إعراب : ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات ۗ وكان الله غفورا رحيما

إعراب الآية 73 من سورة الأحزاب , صور البلاغة و معاني الإعراب.

لِّيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا

التفسير الميسر. تفسير الآية ٧٣ من سورة الأحزاب

ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات ۗ وكان الله غفورا رحيما

(وحمل الإنسان الأمانة) ليعذب الله المنافقين الذين يُظهرون الإسلام ويُخفون الكفر، والمنافقات، والمشركين في عبادة الله غيره، والمشركات، ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات بستر ذنوبهم وترك عقابهم. وكان الله غفورًا للتائبين من عباده، رحيمًا بهم.
(لِيُعَذِّبَ)
"اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ(يُعَذِّبَ) : فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِأَنْ مُضْمَرَةٍ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
(اللَّهُ)
اسْمُ الْجَلَالَةِ فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
(الْمُنَافِقِينَ)
مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
(وَالْمُنَافِقَاتِ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(الْمُنَافِقَاتِ) : مَعْطُوفٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سَالِمٌ.
(وَالْمُشْرِكِينَ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(الْمُشْرِكِينَ) : مَعْطُوفٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
(وَالْمُشْرِكَاتِ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(الْمُشْرِكَاتِ) : مَعْطُوفٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سَالِمٌ.
(وَيَتُوبَ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(يَتُوبَ) : فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَعْطُوفٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
(اللَّهُ)
اسْمُ الْجَلَالَةِ فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
(عَلَى)
حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
(الْمُؤْمِنِينَ)
اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
(وَالْمُؤْمِنَاتِ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(الْمُؤْمِنَاتِ) : مَعْطُوفٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
(وَكَانَ)
"الْوَاوُ" حَرْفُ اسْتِئْنَافٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ(كَانَ) : فِعْلٌ مَاضٍ نَاسِخٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
(اللَّهُ)
اسْمُ الْجَلَالَةِ اسْمُ كَانَ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
(غَفُورًا)
خَبَرُ كَانَ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
(رَحِيمًا)
خَبَرُ كَانَ ثَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.

إعراب الآية ٧٣ من سورة الأحزاب

{ لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ( الأحزاب: 73 ) }
﴿لِيُعَذِّبَ﴾: اللام: حرف جرّ التعليل.
يعذب: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة نصبه الفتحة.
و "إن" المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محلّ جرّ باللام.
والجار والمجرور متعلقان بـ "حمل".
﴿اللهُ﴾: لفظ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.
﴿الْمُنَافِقِينَ﴾: مفعول به منصوب بالياء، لأنه جمع مذكر سالم.
﴿وَالْمُنَافِقَاتِ﴾: معطوفة بالواو على "المنافقين" منصوبة بالكسرة بدلًا من الفتحة، لأنّها جمع مؤنث سالم.
﴿وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ﴾: معطوفتان بواوي العطف على "المنافقين والمنافقات"، وتعربان إعرابها.
﴿وَيَتُوبَ اللَّهُ﴾: معطوفة بالواو على "يعذب الله"، وتعرب إعرابها.
﴿عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾: جار ومجرور متعلقان بـ "يتوب"، وعلامة جرّ الاسم الياء، لأنه جمع مذكر سالم.
﴿وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾: معطوفات بالواو على "المؤمنين" مجرورة وعلامة جرها الكسرة الظاهرة على آخرها.
﴿وَكَانَ﴾: الواو: حرف استئناف.
كان: فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح.
﴿اللهُ﴾: اسم "كان" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿غَفُورًا رَحِيمًا﴾: خبران لـ "كان" منصوبان بالفتحة، ويجوز أن يكون "رحيمًا" صفة لـ "غفورًا".
وجملة "يعذب الله" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها صلة الموصول الحرفي "أن" المضمر.
وجملة "يتوب الله" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها معطوفة على جملة "يعذب الله".
وجملة "كان الله غفورًا رحومًا" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافيّة.

