إعراب : ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هٰذه الشجرة فتكونا من الظالمين

إعراب الآية 19 من سورة الأعراف , صور البلاغة و معاني الإعراب.

وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ

التفسير الميسر. تفسير الآية ١٩ من سورة الأعراف

ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هٰذه الشجرة فتكونا من الظالمين

ويا آدم اسكن أنت وزوجك حواء الجنة، فكُلا من ثمارها حيث شئتما، ولا تأكلا من ثمرة شجرة (عَيَّنها لهما)، فإن فعلتما ذلك كنتما من الظالمين المتجاوزين حدود الله.
(وَيَاآدَمُ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(يَا) : حَرْفُ نِدَاءٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ(آدَمُ) : مُنَادًى مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ.
(اسْكُنْ)
فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْتَ".
(أَنْتَ)
ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ تَوْكِيدٌ لِلضَّمِـيرِ الْمُسْتَتِرِ فِي (اسْكُنْ) :.
(وَزَوْجُكَ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(زَوْجُ) : مَعْطُوفٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ عَلَى الضَّمِيرِ الْمُسْتَتِرِ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
(الْجَنَّةَ)
مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
(فَكُلَا)
"الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(كُلَا) : فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ، وَ"أَلِفُ الِاثْنَيْنِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
(مِنْ)
حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(حَيْثُ)
اسْمٌ ظَرْفِيٌّ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
(شِئْتُمَا)
فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِتَاءِ الْفَاعِلِ، وَ"تَاءُ الْفَاعِلِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
(وَلَا)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(لَا) : حَرْفُ نَهْيٍ وَجَزْمٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(تَقْرَبَا)
فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"أَلِفُ الِاثْنَيْنِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
(هَذِهِ)
اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
(الشَّجَرَةَ)
بَدَلٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
(فَتَكُونَا)
"الْفَاءُ" حَرْفُ سَبَبِيَّةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(تَكُونَا) : فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِأَنْ مُضْمَرَةٍ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ حَذْفُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"أَلِفُ الِاثْنَيْنِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ اسْمُ تَكُونَ.
(مِنَ)
حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ.
(الظَّالِمِينَ)
اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ خَبَرُ تَكُون.

إعراب الآية ١٩ من سورة الأعراف

{ وَيَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ( الأعراف: 19 ) }
﴿وَيَاآدَمُ﴾: الواو: حرف عطف.
يا: حرف نداء.
آدم: منادي مبنيّ على الضم في محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف.
﴿اسْكُنْ﴾: فعل أمر مبنيّ على السكون، والفاعل: ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت.
﴿أَنْتَ﴾: ضمير رفع منفصل مبنيّ على الفتح في محل رفع توكيد للضمير المستكن في "اسكن".
﴿وَزَوْجُكَ﴾: معطوفة بالواو على "أنت" مرفوعة بالضمة، و"الكاف": ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محل جرّ بالإضافة.
﴿الْجَنَّةَ﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿فَكُلَا﴾: الفاء: حرف عطف.
كلا: فعل أمر مبنيّ على حذف النون، لأنه مضارعه من الأفعال الخمسة، والألف ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محل رفع فاعل.
﴿مِنْ﴾: حرف جر.
﴿حَيْثُ﴾: ظرف مكان مبنيّ على الضم في محل جرّ بـ"من" والجار والمجرور متعلقان بـ"كلوا".
﴿شِئْتُمَا﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك.
و"تما": ضمير متّصل مبنيّ على الضم في محل رفع فاعل.
﴿وَلَا﴾: الواو: حرف عطف.
لا: حرف نهي وجزم.
﴿تَقْرَبَا﴾: فعل مضارع مجزوم بـ"لا"، وعلامة جزمه حذف النون، لأنه من الأفعال الخمسة، والألف ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محل رفع فاعل.
﴿هَذِهِ﴾: اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محل نصب مفعول به.
﴿الشَّجَرَةَ﴾: بدل من "هذه" منصوب بالفتحة.
﴿فَتَكُونَا﴾: الفاء: سببية حرف عطف.
تكونا: فعل مضارع ناقص منصوب بـ"أنْ" مضمرة بعد فاء السببية، وعلامة نصبه حذف النون، والألف: ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محل رفع اسم "تكون".
﴿مِنَ الظَّالِمِينَ﴾: جار ومجرور متعلقان بخبر "تكون"، وعلامة جرّ الاسم الياء، لأنه جمع مذكر سالم.
و"أن" المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر معطوف على مصدر منتزع من الكلام السابق.
وجملة النداء استئنافية لا محل لها من الإعراب.
وجملة "سكن" لا محلّ لها من الإعراب، لأنها جواب النداء.
وجملة "كلا" معطوفة على جملة "اسكن" لا محل لها من الإعراب.
وكذلك جملة "لا تقربا".
وجملة "تكون" لا محل لها من الإعراب، لأنها صلة الموصول الحرفي.

