إعراب : وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع ۗ قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون

إعراب الآية 98 من سورة الأنعام , صور البلاغة و معاني الإعراب.

وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ

التفسير الميسر. تفسير الآية ٩٨ من سورة الأنعام

وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع ۗ قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون

والله سبحانه هو الذي ابتدأ خلقكم أيها الناس من آدم عليه السلام؛ إذ خلقه من طين، ثم كنتم سلالة ونسلا منه، فجعل لكم مستقَرًا تستقرون فيه، وهو أرحام النساء، ومُستودعًا تُحفَظُون فيه، وهو أصلاب الرجال، قد بينا الحجج وميزنا الأدلة، وأحكمناها لقوم يفهمون مواقع الحجج ومواضع العبر.
(وَهُوَ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(هُوَ) : ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
(الَّذِي)
اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرٌ.
(أَنْشَأَكُمْ)
فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
(مِنْ)
حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(نَفْسٍ)
اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(وَاحِدَةٍ)
نَعْتٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(فَمُسْتَقَرٌّ)
"الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(مُسْتَقَرٌّ) : مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ "لَكُمْ".
(وَمُسْتَوْدَعٌ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(مُسْتَوْدَعٌ) : مَعْطُوفٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
(قَدْ)
حَرْفُ تَحْقِيقٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(فَصَّلْنَا)
فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِنَا الْفَاعِلِينَ، وَ(نَا) : ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
(الْآيَاتِ)
مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سَالِمٌ.
(لِقَوْمٍ)
"اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ(قَوْمٍ) : اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(يَفْقَهُونَ)
فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَرٍّ نَعْتٌ.

إعراب الآية ٩٨ من سورة الأنعام

{ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ ( الأنعام: 98 ) }
﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ﴾: تعرب إعراب "وهو الذي جعل" في الآية السابقة،وهو :«وَهُوَ: الواو: حرف عطف.
هو: ضمير منفصل مبنيّ على الفتح في محل رفع مبتدأ.
﴿الَّذِي﴾: اسم موصول مبنيّ على السكون في محل رفع خبر.
والجملة معطوفة على هو "فالق" لا محل لها من الإعراب.
﴿جَعَلَ﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح، والفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو».
و"الكاف": ضمير متّصل في محل نصب مفعول به.
﴿مِنْ نَفْسٍ﴾: جارّ ومجرور متعلقان بـ "أنشأكم".
﴿وَاحِدَةٍ﴾: نعت لنفس مجرور بالكسرة.
﴿فَمُسْتَقَرٌّ﴾: الفاء: حرف استئناف.
مستقر: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿وَمُسْتَوْدَعٌ﴾: اسم معطوف بالواو على "مستقر" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
والخبر محذوف، أي: فلكم مستقر في الرحم ومستودع في الصلب.
والجملة هو "مستقر" استئنافية لا محل لها من الإعراب.
﴿قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ﴾: تعرب إعراب: "قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون" الواردة في الآية السابقة.
وهو «قَدْ: حرف تحقيق.
﴿فَصَّلْنَا﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على السكون لاتصاله بـ "نا"، و"نا": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محل رفع فاعل.
﴿الْآيَاتِ﴾: مفعول به منصوب بالكسرة بدلًا من الفتحة؛ لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.
والجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب.
﴿لِقَوْمٍ﴾: جارّ ومجرور متعلقان بـ "فصلنا".
﴿يَعْلَمُونَ﴾: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو ضمير متّصل مبنيّ في محل رفع فاعل،»

إعراب الآية ٩٨ من سورة الأنعام مكتوبة بالتشكيل

﴿وَهُوَ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( هُوَ ) ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿الَّذِي﴾: اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرٌ.
﴿أَنْشَأَكُمْ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿نَفْسٍ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَاحِدَةٍ﴾: نَعْتٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿فَمُسْتَقَرٌّ﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( مُسْتَقَرٌّ ) مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ "لَكُمْ".
﴿وَمُسْتَوْدَعٌ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( مُسْتَوْدَعٌ ) مَعْطُوفٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿قَدْ﴾: حَرْفُ تَحْقِيقٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿فَصَّلْنَا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِنَا الْفَاعِلِينَ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿الْآيَاتِ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سَالِمٌ.
﴿لِقَوْمٍ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( قَوْمٍ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿يَفْقَهُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَرٍّ نَعْتٌ.

