إعراب : هو الذي خلقكم من طين ثم قضىٰ أجلا ۖ وأجل مسمى عنده ۖ ثم أنتم تمترون

إعراب الآية 2 من سورة الأنعام , صور البلاغة و معاني الإعراب.

هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَىٰ أَجَلًا ۖ وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ۖ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ

التفسير الميسر. تفسير الآية ٢ من سورة الأنعام

هو الذي خلقكم من طين ثم قضىٰ أجلا ۖ وأجل مسمى عنده ۖ ثم أنتم تمترون

هو الذي خلق أباكم آدم من طين وأنتم سلالة منه، ثم كتب مدة بقائكم في هذه الحياة الدنيا، وكتب أجلا آخر محدَّدًا لا يعلمه إلا هو جل وعلا وهو يوم القيامة، ثم أنتم بعد هذا تشكُّون في قدرة الله تعالى على البعث بعد الموت.
(هُوَ)
ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
(الَّذِي)
اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرٌ.
(خَلَقَكُمْ)
فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
(مِنْ)
حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(طِينٍ)
اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(ثُمَّ)
حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحٍ.
(قَضَى)
فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ الْمُقَدَّرِ لِلتَّعَذُّرِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
(أَجَلًا)
مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
(وَأَجَلٌ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ اسْتِئْنَافٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(أَجَلٌ) : مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
(مُسَمًّى)
نَعْتٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلتَّعَذُّرِ.
(عِنْدَهُ)
ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ.
(ثُمَّ)
حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحٍ.
(أَنْتُمْ)
ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
(تَمْتَرُونَ)
فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ.

إعراب الآية ٢ من سورة الأنعام

{ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ ( الأنعام: 2 ) }
﴿هُوَ﴾: ضمير منفصل مبنيّ على الفتح في محل رفع مبتدأ.
﴿الَّذِي﴾: اسم موصول مبنيّ على السكون في محل رفع خبر للمبتدأ، وجملة المبتدأ والخبر ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب.
﴿خَلَقَكُمْ﴾: "خلق": فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح الظاهر، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، وهو مضاف، و"كم": ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محل جرّ بالإضافة، وجملة "خلقكم" صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.
﴿مِنْ﴾: حرف جرّ مبنيّ على السّكون.
﴿طِينٍ﴾: اسم مجرور بـ "من" وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة، والجارّ والمجرور متعلقان بالفعل "خلقكم".
﴿ثُمَّ﴾: حرف عطف مبنيّ على الفتح.
﴿قَضَى﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المقصورة للتعذّر، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿أَجَلًا﴾: مفعول به منصوب بالفتح الظاهر، وجملة "قضى أجلًا" معطوفة على جملة "خلقكم".
﴿وَأَجَلٌ﴾: الواو: حرف عطف مبنيّ على الفتح، "أجلٌ": مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿مُسَمًّى﴾: خبر مرفوع بالضمة المقدّرة على الألف للتعذّر، وجملة المبتدأ والخبر ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب.
﴿عِنْدَهُ﴾: "عندَ": ظرف مكان مبنيّ على الفتح في محلّ جرّ بالإضافة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متّصل مبنيّ على الضم في محل جرّ بالإضافة.
﴿ثُمَّ﴾: حرف عطف مبنيّ على الفتح.
﴿أَنْتُمْ﴾: ضمير منفصل مبنيّ على السكون في محل رفع مبتدأ.
﴿تَمْتَرُونَ﴾: فعل مضارع مرفوع بثبوت النّون لأنّه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل، وجملة "تمترون" في محل رفع خبر للمبتدأ، وجملة "ثم أنتم تمترون" معطوفة على الجملة السابقة.

إعراب الآية ٢ من سورة الأنعام مكتوبة بالتشكيل

﴿هُوَ﴾: ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿الَّذِي﴾: اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرٌ.
﴿خَلَقَكُمْ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿طِينٍ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿ثُمَّ﴾: حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحٍ.
﴿قَضَى﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ الْمُقَدَّرِ لِلتَّعَذُّرِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿أَجَلًا﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَأَجَلٌ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ اسْتِئْنَافٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( أَجَلٌ ) مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مُسَمًّى﴾: نَعْتٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلتَّعَذُّرِ.
﴿عِنْدَهُ﴾: ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ.
﴿ثُمَّ﴾: حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحٍ.
﴿أَنْتُمْ﴾: ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿تَمْتَرُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ.

