إعراب : وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ۚ ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع

إعراب الآية 18 من سورة غافر , صور البلاغة و معاني الإعراب.

وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ

التفسير الميسر. تفسير الآية ١٨ من سورة غافر

وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ۚ ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع

وحذِّر -أيها الرسول- الناس من يوم القيامة القريب، وإن استبعدوه، إذ قلوب العباد مِن مخافة عقاب الله قد ارتفعت من صدورهم، فتعلقت بحلوقهم، وهم ممتلئون غمًّا وحزنًا. ما للظالمين من قريب ولا صاحب، ولا شفيع يشفع لهم عند ربهم، فيستجاب له.
(وَأَنْذِرْهُمْ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(أَنْذِرْ) : فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْتَ".
(يَوْمَ)
مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
(الْآزِفَةِ)
مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(إِذِ)
بَدَلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ.
(الْقُلُوبُ)
مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
(لَدَى)
ظَرْفُ مَكَانٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَى (إِذْ) :.
(الْحَنَاجِرِ)
مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(كَاظِمِينَ)
حَالٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
(مَا)
حَرْفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(لِلظَّالِمِينَ)
"اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ(الظَّالِمِينَ) : اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ.
(مِنْ)
حَرْفُ جَرٍّ زَائِدٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(حَمِيمٍ)
مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ مَجْرُورٌ لَفْظًا مَرْفُوعٌ مَحَلًّا وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(وَلَا)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(لَا) : حَرْفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(شَفِيعٍ)
مَعْطُوفٌ عَلَى (حَمِيمٍ) : مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(يُطَاعُ)
فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَنَائِبُ الْفَاعِلِ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".

إعراب الآية ١٨ من سورة غافر

{ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ( غافر: 18 ) }
﴿وَأَنْذِرْهُمْ﴾: الواو: حرف استئناف.
أنذر: فعل أمر مبنيّ على السكون، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت.
و"الهاء": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به أول.
و"الميم": للجماعة.
﴿يَوْمَ﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
﴿الْآزِفَةِ﴾: مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿إِذِ﴾: اسم مبنيّ على السكون، وقد حُرِّك بالكسر لالتقاء الساكنين في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بـ "أنذرهم".
﴿الْقُلُوبُ﴾: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿لَدَى﴾: ظرف مكان متعلّق بخبر المبتدأ، وهو مضاف.
﴿الْحَنَاجِرِ﴾: مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿كَاظِمِينَ﴾: حال من "القلوب" منصوبة بالياء، لأنها جمع مذكر سالم.
﴿مَا﴾: حرف نفي لا عمل له.
﴿لِلظَّالِمِينَ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بخبر مقدم، وعلامة جرّ الاسم "الياء"، لأنه جمع مذكر سالم.
﴿مِنْ﴾: حرف جرّ زائد لتأكيد معنى النفي.
﴿حَمِيمٍ﴾: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًا على أنه مبتدأ مؤخر.
بمعني: من قريب شفيق يعطف عليهم.
﴿وَلَا﴾: الواو: حرف عطف.
لا: حرف زائد لتأكيد معنى النفي.
﴿شَفِيعٍ﴾: معطوفة على "حميم" وتعرب إعرابها.
﴿يُطَاعُ﴾: فعل مضارع للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه الضمة، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
وجملة "أنذرهم" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافيّة.
وجملة "القلوب لدى الحناجر" في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة "ما للظالمين من حميم" في محلّ نصب حال من يوم الازفة والرابط مقدر أي فيه.
وجملة "يطاع" في محلّ جرّ أو رفع نعت لـ "شفيع".

إعراب الآية ١٨ من سورة غافر مكتوبة بالتشكيل

﴿وَأَنْذِرْهُمْ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( أَنْذِرْ ) فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْتَ".
﴿يَوْمَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿الْآزِفَةِ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿إِذِ﴾: بَدَلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ.
﴿الْقُلُوبُ﴾: مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿لَدَى﴾: ظَرْفُ مَكَانٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَى ( إِذْ ).
﴿الْحَنَاجِرِ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿كَاظِمِينَ﴾: حَالٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
﴿مَا﴾: حَرْفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿لِلظَّالِمِينَ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( الظَّالِمِينَ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ زَائِدٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿حَمِيمٍ﴾: مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ مَجْرُورٌ لَفْظًا مَرْفُوعٌ مَحَلًّا وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَلَا﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( لَا ) حَرْفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿شَفِيعٍ﴾: مَعْطُوفٌ عَلَى ( حَمِيمٍ ) مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿يُطَاعُ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَنَائِبُ الْفَاعِلِ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".