إعراب الآية ٩٨ من سورة الأنعام إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة الأنعام (6) : الآيات 97 الى 98]
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98)


اللغة:
(يَفْقَهُونَ) : مضارع فقه الشيء، بكسر القاف: إذا فهمه ولو أدنى فهم، قاله الهروي في معرض الاستدلال على أن «فقه» أنزل من «علم» . وفي حديث سلمان أنه قال وقد سألته امرأة جاءته: فقهت؟
أي فهمت؟ كالمتعجب من فهم المرأة عنه. وإذا قيل: لا يفقه فلان شيئا، كان أوغل في الذمّ في العرف من قولك: لا يعلم شيئا، وكأن معنى قولك: لا يفقه شيئا، ليست له أهلية الفهم وإن فهم، وأما قولك: لا يعلم شيئا، فغايته نفي حصول العلم له، وقد تكون له أهلية الفهم والعلم لو يعلم، وسيأتي سرّ استعمال يفقهون هنا في باب البلاغة. (مستقر) بفتح القاف، لأنه اسم مكان أو مصدر ميمي بمعنى الاستقرار.
(مُسْتَوْدَعٌ) بفتح الدّال، لأنه اسم مكان من استودع، وسيأتي مزيد من معناهما في باب الإعراب.


الإعراب:
(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) الواو حرف عطف، وهو مبتدأ، والذي خبره، وجعل هنا بمعنى خلق فتتعدّى لواحد، ولكم جار ومجرور متعلّقان بجعل، والنجوم مفعول به، ولتهتدوا اللام للتعليل والجر، وتهتدوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التّعليل، والجار والمجرور متعلقان بجعل أيضا، عن طريق البدلية الاشتمالية، بإعادة العامل، والتقدير: جعل لكم النجوم لاهتدائكم، وفي ظلمات البر والبحر جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال، أي: حال كونكم مدلجين في ظلمات الليل بالبر والبحر (قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) الجملة مستأنفة، مسوقة للتأكيد على وجوب إفراغ الجهد في سبيل التعليم والهداية، والآيات مفعول به، ولقوم جار ومجرور متعلقان بفصلنا، وجملة يعلمون صفة لقوم (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ) الواو عاطفة على ما تقدم، وهو مبتدأ، واسم الموصول خبره، وجملة أنشأكم صلة الموصول، ومن نفس جار ومجرور متعلقان بأنشأكم، وواحدة صفة، فمستقر الفاء واقعة في جواب الموصول لما فيه من رائحة الشرط، ومستقر قرئ بفتح القاف، فهو مبتدأ حذف خبره، والتقدير: فلكم مستقر، لأنه اسم مكان أو مصدر ميمي، ومن قرأ بكسر القاف والدال فهما اسم فاعل، والتقدير:
فمنكم مستقر ومستودع (قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ) تقدم إعرابها، وسيأتي المزيد منها في باب البلاغة.


البلاغة:
التعريض بمن لا يتدبر آيات الله ولا يعتبر بما خلق. ومعلوم أن للجهل حالين متغايرين: أولهما جهل لا يعدو نفس الناظر ولا يتجاوزها، وثانيها جهل خارج عن أنفس النظار اي النجوم والنظر فيها وعلم الحكمة الإلهية، فاذا تمهد ذلك سهل عليك أن تعرف أن جهل الإنسان بنفسه وبأحواله وعدم النظر فيها والتفكر في تطوراتها أبشع من جهله الأمور الخارجة عنه، كالنجوم والأفلاك ومقادير سيرها، فلما كان الفقه أدنى درجات العلم خصّ به أسوأ الفريقين، وصار بالتالي تخصيص نفي أعلاها بالعلم بأسوأ الفريقين حالا.
وهذا من دقائق لغتنا العربية، فاحرص عليه.


الفوائد:
وللشوكاني عبارة في «المستقر والمستودع» تروى الغليل قال:
«قرأ ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن وأبو عمرو وعيسى والأعرج والنخعي: بكسر القاف، والباقون بفتحها، وهما مرفوعان على أنها مبتدآن، وخبرهما محذوف، والتقدير: فمنكم مستقر، أو فلكم مستقر، التقدير الأول على القراءة الأولى، والثّانية على الثّانية، أي:
فمنكم مستقر على ظهر الأرض، أو فلكم مستقر على ظهرها، ومنكم مستودع في الرحم أو في باطن الأرض أو في الصلب. وقيل: المستقر ما كان في الرحم، والمستودع ما كان في الصلب. وقيل: المستقر من خلق. والمستودع من لم يخلق والاستيداع إشارة الى كونهم في القبور الى البعث» .

