إعراب : أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم ۖ أفتهلكنا بما فعل المبطلون

إعراب الآية 173 من سورة الأعراف , صور البلاغة و معاني الإعراب.

أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ

التفسير الميسر. تفسير الآية ١٧٣ من سورة الأعراف

أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم ۖ أفتهلكنا بما فعل المبطلون

أو لئلا تقولوا: إنما أشرك آباؤنا من قبلنا ونقضوا العهد، فاقتدينا بهم من بعدهم، أفتعذبنا بما فعل الذين أبطلوا أعمالهم بجعلهم مع الله شريكا في العبادة؟
(أَوْ)
حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(تَقُولُوا)
فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَعْطُوفٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ حَذْفُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
(إِنَّمَا)
كَافَّةٌ وَمَكْفُوفَةٌ.
(أَشْرَكَ)
فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
(آبَاؤُنَا)
فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَ(نَا) : ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
(مِنْ)
حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(قَبْلُ)
اسْمٌ ظَرْفِيٌّ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
(وَكُنَّا)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(كُنَّا) : فِعْلٌ مَاضٍ نَاسِخٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِنَا الْفَاعِلِينَ، وَ(نَا) : ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ اسْمُ كَانَ.
(ذُرِّيَّةً)
خَبَرُ كَانَ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
(مِنْ)
حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(بَعْدِهِمْ)
اسْمٌ ظَرْفِيٌّ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
(أَفَتُهْلِكُنَا)
"الْهَمْزَةُ" حَرْفُ اسْتِفْهَامٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"الْفَاءُ" حَرْفُ حَالٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(تُهْلِكُ) : فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْتَ"، وَ(نَا) : ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
(بِمَا)
"الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ(مَا) : اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
(فَعَلَ)
فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
(الْمُبْطِلُونَ)
فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الْوَاوُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.

إعراب الآية ١٧٣ من سورة الأعراف

{ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ( الأعراف: 173 ) }
﴿أَوْ تَقُولُوا﴾: معطوفة بأو على "أن تقولوا" الواردة في الآية الكريمة السابقة، وتعرب إعرابها.
وهو :«أَنْ: حرف مصدريّ ونصب.
﴿تَقُولُوا﴾: فعل مضارع منصوب بأنْ، وعلامة نصبه حذف النّون، والواو ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل، و"الألف" فارقة».
﴿إِنَّمَا﴾: إنّ: حرف توكيد بطل عمله.
ما: حرف كافّ.
﴿أَشْرَكَ﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح.
﴿آبَاؤُنَا﴾: فاعل مرفوع بالضمّة، و"نا": ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿مِنْ قَبْلُ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"أشرك".
قبل: اسم مبنيّ على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محلّ جرّ بـ"من".
وجملة "أشرك آباؤنا" في محلّ نصب "مقول القول".
﴿وَكُنَّا﴾: الواو: حرف عطف أو حالية.
كنّا: فعل ماض ناقص مبنيّ على السّكون الاتصاله بضمير رفع متحرك، و"نا": ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محلّ رفع اسمها.
﴿ذُرِّيَّةً﴾: خبر "كان" منصوب بالفتحة.
﴿مِنْ بَعْدِهِمْ﴾: من بعد: جارّ ومجرور متعلّقان بصفة محذوفة من "ذرية"، و"هم": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه.
﴿أَفَتُهْلِكُنَا﴾: الهمزة: حرف استفهام.
الفاء: حرف زائد.
تهلك: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت.
و"نا": ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محلّ نصب مفعول به.
﴿بِمَا﴾: الباء: حرف جرّ.
و"ما": اسم موصول مبنيّ على السّكون في محلّ جرّ بالباء.
والجارّ والمجرور متعلّقان بـ"تهلكنا".
﴿فَعَلَ﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح.
﴿الْمُبْطِلُونَ﴾: فاعل مرفوع بالواو، لأنّه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
وجملة "فعل المبطلون" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها صلة الموصول.

إعراب الآية ١٧٣ من سورة الأعراف مكتوبة بالتشكيل

﴿أَوْ﴾: حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿تَقُولُوا﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَعْطُوفٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ حَذْفُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿إِنَّمَا﴾: كَافَّةٌ وَمَكْفُوفَةٌ.
﴿أَشْرَكَ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿آبَاؤُنَا﴾: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿قَبْلُ﴾: اسْمٌ ظَرْفِيٌّ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿وَكُنَّا﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( كُنَّا ) فِعْلٌ مَاضٍ نَاسِخٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِنَا الْفَاعِلِينَ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ اسْمُ كَانَ.
﴿ذُرِّيَّةً﴾: خَبَرُ كَانَ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿بَعْدِهِمْ﴾: اسْمٌ ظَرْفِيٌّ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿أَفَتُهْلِكُنَا﴾: "الْهَمْزَةُ" حَرْفُ اسْتِفْهَامٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"الْفَاءُ" حَرْفُ حَالٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( تُهْلِكُ ) فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْتَ"، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
﴿بِمَا﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( مَا ) اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿فَعَلَ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿الْمُبْطِلُونَ﴾: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الْوَاوُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.