إعراب الآية ١٩ من سورة الأعراف مكتوبة بالتشكيل

﴿وَيَاآدَمُ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( يَا ) حَرْفُ نِدَاءٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ( آدَمُ ) مُنَادًى مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ.
﴿اسْكُنْ﴾: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْتَ".
﴿أَنْتَ﴾: ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ تَوْكِيدٌ لِلضَّمِـيرِ الْمُسْتَتِرِ فِي ( اسْكُنْ ).
﴿وَزَوْجُكَ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( زَوْجُ ) مَعْطُوفٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ عَلَى الضَّمِيرِ الْمُسْتَتِرِ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿الْجَنَّةَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿فَكُلَا﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( كُلَا ) فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ، وَ"أَلِفُ الِاثْنَيْنِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿حَيْثُ﴾: اسْمٌ ظَرْفِيٌّ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿شِئْتُمَا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِتَاءِ الْفَاعِلِ، وَ"تَاءُ الْفَاعِلِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿وَلَا﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( لَا ) حَرْفُ نَهْيٍ وَجَزْمٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿تَقْرَبَا﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"أَلِفُ الِاثْنَيْنِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿هَذِهِ﴾: اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
﴿الشَّجَرَةَ﴾: بَدَلٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿فَتَكُونَا﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ سَبَبِيَّةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( تَكُونَا ) فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِأَنْ مُضْمَرَةٍ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ حَذْفُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"أَلِفُ الِاثْنَيْنِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ اسْمُ تَكُونَ.
﴿مِنَ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ.
﴿الظَّالِمِينَ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ خَبَرُ تَكُون.

إعراب الآية ١٩ من سورة الأعراف إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة الأعراف (7) : الآيات 19 الى 20]
وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ (20)

اللغة:
(وسوس) الوسوسة: الكلام الخفي المكرر، ومثله الوسواس، وهو صوت الحليّ. والوسوسة أيضا: الخطرة الرديئة، ووسوس لا يتعدى الى مفعول بل هو لازم، يقال: هو رجل موسوس بكسر الواو، ولا يقال بفتحها. قاله ابن الأعرابيّ. وقال غيره: يقال موسوس له، وموسوس إليه. وقال الليث: الوسوسة: حديث النفس، والصوت الخفي من ريح تهزّ قضيبا ونحوه، كالهمس.
وقال الأزهري: وسوس ووزوز بمعنى واحد، وفي القاموس: رجل موزوز أي مغرّد. وسيأتي سرّ تكرير الحروف في باب البلاغة.
(وُورِيَ) : ستر وغطّي، وهو ماض مبني للمجهول، وأصله:
وارى كضارب، فلما بني للمجهول أبدلت الألف واوا كضورب.
(السوآت) : العورات، وكلّ ما يستحيا منه.