إعراب الآية ٩٨ من سورة الأنعام التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ(98) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَمُسْتَقَرٌّ) : يُقْرَأُ بِفَتْحِ الْقَافِ، وَفِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: هُوَ مَصْدَرٌ وَرَفْعُهُ بِالِابْتِدَاءِ؛ أَيْ: فَلَكُمُ اسْتِقْرَارٌ. وَالثَّانِي: أَنَّهُ اسْمُ مَفْعُولٍ، وَيُرَادُ بِهِ الْمَكَانُ؛ أَيْ: فَلَكُمْ مَكَانٌ تَسْتَقِرُّونَ فِيهِ، إِمَّا فِي الْبُطُونِ، وَإِمَّا فِي الْقُبُورِ، وَيُقْرَأُ بِكَسْرِ الْقَافِ، فَيَكُونُ مَكَانًا يَسْتَقِرُّ لَكُمْ. وَقِيلَ تَقْدِيرُهُ: فَمِنْكُمْ مُسْتَقِرٌّ.
وَأَمَّا (مُسْتَوْدَعٌ) : فَبِفَتْحِ الدَّالِ لَا غَيْرَ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَكَانًا يُودَعُونَ فِيهِ، وَهُوَ إِمَّا الصُّلْبُ أَوِ الْقَبْرُ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا بِمَعْنَى الِاسْتِيدَاعِ.

إعراب الآية ٩٨ من سورة الأنعام الجدول في إعراب القرآن

[سورة الأنعام (6) : الآيات 96 الى 99]
فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98) وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)