إعراب الآية ١٧٣ من سورة الأعراف إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة الأعراف (7) : الآيات 171 الى 173]
وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171) وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)


اللغة:
(نَتَقْنَا) : نتق قلع ورفع، ومنه نتق السقاء إذا نفضه ليقتلع الزبدة منه. هذا وقد اختلف عبارات أهل اللغة في النتق، فقال أبو عبيدة: هو قلع الشيء من موضعه والرمي، ومنه نتق ما في الجراب:
إذا نفضه فرمى ما فيه، وامرأة ناتق ومنتاق: إذا كانت كثيرة الولادة.
وفي الحديث: «عليكم بزواج الأبكار، فإنهن أنتق أرحاما، وأطيب أفواها، وأرضى باليسير» . وقيل: النتق: الجذب بشدة، ومنه نتقت السقاء إذا جذبته بشدة لتقتلع الزبد من فمه. وقال الفراء: هو الرفع. وقال ابن قتيبة: هو الزعزعة. على أن هذه الاختلافات ترجع الى معنى واحد. والذي يلفتت النظر هو أن النون والتاء متى استعملا فاء وعينا للكلمة، فإن المعنى يحوم حول النزع والقلع والإخراج، وسنعرض كعادتنا، تركيب هذين الحرفين، فمن ذلك نتأ بمعنى رمى، ونتأ ثدي الجارية بمعنى برز ونهد، ونتأ الشيء: خرج من موضعه من غير أن ينفصل، ونتجت الناقة: وضعت ولدها، ومن المجاز:
الريح تنتج السحاب، قال الراعي:
أربّت بها شهري ربيع عليهم ... جنائب ينتجن الغمام المتاليا
وفي المثل: «إن العجز والتوائي تزاوجا فأنتجا الفقر» . وهذه المقدمة لا تنتج نتيجة صادقة إذا لم تكن لها عاقبة محمودة، ونتح العرق من مناتحه، ورشح من مراشحه، وتتخت الشوكة من رجلي بالمنتاخ: أي بالمنقاش، ونتخ البازي اللحم بمنسره، ونتخ فلان من أصحابه نزع منهم، ونتخته المنية من بين قومه، ونتر الثوب: جذبه في شدة، ونتر الوتر مدّه حتى كاد ينكسر القوس، وفي الحديث: «إذا بال أحدكم فلينتر ذكره ثلاث نترات» ، ونتش الشوكة بالمنتاش، ونقشها بالمنقاش، وما نتش منه شيئا ما أخذ، وهو ينتش من كل علم، ونتف شعره وانتتفه، وفلان منتوف: مولع بنتف لحيته. ومن المجاز: أعطاه نتفة من الطعام وغيره: شيئا منه، فقول العامة: نتفة، صحيح ولكن بضم الميم، وكان أبو عبيدة يقول في الأصمعي: ذاك رجل نتفه. ونتن الشيء: ارتفع نتنه، وفي الحديث: «إذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليذكر مناتنها» ، وهذا من دقائق العربية، فتدبره.
(ظُلَّةٌ) الظّلة: بضم الظاء كل ما أظلك من سقيفة أو سحاب،