إعراب الآية ١٨ من سورة غافر إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة غافر (40) : الآيات 13 الى 18]
هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً وَما يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَنْ يُنِيبُ (13) فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (14) رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ (15) يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (16) الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (17)
وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ (18)

اللغة:
(الْآزِفَةِ) : القيامة سميت بذلك لأزوفها أي لقربها من أزف الرحيل أي قرب وفي المصباح: «أزف الرحيل أزفا من باب تعب وأزوفا دنا وقرب وأزفت الآزفة القيامة» وفي الأساس: أزف الرحيل:
دنا وعجل ومنه أقبل يمشي الأزفى بوزن الجمزى وكأنه من الوزيف والهمزة عن واو، وساءني أزوف رحيلهم وأزف رحيلهم....
والآزفة القيامة لأزوفها. قال هدبة:
وبادرها مصر العشيّة قرمها ... ذر البيت يغشاه من القرّ آزف
(الْحَناجِرِ) : في المختار: «والحنجرة بالفتح والحنجور بالضم الحلقوم» وفي القاموس: «والحنجور السفط الصغير وقارورة للذريرة والحلقوم كالحنجرة والحناجر جمعه» .


الإعراب:
(هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً) كلام مستأنف مسوق للتدليل على أن الحكم له سبحانه وهو مبتدأ والذي خبر وجملة يريكم صلة وآياته مفعول به وينزل لكم عطف على يريكم ومن السماء متعلقان بينزل للدلالة على تجدد الإراءة والتنزيل وديمومتهما واستمرارهما. (وَما يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ) الواو عاطفة وما نافية ويتذكر فعل مضارع مرفوع وإلا أداة حصر ومن فاعل وجملة ينيب صلة. (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) الفاء الفصيحة أي إذا كان الأمر كما ذكر فادعوا، ولفظ الجلالة مفعول به ومخلصين حال وله جار ومجرور متعلقان بمخلصين والدين مفعول به والواو حالية ولو شرطية وكره الكافرون فعل وفاعل والمفعول به محذوف أي إخلاصكم أو دعوتكم. (رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ) رفيع الدرجات خبر لمبتدأ محذوف وذو العرش خبر ثان وجملة يلقي الروح خبر ثالث أي الله ومن أمره متعلقان بيلقي أو بمحذوف حال من الروح أي الوحي أي حال كونه ناشئا من أمره والمراد بالروح الوحي وسيأتي السبب في تسميته بذلك في باب البلاغة وعلى من متعلقان بيلقي وجملة يشاء صلة ومن عباده حال، ولينذر اللام للتعليل وينذر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام والجار والمجرور متعلقان بيلقي وفاعل ينذر يجوز أن يكون الله أو الروح أو من يشاء ويوم مفعول به لينذر والتلاق مضاف اليه وحذفت الياء اتباعا لرسم المصحف وقرىء بإثباتها وسمي يوم القيامة بيوم التلاق لأن الخلائق تلتقي فيه.
(يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ) يوم بدل من يوم التلاق بدل كل من كل وهم مبتدأ وبارزون خبر والجملة الاسمية في محل جر بإضافة الظرف إليها فحركة يوم حركة اعراب على المشهور وسيأتي تقرير ذلك في باب الفوائد وجملة لا يخفى حال من ضمير بارزون أو خبر ثان وقيل هي مستأنفة ورجح الزمخشري الحالية ولعله على صواب وعلى الله متعلقان بيخفى ومنهم حال لأنه كان في الأصل صفة لشيء وشيء فاعل يخفى. (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) حكاية لما يسأل عنه في ذلك اليوم ولما يجاب به فالجملة مقول قول محذوف أي يقوله تعالى ويجيب نفسه والقول معطوف على ما قبله أو مستأنف في جواب سؤال مقدر كأنه قيل فماذا يكون حينئذ فقيل يقال لمن الملك. ولمن خبر مقدم والملك مبتدأ مؤخر واليوم ظرف متعلق بالملك ولله خبر لمبتدأ محذوف تقديره الملك لله والواحد القهار نعتان لله وقال الزمخشري: «ينادي مناد فيقول لمن الملك اليوم فيجيبه أهل المحشر لله الواحد القهار» .
(الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ) الظرف متعلق بتجزى والكلام تتمة للمقول وتجزى فعل مضارع مبني للمجهول وكل نفس نائب فاعل وبما متعلقان بتجزى وما موصولة أو ظرفية. (لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) لا نافية للجنس وظلم اسمها المبني على الفتح واليوم ظرف متعلق بمحذوف خبر وإن واسمها وخبرها والجملة تعليل لعدم الظلم أي أنه تعالى لا يشغله حساب عن حساب فهو سريع في حسابه عادل في حكمه. (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ) الواو عاطفة على ما تقدم وأنذرهم فعل أمر وفاعل مستتر ومفعول به أول ويوم الآزفة مفعول به ثان وإذ بدل من يوم الآزفة والقلوب مبتدأ ولدي الحناجر ظرف متعلق بمحذوف خبر والجملة في محل جر بإضافة الظرف إليها وكاظمين حال من القلوب وعوملت الحناجر في جمعها بالياء والنون معاملة أصحابها وسيأتي تقرير الزمخشري في باب البلاغة. (ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ)
الجملة حال من أصحاب القلوب وما نافية حجازية أو مهملة وللظالمين خبر مقدم ومن حرف جر زائد وحميم اسم ما المؤخر أو مبتدأ ولا شفيع عطف على حميم وجملة يطاع صفة لشفيع وفي الكلام مجاز سيأتي تفصيله في باب البلاغة.