الإعراب:
(وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) الواو عاطفة أو استئنافية، ويا حرف نداء، وآدم منادى مفرد علم مبني على الضم في محل نصب، والكلام معطوف على اخرج، أو بتقدير عامل، أي: قلنا: يا آدم، واسكن فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره أنت، وأنت تأكيد للفاعل المستتر، وزوجك عطف على الضمير المستتر، والجنة مفعول به، على السعة، أو منصوب بنزع الخافض، وقد تقدم (فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما) الفاء حرف عطف، وكلا فعل أمر مبني على حذف النون، والألف فاعل، ومن حرف جر، وحيث ظرف مكان مبني على الضم في محل جر بمن، والجار والمجرور متعلقان بكلا، وجملة شئتما في محل جر بالإضافة (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) الواو عاطفة، ولا ناهية، وتقربا فعل مضارع مجزوم بلا، والألف فاعل، وهذه اسم إشارة في محل نصب مفعول به، وقرب يستعمل لازما ومتعديا كما هنا، والشجرة بدل من اسم الاشارة، فتكونا الفاء هي السببية، وتكونا فعل مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد الفاء لوقوعها جوابا للنهي، والألف اسم تكونا، ومن الظالمين جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر تكونا (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما) الفاء عاطفة، ووسوس فعل ماض، ولهما جار ومجرور متعلقان بوسوس، والشيطان فاعل، وليبدي اللام لام التعليل، ويبدي فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام ويصح أن تكون لام الصيرورة أو العاقبة، ولهما جار ومجرور متعلقان بيبدي، وما اسم موصول في محل نصب مفعول به، وجملة ووري صلة لا محل لها، وعنهما جار ومجرور متعلقان بووري، ومن سوءاتهما: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال. (وَقالَ: ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ) الواو عاطفة، وقال فعل ماض معطوف على وسوس، وما نافية، ونهاكما فعل ماض، والكاف مفعول به، والميم والألف حرفان دالان على التثنية، وربكما فاعل، وعن هذه جار ومجرور متعلقان بنهاكما، والشجرة بدل من اسم الإشارة. وإلا أداة حصر. وأن وما في حيزها استثناء مفرغ من أعم العلل. فهو مفعول لأجله على حذف مضاف، أي، إلا كراهة. وأن تكونا مصدر مؤول في محل جر بالإضافة، تكونا فعل مضارع ناقص منصوب بأن، والألف اسمها، وملكين خبر تكونا، وأو تكونا من الخالدين عطف على جملة تكونا الأولى، وجملة ما نهاكما مقول القول.


البلاغة:

سر تكرير الحروف في اللفظ الواحد:
هذا باب من أبواب البلاغة، قلّ من يتفطن له. وقد المع إليه الزمخشري في كشافه وابن الأثير في مثله السائر وابن جني في خصائصه.
ولكن إلماعهم لا يعدو لغة النظر التي لا تنقع الغلة، ولا تشفي من الأوام، ويتلخص هذا الباب في أنه كلما تكررت الحروف في اللفظ الواحد كان ذلك إيذانا بتكرير العمل ونقل الفعل من وزن الى وزن، لم يجنح إليه الواضح في الأصل إلا لهذا السر الخفي، واللفظ هنا «وسوس» فهو تجسيد حي وتصوير بليغ لدأب إبليس على الإغواء، وإجهاده نفسه لحملها على أن تزل بهما القدم، ويرتطما في مزالق الشر، فهو يوسوس إليهما المرة بعد المرة.
ومن ذلك قولهم: خشن واخشوشن، لا تفيد خشن ما تفيد كلمة اخشوشن، لما فيه من تكرير الحروف. وقل مثل هذا في أعشب المكان واعشوشب. فكأنهم لما رأوا كثرة العشب قالوا: اعشوشب.
وسيرد معنا في القرآن الكريم العجيب منه، كما في هذه الآية. نموذج شعري للتكرير:
ويحسن بنا هنا أن نورد الآن نموذجا شعريا تعلق فيه الشاعر بأذيال هذا السر الخفي، وهو قول البحتري من قصيدة يمدح بها المتوكل على الله، ويذكر حديث الصلح بين أبناء العمومة والخئولة من بني تغلب، منها قوله:
رفعت بضبعي تغلب بنة وائل ... وقد يئست أن يستقلّ صريعها
فكنت أمين الله مولى حياتها ... ومولاك فتح يوم ذاك شفيعها
تألّفتهم من بعد ما شرّدت بهم ... حفائظ أخلاق بطيء رجوعها
فأبصر غاويها المحجّة فاهتدى ... وأقصر غاليها ودانى شسوعها
وموضع الاستشهاد قوله: «تألّفتهم من بعد ما شردت بهم» فتثقيل تألّفتهم وشردت بهم أمر يستوجبه المقام، لأنه مقام الإصلاح وإعادة المياه الى مجاريها بين أبناء العمومة والخئولة. وحسبنا ما تقدم الآن. وسيرد له ما يدعمه ويظهر مكان حسنه في مكان آخر.