الإعراب
(فالق) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (الإصباح) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (جعل) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الليل) مفعول به أول منصوب (سكنا) مفعول به ثان منصوب ، (الواو) عاطفة في الموضعين (الشمس، القمر) اسمان معطوفان على الليل منصوبان مثله و (حسبانا) معطوف على (سكنا) منصوب ، (ذلك) مثل ذلكم ، (تقدير) خبر المبتدأ ذلك مرفوع (العزيز) مضاف إليه مجرور (العليم) بدل من العزيز مجرور مثله.
جملة « (هو) فالق الإصباح» لا محلّ لها استئنافية.
وجملة «جعل الليل سكنا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة «ذلك تقدير ... » لا محلّ لها استئنافية . وجملة هو الذي ... (97) (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول مبني في محلّ رفع خبر (جعل) مثل الأول (اللام) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جر متعلق بمحذوف مفعول به ثان ، (النجوم) مفعول به منصوب (اللام) للتعليل (تهتدوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل (الباء) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ متعلق ب (تهتدوا) ، (في ظلمات) جار ومجرور متعلق بحال من فاعل تهتدوا أي: سائرين أو كائنين في ظلمات البر (البر) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (البحر) معطوف على البر مجرور.
والمصدر المؤول (أن تهتدوا) في محلّ جر باللام متعلق ب (جعل) .
(قد) حرف تحقيق (فصّلنا) فعل ماض مبني على السكون ... و (نا) ضمير في محلّ رفع فاعل (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (لقوم) جار ومجرور متعلق ب (فصلنا) ، (يعلمون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو فاعل.
جملة «هو الذي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (هو) فالق ...
وجملة «جعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة «تهتدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) وبعضهم يجعل الثاني بدلا من الأول بدل اشتمال. المضمر.
وجملة «قد فصلنا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة- أو استئنافيّة-.
وجملة «يعلمون» في محلّ جر نعت لقوم.
(98) (الواو) عاطفة (هو الذي أنشأ) مثل هو الذي جعل و (كم) ضمير مفعول به (من نفس) جار ومجرور متعلق بفعل أنشأ (واحدة) نعت لنفس مجرور (الفاء) عاطفة (مستقر) مبتدأ مرفوع خبره محذوف متقدم عليه أي لكم مستقر (الواو) عاطفة (مستودع) معطوف على مستقر مرفوع (قد فصّلنا ... يفقهون) مثل نظيرتها قد فصّلنا ... يعلمون.
وجملة «هو الذي....» لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي جعل ...
وجملة «أنشأكم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة (لكم) مستقر) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة، والعائد محذوف تقديره بإذنه أو مشيئته.
وجملة «فصّلنا لكم» لا محلّ لها اعتراضيّة أو استئنافية.
وجملة «يفقهون» في محلّ جر نعت لقوم.
(99) (الواو) عاطفة (هو الذي أنزل) مثل هو الذي جعل (من السماء) جار ومجرور متعلق ب (أنزل) أي من السّحاب (ماء) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (أخرجنا) مثل فصّلنا (به) مثل بها متعلق ب (أخرجنا) والباء سببية (نبات) مفعول به منصوب (كلّ) مضاف إليه مجرور (شيء) مضاف إليه مجرور (الفاء) عاطفة (أخرجنا) مثل فصّلنا (منه) مثل بها متعلق ب (أخرجنا) ، (خضرا) مفعول به منصوب وهو نعت حلّ محلّ المنعوت (نخرج) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (منه) مثل بها متعلق ب (نخرج) (حبّا) مفعول به منصوب (متراكبا) نعت ل (حبّا) منصوب (الواو) عاطفة (من النخل) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم (من طلع) جار ومجرور بدل من الأول و (ها) ضمير مضاف إليه (قنوان) مبتدأ مؤخر مرفوع (دانية) نعت لقنوان مرفوع (الواو) عاطفة (جنّات) معطوف على نبات منصوب مثله وعلامة النصب الكسرة (من أعناب) جار ومجرور متعلق بنعت لجنات (الواو) عاطفة في الموضعين (الزيتون، الرمان) اسمان معطوفان بحرفي العطف على نبات منصوبان مثله (مشتبها) حال من الزيتون والرمان أي ورقهما (الواو) عاطفة (غير) معطوف على (مشتبها) منصوب (متشابه) مضاف إليه مجرور (انظروا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (إلى ثمر) جار ومجرور متعلق ب (انظروا) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (إذا) ظرف للمستقبل مجرد من الشرط في محلّ نصب متعلق ب (انظروا) ، (أثمر) فعل ماض، والفاعل هو أي الثمر (الواو) عاطفة (ينع) معطوف على ثمر مجرور و (الهاء) مضاف إليه (إن) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- (في) حرف جر (ذلكم) اسم إشارة مبني في محلّ جر متعلق بمحذوف خبر مقدم و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب و (الميم) حرف لجمع الذكور (اللام) لام الابتداء تفيد التوكيد (آيات) اسم إن مؤخر منصوب وعلامة النصب الكسرة (لقوم) جار ومجرور متعلق بنعت لآيات (يؤمنون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل.
وجملة «هو الذي أنزل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي جعل ...
وجملة «أنزل....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة «أخرجنا به» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة «أخرجنا منه» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة «نخرج منه» في محلّ نصب نعت ل (خضرا) .
وجملة «من النخل ... قنوان» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة والعائد محذوف تقديره بإرادتنا، أو بإرادته.
وجملة «انظروا....» لا محلّ لها استئنافية.
وجملة «أثمر» في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة «إنّ في ذلكم لآيات» لا محلّ لها تعليلية- استئناف بياني-.
وجملة «يؤمنون» في محلّ جر نعت لقوم.


الصرف
(الإصباح) ، مصدر قياسي لفعل أصبح الرباعي وزنه إفعال.
(سكنا) اسم لما يسكن إليه من مال أو ولد.. وقد يكون مصدرا سماعيّا لفعل سكن باب نصر.
(حسبانا) ، مصدر سماعي لفعل حسب يحسب باب نصر بمعنى الحساب بكسر الحاء، وثمة مصدر آخر للفعل هو حسبان بكسر الحاء.
وفي المصباح: حسبت المال حسبا من باب قتل أحصيته عددا، وفي المصدر أيضا حسبة بالكسر وحسبانا بالضم ...
(تقدير) ، مصدر قياسي لفعل قدر الرباعي، وزنه تفعيل.
(النجوم) ، جمع النجم وهو اسم جامد من لفظه فعل نجم ينجم باب نصر بمعنى ظهر وطلع.
(مستودع) ، اسم مكان من فعل استودع السداسي فهو على وزن اسم المفعول ... وقد يكون مصدرا ميميّا بمعنى الاستيداع ... وزنه مستفعل بضم الميم وفتح العين. (خضرا) ، صفة مشبهة من فعل خضر يخضر باب فرح وزنه فعل بفتح فكسر ... وقد يستعمل اللفظ اسما بمعنى الزرع أو البقلة الخضراء.
(متراكبا) ، اسم فاعل من تراكب الخماسي، وزنه متفاعل بضم الميم وكسر العين.
(النخل) ، اسم جنس جمعي يذكر ويؤنث (نخل منقعر) ، (نخل خاوية) ، واحدته نخلة.
(طلعها) ، اسم لشيء يخرج من النخل كأنه نعلان مطبّقان، والحمل بينهما منضود أو ما يبدو من ثمرته أول ظهورها.
(قنوان) ، جمع قنو وزنه فعل بكسر فسكون، وهو اسم جامد، وهو من النخل كالعنقود من العنب ويجمع على أقناء وقنيان بضم القاف وكسرها، وقنوان بضم القاف وكسرها.
(دانية) ، مؤنث دان، اسم فاعل من دنا يدنو، وزنه فاعلة.
(الزيتون) ، اسم جنس جمعي للثمر المعروف أو الشجر المعروف واحدته زيتونة فعلون.
(الرمان) ، اسم جنس جمعي للثمر المعروف واحدته رمانة، وزنه فعال بضم الفاء وتشديد العين.
(مشتبها) ، اسم فاعل من اشتبه الخماسي، وزنه مفتعل بضم الميم وكسر العين.
(متشابه) ، اسم فاعل من تشابه الخماسي، وزنه متفاعل بضم الميم وكسر العين. (ينعه) ، مصدر سماعي لفعل ينع يينع باب ضرب وباب فرح، وزنه فعل بفتح فسكون. وفي المعجم ينع يينع باب ضرب وباب فتح.