البلاغة:
1- في قوله «يلقي الروح من أمره» مجاز مرسل لأن المراد بالروح الوحي وسمي الوحي روحا لأنه يجري من القلوب مجرى الأرواح من الأجساد فهو مجاز مرسل علاقته السببية وجعله الزمخشري استعارة تصريحية وليس ببعيد.
2- التمثيل:
وفي قوله «إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين» استعارة تمثيلية لتجسيد الهول في ذلك اليوم الذي تكون فيه مشارفتهم للنار فعند ذلك ترتفع قلوبهم عن مقارها فتلصق بحناجرهم فلا هي تخرج فيموتوا ويستريحوا ولا هي ترجع إلى مواطنها فيتنفسوا الصعداء ويتروحوا ولكنها معترضة كالشجا.
3- عكس الظاهر:
وفي قوله «ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع» عكس الظاهر وقد تقدم ذكر هذا الفن أكثر من مرة إذ لا شفيع لهم أصلا فضلا عن أن يكون مطاعا. 4- قول الزمخشري في كاظمين:
وقال الزمخشري: «فإن قلت: بم انتصب كاظمين؟ قلت: هو حال عن أصحاب القلوب على المعنى لأن المعنى إذ قلوبهم لدى حناجرهم كاظمين عليها ويجوز أن يكون حالا عن القلوب وان القلوب كاظمة على غم وكرب فيها مع بلوغها الحناجر وانما جمع الكاظم جمع السلامة لأنه وصفها بالكظم الذي هو من أفعال العقلاء كما قال تعالى:
«رأيتهم لي ساجدين» وقال: فظلت أعناقهم لها خاضعين» .


الفوائد:
إضافة الزمان الى الجمل:
يجوز في الزمان إذا أضيف الى جملة الإعراب على الأصل والبناء فإن كان ما وليه فعلا مبنيا فالبناء أرجح للتناسب أو لشبه الظرف حينئذ بحرف الشرط في جعل الجملة التي تليه مفتقرة إليه والى غيره كقول النابغة الذبياني:
على حين عاتبت المشيب على الصبا ... وقلت: ألما أصح والشيب وازع
يروى على حين بالخفض على الاعراب وعلى حين بالفتح على البناء وهو الأرجح لكونه مضافا الى مبني أصالة وهو عاتبت وقد يكون البناء حالة عارضة فيجزي لأمر كذلك كقوله:
لأجتذبن منهن قلبي تحلما ... على حين يستصبين كل حليم يروى بخفض حين على الاعراب وفتحه على البناء لكونه مضافا الى مبني وهو يستصبين فإنه مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون الإناث وماضيه استصبيت فلانا إذا جعلته في عداد الصبيان وإن كان ما وليه فعلا مضارعا معربا أو جملة اسمية فالإعراب أرجح من البناء وهو واجب عند البصريين لعدم التناسب وإنما قلنا بأرجحية الاعراب لأن نافعا وهو من كبار القراء قرأ «هذا يوم ينفع» بالفتح على البناء لا على الاعراب وأجاب جمهور البصريين بأن الفتحة فيه ليست فتحة بناء وإنما هي فتحة إعراب مثلها في صمت يوم الخميس والتزموا لأجل ذلك أن تكون الاشارة ليست لليوم وإلا لزم كون الشيء ظرفا لنفسه ولهذا قال الفارسي وابن مالك بأرجحية الاعراب، قال في الخلاصة:
وقبل فعل معرب أو مبتدأ ... أعرب ومن بنى فلن يفندا