الإعراب:
(وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ) الواو عاطفة، وإذ ظرف زمان متعلق باذكر المحذوفة والمعطوفة على ما تقدم، وجملة نتقنا في محل جر بالاضافة، ونا فاعل، والجبل مفعول به، وفوقهم ظرف مكان متعلق بمحذوف على أنه حال من الجبل، وهي حال مقدرة، لأنه حال النتق لم يكن فوقهم بالفعل بل صار فوقهم بالنتق، أو متعلق بنتقنا، وجملة كأنه ظلة حال من الجبل أيضا، فيكون الحال متعددا، وكأن واسمها وخبرها (وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ) يجوز أن تكون الجملة في محل جر عطفا على جملة نتقنا المجرورة بالاضافة، ويجوز أن تكون الواو حالية، وقد مقدرة، وقد تقدم مثل هذا التعبير والبحث فيه، وصاحب الحال الجبل، أي: كأنه ظلة في حال كونه مظنونا وقوعه بهم، ولك أن تجعل الواو استئنافية، فتكون الجملة مستأنفة لا محل لها، وأن وما في حيزها سدت مسدّ مفعولي ظنّ، وأن واسمها وخبرها، وبهم جار ومجرور متعلقان بواقع (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ) جملة خذوا في محل نصب مقول قول محذوف، أي: وقلنا لهم: خذوا، وما اسم موصول مفعول به، وجملة آتيناكم لا محل لها لأنها صلة الموصول، وبقوة جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال، أي: عازمين على احتمال مشاقه وكثرة تكاليفه (وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) عطف على ما تقدم، ولعلكم لعل واسمها، وجملة تتقون خبرها، وجملة الرجاء حالية (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) عطف على ما تقدم، وقد سبق ذكره، وربك فاعل أخذ، ومن بني آدم جار ومجرور متعلقان بأخذ، ومن ظهورهم جار ومجرور في محل جر بدل اشتمال من بني آدم، أو بدل بعض من كل بإعادة الجار، ومعنى إخراج ذرياتهم من ظهورهم إخراجهم من أصلابهم نسلا وإشهادهم على أنفسهم. وسيأتي بحث ذلك في باب البلاغة. وذريتهم مفعول به (وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ) عطف على أخذ، وعلى أنفسهم جار ومجرور متعلقان بأشهدهم (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قالُوا: بَلى) الجملة مقول قول محذوف، أي: قائلا، وجملة القول حالية، والهمزة للاستفهام التقريري، والتاء اسم ليس، والباء حرف جر زائد وربكم مجرور لفظا خبر ليس محلا، وجملة قالوا مستأنفة، وبلى حرف جواب، وتختص بالنفي، وتفيد إبطاله سواء أكان مجردا أم مقرونا بالاستفهام التقريري، كما هنا. ولذلك قيل: قالوا: نعم كفروا، من جهة أن «نعم» تصديق للمخبر بنفي أو إيجاب، فكأنهم أقروا بأنه ليس ربهم (شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ: إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ) شهدنا فعل وفاعل، وأن وما في حيزها في محل نصب مفعول من أجله، أي: فعلنا ذلك كراهة أن تقولوا، ويوم القيامة ظرف متعلق بتقولوا، وجملة إن وما في حيزها في محل نصب مقول القول، وجملة كنا خبر إنا، وغافلين خبر كنا، وعن هذا جار ومجرور متعلقان بغافلين (أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ) أو تقولوا عطف على أن تقولوا، أي: وكراهة أن تقولوا، وإنما كافة ومكفوفة، وجملة إنما أشرك آباؤنا في محل نصب مقول القول، ومن قبل جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال (وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ) الواو عاطفة، وكان واسمها، وذرية خبرها، ومن بعدهم جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لذرية (أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) الهمزة للاستفهام الإنكاري، والفاء عاطفة، وتهلكنا فعل وفاعل مستتر ومفعول به، والباء حرف جر، وتفيد السببية، وما مصدرية، وفعل المبطلون فعل وفاعل، والمصدر المؤول في محل جر بالباء.


البلاغة:
1- في قوله «وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة» تشبيه مرسل وفائدته هنا إخراج ما لم تجرية العادة الى ما جرت به العادة. 2- في قوله: «وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم» الى آخر الآية، أجمع علماء البيان المتأخرون على أنه لا إخراج ولا قول ولا شهادة، وإنما هذا كله محمول على المجاز التمثيلي، فقد شبّه سبحانه حال النوع الإنساني بعد وجوده بالفعل بصفات التكليف من حيث نصب الأدلة الدالة على ربوبيته سبحانه، المقتضية لأن ينطق ويقرّ بمقتضاها بأخذ الميثاق عليه بالفعل بالإقرار بما ذكر. أما المتقدمون فيقولون: إنه تعالى أخرج بعضهم من صلب بعض، وجعل لهم العقل والمنطق، وألهمهم ذلك. ولكلّ وجهة نظرهم.

إعراب الآية ١٧٣ من سورة الأعراف التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ(173) .
(أَوْ تَقُولُوا) : بِالْيَاءِ وَالتَّاءِ، وَهُوَ مَفْعُولٌ لَهُ؛ أَيْ: مَخَافَةَ أَنْ تَقُولُوا.