إعراب الآية ٢ من سورة الأنعام إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة الأنعام (6) : الآيات 1 الى 2]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (2)


اللغة:
(جَعَلَ) : تكون بمعنى أنشأ وأحدث فتنصب مفعولا واحدا، وتكون بمعنى صيّر فتتعدى الى مفعولين. وقال ابن جنّي في الخصائص: «إن العرب قد تتسع فتوقع أحد الفعلين موقع الآخر إيذانا بأن هذا الفعل في معنى ذلك الآخر» . والفرق بين الجعل والخلق دقيق يلتقطه الخاطر المرهف، وهو أن الخلق فيه معنى التقدير، والجعل فيه معنى التضمين، كإنشاء شيء من شيء، أو تصيير شيء شيئا، أو نقله من مكان الى مكان آخر. (يمترون) يشكّون، والامتراء الشك، وفعله: مرى في الأمر وامترى وتمارى، وما فيه مرية أي شك، ومريت الناقة وأمريتها حلبتها فأمرت، ومن المجاز قرع مروته، قال أبو ذؤيب الهذلي:
حتى كأني للحوادث مروة ... بصفا المشقّر كل يوم تقرع
وماريته مماراة: جادلته ولاججته، وتماروا ومعناه المحالبة.
كأنّ كل واحد يحلب ما عند صاحبه.


الإعراب:
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) كلام مستأنف للحث على التفكير والتأمل، والعدول عن الجدل والمماراة.
والحمد مبتدأ، ولله جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبره، والذي اسم موصول في محل جر صفة، وجملة خلق السموات والأرض صلة الموصول والسموات مفعول به وجملة وجعل الظلمات والنور عطف على الجملة الأولى (ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) ثم حرف عطف للترتيب مع التراخي والعطف على قوله الحمد الله وما بعده على معنى أن الله خليق بالحمد على ما خلق لأنه خلق ما خلق نعمة للبشر ثم الذين كفروا به يعدلون فيكفرون نعمته. والذين مبتدأ وكفروا فعل وفاعل والجملة صلة الموصول وبربهم متعلقان بكفروا فيكون يعدلون بمعنى يميلون عنه من العدول ويجوز أن يتعلقا بيعدلون وقدم الجار والمجرور للفاصلة ويكون يعدلون من العدل وهو التسوية بين الشيئين، أي: ثم الذين كفروا يسوّون بربهم غيره من المخلوقين فيكون المفعول محذوفا (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ)
كلام مستأنف مسوق لإقامة الحجة على امترائهم وهو مبتدأ والذي خبر وجملة خلقكم لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول ومن طين جار ومجرور متعلقان بخلقكم، ثم حرف عطف للترتيب مع التراخي وقضى أجلا فعل ماض ومفعول به، والجملة عطف على جملة خلقكم، وأجل الواو استئنافية، وأجل مبتدأ، ساغ الابتداء به مع أنه نكرة لأنه وصف بقوله: «مسمى» ، وعنده ظرف مكان متعلق بمحذوف خبره، ثم حرف عطف واستبعاد لتراخي الرتبتين، وأنتم مبتدأ وجملة تمترون خبر.


البلاغة:
في الآيتين فنون متعددة من البلاغة نوجزها فيما يلي:
1- ثبوت الديمومة التي يستحقها سبحانه، وهي ديمومة الحمد له بسبب كونه منعما، والكلام خبري أريد به الأمر.
2- الطباق بين السموات والأرض، والظلمات والنور، وإذا تعدد الطباق سمّي مقابلة.
3- المخالفة في الإفراد والجمع، فقد أفرد النور وجمع الظلمات، لأن الظلمات من الأجرام المتكاثفة، ولها أسباب كثيرة، ولأن النور من جنس متحد، وهو النار.
4- الإظهار في موضع الإضمار: فقد أظهر الضمير فقال:
«ربهم» مع أن ذكر الله تقدم، تفخيما لجلاله. وهي سنة من سنن العرب في كلامهم، يعيدون الاسم ظاهرا وإن تقدّم، دون تعبير عنه بالضمير، للدلالة على كمال العناية. وقد تقدم هذا البحث والاستشهاد عليه بمطلع سينية البحتري.
5- التنكير: فقد ابتدأ بالنكرة، وهو «أجل» ، وكان الظاهر أن يؤخر المبتدأ، تقول: عندي كتاب، ولا تقول كتاب عندي.
ولكن الذي أوجب تقديم النكرة تعظيم شأن الأجل المضروب عنده سبحانه، والمراد به الساعة وتهويل أمرها.
6- حذف المفعول به لظهوره، أي: يعدلون به، أي:
يسوون بربهم غيره مما لا يقدر على شيء مما يقدر عليه. وهذه نهاية الحمق، وغاية الرّقاعة.
7- العطف بثمّ لاستبعاد صدور الشك منهم مع وجود ما يقتضي عدمه.