البلاغة
1- تحلو الإشارة هنا إلى ما ورد في هذه الآية من فنون البيان الذي شأى فيه القرآن الكريم شأوا واسعا يكاد لا تدركه مدارك البلغاء وتقصر عن تحقيقه لغة الضاد إلا في كلام الله الذي أعجز كل معجز وتحدّى كل ناثر أو شاعر. فنحن نجد في هذه الآية فنّ «المشاكلة» وفنّ «الاستعارة التمثيلية» في قوله «فالق الإصباح» فقد أتى باسم الفاعل مشاكلة لقوله تعالى: فالق الحب والنوى.
واستعمل فلق الإصباح تشبيها له بفلق الحبة أو النوى على طريق الاستعارة التمثيلية فقد شبه انشقاق عمود الفجر وانصداع الفجر بفلق الإصباح 2- تشبيه الليل بالسكن: وفي تشبيه الليل بالسكن إعجاز يتجسد فيه عجز الإنسان.
3- الاستعارة: في قوله تعالى «لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ» أي مشتبهات الطرق عبر عنها بالظلمات على طريقة الاستعارة.
4- التعريض بمن لا يتدبر آيات الله ولا يعتبر بمخلوقاته: حيث خص العلم بالآيات المفصلة والتفقه فيها بقوم، فأشعر أن قوما غيرهم لا علم عندهم ولا فقه والله الموفق.
1- الالتفات: في قوله تعالى «فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ» حيث التفت الى التكلم إظهارا لكمال العناية بشأن ما أنزل الماء لأجله، وذكر بعضهم نكتة خاصة لهذا الالتفات غير ما ذكر وهي أنه سبحانه لما ذكر فيما مضى ما ينبهك على أنه الخالق اقتضى ذلك التوجه إليه حتى يخاطب، واختيار ضمير العظمة دون ضمير المتكلم وحده لإظهار كمال العناية أي فأخرجنا بعظمتنا بذلك الماء مع وحدته نبات كل شيء.

إعراب الآية ٩٨ من سورة الأنعام النحاس

قرأ ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن وأبو عمرو وعيسى والأعرج وشَيبَةُ والنخعي {.. فَمُسْتَقِرٌّ..} بكسر القاف [98]. وقرأ أبو جعفر ونافع وحمزة والكسائي {فَمُسْتَقَرٌّ} بفتح القاف والرفع بالابتداء فيها إلا أن التقدير فيمن كسر القاف: فمنها مستقِرٌّ والفتح بمعنى فلها مستقر: قال عبد الله بن مسعود: فلها مُسْتَقر في الرحم ومستودع في الأرض وهذا التفسير يدلّ على الفتح، وقال الحسن فَمُستقِرٌّ في القبر وأكثر أهل التفسير يقولون: المستقر ما كان في الرحم والمستودع ما كان في الصلب.

إعراب الآية ٩٨ من سورة الأنعام مشكل إعراب القرآن للخراط

{ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ } فمستقر: الفاء عاطفة، "مستقر" مبتدأ، وخبره محذوف، أي: فمنكم. جملة "فمنكم مستقر" معطوفة على جملة "أنشأكم" لا محل لها. وجملة "قد فصَّلنا" مستأنفة لا محل لها.