إعراب الآية ٧٣ من سورة الأحزاب مكتوبة بالتشكيل

﴿لِيُعَذِّبَ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( يُعَذِّبَ ) فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِأَنْ مُضْمَرَةٍ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿اللَّهُ﴾: اسْمُ الْجَلَالَةِ فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿الْمُنَافِقِينَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
﴿وَالْمُنَافِقَاتِ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( الْمُنَافِقَاتِ ) مَعْطُوفٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سَالِمٌ.
﴿وَالْمُشْرِكِينَ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( الْمُشْرِكِينَ ) مَعْطُوفٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
﴿وَالْمُشْرِكَاتِ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( الْمُشْرِكَاتِ ) مَعْطُوفٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سَالِمٌ.
﴿وَيَتُوبَ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( يَتُوبَ ) فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَعْطُوفٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿اللَّهُ﴾: اسْمُ الْجَلَالَةِ فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿عَلَى﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿الْمُؤْمِنِينَ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
﴿وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( الْمُؤْمِنَاتِ ) مَعْطُوفٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَكَانَ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ اسْتِئْنَافٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( كَانَ ) فِعْلٌ مَاضٍ نَاسِخٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿اللَّهُ﴾: اسْمُ الْجَلَالَةِ اسْمُ كَانَ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿غَفُورًا﴾: خَبَرُ كَانَ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿رَحِيمًا﴾: خَبَرُ كَانَ ثَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.

إعراب الآية ٧٣ من سورة الأحزاب إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 69 الى 73]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً (69) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً (71) إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (73)

اللغة:
(وَجِيهاً) : الوجيه: سيد القوم ذو الجاه والوجاهة يقال وجه الرجل يوجه وجاهة فهو وجيه.
(سَدِيداً) : صوابا، يقال سدّ يسدّ من باب ضرب صار سديدا والسداد بفتح السين: القصد الى الحق والقول بالعدل أما السداد بالكسر فكل شيء سددت به شيئا وذلك مثل سداد القارورة وسداد الثغر، وجاء في أخبار النحويين أن النضر بن شميل المازني استفاد بإفادة هذا الحرف ثمانين ألف درهم قال: كنت أدخل على المأمون في سمره فدخلت ذات ليلة وعليّ قميص مرقوع فقال يا نضر ما هذا التقشف حتى تدخل على أمير المؤمنين بهذه الخلقان؟ فقلت: يا أمير المؤمنين أنا شيخ ضعيف وحرّ مرو شديد فأبترد بهذه الخلقان.
قال: لا ولكنك قشف، ثم أجرينا الحديث فأجرى هو ذكر النساء فقال حدثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج الرجل الزوجة لدينها وجمالها كان فيها سداد من عوز فأورده بفتح السين. قال: فقلت صدق يا أمير المؤمنين هشيم، حدثنا عوف بن أبي جميلة عن الحسن عن علي ابن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيها سداد من عوز. قال: وكان المأمون متكئا فاستوى جالسا وقال: يا نضر كيف قلت سداد؟ قلت: لأن السّداد هنا لحن. قال: أو تلحنني؟ قلت: إنما لحن هشيم وكان لحّانة فتبع أمير المؤمنين لفظه. قال فما الفرق بينهما؟ قلت: السداد بالفتح القصد في الدين والسبيل وبالكسر البلغة وكل ما سددت به شيئا فهو سدادة قال: أو تعرف العرب ذلك؟ قلت: نعم هذا العرجي يقول:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ليوم كريهة وسداد ثغر
فقال المأمون: قبح الله من لا أدب له وأطرق مليا ثم قال:
ما مالك يا نضر؟ قلت: أريضة لي بمرو أتمزّزها، قال: أفلا نفيدك مالا معها؟ قلت: إني الى ذلك لمحتاج، قال: فأخذ القرطاس وأنا لا أدري ما يكتب ثم قال: كيف تقول إذا أمرت أن يترب؟: أترب، قال: فهو ماذا؟ قلت: مترب، قال: فمن الطين؟ قلت: طنه، قال:
فهو ماذا؟ قلت: مطين، قال: هذه أحسن من الأولى ثم قال: يا غلام أتربه وطنه. ثم صلى بنا العشاء وقال لخادمه: تبلغ معه الى الفضل ابن سهل. قال: فلما قرأ الفضل الكتاب قال يا نضر إن أمير المؤمنين قد أمر لك بخمسين ألف درهم ثم أمر لي الفضل بثلاثين ألف فأخذت ثمانين ألف درهم بحرف استفيد مني هذا وقد نظم بعضهم هذا الفرق بين الفتح والكسر مع ذكر الضم بقوله:
والاستقامة هي السّد ... وبلغة من عيش السّداد
وجمع سدّة أتى سداد ... وهي زكام مانع للنشر
وقال في القاموس: السّداد: داء في الأنف يمنع تنشم الريح.
(أَشْفَقْنَ) : خفن.