إعراب الآية ١٩ من سورة الأعراف التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ(19) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (هَذِهِ الشَّجَرَةَ) : يُقْرَأُ هَذِي بِغَيْرِ هَاءٍ، وَالْأَصْلُ فِي «ذَا» : ذَيٌّ لِقَوْلِهِمْ فِي التَّصْغِيرِ: ذَيًّا فَحُذِفَتِ الْيَاءُ الثَّانِيَةُ تَخْفِيفًا، وَقُلِبَتِ الْيَاءُ الْأُولَى أَلِفًا؛ لِئَلَّا تَبْقَى مِثْلَ كَيْ، فَإِذَا خَاطَبْتَ الْمُؤَنَّثَ، رُدَّتِ الْيَاءُ، وَكُسِرَتِ الذَّالُ؛ لِئَلَّا يَجْتَمِعَ عَلَيْهِ التَّأْنِيثُ وَالتَّغْيِيرُ. وَأَمَّا الْهَاءُ فَجُعِلَتْ عِوَضًا مِنَ الْمَحْذُوفِ حِينَ رُدَّ إِلَى الْأَصْلِ، وَوُصِلَتْ بِيَاءٍ؛ لِأَنَّهَا مِثْلُ هَاءِ الضَّمِيرِ فِي اللَّفْظِ.

إعراب الآية ١٩ من سورة الأعراف الجدول في إعراب القرآن

[سورة الأعراف (7) : الآيات 19 الى 22]
وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ (20) وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلاَّهُما بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ (22)