إعراب الآية ٢ من سورة الأنعام التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ(2) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ) : فِي الْكَلَامِ حَذْفٌ مُضَافٌ؛ أَيْ: خَلَقَ أَصْلَكُمْ، وَمِنْ طِينٍ مُتَعَلِّقٍ بِخَلَقَ، وَمِنْ هُنَا لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ.
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ حَالًا؛ أَيْ: خَلَقَ أَصْلَكُمْ كَائِنًا مِنْ طِينٍ.
(وَأَجَلٌ مُسَمًّى) : مُبْتَدَأٌ مَوْصُوفٌ، وَ (عِنْدَهُ) : الْخَبَرُ.

إعراب الآية ٢ من سورة الأنعام الجدول في إعراب القرآن

[سورة الأنعام (6) : آية 2]
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (2)


الإعراب
(هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الذي) موصول خبر (خلقكم) مثل خلق السموات ، (من طين) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلق) ، (ثمّ) حرف عطف (قضى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أجلا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (أجل) مبتدأ مرفوع ، (مسمّى) نعت لأجل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر و (الهاء) ضمير مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (تمترون) مثل يعدلون .
جملة «هو الذي....» : لا محلّ لها استئنافية.
وجملة «خلقكم....» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة «قضى....» : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة «أجل مسمّى عنده» : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. ويجوز تعليقه بحال من المقدّر.
(3) جاز جعل النكرة مبتدأ لأنها وصفت.
(4) في الآية السابقة. وجملة «أنتم تمترون» : لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة «تمترون» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .


الصرف
(تمترون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله تمتريون بضمّ الياء، استثقلت الضمّة فوق الياء فسكّنت ونقلت إلى الراء، ولمّا التقى ساكنان- الياء وواو الجماعة- حذفت الياء فأصبح تمترون وزنه تفتعون.


البلاغة
1- العطف بثم: في قوله تعالى «ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ» وذلك استبعاد واستنكار لامترائهم في البعث بعد معاينتهم لما ذكر من الحجج الباهرة الدالة عليه. أي تمترون في وقوعه وتحققه في نفسه مع مشاهدتكم في أنفسكم من الشواهد ما يقطع مادة الامتراء بالكلية.
2- التنكير: في قوله تعالى: «وأجل» فقد ابتدأ به وهو نكره وصح الابتداء به لتخصيصه بالوصف أو لوقوعه في موقع التفصيل و «عنده» هو الخبر، وتنوينه لتفخيم شأنه وتهويل أمره وقدم على خبره الظرف مع أن الشائع في النكرة المخبر عنها به لزوم تقديمه عليها وفاء بحق التفخيم.

إعراب الآية ٢ من سورة الأنعام النحاس

{هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن طِينٍ..} [2] ابتداء وخبر وفي معناه قولان: أحدُهُما هو الذي خلق أصلكم يعني آدم صلى الله عليه وسلم، والآخر أن تكون النطفة خَلَقَها الله جل وعز من طين على الحقيقة ثم قلبها حتى كان الانسان منها. {ثُمَّ قَضَىۤ أَجَلاً} مفعول {وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ} ابتداء وخبر. وقال الضحاك: قَضَى أجلاً يعني أجل الموت و "أَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ" أجل القيامة فالمعنى على هذا أحكَمَ أجلاً وأعلمكم أنكم تُقِيمُونَ إلى الموت ولم يعلمكم بأجل القيامة وقيل: قَضَى أجلاً ما أعلَمناهُ من أنه لا نبيّ بعد محمد صلى الله عليه وسلم "وأجل مُسمّىً" أمر الآخرة وقيل: قضى أجلاً ما نعرفه من أوقات الأهلّة والزروع وما أشبههما، وأجل مُسمّى أجل الموت لا يعلم الانسان متى يموت. {ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ} ابتداء وخبر أن تشكّون في أنه إلهٌ واحد وقيل: تُمَارون في ذلك.

إعراب الآية ٢ من سورة الأنعام مشكل إعراب القرآن للخراط

{ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ } جملة "وأجل مسمى عنده" معطوفة على جملة "قضى أجلا" لا محل لها، وجاز الابتداء بالنكرة "أجل" لوصفه، وجملة "ثم أنتم تمترون" معطوفة على جملة "هو الذي خلقكم".