الإعراب:
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى) لا ناهية وتكونوا فعل مضارع ناقص مجزوم بلا والواو اسمها وكالذين خبرها على أن الكاف اسم بمعنى مثل والذين مضاف إليه ويجوز أن تكون جارة والجار والمجرور خبر تكونوا وجملة آذوا موسى صلة قيل انهم قرفوه بعيب في جسده من برص أو أدرة وسيأتي حديث مسلم بهذا الصدد في باب الفوائد. (فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً) الفاء عاطفة وبرأه الله فعل ومفعول به مقدم وفاعل مؤخر ومما: يجوز أن تكون ما موصولة أو مصدرية أي من الذي قالوه أو من قولهم وعلى كل هو متعلق ببراءة والواو عاطفة وكان فعل ماض ناقص واسمها مستتر تقديره هو يعود على موسى وعند الله متعلق بوجيها ووجيها خبر كان. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً) جملة مستأنفة مسوقة لتقرير ما تقدم واتقوا الله فعل أمر وفاعل ومفعوله وقولوا فعل أمر وفاعل وقولا مفعول مطلق وسديدا نعت.
(يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) جزم يصلح جوابا للطلب ولكم متعلقان بيصلح وأعمالكم مفعول به وجملة ويغفر لكم ذنوبكم عطف على الجملة السابقة. (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً) الواو استئنافية ومن اسم شرط جازم مبتدأ ويطع الله فعل الشرط، فقد الفاء رابطة للجواب لاقترانه بقد وفاز فعل ماض وفاعله مستتر تقديره هو يعود على من وفوزا مفعول مطلق وعظيما نعت والجملة في محل جزم جواب الشرط. (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ) كلام مستأنف مسوق للتنويه بشأن الأمانة وتفخيم أمرها وسيأتي مزيد بسط فيها في باب البلاغة، وان واسمها وجملة عرضنا خبرها والأمانة مفعول عرضنا وعلى السموات متعلقان بعرضنا وما بعده عطف على السموات. (فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها) الفاء عاطفة وأبين فعل ماض وفاعل وأن وما في حيزها مفعول أبين وأشفقن عطف على أبين ومنها متعلقان بأشفقن.
(وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا) الواو عاطفة وحملها فعل ماض ومفعول به مقدم والإنسان فاعل مؤخر وإن واسمها وجملة كان خبرها وظلوما خبرها الأول وجهولا خبرها الثاني.
(لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ) اللام متعلقة بحملها وقيل بعرضنا فاللام للتعليل على طريق المجاز لأن التعذيب نتيجة حمل الأمانة ويعذب فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام والله فاعل والمنافقين مفعول به وما بعده عطف عليه.
(وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) ويتوب الله عطف على يعذب الله وعلى المؤمنين متعلقان بيتوب والمؤمنات عطف على المؤمنين وكان واسمها وخبراها.