الإعراب
(الواو) استئنافيّة (يا) حرف نداء (آدم) منادى مفرد علم مبني على الضمّ في محلّ نصب (اسكن) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أنت) ضمير منفصل مبني على الفتح في محلّ رفع توكيد للضمير المستتر فاعل اسكن (الواو) عاطفة (زوج) معطوف على الضمير المستتر فاعل اسكن مرفوع ،، و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الجنّة) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (كلا) فعل أمر مبني على حذف النون.. و (الألف) ضمير فاعل (من) حرف جرّ (حيث) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (كلا) ، وفي الكلام حذف أي كلا منها- أي من ثمارها- حيث شئتما (شئتما) فعل ماض مبني على السكون..
و (التاء) ضمير فاعل و (ما) حرف عماد للتثنية ... (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تقربا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون و (الألف) ضمير فاعل (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبني على الكسر في محلّ نصب مفعول به (الشجرة) بدل من الاسم الإشارة- أو عطف بيان- منصوب (الفاء) فاء السببيّة (تكونا) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، و (الالف) ضمير في محلّ رفع اسم تكون (من الظالمين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر تكون.
جملة «النداء وصلتها....» : لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة «اسكن ... » : لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة «كلا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة «شئتما....» : في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة «لا تقربا....» : لا محلّ لها معطوفة على جملة كلا. وجملة «تكونا....» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن تكونا....) معطوف على مصدر متصيّد من الكلام السابق أي: لا يكن منكما قرب فحصول الظلم منكما .
(20) (الفاء) عاطفة (وسوس) فعل ماض (اللام) حرف جرّ و (هما) ضمير متصل في محلّ جرّ متعلّق ب (وسوس) ، (الشيطان) فاعل مرفوع (اللام) لام العاقبة ، (يبدي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو (لهما) مثل الأول متعلّق ب (يبدي) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (ووري) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (عنهما) مثل لهما متعلّق ب (ووري) ، (من سوءات) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الضمير المستتر، و (هما) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يبدي ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق- (وسوس) .
(الواو) عاطفة (قال) فعل ماض والفاعل هو (ما) حرف نفي (نهى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (كما) ضمير مفعول به (ربّ) فاعل مرفوع و (كما) مضاف إليه (عن) حرف جرّ (هذه الشجرة) مثل الأولى في محلّ جرّ متعلّق ب (نهى) ، (إلّا) حرف للحصر (أن) حرف مصدريّ ونصب (تكونا) مثل الأول (ملكين) خبر تكون منصوب وعلامة النصب الياء (أو) حرف عطف (تكونا من الخالدين) مثل تكونا من الظالمين والفعل معطوف على الأول.
والمصدر المؤوّل (أن تكونا....) في محلّ نصب مفعول لأجله على حذف مضاف أي خشية أن تكونا ...
وجملة «وسوس.... الشيطان» : لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المتقدّم.
وجملة «يبدي ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.
وجملة «ووري....» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة «قال....» : لا محلّ لها معطوفة على جملة وسوس.
وجملة «ما نهاكما ربّكما» : في محلّ نصب مقول القول وجملة «تكونا ملكين» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة «تكونا من الخالدين» : لا محلّ لها معطوفة على جملة تكونا ملكين.
(21) (الواو) عاطفة (قاسم) فعل ماض و (هما) ضمير مفعول به، والفاعل هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) حرف جرّ و (كما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بالناصحين (اللام) هي الرابطة للقسم (من الناصحين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة «قاسمهما ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة قال....
وجملة «إنّي ... من الناصحين» : لا محلّ لها جواب القسم. (22) (الفاء) عاطفة (دلّاهما) مثل قاسمهما (بغرور) جارّ ومجرور متعلّق بحال من ضمير المفعول . (الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (بدت) ، (ذاقا) فعل ماض ... و (الألف) ضمير فاعل (الشجرة) مفعول به على حذف مضاف أي ثمر الشجرة، منصوب (بدت) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين. و (التاء) للتأنيث (لهما) مثل الأول متعلّق ب (بدت) ، (سوءات) فاعل مرفوع و (هما) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (طفقا) فعل ماض ناقص للشروع، و (الألف) ضمير اسم طفق (يخصفان) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون. و (الألف) ضمير فاعل (على) حرف جرّ و (هما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يخصفان) تجاوزا بتضمينه معنى يردان أو يهيلان ورق الجنّة عليهما (من ورق) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت للمفعول به المقدّر أي يخصفان عليهما شيئا حاصلا من ورق الجنّة (الجنّة) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ناداهما) مثل دلّاهما (ربّ) فاعل مرفوع و (هما) ضمير مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام (لم) حرف نفي وقلب وجزم (أنه) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة و (كما) ضمير مفعول به (عن) حرف جرّ (تلكما) اسم إشارة مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (أنه) ، و (اللام) للبعد و (كما) حرف خطاب المثنى (الشجرة) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- مجرور (الواو) عاطفة (أقل) مثل أنه ومعطوف عليه (اللام) حرف جرّ و (كما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أقل) ، (إنّ) حرف مشبّه والتقدير من المفعول: دلّاهما مغرورين به. بالفعل- ناسخ- (الشيطان) اسم إنّ منصوب (لكما) مثل السابق متعلّق بعدو ... (عدو) خبر إنّ مرفوع (مبين) نعت لعدو مرفوع.
وجملة «دلّاهما....» : لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المتقدّم.
وجملة «ذاقا ... » : في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة «بدت.... سواءتها» : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة «طفقا....» : لا محلّ لها معطوفة على جملة بدت ...
سوءاتهما.
وجملة «يخصفان....» : في محلّ نصب خبر طفقا.
وجملة «ناداهما ربهما» : لا محلّ لها معطوفة على جملة بدت ...
وجملة «أنهكما....» : لا محلّ لها تفسير للنداء .
وجملة «أقل» : لا محلّ لها معطوفة على جملة أنهكما.
وجملة «إنّ الشيطان.» : في محلّ نصب مقول القول.


الصرف
(ووري) ، فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول، أصله وارى، فلمّا ضمّ أوله قلبت الألف بعده الى واو لمناسبة الضمّ، ولمّا كسر ما قبل آخره قلبت الألف الثانية إلى ياء لمناسبة الكسر.
(الناصحين) ، جمع الناصح، اسم فاعل من نصح الثلاثيّ وزنه فاعل.
(دلّى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله دلّي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. وزنه فعّل.

البلاغة
الآية «20» ..
- سر تكرير الحروف في اللفظ الواحد:
وحدّه: كلما تكررت الحروف في اللفظ الواحد كان ذلك إيذانا بتكرير العمل، ونقل الفعل من وزن إلى وزن لم يجنح إليه الواضع في الأصل إلا لهذا السر الخفي، واللفظ هنا «وسوس» فهو تجسيد حي وتصوير بليغ لدأب إبليس على الإغواء، وإجهاده نفسه لحملها على أن تزل بهما القدم، ويرتطما في مزالق الشر، فهو يوسوس إليهما المرة بعد المرة.
ومن ذلك قولهم: خشن واخشوشن، لا تفيد خشن ما تفيد كلمة اخشوشن، لما فيه من تكرير الحروف.


