالمصدر مثل {ومن يُرِدْ فيه بإِلحادٍ}، والوجه الثالث أن تكون اللام زائدةً، وهذا قول الفراء. قال: مثل {رَدِفَ لكم} {أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً} في "أنْ" ثلاثة أوجه: قال/ 147 أ/ الكسائي: في المعنى "بأنّ لا"، والوجه الثاني أن تكون "أنْ" بمعنى أي مثل {وانطَلَقَ الملأُ منهم أن امشُوا} والوجه الثالث تكون "أنْ" زائدة لتوكيد مثل {فلَمّا أنْ جاء البشيرُ} وفي قوله {أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً} وفي {وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجِّ..} [27] وما بينهما من المخاطبة ثلاثة أوجه كلّها عن العلماء: فأما قول المتقدّمين فإِنّ هذا كلّه مخاطبة لابراهيم عليه السلام. كما روى حماد بن سلمة عن عطاء بن السايب عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال لإبراهيم عليه السلام: "أَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجِّ" فجعل لا يمر بقوم إلاّ قال: إنه قد بُنِيَ لكم بَيتٌ فَحجّوهُ فأجابه كل شيءٍ من صخرة وشجرة وغيرها بلَبّيكَ اللّهُمّ لَبَّيْكَ. وروى حماد بن سلمة عن أبي عاصم الغنوي عن أبي الطفيل قال: قال ابن عباس: أتَدرِي ما كان أصلُ التلبية قلتُ: لا، قال: لمّا أُمِرَ إبراهيم عليه السلام أن يؤذّن في الناس بالحج خَفَضَتْ الجبالُ رُءوسها له, ورُفِعَت له القُرى, فنادى في الناس بالحجّ فأجابه كلُّ شيءٍ بلبّيك اللّهُمّ لَبّيكَ، فهذا وجه. وقيل: "أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّآئِفِينَ" لابراهيم عليه السلام. وتَمّ الكلام. ثم خاطَبَ اللهُ جل وعز محمداً عليه السلام فقال: "وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجِّ" أي أعلمهم أن عليهم الحجّ، والوجه الثالث أنّ هذا كله مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا قول أهل النظر؛ لأن القرآن أُنزِلَ على النبي عليه السلام فكلّ ما فيه من المُخَاطَبةِ فهي له إلاّ أن يَدُلّ دليل قاطع على غير ذلك، وههنا دليل آخر يدلّ على أنّ المخاطبة للنبي عليه السلام وهو "أَن لاَّ تُشْرِكْ" بالتاء, لمشاهد، وإوهذا مخاطبة لمشاهد, وابراهيم عليه السلام غائب. فالمعنى على هذا وإِذ بَوّأنا لابراهيم مكان البيت فجعلنا لك الدلائل على توحيد الله جل وعز، وعلى أن ابراهيم كان يعبد الله وَحدهُ فلا تُشرِكْ بِي شيئاً، وطهّر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود وأذن في الناس بالحجّ. قيل: المعنى أعلمهم أنك تحجّ حُجّةَ الوداع ليحجّوا {يَأْتُوكَ رِجَالاً} نصب على الحال. {وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ} فيه ثلاثة أوجه: "يأتين" لأن معنى ضامر معنى ضوامر، فَنَعَتَهُ بيأتِينَ، وفي بعض القراءات {يأتونَ} يكون للناس. قال الفراء: ويجوز يَأتِي على اللفظ.

إعراب الآية ٢٧ من سورة الحج مشكل إعراب القرآن للخراط

{ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ } جملة "وأذِّن" معطوف على جملة "طهِّر"، وجملة "يأتوك" جواب شرط مقدر. "رجالا" حال من الواو، الجار "وعلى كل ضامر" متعلق بحال مقدرة أي: رجالا وكائنين على كل، جملة "يأتين" نعت لـ "كل ضامر".