البلاغة:
التمثيل:
في قوله «إنا عرضنا الأمانة على السموات إلخ» فن التمثيل والمراد بالأمانة الطاعة عامة ولا مجال لتخصيصها، وعرضها على السموات والأرض والجبال تمثيل فهي استعارة تمثيلية وقد سبق القول فيها، ولكن عبد القاهر جعل فرقا بين الاستعارة والتمثيل فهو يفرق أول ما يفرق بينهما بأن الاستعارة تكون في لفظ ينقل عن أصله اللغوي ويجري على ما لم يوضع له من أجل شبه ما نقل اليه وما نقل عنه فإذا قلت رأيت أسدا تريد به الرجل الشجاع كانت الاستعارة في كلمة الأسد، أما التمثيل فهو التشبيه المنتزع من مجموع أمور لا تحصل إلا بجملة من الكلام أو أكثر وقد تجد الألفاظ في الجمل التي يعقد منها جارية على أصولها وحقائقها في اللغة، هذا ويقوم التمثيل هنا على ما هو متخيل في الذهن فإن عرض الأمانة على الجماد وإباءه وإشفاقه محال في نفسه غير مستقيم فالمشبه به إذن غير معقول ولكنك تتخيل حال التكليف في صعوبته وثقل محمله بحاله المفروضة لو عرضت على السموات والأرض والجبال لأبين أن يحملنها وأشفقن منها، والأمانة التي هي الطاعات كأنها راكبة للمؤمن وهو حاملها ألا تراهم يقولون: ركبته الديون ولي عليه حق فإذا أداها لم تبق راكبة له ولا هو حاملا لها، ونحوه قولهم لا يملك مولى لمولى نصرا يريدون أنه يبذل النصرة له ويسامحه بها ولا يمسكها كما يمسكها الخاذل على حد قول القطامي وقيل ذي الرمة.
أخوك الذي لا تملك الحس نفسه ... وترفض عند المحفظات الكتائف
أي لا يمسك الرقة والعطف إمساك المالك الضنين ما في يده بل يبذل ذلك ويسمح به، وحسّ له حسا رقّ وعطف والحس أيضا العقل والتدبير والنظر في العواقب والارفضاض من الترشرش والتناثر.
واحفظه إحفاظا فالمحفظات المغضبات والكتائف جمع كتيفة وهي الضغينة والسخيمة والحقد. يقول: هو أخوك الذي لا تملك نفسه الرحمة بل يبذلها لك أو لا تقدر نفسه على التدبر بالتأني كي يسرع إليك بغتة وترتعد وتذهب ضغائنه من جهتك عند الأمور المغضبة لك لأنها تغضبه أيضا.


الفوائد:
هذه الآيات نزلت في شأن زيد وزينب وما راج فيه من قالة الناس وما أرجف به بعض المرجفين، وقيل في أذى موسى أقوال شتى، روى مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم الى سوءة بعض وكان موسى عليه السلام يغتسل وحده فقالوا: والله ما منع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر، قال: فذهب يوما يغتسل فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه قال فجعل موسى عليه السلام يعدو أثره يقول ثوبي حجر، ثوبي حجر حتى نظرت بنو إسرائيل الى سوءة موسى فقالوا: والله ما بموسى من بأس فقام الحجر حتى نظروا إليه قال: فأخذ ثوبه فاستتر به وطفق بالحجر ضربا. قال أبو هريرة: والله إن به ندبا ستة أو سبعة من ضرب موسى، وفي القاموس: «الندبة أثر الجرح الباقي على الجلد والجمع ندب مثل شجرة وشجر وأنداب وندوب» والأدرة بضم الهمزة وسكون الدال المهملة وراء مفتوحة مرض تنتفخ منه الخصيتان وتكبران جدا لانصباب مادة أو ريح غليظ فيهما ورجل آدر بالمد كآدم به أدره. (34) سورة سبإ مكيّة وآياتها اربع وخمسون