إعراب الآية ١٧٣ من سورة الأعراف الجدول في إعراب القرآن

[سورة الأعراف (7) : آية 173]
أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)


الإعراب
(أو) حرف عطف (تقولوا) مثل السابق فهو معطوف عليه (إنما) كافّة ومكفوفة (أشرك) فعل ماض (آباء) فاعل مرفوع (نا) ضمير مضاف إليه (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أشرك) (الواو) عاطفة (كنّا) مثل السابق ، (ذريّة) خبر منصوب (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لذرّيّة و (هم) ضمير مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، وهي متأخّرة من تقديم (تهلك) مضارع مرفوع و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (الباء) حرف جرّ للسبب (ما) حرف مصدري (فعل المبطلون) فعل ماض وفاعله وعلامة رفعه الواو.
جملة: «تقولوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تقولوا . وجملة: «أشرك آباؤنا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنّا ذرّيّة ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أشرك آباؤنا.
وجملة: «تهلكنا ... » جواب شرط مقدّر أي فإن أخطأنا من بعدهم فهل تهلكنا ... وجملة الشرط وجوابه معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «فعل المبطلون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
والمصدر المؤوّل (ما فعل المبطلون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تهلكنا) .


الصرف
(المبطلون) ، جمع المبطل، اسم فاعل من أبطل الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.

إعراب الآية ١٧٣ من سورة الأعراف النحاس

{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِيۤ ءَادَمَ..} [172]، [173] بمعنى واذكروا هذه الآية مشكلة وقد ذكرنا فيها شيئاً وقد قال قوم: إِنّ معنى {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِيۤ ءَادَمَ مِنْ ظُهُورِهِم ذُرّيّاتِهِم} أخرج من ظهور بني آدم بَعضَهُمْ من بَعضِهِم قالوا ومعنى {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} دلهم بخلقه على توحيده لأن كل بالغ يعلم ضرورة أن له ربّاً واحداً "أَلسْتُ بِرَبِّكُمْ" أي قال. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم غَيرُ هذا القول. قال أبو جعفر: قُرِئَ على جعفر بن محمد وأنا اسمع عن قتيبة عن مالك بن أنس عن زيد ابن أبي أُنَيْسَة إن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن يزيد بن الخطاب أخبره عن مسلم ابن يسَارٍ الجهني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سُئِلَ عن هذه الآية "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِيۤ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرّيّاتِهِم وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدْنَآ أَن تَقُولُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ" فقال عمر بن الخطاب: سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنّ الله جل وعز خَلَقَ آدَمَ فَمَسَحَ ظَهرَهُ بِيَميِنِهِ فاستخرجَ منه ذُرّيَة فقال: خَلَقتُ هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يَعملُونَ، ثم مَسَحَ ظهره فاستخرج منه ذُرّيَة فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون. فقال رجل يا رسولَ الله ففيم العمل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ اللهَ إذا خَلَقَ العبدَ للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتّى يموت على عمل أهل الجنة فَيُدخِلُهُ الجنةَ، وإذا خَلَقَ العبدَ للنارِ استَعمَلَهُ بِعَمَلِ أهل النارِ حَتّى يموت فَيُدخلُهُ النار [قال: ولَيْسَ الله تعالى بِظَالمٍ له في هذهِ الحالِ لأنه قد علم ما سيكون منه]. قال أبو جعفر: والآية مع هذا مشكلة ونَحنُ نَتَقَصَّى ما فيها. قال بعض العلماء: هي مخصوصة لأن الله جل وعز قال: "مِن بَنِيۤ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ" فَخَرَجَ مِنْ هذا مَنْ كان من وَلَدِ آدم عليه السلام لصلبه. وقال جل وعز {أَوْ تَقُولُوۤاْ إِنَّمَآ أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ..} [173] فخرج منها كل مَنْ لم يكن له آباء مشركون. ومعنى "وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ" قال لهم: بأَن أرسَلَ إليهم رَسُولاً، وقيل: بل هي عامة لجميع الناس لأن كلّ أحدٍ يعلم أنه طفلاً فَغُذِّيَ وَرُبِّيَ وأن له مُدبّراً وخالقاً فهذا معنى "وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ"، ومعنى "قَالُواْ بَلَىٰ" أنّ ذلك واجب عليهِم، وقيل هذا لِمَنْ كان من ظهور بَنِي آدَمَ عليه السلام وقد عَلِمَ أنّ ولد عليه السلام لِصُلْبِهِ كذا. وقرأ أهل المدينة وأهل الكوفة {أَن تَقُولُواْ} بالتاء معجمة من فوق وقرأ عبد الله بن عباس وسعيد بن جبير وأبو عمرو بن العلاء وابن محيص وعاصم الجحدري وعيسى بن عمر {أَن يَقُولُواْ} بالياء، و {أَن} في موضع نصب في القراءتين جميعاً بمعنى كراهة أن وعند الكوفيين بمعنى لئلا. {أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلْمُبْطِلُونَ} بمعنى لست تفعل هذا.

إعراب الآية ١٧٣ من سورة الأعراف مشكل إعراب القرآن للخراط

{ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ } جملة "وكنا ذرية" معطوفة على جملة "أشرك" في محل نصب. وجملة "أفتهلكنا" معطوفة على جملة "كنا"، في محل نصب.