إعراب الآية ١٨ من سورة غافر التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18)) .
(إِذِ) بَدَلٌ مِنْ يَوْمِ الْآزِفَةِ.
وَ (كَاظِمِينَ) : حَالٌ مِنَ الْقُلُوبِ؛ لِأَنَّ الْمُرَادَ أَصْحَابُهَا.
وَقِيلَ: هِيَ حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي «لَدَى» . وَقِيلَ: هِيَ حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي «أَنْذِرْهُمْ» . ( وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ) : «يُطَاعُ» فِي مَوْضِعِ جَرِّ صِفَةٍ لِشَفِيعٍ عَلَى اللَّفْظِ، أَوْ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ عَلَى الْمَوْضِعِ.

إعراب الآية ١٨ من سورة غافر الجدول في إعراب القرآن

[سورة غافر (40) : الآيات 18 الى 20]
وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ (18) يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ (19) وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (20)


الإعراب
(الواو) استئنافيّة (يوم) مفعول به ثان منصوب (إذ) ظرف في محلّ نصب بدل من يوم (لدى) ظرف مبني في محلّ نصب متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ القلوب (كاظمين) حال من القلوب ، (ما) نافية مهملة (للظالمين) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (حميم) وهو مجرور لفظا مرفوع محلّا (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (شفيع) معطوف على حميم لفظا، وفاعل (يعلم) ضمير مستتر يعود على الله (ما) موصول في محلّ نصب معطوف على خائنة.
جملة: «أنذرهم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «القلوب لدى الحناجر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ما للظالمين من حميم ... » في محلّ نصب حال من يوم الآزفة والرابط مقدّر أي فيه .
وجملة: «يطاع ... » في محلّ جرّ- أو رفع- نعت لشفيع.
وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «تخفي الصدور..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
(20) (الواو) استئنافيّة (بالحقّ) متعلّق ب (يقضي) ، (الواو) عاطفة (من دونه) متعلّق بحال من العائد المحذوف أي يدعونهم من دونه (لا) نافية (بشيء) متعلّق ب (يقضون) ، (هو) ضمير فصل .
وجملة: «الله يقضي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يقضي بالحقّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «الذين يدعون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله يقضي ...
وجملة: «الذين يدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا يقضون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «إنّ الله.. السميع» لا محلّ لها تعليليّة.


الصرف
(18) الآزفة: مؤنّث الآزف، اسم فاعل من (أزف) باب فرح أي قرب، وزنه فاعلة، والآزفة في الآية نعت لمنعوت محذوف أي القيامة الآزفة.
(20) يقضون: فيه إعلال بالحذف أصله يقضيون بضم الياء نقلت حركتها إلى الضاد ثم حذفت لالتقاء الساكنين.


البلاغة
1- الكناية: في قوله تعالى «إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ» .
الكلام كناية عن شدة الخوف أو فرط التألم.
2- الاستعارة: في قوله تعالى «يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ» .
أي النظرة الخائنة، كالنظرة إلى غير المحرم واستراق النظر إليه وغير ذلك، وجعل النظرة خائنة إسناد مجازي، أو استعارة مصرحة أو مكنية وتخييلية بجعل النظر بمنزلة شيء يسرق من المنظور إليه.

إعراب الآية ١٨ من سورة غافر النحاس

{.. إِذِ ٱلْقُلُوبُ لَدَى ٱلْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ..} [18] نُصِبَتْ كاظمين على الحال وهو محمول على المعنى. قال أبو اسحاق: المعنى إذ قلوب الناس لدى الحناجر في حال كظمهم، وأجاز الفراء أن يكون التقدير: وأنذِرْهُمْ كاظمين على أنه خبر القلوب، وقال: لأن المعنى إذ هم كاظمين. وقال الكسائي: يجوز رفع كاظمين على الابتداء {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ} أي قريب {وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ} من نعت شفيع أي ولا شفيع يَسألُ فَيُجابُ.

إعراب الآية ١٨ من سورة غافر مشكل إعراب القرآن للخراط

{ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ } "يوم" مفعول ثان، وليس ظرفًا؛ لأن الإنذار لا يكون يوم الآزفة، "إذ" اسم ظرفي بدل من يوم، "لدى" متعلق بالخبر، "كاظمين" حال من "القلوب"، جملة "ما للظالمين حميم" حال من يوم الآزفة، والرابط مقدر أي: فيه، وجَمَعَ "كاظمين" جَمْعَ مَنْ يعقل لَمَّا أسند إليهم ما يُسند للعقلاء ، و"مِنْ" في "من حميم" زائدة، وجملة "يطاع" نعت لشفيع.