إعراب الآية ٧٣ من سورة الأحزاب التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (73)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (لِيُعَذِّبَ اللَّهُ) : اللَّامُ تَتَعَلَّقُ بِحَمْلِهَا. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

إعراب الآية ٧٣ من سورة الأحزاب الجدول في إعراب القرآن

[سورة الأحزاب (33) : الآيات 72 الى 73]
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (73)


الإعراب
(على السموات) متعلّق ب (عرضنا) ، (الفاء) عاطفة (أن) حرف مصدريّ ونصب (يحملنها) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب.. و (ها) مفعول به (منها) متعلّق ب (أشفقن) ..
والمصدر المؤوّل (أن يحملنها..) في محلّ نصب مفعول به عامله أبين.
وجملة: «إنّا عرضنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «عرضنا..» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أبين ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يحملنها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «أشفقن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أبين..
وجملة: «حملها الإنسان» لا محلّ لها معطوفة على جملة أبين.
وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للتعليل.
وجملة: «كان ظلوما ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(73) (اللام) للتعليل (يعذّب) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.. والمصدر المؤوّل (أن يعذب) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (حملها) .. أو ب (عرضنا) .
عاطفة (يتوب) مضارع منصوب معطوف على (يعذّب) ، (على المؤمنين) متعلّق ب (يتوب) ، (الواو) للاستئناف.
وجملة: «يعذّب الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «يتوب الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّب الله.
وجملة: «كان الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة مبيّنة لما سبق.


البلاغة
التمثيل: في قوله تعالى «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها» لما بين عظم شأن طاعة الله ورسوله، ببيان عظم شأن ما يوجبها من التكاليف الشرعية، وصعوبة أمرها بطريق التمثيل، من الإيذان بأن ما صدر عنهم من الطاعة وتركها، صدر عنهم بعد القبول والالتزام. وعبر عنها بالأمانة.


الفوائد
- الأمانة:
قال ابن عباس: أراد الله بالأمانة الطاعة والفرائض التي عرضها الله على عباده. عرضها على السموات والأرض والجبال، على أنهم إذا أدوها أثابهم، وإن ضيعوها عذبهم. وقال ابن مسعود: الأمانة أداء الصلوات، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، وصدق الحديث، وقضاء الدين، والعدل في المكيال والميزان، وأشد من هذا كله الودائع، وقيل: جميع ما أمروا به ونهوا عنه.
قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : أدّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك. سورة سبأ
آياتها 54 آية

إعراب الآية ٧٣ من سورة الأحزاب النحاس

{لِّيُعَذِّبَ ٱللَّهُ ٱلْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ وَٱلْمُشْرِكِينَ وَٱلْمُشْرِكَاتِ..} [73] أي بالحجج القائمة عليهم من عرض الأمانة عليهم، وهي إِظهار ما أظهر لهم من الوعيد. قال عبداللهِ بن مسعود: الأمانة: الصلاة والصيام وغسل الجنابة، وعن أُبَيّ بن كعب قال: من الأمانة أنّ المرأة أُوتُمِنَتْ على فرجها. وفي حديث مرفوع "الأمانة الصلاة" إِن شئتَ قلتَ صليتُ، وان شئت قلت لم أصلّ وكذا الصيام وغسل الجنابة. وقرأ الحسن {وَيَتُوبُ ٱللَّهُ} بالرفع يقطعه من الأول أي يتوبُ عليهم بكل حال. {وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} خبر بعد خبر لكان، ويجوز أن يكون نعتاً لغفور، ويجوز أن يكون حالاً من المضمر.

إعراب الآية ٧٣ من سورة الأحزاب مشكل إعراب القرآن للخراط

{ لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } المصدر المؤول "ليعذب" مجرور متعلق بـ "حملها" في الآية السابقة. جملة "وكان الله غفورا" مستأنفة، "رحيما" خبر ثان لـ "كان".