الفوائد
1- قوله «فوسوس» هو من ضروب البلاغة المنتشرة في بطون اللغة العربية الناجم عن «تكرار الحروف في الفعل الواحد» .
فهو تصوير حيّ لدأب إبليس على متابعة الإغواء ومثله قولك «اخشوشن واعشوشب» ، فكأن العرب لما رأت كثرة العشب قالت اعشوشب وهكذا فإن تكرار الحروف يفيد تقوية المعنى ومضاعفة مضمون الكلمة..
2- «طفق» هي من أفعال المقاربة التي تعمل عمل كان وأخواتها مع شيء من التفصيل.
وخبر هذه الأفعال «جملة» وشذّ مجيئه مفردا كقول تأبط شرا:
فأبت إلى فهم وما كنت آيبا ... وكم مثلها فارقت وهي تصغر
وتقسم هذه الأفعال إلى ثلاثة زمر: الأولى: ما يدل على قرب وقوع الخبر وهي ثلاثة: كاد وكرب وأوشك.
الثانية: ما يدل على رجاء الخبر وهي ثلاثة: عسى وجرى واخلولق.
الثالثة: ما يدل على الشروع فيه وعددها كثير: قد يبلغ العشرين أو يزيد ومنه «أنشأ وطفق، وجعل، وعلق وهلهل وقام وابتدأ» ولولا التطويل لتابعنا البحث والتفصيل.

إعراب الآية ١٩ من سورة الأعراف النحاس

{.. وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ..} [19] نهى {فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّالِمِينَ} جواب ويكون عطفاً. قال الأخفش: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا..} [20] أي إليهما {مَا وُورِيَ} ويجوز في غير القرآن أُورِيَ مثل "أُقِّتَتْ". {إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ} خبر تكونا و {أنْ} في موضع نصب بمعنى كَرَاهَة والكوفيون يقولون: لِئلاّ وقرأ يحيى بن أبي كَثِيرٍ والضّحاك {إِلاّ أَن تَكُونَا مَلِكَيْنِ} بكسر اللام ويجوز على هذه القراءة إِسكانُهَا ولا يجوز على القراءة الأولى لخفة الفتحة، وزعم أبو عُبَيْدٍ ان احتجاج يحيى بن أبي كثير بقوله {ومُلْكٍ لا يَبْلَى} حُجّةً بَيِّنة ولكنّ الناسَ على تركها فلهذا تركناها. قال أبو جعفر: {إلاّ أَن تَكُونَا مَلِكَيْنِ} قراءة شاذة وقد أُنكِرَ على أبي عُبَيْدٍ هذا الكلام وجُعِلَ من الخطأ الفاحش وهل يجوز أن يَتَوهّم آدم صلى الله عليه وسلم أنه يَصِلُ إلى أكثَر من ملكِ الجنة وهي غاية الطالبين وإِنما معنى {ومُلْكٍ لا يَبْلَى} المُقَامُ في مُلكِ الجنّةِ والخلودُ فيه وقد بَيّنَ الله جلّ وعز فَضلَ الملائكة على جميعِ الخَلْقِ في غير موضع من القرآن فمنها هذا وهو إِلاّ أن يكونا مَلَكَيْنِ ومنها {ولا أقولُ لكم إنّي مَلَكٌ} ومنه {ولا الملائكة المُقَرَّبُونَ} وقال الحسن: فَضّلَ اللهُ عز وجل الملائِكَةَ بالصور والأجنحة والكرامةِ، وقال غيره: فَضَّلهم اللهُ جل وعز بالطاعةِ وتَركِ المعصيَةِ فبهذا يقع التفضيل في كلّ شيءٍ.

إعراب الآية ١٩ من سورة الأعراف مشكل إعراب القرآن للخراط

{ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ } "أنت" توكيد للضمير المستتر في "اسكن"، وقوله "وزوجك" : اسم معطوف على الضمير المستتر في "اسكن"، و"حيث" اسم ظرفي مبني على الضم في محل جر متعلق بـ "كلا"، وجملة "شئتما" مضاف إليه، وقوله "فتكونا": الفاء سببية، والفعل مضارع ناسخ منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، وعلامة نصبه حذف النون والألف فاعل، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق أي: لا يكن منكما قربٌ فحصول الظلم منكما.